تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة للتفكر



أحمد بن عبد الله الفليتي
03-08-2012, 02:02 PM
مناجم العلوم والمضاف إلى مناجم العلوم

مقالين قمت بدمجهما معا للفائدة
نشرت الاولى بتاريخ ٣٠ من الشهر الفائت
ونشر المضاف الى مناجم العلوم اليوم
في رائعة جديدة للكاتب
عبداللطيف الزبيدي
انقل لكم هذه الدعوة للتفكر

في القرآن الكريم آيات علميّة يجب أن يتفكّر فيها الإنسان على صعيدين مختلفين، وفي مستويين متباينين، ههنا متعتان الأولى: ما يستطيع أهل عصرنا استيعابه منها، والأخرى: كيف كان قدماؤنا يفهمونها؟ وكيف كانت تبدو لهم أسرارها؟ فهؤلاء تفصلهم قرون عدّة عن بداية الكشوف العلميّة، ولايزال العلم في أولى خطاه . أعتقد أن القدامى عكفوا على الإعجاز البلاغي البياني أكثر من وقوفهم على محاولة استخلاص الحقائق العلمية، علماء اللغة يقولون لنا إن “كُل” في الضاد تعني الكل من دون أيّ استثناء . فقوله تعالى: “وكل في فلك يسبحون” لا يتضمّن الاستثناء إذاً، وبالتالي كان يجب أن تنقلب كل المفاهيم السابقة عن أن الأرض بسيطة . كان في إمكان “كل” أن تطلق شرارة فتوح عظيمة في العلوم . لو انبثق ذلك السؤال المعرفي، لوجد منجماً آخر يسنده في قوله تعالى في سورة “يس”: “ولا الليل سابق النهار” . وهذه الصورة لا يمكن أن تتحقق إلاّ إذا كانت الأرض كرة، فيكون نصفها مضيئاً ونصفها الآخر مظلماً . أمّا لو كانت كما كان أكثر اليونانيين يتوهمون أنها قاع الكون، لكون التراب أثقل العناصر، فكيف كان الضياء والظلام أو النهار والليل يجتمعان معاً لا أحد منهما يسبق الآخر؟

نظرتان ثاقبتان كانتا كافيتين لمراكمة الشواهد والحجج لفتح آفاق جديدة للعلوم . فكلام الله في الآيتين أجلى من الشمس، ولكن موروث مفهوم البسيطة في القرون السابقة على ذلك العصر، كان ذا وطأة شديدة حالت دون تغيير النظرة جذريّاً، رغم أن اليونانيين أدركوا أن السفينة حين تلوح في الأفق، تظهر مقدمتها ثم يبرز جسمها، ما يدلّ على التقويس والتدوير والتكوير .

وماذا عن قوله سبحانه: “وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم”؟ كل واحدة من هذه الإشارات كتاب تفكر في حدّ ذاته . في الآية الأخيرة (النحل) امتحان للعقل أمام المعتقدات والمفاهيم الموروثة: ما الحاجة إلى الجبال إذا كانت الأرض هي قاع الكون وثابتة راسخة؟ كيف يُخشى على المخلوقات أن تميد بهم الأرض وتميل وتفقد توازنها، إذا كانت قرار كل قرار؟

لو بذل القدامى مزيداً من المجهود الفكري في هذه المناجم العملية الإعجازيّة، ما كان غاليليو ليحظى بالشهرة التي حظي بها . ولكن الأعظم هو أن العلوم في شتى الميادين كانت ستتقدم على نحو لا نستطيع حتى أن نتصوّر مداه .

ما أظن أن على وجه الأرض تناقضاً أشد وأنكى على الإنسان من البون الشاسع بين تردي السلوك البشري وبين سمو التقدم العلمي، في مجال كشف أسرار الكون . الفارق بين الثرى والثريا . النصف الغريزي الحيواني يرتكب أسوأ الأفعال على الأرض، والنصف المشدود إلى سحر الكشوف الكونية، يتسقط الأخبار من مسبار الفضاء“فويجر 1”، الذي أطلق سنة سبع وسبعين، ويبعد عنّا سبعة عشر مليار كيلومتر ونيفاً، منطلقاً خارج المنظومة الشمسية، بسرعة ستين ألف كيلومتر في الساعة . وبعد أربعين ألف سنة، إن عشتم وعشنا، سيكون على مسافة أقل من سنتين ضوئيتين من نجم صغير .

قلت أكثر من مرة إن الأرقام من هذا القبيل هي التي تحدد المسافات بين البشر . وما لم تتغير نظم التربية والتعليم، فلن تتقلص الفوارق . ولن تزول الأخطار الناجمة عن النصف الحيواني الغريزي في الإنسان . بداهة، حين تقل الموارد والمصادر تنشب الحروب . وفي الحروب يتبين الفارق في التقدم العلمي . انتهى عصر الفلاسفة الكبار . اليوم لا فولتير ولا روسو ولا هيغل ولا كانط، ولا ولا . نحن اليوم نشهد المهزلة التي وصلت إليها الفلسفة على أيدي برنار هنري ليفي وفينكلكروت الصهيونيين . على المناهج اليوم وغداً وطوال الأجيال القادمة، أن تسخر طاقات البنات والأبناء لخدمة العلوم، حتى لا يظلوا صيداً للتيارات السلبية . العلوم هي الأخرى عبادة تطهر النفوس وتسمو بالعقول: “ويتفكرون في خلق السموات والأرض” . التفكر هنا مختبرات قائمة على العلوم والبحث العلمي، الذي لا يريد العرب الاستثمار فيه بسخاء . في حين أنه أعظم سلاح ضد وحش التخلف الكامن في كهوف الظلام .

عندما تفكر في الأدوات الضرورية، للتفكر في الكون، ونحن جزء منه على ظهر كوكبنا الصغير، ندرك كم فات قدماءنا حسن توجيه العقل الناقد والنظر الثاقب . ثمة فعل رائع وعجيب في موقعه، ففيه يكمن سرّ الإشارة الخفية الجلية، وقد أوقع أهل النظر في حيص بيص . هذا الفعل ورد في آيتين متشابهتين في اللفظ، ومتطابقتين في المعنى، في سورة “الرعد”: “الله الذي رفع السماوات بغير عَمَد ترونها” . وفي “لقمان”: “خلق السماوات بغير عمد ترونها” . ماذا تفعل الأعمدة في البنيان؟ إنها تثبت الأشياء في مواقعها . وكان على الأوائل منذ قرون أن يهتدوا إلى الجاذبية قبل نيوتن وتفاحته . لقد كانوا يعرفون مواقع النجوم ودورة الفصول، ودوران الفلك والبروج . أليس هذا دليلاً على أعمدة غير مرئية، تجعلها لا تخرج عن النظام؟

فتى كمزار
03-08-2012, 06:01 PM
لو أنا اللي منزل الموضوع تم نقلها للمكان المناسب من زماان

حتى بهالشيئ عندكم مجاملة

بلسم
03-08-2012, 09:10 PM
شكراا إلى الموضوع الجميل


ينقل إلى القسم المناسب

أحمد بن عبد الله الفليتي
07-08-2012, 06:53 PM
اخي العزيز فتى كمزار
السلام عليكم ورحمة الله

اعتذر بداية عن وضع مقالة الكاتب الكبير عبداللطيف الزبيدي في غير القسم المخصص لها ؛ وانما كان قصدي استفادة اكبر عدد
من مرتادي الموقع من هذا العطاء المميز لهذا الكاتب المبدع ؛ نحن في شهر فضيل وارجو ان لا تتحسس من بعض المواضيع التي
نعتقد بضرورة اطلاع اكبر شريحة عليها. ومع ذلك اكرر اعتذاري عن طرح الموضوع في غير محله.

ولك خالص التحية
ورمضان شهر القران الذي هو شهر المعرفة والاتقان

أحمد بن عبد الله الفليتي
11-08-2012, 06:54 PM
عودا على بدء بشان الكتب المدرسية والذي ادرجته في موقع
خصب نت ؛ هاهو الاستاذ المبدع عبد اللطيف الزبيدي وكأنه يشاطرني الرأي بالاستفادة
من التكنلوجيا في التخفيف على الطلبة خاصة الاطفال من حمل أوزان من الكتب

فكرة طيبة أن تستعيض مناهج التربية والتعليم عن الكتب المدرسية الورقية بكتب على الشبكة العنكبوتية، أو على صورة ملفات بَرْمَجِية . وقد بدأت دول في الغرب السير على هذا النهج الرقمي . العالم العربي في أمس الحاجة إلى هذه الخطوة الذكية . إنها خطة اليوم والغد . المنطق الغربي ينطلق من أن جديد العلوم وتجدد المعارف، يسيران بسرعة فائقة . في كل يوم حادث يُغَير المفاهيم، وتتغير الأرقام والحسابات، ومعها نظرة الإنسان . في حين أن الكتب الورقية تحتاج إلى وقت طويل، من الإعداد والتحرير والمراجعة، وإلى أن تصدر طبعة جديدة في شهور أو عام، تكون المعلومات قد تجاوزها الزمن . أما تعديل المعلومة وتحديث الإحداثيات فأمر لا يتطلب أكثر من لمسات خفيفة على لوحة المفاتيح . ولا حديث عن الاقتصاد في الوقت والجهد والمال والطاقات البشرية، والنقل والتوزيع إلى نهاية المطاف، وفي المنتهى تصل إلى التلاميذ والطلاب معلومات كالخبز البائت اليابس .

سأركز الحديث على جانب واحد من روائع الفوائد الجَمة التي ستجنيها المدارس العربية، إذا نحن سارعنا إلى قطاف هذه الثمرة الرقمية فلننظر إلى الجغرافيا مثلاً حين يتحدث الكتاب الورقي عن مساحة السودان، ويقول الأستاذ إنها مليونان ونصف المليون كيلومتر مربع، نقلاً عن معلومات ما قبل انفصال الجنوب، وحتى لا يقول المدرس إن الكتاب تجاوزه الزمن، فإن الطالب الذي يعود إلى الشبكة أو يسمع من مصدر آخر المعلومة الصحيحة، ستهتز ثقته بأستاذه وبالمناهج، إذا انفصل إقليم كردستان العراق، سنرى المشهد نفسه، وقس على ذلك بقية النوائب .

الجغرافيا كالحرباء متعددة الألوان: الجغرافيا البشرية، الطبيعية، الاقتصادية، السياسية، جغرافيا الأديان والمذاهب، الثقافية، وهلم جغرفة . هل تظل الجغرافيا الاقتصادية الليبية هي هي، إذا انفصلت برقة؟ وإذا أصبح العراق من دون كركوك؟ كل المفاهيم تتغير من الثروات الجوفية والسطحية والاحتياطيات في موارد الطاقة* والمواد الأولية، والتضاريس، التي تضرسها السياسة، والتنوع الثقافي، والكثافة السكانية .

والجغرافيا ليست وحيدة ولا مستقلة، فهي مجرد رحم يتكون فيه التاريخ ويولد، سوى أن عمره أطول من أعمار الأفراد . والجغرافيا ليست لها أهمية ذاتية مطلقة، وإنما تستمد أهميتها ممّا يحدثه الإنسان على مساحتها . وهذه الأحداث تتغير باستمرار، كما رأينا في القريب ونرى ولسوف نرى المزيد على أرض العرب .

لزوم ما يلزم: حتى نقدّم المعلومات طازجة إلى الجيل الصاعد استعيضوا عن الكتب الورقية بالرقمية، فإن من الصعب على المرء أن يرى الجغرافيا والتاريخ أورقاً في مهب الريح .

بنت مسندم الشحي
20-09-2012, 12:20 PM
الموووووضوع وااايد حلللو

بنت مسندم الشحي
20-09-2012, 12:23 PM
العلم
2284

حفيد المعرفة
03-10-2012, 10:17 PM
موضوع ثري اخ احمد، لكن لو أنك طرحت موضوع الكتب والتكنلوجيا في موضوع مستقل لكانت الفائدة اكبر واشمل ،

حقا التأمل في الآيات الكونية يقود يقوي لدى الانسان توحيد الخالق سبحانه ،