تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كـ طفلة صغيرة ضاعت عن حضن أمها لا تعرف أين تذهب ولمن تشكو همها



حواليكم
09-10-2015, 11:21 PM
تأبى عقاربُ الساعةِ إلا قفزاً إلى الأمام
يقولون ليلُ السُهدِ طويل ، فما بالُ ليلي قصيراً وأنا التي لم يغمض لي جفن ؟!
ربما الخوف من الغد هو ما يجعلهُ يأتي أسرع .
وهذهِ الشمسُ تشرقُ أبكر من عادتها ، خيوطُ أشعتها تنسابُ من النافذة لتعلن بداية فصل أول من عذابٍ غير معلوم النهاية .
وكأني وأنا أُسدلُ الستائر السميكة على النوافذ أُحاول عبثاً أن أزيد في ليلتي هذه .. بضعُ دقائق قليلة ...
.
.
لا أعلم ما نوع هذا الشعور
كل ما أعلمه بأنه مخيف جداً
أتساءل لمَ أنا خائفة من الغد وأنا التي أعتدت أن أكون متفائلة دائماً
ما الشيء الغريب الذي يحدث لي ؟
هل أنا أحلم ؟
محال !
إنها حقيقة
بين أربعة أسوار أشعر بأنني في سجن الكآبة
أحس بأن الشر سيلتف من حولي غداً
لا أعلم ما الذي يخبئه لي الغد من أحزان وهموم

أيها الغد رجوتك رجاءً صادقاً
تأخر قليلاً ..!
فقط تأخر ساعتين
ساعة !
اذاً دقائق

لمَ لا تجيب
الغد آتٍ لا محالة
ما الذي سأفعله بمفردي وأنا وحيدة
أأمسك هاتفي وأتصل بأي رقم
قد يجيب عليَّ شخصٌ ما
ولكن ما الذي سأقوله ؟
أأقول أني خائفة من شيء لا أعرفه !
سأكون كالدعابة .. سيُسخر مني
ولكنني بالفعل خائفة جداً
كـ طفلة صغيرة ضاعت عن حضن أمها
لا تعرف أين تذهب.. ولمن تشكو همها
بعد لحظات وأنا أرتعش خوفاً
وجدت نفسي أمام الرف الذي هجرته منذ مدة
لم أشعر بقدميّ وهما تأخذانني اليه
أنه ذاك الرف الذي يحوي أطهر كتاب على وجه الأرض
نعم إنه القرآن الكريم
أمسكته بيداي وهما ترتعشان خوفاً
ففتحه وقرأت شيئاً يسيراً
وإذا بي اقرأ
{قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}
فاطمأنت روحي ..
وأدركت بأنني لست وحيدة
ربي معي
هو الذي ينصرني
هو الذي يحميني
هو الذي يعطيني

فتذكرت أن ناراً لم تحرق نبي الله ابراهيم
وأن سكيناً لم تقتل نبي الله اسماعيل
وأن بحراً لم يغرق نبي الله موسى
وأن حوتا ضخماً لم يأكل نبي الله يونس
عليهم السلام
إذا لن يحدث لي شيء إلا بإرادة الله عزّ وجلّ

قبل وهلة كنت قد نسيت كل هذا
كنت في وحشة
كنت قد كرهت الحياة
وتمنيت الوفاة

ما اقبح هجر القرآن .."

الآن أنا أنتظر الغد وكلي قوة
فالله معي ..

لن أخاف من المخلوق ومعي الخالق
الآن أنا كطفلة وجدت أمها بعد أن ضاعت في طرقات مدينة واسعة كلها أغراب

كم أحبك يا الله
.
.
.
النهاية





بالأحمر : مقتبس


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=656292&goto=newpost)