تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أبشري يا دكتورة



حواليكم
14-03-2016, 07:10 PM
هذه مسرحيتي الاولى والجزء الأول منها ..
تهمني أرائكم و نقدكم
.
.
.
( يفتح الستار .. صوت أذان .. فاطمة على سجادة الصلاة تصلي وتدعو الله قائلة :
" اللهم أنت ربي لا إله سواك .. أكرمني ياالله بفرحة تدمع بها عيناي .. اللهم إني أسألك حلماً بات ينمو فمخيلتي يوماً بعد يوم .. اللهم اني أستودعك مستقبلي أمانة عندك فاجعله مشرقاً وارزفني بما هو خير لي .. االلهم أشفي والدتي شفاء عاجلاً .. لا إله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين ... آميــــن يارب العالمين "
تثني فاطمة سجادتها لتعواد مذاكرتها مجدداً ..
( فاطمة تذاكر والبسمة منيرة ملامح وجهها المشرق وشغفهاا للعلم يفيض ..
ثم تسمع صوت رنين منبه موعد دواء أمهاا .. بعد انتهاءها من دورسها وإدخال الكتب في حقيبتها المدرسية )
تذهب لأمها مسرعة حاملة علاجها و كوب من الماء ..
تنادي فاطمة والدتها ، وتقبل يداها :
صباح الخير يا أمي .. كيف حال صحتك اليوم ؟؟
يبدو بأنك أفضل من أمس بكثير .. أدامكِ الله لي نعمة سرمدية .. فقد حان الآن موعد دوائك يا سيدتي ..
( تبتسم الأم و يبعث بجوفها الحياة مجدداً .. قائلة : صباحي وجهك الحسن يحاكي بدراً يشع ضوء .. شكراً يا فاطمة .. حفظك الله أنتٍ واخوتك دوماً أبدياً .. وأسأل الله أن يرزقني عمراً لأراكٍ طبيبة
فاطمة : آمين .. آمين
تأخذ الأم الدواء .. وعين فاطمة لم تغمض عنها ..
ثم تسأل الأم فاطمة : " هل أخواتك ما زالوا نائمين ؟
تجيب فاطمة : نعم يا أماه .. لكن سأذهب للتو لإيقاذهم .. ستشرق الشمس .. فليس هنالك بوقت كافٍ لأستعدادهم للمدرسة ..
الأم :: أحسنتٍ يا فتاة بطني ، هيا اسرعي يا فاطمة .. ألا تحتاجٍ شيء ؟ أخبريني .
فاطمة : لا يا أمي شكراً .. فكل مرادي هو راحتك و غايتي سعادتك وحاجتي كونك بجواري و قربي
الأم يحمر وجهها وتقول : تحرجني كلماتك يا فاطمة
تبتسم فاطمة ثم تهرول لإيقاظ أخواتها

فاطمة : مازن ، معاذ .. هياا أنهضوا
مازن (بكسل ) : حسناً حسناً
معاذ : كم الساعة .. مازلنا في الدجى ألا تنظري لسرى الليل من النافذة ؟؟
فاطمة : انهض يا كسول فالساعة خمس ونصف .. والشمس على وشك الشروق
هياا يا مازن .. معااذ الوقت يدركنا
يستيقظ معاذ ومازن يتعاركان لدخول دورة المياه
مازن : انا الاكبر أيها الغبي .. احترمني
معاذ : بما أنك انت الأكبر فيجب دخولي مسبقاً يا فتى !
فاطمة تتدخل في حوارهما منزعجة : فليذهب احد منكم مرحاضي
يسرع معاذ لمرحاض فاطمة و آية قبل نهوض آية ..
فاطمة ( تنادي بصوت عالي ) : يا آية أنتٍ لم تستيقظٍ بعد .. آية
تفتح آية عيناها غاضبة فتضع الوسادة أعلى أذنيها كي لا تسمع صوت فاطمة الذي يزعجها بمثابة رعد عنيف
تقترب فاطمة من آية حتى لا يصبح في المنزل ضوضاء تزعج او تضيق أمها
آية بصوت مرتفع كأنه بركان وانفجر : أنا أدرى بمستقبلي ومصلحتي .. واعلم متى استيقظ وأنام .. وأنا في الجامعة يا صغيرتي ..
اغربي عن وجهي ..
فاطمة : أفعلِ ما تهوى به نفسك يا آية أنت حقاً الأكبر سناً وتعلمين الصواب من الزلل
آية : رائع انك بدأت الأعتراف بذلك .. دعيني أكمل حلمي هيا
ترحل فاطمة عن آية مخذولة تاركة الغرفة لها ..
فقبل ذهاب فاطمة واخوانها إلى المدرسة ..
تودع امها : سنذهب إلى المدرسة يا أمي .. ألا تريدي شيئا؟؟
الام : لا يا ابنتي شكراً ..
أين آية ؟
مازن ( يضحك ) : نائمة كعادتها يا أمي ..
الأم ( بغضب ) : لما لم تنهضي أختك يا فاطمة ؟
فاطمة: لقد أبت يا أمي
الأم : لماذا ؟ اهي مريضة اليوم ؟ اطمأنيني عليها
فاطمة ( بغيرة ) : لا ..
الأم ( بحيرى ) : ماذا بها اختك يا فاطمة ؟ اجيبي
فاطمة : لا أعلم يا أمي
يقاطع معاذ الحديث : هيا يا فاطمة سترحل حافلتنا
الأم تشعر بغموض وقلق على آية : اذهب يا صغيري لمدرستك
مازن : وكذلك انا ذاهب .. وادعاً يا اماه
فاطمة وكأنها وجدت المفر : أنتظروني
الأم : لا .. أنتظري يا فاطمة
فاطمة متعجبة : نعم يا أمي ، !
الام : إلى متى ستظل ِ على هذا الحال .. مزاجية وانانية كما أباكي
فاطمة تخرج من المنزل منزعجة بائسة ..
وفجأة تلتقي بوالدها المهمل الذي دعى شأن أسرته وما يهمه نفسه فقط عند باب المنزل ..
الأب : إلى أين يا فاطمة ؟
فاطمة : أبي .. ساذهب إلى مدرستي
الأب : مدرستك ؟؟ فانا لا اسمح لك بالخروج .. ولا خروج من المنزل إلا باذني
فاطمة ( والتنهيدة كادت تخنقها ) : لماذا يا ابي ؟لدي اليوم اختبار نهائي فانا في الثانوية العامة يا أبي
الأب : لا تعليم لفتيات .. ولا جدال في ذلك
تنهض الام من على سريرها وتقف بوجه الأب قائلة : " كيف لا تتعلم ؟ اذهبي يا فاطمة لاختبارك ..
تذهب فاطمة مكسورة جناحها حزينة تترقرق العبرات من مقلتيها .. وتشكو لربها عن همها وتستغيث به صابرة عن كرب الحياة مواجهة المصاعب متحدية الظروف في سبيل طموحها
وبنفس التو والحين يتشاجر الوالدان لساعات طويلة و نزاع دائم إلى أن سقطت الأم على الأرض ..
ذعر الاب فغادر الدار متخفياً مرتبكاً ظن أن الأم قد توفيت
عادت فاطمة بشوشة تتراقص مهجتها على وتر الحلم المنتظر وفي طريقها للمنزل رأت والدها صدفة فلان قلبها لتخبره عن ثمار حصادها
لكن الاب تسارع في خطوات مشيه متجاهلاً فاطمة
لكن فاطمة كانت أقوى من أن تذبل نفسها لذلك وسعادتها لأجتيازها الاختبارات بنجاح اجبرتها على اللامبالاة
تطرق باب المنزل محدثة إيقاع طرب ..
ثم تنصدم برؤية والدتها على الأرض وآية تبكي وتصرخ وتقول أمي
أنتِ السبب يا فاطمة و تكرر انتٍ السبب يا فاطمة
هل أنتٍ سعيدة الآن ؟؟ هل ارتويت ؟؟ قد توفيت أمك وأنتٍ تتراقصي
تجلس فاطمة على الأرض وتقول أمي .. أمي .. ماذا بكٍ يا أمي ؟
ثم تجد أن قلبها مازال نابضاً ومازالت تتنفس لكن ببطء
تعانق آية وتخبرها : أهدئي يا آية ما زالت على قيد الحياة لا تبالي لا تخافي دام الله معنا ، ما لنفسي وحدها الذنب يا أختي ؟
ولا داعي للشجار .. كل ما علينا نقل والدتي إلى المستشفى
آية تهدأ ثم تأخذ بيد أمها و باليد الأخرى فاطمة ويذهبان للمستشفى معاً
فاطمة : السلام عليك أيها الطبيب .. أيمكنك معالجة امي أولاً ؟ يبدو وكأنها في حالة خطرة للغاية
الطبيب : وعليك السلام .. نعم بكل تأكيد .. فلتتفضل والدتك .. شفاها الله تعالى
فاطمة : شكراً شكراً بحجم الكون أيها الطبيب .. جعله الله في ميزان حسناتك
الطبيب : العفو يا ابنتي فهذا من واجبي .. وتلك هي مهنتي معالجة السقيم
تدخل آية وفاطمة والدتهما على كرسي متحرك للطبيب .. ونظراً لسوء حالتها يحتجزها الطبيب بالعناية المركزة حتى تفق وتعيد كما كانت بصحة جيدة ..
وفي الأسبوع الثالث من احتجاز الام بالعناية المركزة لم يفارقها أبناءها ولو لغفلة ..
تصل لفاطمة رسالة نصية من صديقتها سارة لتبشرها بظهور نتائج الثانوية العامة ..فتعتذر فاطمة من صديقتها بانها بظروف غير جيدة وأمها محتجزة بالمستشفى ، حيث تطلب منها أن تتطلع على نتيجتها وتجلب لها الشهادة ..
تنتظر فاطمة وتنتظر .. متشوقة بنتائج مفرحة و تحقيق حلمها ..
وبجانبها مازن ومعاذ وآية قاموا على ساق رافعين السواعد يدعون الله تعالى بأن يشفي أمهم و يسعد قلب أختهم
لحظة صمت ..
يأتي الطبيب ويقول : الحمد لله أمكم تحسن حالها للأفضل بإمكانكم رؤيتها الآن ..
يصرخون الابناء جميعا بصوت واحد : الحمد لله الحمد لله الحمد لله حمداً كثيراً طيباً ثم يركضون ويعانقون والدتهم بشغف
يلتمس الطبيب بعينين فاطمة القلق والتوتر ..
يسألها ويخبرها : ماذا بك يا فاطمة ؟
فاطمة ( نبضات قلبها تتزايد شيئاً فشيئاً ) : بعد دقائق ستظهر نتيجتي
الطبيب : ماشاء الله يا بنيتي وفقك الرحمن وأنار دربك ..
ثم يهمس في أذنها قائلاً : دكتورة إن شاء الله يا فاطمة
تبتسم فاطمة وتذهب لتعانق أمها وتقبل يداها ..
يتحدثون الام والبناء ويضحكون ( مشهد صامت )
ثم يطغى رنين الهاتف صوتهم ..
فتمسك فاطمة بقلبها خائفة أن يسقط منها
وتجد رسالة نصية من سارة : " أبشري يا فاطمة .. أبشري ..
أصبحتٍ دكتورة فاطمة "
تصرخ فاطمة وتتضحك بصوت مرتفع وتعانق والدتها وأخواتها : أبشروا قد تحقق الحلم .. أبشري يا أمي ابنتك دكتورة ستصبح .. أبشروا سأرتدي الرداء الأبيض والسماعات ..
وعيناها تترقرق منها الدموع فتسجد شاكرة وحامدة لله تعالى
فتضمها الأم بحنانها بين ذراعيها وتبكي معها وتحمد الله حمداً كثيراً طيباً


النهاية ..

في انتظار الجزء الثاني >>


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=689755&goto=newpost)