تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رأيكم قبل أن تحذف ..



حواليكم
05-05-2016, 05:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
سحـــــــــــر [رواية ]
بقلم المبدعة فلسفة عصر
..
.
كانت تلك الليلة في الغابة مختلفة عن جميع ليالي شهر حزيران
لقد اختفت تلك النجوم التي كانت مطوقة لسماء طول الشهر كأنها عقد يلمع بكل ما أوتيه من بريق تتوسطها زمردة بيضاء اللون تشع بريقا أنار المكان بأكمله يدعونا للخروج و السهر على سطوح منازلنا الصغيرة وفي حقولنا المتربعة قرب الغابة ..
لم ينتهي هذا الشهر بعد لكن الغيوم ما أبت إلا أن تكدر صفو ليلتنا هذهِ
لتكون كالوشاح قد غطى عنق السماء مخفيا جمال عقدها البراق لتستقبلنا بتلك العواصف الرعدية ربما كانت تعلن غضبها علينا و من يدري ربما كانت تهمر خيرها علينا.
كان انا ذاك قد خرج رشاد ذو الخامسة عشر ربيعا متجها نحو الغابة باحثا عن عشبة الزوفا أو ما تعرف بـ [نبتة داود] وهي عشبة حولية أو معمرة يبلغ ارتفاعها حوالي 50 سم كثيرة الفروع، عطرية الرائحة، أوراقها حرابيه الشكل مجعدة متقابلة وغير مسننة وصغيرة تشبه الحراشف.
تنمو في مستنقعات الغابة الشبه مالحة..
كانت حينها تعمل والدة رشاد طبيبة في القرية ولا بد لها أن تحصل على هذه النوع من العشب من أجل مريضة كانت قد فحصته عصر هذا اليوم لتكتشف أن مرضها خبيث جدا أعتطها بعض المهدئات علها تقوى على الصبر و الإنتظار لكن حالتها تطورت و أصبحت خطيرة قبيل غروب الشمس ولأن الأدوية لديها غير كافية أطرت للبحث عن بديل لها من الأعشاب مستدله بكتاب قديم للأعشاب الطبية.
وقد وجدت وصفا لهذهِ العشبة في ذالك الكتاب و لأنها لا تسطيع ترك عيادتها لم يكن أمامها حلاً غير ترك رشاد يذهب بمفرده للبحث عن تلك العشبة في الغابة رغم خوفها عليه لكنها مع ذالك أرادت أن تصنع منه رجلا عظيم لا يخشى أي شي لذالك تركته يذهب لوحدة للبحث عن تلك العشبة و عن أنواعا أخرى من الأعشاب الطبية التي تنمو في الغابة المجاورة للقرية بعض الشيء.
كانت تلك الغابة مهجورة وقليلون من يدخلونها و السبب في ذالك الإشاعات التي تداولها السكان عن تلك الغابة وتحكي تلك الإشاعات عن مشعوذة تعيش وسط الغابة كانت دائما ما تستدرج ضحاياها بصرخات أطفال و تأوهات نساء فما تأبى الضحية إلا أن تلبي النداء وتقع في الفخ لا أحد يعلم إلى الأن ما مصير ضحاياها كل ما يعرفونه هو أنهم اختفوا في تلك الغابة واي قلبا جرئ يستطيع مساعدتهم وقد أرهقتهم تلك الإشاعات منذ أن خرجوا لغمار هذه الحياة .
مرت ساعتان تقريبا وهو لا يزال في الغابة فالبحث وسط الظلام و الأمطار الغير متوقعة صعبا جدا بالنسبة لصبي الخامسة عشر
سرعان ما كانت تخطف ناظريه نباتات وسط الظلام هنا وهناك كانت تتميز بنفس المواصفات إلا صفة أو صفتين تقلب سعادته وفرحته بالحصول عليها إلى تعاسة وفقدا أمل
قد يستغرب البعض من تلك المشاعر الغريبة!
أنها مجرد نبته فلما التعاسة يا رشاد؟
لطالما كان يخفي رشاد حبه لتلك المريضة [دانا] لكنها كانت مريضة بمراضٍ خبيث جدا جعله يقسم بأنه لن يرجع لها إلا وقد أتى بعلاج لمرضها
وبينما هو يمشي باحثا تشابكت قدمه مع غصن شجرة كان مقطوع على الأرض ليخترق جزء منه قدمه و يهوي ضاربا رأسه على صخرة تفقده الوعي لمدة لم تتجاوز الثلاث ساعات حينها كانت لمار تهرب من مصيرها المحتوم تهرب بصغيرتها التي لم تتجاوز الستة أشهر بعد من رجال أباً مجنون أرهقها بظنونه أراد أن يسلب منها الحياة و يأخذ فلذت كبدها [ سحر] كانت قد ضمتها إلى صدرها و هرولت وسط الظلام و الأشجار متناسية تلك الرصاصة التي اخترقت كتفها كان كل همها أن تبقى صغيرتها حية فقط.
تتقاطر دموع حرقة و ألم من لمار لكنها ما أن تقع على خد أبنتها حتى تبردها وكأنها تقول لن تعيشي ذاك الألم الذي عشته..!
تلك الدموع أسكتت جوعها قليلا وكأنها تقول
أمي ما هذا الذي يثلج خدي
هل عاد المطر؟؟؟
همست لها
سترتوين يا أميرتي أصبري كما صبرت أمك على الألم أصبري كما صبرت أمك على الجوع و الندم أصبري كما صبرت عليه...
لتلمح ضياء يشع وحوله مجموعة من النباتات و الأغصان تمسح دموعها و تتقدم نحوه بخطوات ركيكة ودقات قلب متسارعة ودعوات إلى الرب مخلصة
- من يكون هذا يا ترى؟ تسألت في ذاتها مصدومة
فقد كان رشاد بحالة يرثى لها غصن قد أخترق قدمة ما جعلها تنزف بكثرة و رأسه ينزف هو الأخر ولكنه مع ذالك كانت جروح سطحية رغم تلك السقطة المؤلمة و ملابسة قد أبتلت و أتسخت بطين الغابة
وضعت يدها على عنقه لتعرف ما إذا كان حي او ميت
كانت تشعر بنبضات قلبه حاولت أن توقظه لكن لا فائدة فهو لا يستجيب لما تقوله
لتنتهز الفرصة بعدها وترضع أبنتها الجائعة بعد أن أسندت ظهرها إلى جذع شجرة يصلها بعضا من نور مصباح رشاد...
وفي القرية في مثل ذالك الوقت كانت دانا تصارع الموت على فراش المرض و بقربها مياده تهدئها
- سيأتي , سيأتي , سيأتي , أرجوك يا دانا قاومي أرجوك
كانت مياده تلوم نفسها لما تركته يذهب لوحده لقد تأخر كثيراً
وفي الغابة بدأ رشاد يستعيد وعيه بعدما أحس بقطرات من الماء تداعب وجهه و هبة رياح أثلجت جرحه بدا حينها بتحريك أصابع يديه شيئا فشيء و جر جسده مادا يده نحو مصباحه عله يستطيع أمساكه و النهوض .
رفع رأسه قليلاً ليحدق لها بعينيه صورتها الضبابية أنسته ألم السقوط لتدخله في دوامة من الفزع
- أيعقل أن تكون كل خرافات القرية حقيقة؟
- ماذا أفعل ؟؟
- أأنسحب أم أواجه؟
- أين رجولتي ليست سوى أمراه لما الخوف يا أنا ؟
.
[مجرد فصل من رواية ]
.
الساعة 6:00 سيحذ الموضوع
حفظا لحقوق الملكية الفكرية ..
أعذروني
أحتاج لنقدكم و أرائكم لتطوير رجاءً


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=702422&goto=newpost)