تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تربويون يحذرون من "طوارئ الامتحانات"



الرسمي
16-05-2016, 11:50 AM
طالبوا الأسر بعدم الضغط على الطلبة وحرمانهم من وسائل الترفيه
تربويون يحذرون من "طوارئ الامتحانات"

البيان / استطلاع – عصام الدين عوض




أكد تربويون واختصاصيون نفسيون أن الامتحانات التقليدية أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً على الطلبة، وتعود عليهم بنتائج سلبية ولعل أبرزها التوتر الذي يسود ما قبل فترة الامتحانات، محذرين الأسر من تجريم الفشل في الامتحانات وإعلان حالة الطوارئ ومغبة الضغط على الطلبة- خاصة طلبة الثانوية- خلال وقبل فترة الامتحانات، لما يشكله ذلك من إرباك، وبالتالي صعوبة التركيز، وعدم القدرة على تذكر المادة، كما يصاحبه أحلام مزعجة، فيميل الطالب إلى تجنب الامتحان والابتعاد عن الدراسة، مطالبين الأسر بتجنب الارتباك والقلق في المنزل وما يتبع ذلك أحياناً من منع الزيارات وإغلاق وسائل الترفيه في وجوه الطلبة، ومثل هذه التصرفات تنعكس سلباً على الأبناء، وبدلاً من ذلك، يتعين على الأسر التركيز في الجوانب الإيجابية والتحفيز، والتشجيع على الدراسة واستدراك النقص والابتعاد عن المشاكل العائلية.
عبء نفسي
ويقول الدكتور خليفة الشعالي مدير الكلية الجامعية للأم والعلوم الأسرية في عجمان إن فترة امتحانات الثانوية غالباً ما تشهد توتراً داخل الأسر، الأمر الذي يشكل عبئاً نفسياً على الطلبة، وبالتالي ينسحب ذلك التوتر اليهم مما يؤدي إلى إرهاقهم وحصولهم على درجات متدنية، مناشداً الأسر بعدم حرمان الطلبة من هواياتهم ولكن بنسب محددة من خلال التفاهم البناء، الأمر الذي يعزز من قدراتهم الإيجابية ويمنحهم مزيداً من الثقة التي تمكنهم من اجتياز كل الامتحانات بنجاح، مبيناً أنه على المدرسين أن يبتعدوا عن إثارة القلق بشأن الامتحانات وتهويل قيمتها وجعلها مرحلة مصيرية في حياة الطلاب، بل يجب عليهم توجيه الطلاب نحو العادات السليمة كتقسيم المواد، وفق برامج زمنية، ووفق أولويات معينة لمنع تراكم المواد قبل الامتحانات مباشرة.
الثقة بالنفس
من جهته يقول الدكتور إبراهيم غرفال عميد كلية التربية بجامعة عجمان إن الثقة بالنفس والقدرات تمثل مطلباً ضرورياً يسهم في تسهيل مسارات الحياة ووضع الأهداف والأولويات ما يساعد في رسم خطة للإنجاز، لافتاً إلى أن فترة الامتحانات تعد فترة كثيرة التوتر لبعض الأسر، الأمر الذي يؤثر سلباً على أداء الأبناء في الامتحانات لذلك لا بد من مراعاة الفروق الفردية وقدرات كل طالب وتهيئة الجو المناسب والتحفيز المستمر بهدف تحسين الأداء حتى تتحقق الأهداف بإحراز الطالب درجات عليا تعينه على مشواره الجامعي بعيداً عن التوتر والتشنج.
وأوضح غرفال أنه لا بد من إيجاد بدائل عن الامتحانات التقليدية لأنها تشكل عبئاً ثقيلاً على الطلبة وتعود عليهم بنتائج سلبية ولعل أبرزها التوتر الذي يسود ما قبل فترة الامتحانات، منادياً بضرورة أن تكون العملية التعليمية مشوقة وممتعة وجاذبة للطلبة وغير منفرة حتى يستمر الطالب في الموقف التعليمي دون منغصات، ناصحاً الطلبة بضرورة الاستذكار من وقت مبكر وألا ينتظروا الشهر الأخير الذي يجب أن يكون للمراجعة وتثبيت المعلومات وإثرائها.
موازنة وإدارة
وتقول الدكتور مهيرة أحمد عباس البدوي رئيس قسم الشؤون العلمية والتعليمية بالكلية الجامعية للأم والعلوم الأسرية في عجمان إن هناك جدلاً كبيراً في الأوساط التربوية حول جدوى الامتحانات كونها أداة رئيسة لقياس مدى تحصيل الطالب، إلا أنها تبقى وسيلة التقويم والقياس المتبعة حالياً في كثير من المؤسسات التعليمية، الأمر الذي يكسبها أهمية كبيرة لدى هذه المؤسسات ولدى الطالب وأسرته على حد سواء، وهو ما يبرر إلى حد كبير ما توليه الأسر من اهتمام كبير لهذه الفترة، لافتة إلى أن هذا الاهتمام قد ينحى منحى آخر فيتحول إلى قلق زائد وارتباك أحياناً، الأمر الذي ينعكس سلباً على أداء الطالب.
وأوضحت أن الأسر تحتاج إلى نوع من الموازنة والإدارة الفعالة لمشاعرها وسلوكاتها، بحيث لا يتجاوز الاهتمام والقلق الحد الطبيعي الذي يربك الطالب ويضعف مقدرته على اجتيازها، بل تتعامل مع هذه الفترة على أنها فترة طبيعية متوقعة مع نهاية العام الدراسي، كما أن من أبرز عناصر الإدارة الفعالة لهذه الفترة التخطيط السليم لاجتيازها، بحيث تحدد الأسرة دورها وتقوم به، من تهيئة بيئة المذاكرة داخل البيت والتي تتضمن توفير الهدوء والبعد عن المشتتات والاهتمام بصحة الأبناء وتغذيتهم، ومساعدتهم على تنظيم أوقات الدراسة والنوم، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والمعنوي للطالب من تحفيز وتشجيع وتفهم، ومساعدتهم على التعبير عن مخاوفهم وما يقلقهم في هذه الفترة، وتعزيز طاقاتهم الإيجابية بنشر روح التفاؤل، ولتي يجب أن يتمثلها الوالدان في سلوكهما اليومي، بحيث يكونان قدوة لأبنائهم في ذلك.
قوائم الممنوعات
من جهتها تقول الدكتورة رشا عبدالله مساعد علم النفس بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا «إنه مع اقتراب امتحانات الثانوية تظهر علامات التوتر على الأهل وعلى الأبناء، ويبدأ الأهل في إعلان حالة الطوارئ في المنزل وإعداد قوائم الممنوعات، ومن ثم يتحول المنزل إلى مكان مرعب مشحون بحالة عالية جداً من التوتر من قبل الأهل غالبا ًما تنتقل إلى الأبناء، معتقدين أن ذلك هو الأسلوب الصحيح لضمان نجاح أبنائهم، مبينة أن هناك الكثير من الآباء يفتقرون إلى ثقافة التعامل مع فترة الامتحانات.
وكذلك الجهل بمعرفة احتياجات الأبناء في هذه الفترة، كما أن الضغط الذي يمارس على الطالب قبيل وأثناء فترة الامتحانات لا يعني ولا يضمن النجاح فيها، إذ إن الضغوط والتحذيرات والتهديدات المتتالية لا تشجعه على المذاكرة ولا تزيد من قدرته على التركيز، بل على العكس تماماً، فهي تنقل حالة التوتر والقلق من الأهل إلى الطالب، الذي بدوره ينعكس على حالته النفسية وعلى قدرته على التركيز، ومن ثم أدائه في الامتحان ودرجات التحصيل.
99 %
يرى جاسم فائز مدير مدرسة حاتم الطائي للتعليم الثانوي في أم القيوين أن 99 % من أولياء الأمور متعلمون ومثقفون، الأمر الذي يترتب عليه مساعدة أبنائهم في تجاوز تلك الفترة بعيدا عن المنغصات التي من شأنها أن تنعكس سلبا على الطلبة وتحصيلهم الدراسي، مبيناً أن بعضهم يصور لأبنائه أن الامتحانات عبارة عن إعصار قادم لا بد من تجاوزه ما يترك أثراً سالباً لدى الطالب، لافتاً إلى أن، القلق الذي ينتاب الطالب خلال الامتحانات يعني اهتمام الفرد بموضوع ما وإدراك أهميته، ومن ثم شعوره بالمسؤولية لإنجاز هذا العمل، وهو ما يطلق عليه القلق الإيجابي، الذي يولد الدافعية لدى الفرد للإنجاز في الحياة بشكل عام، ولكن إذا زاد القلق عن الحدود الطبيعة ووصل لمرحلة يصاب فيها الفرد بحالة عالية من التوتر تعجزه عن القيام بواجباته أو إنجاز المهام المطلوبة منه، فإن في هذه الحالة يتحول القلق إلى قلق مرضي يؤدي إلى عواقب وخيمة.



*** منقول ***