حواليكم
06-08-2012, 11:03 PM
السلام عليكم رحمة الله وبركاته ،،،،
مساء الخير،،،
قرأت هذه القصة من كتاب عجائب وغرائب للكاتب د.محمود المصري ،،
أخي ، أختي القارة هذه القصة هزت مشاعري ،،،
خرج التاجر الصالح ليبيع بعضاً من الأغنام والأبقار والإبل في إحدى المدن واستقر في أحد الفنادق حتى الصباح ، ثم خرج إلى سوق المواشي وعرض ما معه على تجار الجملة ، ويسر الله بيعها وقبض ثمنها نقداً ، وفي طريق عودته … خرج عليه لص خطير وقاطع طريق ، فسل خنجره وأخذ ما معه من مال .. واستغاث التاجر ولا مغيث فقد أراد اللص أن يذبحه بخنجره .. فتوسل التاجر إليه أن لا يقتله وليأخذ جميع ما يملك .. ولكن خنجر القاتل كان يعمل عمله في جسد التاجر حتى سقط جثة هامدة ... وكان التاجر في استغاثته وتوسله ينظر يمناً وشمالاً لعله يجد من يغيثه ، ويستجيب لتوسله ... ولكنه لم يجد أحداً من الناس ووجد فوق الشجر التي ذبح تحتها حمامتين ... فقال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة " أيتها الحمامتان : اشهدا ... " وقهقه قاطع الطريق وهو ينهض عن فريسته بعد أن فارقت الحياة قائلاً : " أيتها الحمامتان : اشهدا ". ومضى إلى سبيله وهو يضحك كأنه سمع نكتة تستحق القهقهة والضحك . وانتظر أولاد التاجر وأهله عودة أبيهم من رحلته التجارية .. وطال انتظارهم دون جدوى .. وسافر ولده الأكبر إلى المدينة ليسأل عن أبيه فقيل له : إن والده نزل في فندق كذا وباع أغنامه في اليوم الفلاني ، ووجد مقتولاً في اليوم الذي باع فيه ما معه ، ودفن في المقبرة وقاتله وسالب أمواله مجهول ، ودق باب الوالي ، وباب القاضي وأبواب من يعرف من الناس ومن لا يعرف ، فكان جواب الجميع : القاتل السارق مجهول الهوية ، وبذل جهوداً كبيرة ليعرف شيئاً عن سر مقتل أبيه ، ولكن جهوده ذهبت أدراج الرياح ، وعاد الفتى إلى أهله فطرق باب الوالي والقاضي يسألهما العون ، فكتبا إلى والي المدينة الأخرى وقاضيها فكان الجواب : القاتل السالب : مجهول الهوية . وانتهت قضية التاجر القتيل إلى باب مسدود ، فتقبل أولاده التعازي وأوكلوا قضيته إلى الله … وتعاقبت السنون وتبدل الولاة والقضاة مرات ونسي الناس قصة الاغتيال والسلب ونسوا القتيل السليب ، ولكن رجلاً واحداً لم ينس تلك القضية : هو القاتل السالب… ظل يذكرها وبخاصة حين يرى الحمام مرفرفاً أو على الشجر فيتخيل شبح القتيل أمامه وهو ينادي " أيتها الحمامتان : اشهدا ". وفي يوم من الأيام لبى دعوة من دعوات العشاء على مائدة أحد أقربائه … وكان الوليمة تضم أشتاتاً وألواناً من الناس … ونظر إلى أطباق الطعام فوجد أمامه مباشرة طبقاً فيه حمامتان … وحملق الرجل فيهما طويلاً وتذكر قصة القتيل الذي استنجد بالحمامتان لتشهدا له … فأطرق رأسه يستعيد تفاصيل جريمته ثم قهقه قهقهة لا إرادية يستعيد بها قهقهته الإرادية وهو يجهز على القتيل … كأنه نسي الوليمة والمدعوين ، ولفت بوجومه الطويل المدعوين من حوله ، فليس هناك ما يدعو للضحك ، ولاحقته الأنظار مستغربة وبشكل لا إرادي تنهد طويلاً ثم انطلق يحدث من حوله قصة المنكوب القتيل كأن قوة خفية قاهرة تحرك لسانه بشكل لا إرادي ، فلم يترك شاردة ولا واردة إلا وأفشاها للحاضرين ، ولم يكد يتم حديثه إلا وشعر بأن عبئاً ثقيلاً قد تخلى عنه ، ولكن حديثه أذهل الحاضرين .. وثاب إلى رشده وندم على إفشاء سره ، ولكن بعد فوات الأوان.. وأصبحت القصة بعد ساعات من إذاعتها حديث المجالس في كل مكان من المدينة … وسمعها الوالي.. فأمر بتوقيف المتهم على ذمة التحقيق ، وأمر قائد الشرطة أن يبدأ التحقيق الرسمي فاستقدم الذين سمعوا القصة من المتهم مباشرة وهو على مائدة العشاء فسجل أقوال الشهداء ، واستدعى قائد الشرطة المتهم وأطلعه على أقوال الشهود فانهار المتهم واعترف بجريمته النكراء ، وأحيلت أوراق القاتل إلى قاضي المدينة فحكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت . وقال والي المدينة : لقد شهدتا … وقال قاضي المدينة : لقد شهدتا .. وقال قائد الشرطة : لقد شهدتا : لقد شهدتا .. وفي ليلة تنفيذ الإعدام بالقاتل سألته زوجته : كيف أبحت بسرك المكنون بعد أن كتمته سنين طويلة ، فكان جوابه :" إن إرادة قاهرة شلت إرادتي وأجبرتني على الكلام " ، وفي فجر اليوم التالي اقتيد القاتل السالب إلى ساحة الإعدام ، وهمهم حين وضع الحبل حول عنقه " لم أتكلم بلساني ، بل بلسان الحمامتين اللتين كانتا في الطبق المستقر أمامي في دعوة العشاء " ، واجتمعت حشود الناس حول جثة المصلوب وهي تهزج فرحة بإنقاذ المجتمع من مجرم شرير … وفجأة انقلب هزيج الحشود الضخمة إلى تهليل وتكبير ، فقد استقرت حمامتان فوق رأس المصلوب لا تتحركان .. وهدرت الحشود بصوت واحد : لقد شهدتا … عجزت عدالة الأرض عن اكتشاف سر القتيل فبقي القاتل طليقاً سنين طويلة ولكن عدالة الله كانت للقاتل بالمرصاد فكشفت سره وساقته إلى القضاء ، وأمهله الله ساعة ولكن لم يمهله إلى قيام الساعة … وشهدت الحمامتان فساقته شهادتهما إلى مصيره
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=441029&goto=newpost)
مساء الخير،،،
قرأت هذه القصة من كتاب عجائب وغرائب للكاتب د.محمود المصري ،،
أخي ، أختي القارة هذه القصة هزت مشاعري ،،،
خرج التاجر الصالح ليبيع بعضاً من الأغنام والأبقار والإبل في إحدى المدن واستقر في أحد الفنادق حتى الصباح ، ثم خرج إلى سوق المواشي وعرض ما معه على تجار الجملة ، ويسر الله بيعها وقبض ثمنها نقداً ، وفي طريق عودته … خرج عليه لص خطير وقاطع طريق ، فسل خنجره وأخذ ما معه من مال .. واستغاث التاجر ولا مغيث فقد أراد اللص أن يذبحه بخنجره .. فتوسل التاجر إليه أن لا يقتله وليأخذ جميع ما يملك .. ولكن خنجر القاتل كان يعمل عمله في جسد التاجر حتى سقط جثة هامدة ... وكان التاجر في استغاثته وتوسله ينظر يمناً وشمالاً لعله يجد من يغيثه ، ويستجيب لتوسله ... ولكنه لم يجد أحداً من الناس ووجد فوق الشجر التي ذبح تحتها حمامتين ... فقال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة " أيتها الحمامتان : اشهدا ... " وقهقه قاطع الطريق وهو ينهض عن فريسته بعد أن فارقت الحياة قائلاً : " أيتها الحمامتان : اشهدا ". ومضى إلى سبيله وهو يضحك كأنه سمع نكتة تستحق القهقهة والضحك . وانتظر أولاد التاجر وأهله عودة أبيهم من رحلته التجارية .. وطال انتظارهم دون جدوى .. وسافر ولده الأكبر إلى المدينة ليسأل عن أبيه فقيل له : إن والده نزل في فندق كذا وباع أغنامه في اليوم الفلاني ، ووجد مقتولاً في اليوم الذي باع فيه ما معه ، ودفن في المقبرة وقاتله وسالب أمواله مجهول ، ودق باب الوالي ، وباب القاضي وأبواب من يعرف من الناس ومن لا يعرف ، فكان جواب الجميع : القاتل السارق مجهول الهوية ، وبذل جهوداً كبيرة ليعرف شيئاً عن سر مقتل أبيه ، ولكن جهوده ذهبت أدراج الرياح ، وعاد الفتى إلى أهله فطرق باب الوالي والقاضي يسألهما العون ، فكتبا إلى والي المدينة الأخرى وقاضيها فكان الجواب : القاتل السالب : مجهول الهوية . وانتهت قضية التاجر القتيل إلى باب مسدود ، فتقبل أولاده التعازي وأوكلوا قضيته إلى الله … وتعاقبت السنون وتبدل الولاة والقضاة مرات ونسي الناس قصة الاغتيال والسلب ونسوا القتيل السليب ، ولكن رجلاً واحداً لم ينس تلك القضية : هو القاتل السالب… ظل يذكرها وبخاصة حين يرى الحمام مرفرفاً أو على الشجر فيتخيل شبح القتيل أمامه وهو ينادي " أيتها الحمامتان : اشهدا ". وفي يوم من الأيام لبى دعوة من دعوات العشاء على مائدة أحد أقربائه … وكان الوليمة تضم أشتاتاً وألواناً من الناس … ونظر إلى أطباق الطعام فوجد أمامه مباشرة طبقاً فيه حمامتان … وحملق الرجل فيهما طويلاً وتذكر قصة القتيل الذي استنجد بالحمامتان لتشهدا له … فأطرق رأسه يستعيد تفاصيل جريمته ثم قهقه قهقهة لا إرادية يستعيد بها قهقهته الإرادية وهو يجهز على القتيل … كأنه نسي الوليمة والمدعوين ، ولفت بوجومه الطويل المدعوين من حوله ، فليس هناك ما يدعو للضحك ، ولاحقته الأنظار مستغربة وبشكل لا إرادي تنهد طويلاً ثم انطلق يحدث من حوله قصة المنكوب القتيل كأن قوة خفية قاهرة تحرك لسانه بشكل لا إرادي ، فلم يترك شاردة ولا واردة إلا وأفشاها للحاضرين ، ولم يكد يتم حديثه إلا وشعر بأن عبئاً ثقيلاً قد تخلى عنه ، ولكن حديثه أذهل الحاضرين .. وثاب إلى رشده وندم على إفشاء سره ، ولكن بعد فوات الأوان.. وأصبحت القصة بعد ساعات من إذاعتها حديث المجالس في كل مكان من المدينة … وسمعها الوالي.. فأمر بتوقيف المتهم على ذمة التحقيق ، وأمر قائد الشرطة أن يبدأ التحقيق الرسمي فاستقدم الذين سمعوا القصة من المتهم مباشرة وهو على مائدة العشاء فسجل أقوال الشهداء ، واستدعى قائد الشرطة المتهم وأطلعه على أقوال الشهود فانهار المتهم واعترف بجريمته النكراء ، وأحيلت أوراق القاتل إلى قاضي المدينة فحكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت . وقال والي المدينة : لقد شهدتا … وقال قاضي المدينة : لقد شهدتا .. وقال قائد الشرطة : لقد شهدتا : لقد شهدتا .. وفي ليلة تنفيذ الإعدام بالقاتل سألته زوجته : كيف أبحت بسرك المكنون بعد أن كتمته سنين طويلة ، فكان جوابه :" إن إرادة قاهرة شلت إرادتي وأجبرتني على الكلام " ، وفي فجر اليوم التالي اقتيد القاتل السالب إلى ساحة الإعدام ، وهمهم حين وضع الحبل حول عنقه " لم أتكلم بلساني ، بل بلسان الحمامتين اللتين كانتا في الطبق المستقر أمامي في دعوة العشاء " ، واجتمعت حشود الناس حول جثة المصلوب وهي تهزج فرحة بإنقاذ المجتمع من مجرم شرير … وفجأة انقلب هزيج الحشود الضخمة إلى تهليل وتكبير ، فقد استقرت حمامتان فوق رأس المصلوب لا تتحركان .. وهدرت الحشود بصوت واحد : لقد شهدتا … عجزت عدالة الأرض عن اكتشاف سر القتيل فبقي القاتل طليقاً سنين طويلة ولكن عدالة الله كانت للقاتل بالمرصاد فكشفت سره وساقته إلى القضاء ، وأمهله الله ساعة ولكن لم يمهله إلى قيام الساعة … وشهدت الحمامتان فساقته شهادتهما إلى مصيره
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=441029&goto=newpost)