حواليكم
04-08-2015, 07:17 PM
بقية الحرف ..
وصفحات أتت بعدها فارغة كفجوة القلوب جراء الانتظار ، أَغفل الكاتب عنها ام أنه تغافلها ليجعلنا نتحدث إليه ؟ ، ولكنني سأصمت فأنا استمع الان لهمس وثرثرة حنين وليس بالتأكيد وانت تعلم ذلك من اللباقة أن تتحدث فيما غيرك يتكلمون .
وأنا أحصي الصفحات الترابية ، أطل بخجل رأسها معلنة أن قد طال انتظاري ، فلمَ تأخرت ؟ من شغلك عني ؟ وإذا بي أراها ، ماذا تُسمونها ؟ نعم إنها رسالة ، أينسى أحد مفردة ( رسالة ) وهي الحمامة التي ما كلت ولا ملت وهي تنقل كل أنواع الرفاهية للقلوب المعذبة ، ولكن أستميحكم عذرا فما استلمت واحدة منذ عشر سنوات ، هذا جنون عشر سنوات ... وكأني سجين جزيرة أو منفي في الأرض .
ورحتُ بدهشة طفلا أُمزق الصمت بنشرها لأرى ما تحمل ، ماذا تُخبئ ؟ فعدتُ طفلا يمزق أكياس الحلوى سريعا ليلتهمها دفعة واحدة لكيلا يُشارك بها احد .
" أيها الربيع المستيقظ من غفوة قد طالت لا تتأخر بالمجيء "
هذه هي مقدمة الرسالة ، لقد كنت أحسبها تبتدئ دوما بتحية و سلام ، يا ترى هل كان مكوثي هنا كعزلة أهل الكهف ، لا ... هي عشر سنوات أذكرها عشرا انتهت بالأمس .
" غريب أنت يا أخي في ما مضى قلت لي إنني انسان يستحق الحياة وأنا هنا تُسرق مني الحياة لتُباع أو تُمنح لغيري ، فمتى قل كانت الحياة هدايا نتبادلها بيننا ؟ قبل ايام زرتُ المنزل القديم أقصد المقبرة القديمة لأُلقي السلام على من رحل وإني لأتساءل متى يحين موعد مغادرة قطاري فقد أنهكني الانتظار وأنا ألوح للمسافرين وقطاري قد تأخر والكل يرحل وظللت وحدي هنا أنتظر صافرة القطار وأنتظر يدا تلوح لي وأظل أنتظر ، إني بت خائفا من أن أرحل بدون أن يلوح لي أحد .
خمس سنين مضت ولكن كل يهون فبرغم من أن لا أحد يُحب الهوان ولكن كل يهون ، خمس سنين ما رأيتك فيها ، أ أراك في غيرها ؟ خمس سنين وأنا الغريق في كل بحر أمر به فهل تصدق ذلك ؟ كم عساني أملك من الأرواح ؟ تُزعجني الرسائل وتملؤني سخطا عليها ، فكيف أسترسل بالكلام ولا أحد أمامي سواها وما هي التي أريد أن أكلمها وما أبغيها ولكن قانون البلاد يرفض إلا الرسائل كل الحديث كل الكلام ، أتعلم ان حارس الباب يعد حروفي ويُحصي نقطي يرهبني بعصا طويلة بأن لا أُخطئ وضع الفتحة ولا ضم المبتدأ و كل جملة نهايتها نقطة .. كل حياتنا صارت جملا فمتى نضع النقاط فنستريح وتفرحون أنتم هناك وجميعنا يعلم بأننا كلنا جميعنا نحن السجين بدار السجين ولكن نرفض ونلفظ إلا العدو !
قبل شهور أُصبت بإحدى تلك الأمور التي يُصاب بها الرجال هنا ولكن أنت تعلم أن الرجل رجل مهما أُصيب ومهما سُرقت منه الحياة وخُطف منه العمر يظل الرجل بكل تلك المقاييس ، طويل الشجاعة ذكي الإجابة و دمع تعذر في أن يسيل .
لمشتاق أنا إليك فما هي اخبارك ؟ وكيف أحوال الراحلين هل عادوا ليسلموا عليك ؟ أعانيني أعانيك على سواء أينا مقصر مع الآخر أنا أم أنت ؟ ، حرف كلمة لا شيء يصلني منك ففي غربة الاوطان لا نصبح شيء فالوطن هو جميع الأشياء .
سأعمل لأجلك وأظل أعمل حتى تُسافر وتعود عشر سنين ، خمسين سنة ، مائة حتى سأظل أعمل حتى تهبط من سماء المستقبل أحلامنا ، لأجلك أعمل فاعمل لأجلي وكلانا يعمل لأجل الوطن ، فهو باء البداية ونون النهاية وهو الوجود وهو العدم ، خمس سنين لم أدوس بقدمي نمل الدار ، لم أضيع بفرحي هدوؤ السماء والبحر ، ربك رحيم وحمدا لله على رحمته بأن البعد ظالم مثلي على النمل الصغير وعلى البحر والسماء وهو الذي حذر ظالما يزداد وزنه كل يوم لأن أنابيب العصير محفورة فينا فيشرب منا وينمو حجما ، قوة وظلما وربك رحيم عليم ، ما أقول لك أيضا ؟ فالسجان يطرق بابي ويصرخ بي بأن يكفي فقد أشبعت اللغة خطأ وتجريحا ، هل تصدق ؟ فما كنت يوما لأجرح شقيقة الوطن ، لا أطلب بأن تديم السعادة بقلبك رغم غيوم الأسى ولكن رفقا بالذي يراك الان سعيد .. والسلام ....... سلام عليك "
انتهت أم أنها قُطعت ؟ قررت تصديق الخيار الأخير مع أنني أعلم يقينا انها انتهت ، كم هي متعبة الذكريات ونحن نجترها من عصارة ما تبقى منها فينا فأسقط أرضا نائما ، وما النوم سهل ولكن رعية الجسد ونحن مسؤولون عنها .
وفي المساء بعمق الليل استيقظت وبي ارتعاشة حمى تلفني ، ورأيت غرفتي مرتبة والاوراق منظمة ، أدخل أحد هنا خلسة ؟ أم أنني غفوتُ على حلمي لذيذ ، وليس من المعقول ان يدخل شخص ليرتب لك غرفتك ويخرج أهي صرعة جديدة بعالم الإجرام لصوص منظمين ! ، اذا ما الذي حصل فعلا ؟
كنت هنا بالأمس أرتب هذه وأُدخل تلك حتى أتى حتى أتيت ، أصبحتُ أملك قلبا حكيما لأول مرة في حياتي فقد قال لي " وما الداعي لمعرفة ما حصل فكل الامور انتهت وكانت ما كانت "
وعدت أجرجر جسدي نحو طاولتي ..
وفتحت الصفحة الأولى وقرأت ..
بخط منمق " إلى المرض المزمن ...... "
انتهى ..
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=645463&goto=newpost)
وصفحات أتت بعدها فارغة كفجوة القلوب جراء الانتظار ، أَغفل الكاتب عنها ام أنه تغافلها ليجعلنا نتحدث إليه ؟ ، ولكنني سأصمت فأنا استمع الان لهمس وثرثرة حنين وليس بالتأكيد وانت تعلم ذلك من اللباقة أن تتحدث فيما غيرك يتكلمون .
وأنا أحصي الصفحات الترابية ، أطل بخجل رأسها معلنة أن قد طال انتظاري ، فلمَ تأخرت ؟ من شغلك عني ؟ وإذا بي أراها ، ماذا تُسمونها ؟ نعم إنها رسالة ، أينسى أحد مفردة ( رسالة ) وهي الحمامة التي ما كلت ولا ملت وهي تنقل كل أنواع الرفاهية للقلوب المعذبة ، ولكن أستميحكم عذرا فما استلمت واحدة منذ عشر سنوات ، هذا جنون عشر سنوات ... وكأني سجين جزيرة أو منفي في الأرض .
ورحتُ بدهشة طفلا أُمزق الصمت بنشرها لأرى ما تحمل ، ماذا تُخبئ ؟ فعدتُ طفلا يمزق أكياس الحلوى سريعا ليلتهمها دفعة واحدة لكيلا يُشارك بها احد .
" أيها الربيع المستيقظ من غفوة قد طالت لا تتأخر بالمجيء "
هذه هي مقدمة الرسالة ، لقد كنت أحسبها تبتدئ دوما بتحية و سلام ، يا ترى هل كان مكوثي هنا كعزلة أهل الكهف ، لا ... هي عشر سنوات أذكرها عشرا انتهت بالأمس .
" غريب أنت يا أخي في ما مضى قلت لي إنني انسان يستحق الحياة وأنا هنا تُسرق مني الحياة لتُباع أو تُمنح لغيري ، فمتى قل كانت الحياة هدايا نتبادلها بيننا ؟ قبل ايام زرتُ المنزل القديم أقصد المقبرة القديمة لأُلقي السلام على من رحل وإني لأتساءل متى يحين موعد مغادرة قطاري فقد أنهكني الانتظار وأنا ألوح للمسافرين وقطاري قد تأخر والكل يرحل وظللت وحدي هنا أنتظر صافرة القطار وأنتظر يدا تلوح لي وأظل أنتظر ، إني بت خائفا من أن أرحل بدون أن يلوح لي أحد .
خمس سنين مضت ولكن كل يهون فبرغم من أن لا أحد يُحب الهوان ولكن كل يهون ، خمس سنين ما رأيتك فيها ، أ أراك في غيرها ؟ خمس سنين وأنا الغريق في كل بحر أمر به فهل تصدق ذلك ؟ كم عساني أملك من الأرواح ؟ تُزعجني الرسائل وتملؤني سخطا عليها ، فكيف أسترسل بالكلام ولا أحد أمامي سواها وما هي التي أريد أن أكلمها وما أبغيها ولكن قانون البلاد يرفض إلا الرسائل كل الحديث كل الكلام ، أتعلم ان حارس الباب يعد حروفي ويُحصي نقطي يرهبني بعصا طويلة بأن لا أُخطئ وضع الفتحة ولا ضم المبتدأ و كل جملة نهايتها نقطة .. كل حياتنا صارت جملا فمتى نضع النقاط فنستريح وتفرحون أنتم هناك وجميعنا يعلم بأننا كلنا جميعنا نحن السجين بدار السجين ولكن نرفض ونلفظ إلا العدو !
قبل شهور أُصبت بإحدى تلك الأمور التي يُصاب بها الرجال هنا ولكن أنت تعلم أن الرجل رجل مهما أُصيب ومهما سُرقت منه الحياة وخُطف منه العمر يظل الرجل بكل تلك المقاييس ، طويل الشجاعة ذكي الإجابة و دمع تعذر في أن يسيل .
لمشتاق أنا إليك فما هي اخبارك ؟ وكيف أحوال الراحلين هل عادوا ليسلموا عليك ؟ أعانيني أعانيك على سواء أينا مقصر مع الآخر أنا أم أنت ؟ ، حرف كلمة لا شيء يصلني منك ففي غربة الاوطان لا نصبح شيء فالوطن هو جميع الأشياء .
سأعمل لأجلك وأظل أعمل حتى تُسافر وتعود عشر سنين ، خمسين سنة ، مائة حتى سأظل أعمل حتى تهبط من سماء المستقبل أحلامنا ، لأجلك أعمل فاعمل لأجلي وكلانا يعمل لأجل الوطن ، فهو باء البداية ونون النهاية وهو الوجود وهو العدم ، خمس سنين لم أدوس بقدمي نمل الدار ، لم أضيع بفرحي هدوؤ السماء والبحر ، ربك رحيم وحمدا لله على رحمته بأن البعد ظالم مثلي على النمل الصغير وعلى البحر والسماء وهو الذي حذر ظالما يزداد وزنه كل يوم لأن أنابيب العصير محفورة فينا فيشرب منا وينمو حجما ، قوة وظلما وربك رحيم عليم ، ما أقول لك أيضا ؟ فالسجان يطرق بابي ويصرخ بي بأن يكفي فقد أشبعت اللغة خطأ وتجريحا ، هل تصدق ؟ فما كنت يوما لأجرح شقيقة الوطن ، لا أطلب بأن تديم السعادة بقلبك رغم غيوم الأسى ولكن رفقا بالذي يراك الان سعيد .. والسلام ....... سلام عليك "
انتهت أم أنها قُطعت ؟ قررت تصديق الخيار الأخير مع أنني أعلم يقينا انها انتهت ، كم هي متعبة الذكريات ونحن نجترها من عصارة ما تبقى منها فينا فأسقط أرضا نائما ، وما النوم سهل ولكن رعية الجسد ونحن مسؤولون عنها .
وفي المساء بعمق الليل استيقظت وبي ارتعاشة حمى تلفني ، ورأيت غرفتي مرتبة والاوراق منظمة ، أدخل أحد هنا خلسة ؟ أم أنني غفوتُ على حلمي لذيذ ، وليس من المعقول ان يدخل شخص ليرتب لك غرفتك ويخرج أهي صرعة جديدة بعالم الإجرام لصوص منظمين ! ، اذا ما الذي حصل فعلا ؟
كنت هنا بالأمس أرتب هذه وأُدخل تلك حتى أتى حتى أتيت ، أصبحتُ أملك قلبا حكيما لأول مرة في حياتي فقد قال لي " وما الداعي لمعرفة ما حصل فكل الامور انتهت وكانت ما كانت "
وعدت أجرجر جسدي نحو طاولتي ..
وفتحت الصفحة الأولى وقرأت ..
بخط منمق " إلى المرض المزمن ...... "
انتهى ..
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=645463&goto=newpost)