حواليكم
12-08-2016, 10:30 AM
عمق العطاء والوفاء
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل والكل من حولي في سبات عميق .. لم أستطع النوم رغم اني قد عرجت الى السرير باكرا .. كل تفكيري كان يدور حول يوم الغد وما سيحدث فيه .. لم يكن أول يوم مقابلة او عمل لي ولم يكن يوم من أيام الامتحانات .. الكثير من الافكار تداخلت في عقلي .. شغلتني ومنعتني من النوم تلك الافكار والتى كانت تدور عن حول احتفالية يوم المعلم .. لم أكن أحد المحتفى بهم ولم أكن أحد المدعوين لأنال شرف مصافحة سعادة الوكيل راعي الحفل ولأنال شرف الحصول على شهادة وهدية المديرية بعد سبعة عشر عام من العطاء والتفاني .. لم أكن أحد المدعوين لأنال شرف الجلوس على المقاعد الامامية لمتابعة فقرات الحفل مع أعضاء مجلس الدولة والمسئولين بالمؤسسات الحكومية والأمنية وأعضاء المجلس البلدي وجميع من حضر من التربويين ومجالس الاباء والأمهات لولايات المحافظة للاستمتاع بفقرات الحفل الجميل الذي أبدعت في إعداده وإخراجه الاستاذه بدرية بنت ناصر العريمية المدير المساعد للأنظمة والخدمات الرقمية بدئرة تقنية المعلومات ..
اننا نعلم أن المعلم هو الركيزة الاساسية في أي نظام تعليمي وبدونه لا يستطيع أي نظام تحقيق أهدافه وغاياته فمع دخول العالم عصر العولمه والاتصالات والتقنيات زادت الحاجة الى المعلم المدرب الذكي الواعي لدورة في مواكبة هذا التطور ليلبي الحاجات والرغبات المتغيرة للطالب و المجتمع .. ومن هنا جاء أهتمام وزارة التربية والتعليم بأهمية ومكانة المعلم لتتجلى في الاهتمام بتدريبه وإنمائه مهنيا وتسخير كافه الامكانيات والادوات والاجهزه التى تعينه للقيام بدوره كما يجب ليحقق الاهداف المنشودة منه .
الكثير من الافكار تنهش فكري والساعة تقترب من الثالثة صباحا .. ولا اعلم كيف نمت لأصحو لصلاه الصبح وبعدها قمت بتجهيز أدواتي الاعلامية من كامرات تصوير وملحقاتها وخرجت باكرا الى موقع الحفل خوفا من تاخري رغم انه لا يبعد عن مقر سكني إلا 500 مترا تقريبا .. دخلت سريعا لأجد أن هناك من سبقني من أعضاء لجنة الحفل وهم في نشاط عجيب وكأنهم لم يناموا أيضا وكل شغلهم الشاغل حفل يوم المعلم ..
كعادتي أصور المكان بفكري وعيني لاختار الاماكن المناسبة والتى ستساعد على اظهار فقرات الحفل بشكل جيد للذين لم يتشرفو بمتابعته مباشره ..
193 مكرم ومكرمة من المعلمين والمعلمات والكوادر الادارية والفنية بمدارس محافظة جنوب الشرقية إضافة الى 10 من أصحاب المبادرات التربوية سينالون شرف التقدير والتكريم على خشبة قاعة الشرقية بكلية العلوم التطبيقية .. كطبيعة بشرية كانت هناك مشاعر وأحاسيس مختلطة بين الفرح والسرور للمكرمين وبين الحزن والألم للذين لم ينالوا هذا الشرف لسنوات قاربت ان تنتهي بتقاعدهم وتوديعهم للحقل التربوي الذي افنو فيه كل عمرهم وشبابهم ..
مشاعر فرح لقلوب فتيه نشطه حديثه أستطاعت ان تحصل على مقاعد وفرص للتكريم خلال سنوات بسيطة أقل وبعض هذه القلوب الشابة تكرر تكريمها خلال الخمس الاعوام وكأن محافظتنا تخلو من القلوب النشطة الاخرى ..
بدأت لحظات الاحتفالية بحكاية عطاء كتابة وسيناريو الاستاذة أفراح المخيني ترجمتها في بعض الفقرات قدم فيها بعض الطلبة والطالبات شكرهم الجزيل بطريقتهم الجميلة فهؤلاء فراشات مدرسة مجان يشدون مرحبين بالضيوف .. طفولة ترجمت مشاعر الفرح والشكر من خلال بعض العبارات والحركات الطفولية الجميلة .. يليه يفجر فيها الدكتور أحمد بن جمعة الفارسي أبن طيوي المعطاه أحد طلبة مدرسة طيوي المجيدين سابقا وأحد امهر الاطباء حاليا قصيدة جميلة حملت عنوان صانع الاجيال .. كم هو رائع ان يشاركنا بعد سنوات دراسته ليقول لنا شكرا يا معلمي من خلال صانع الاجيال ..
تتوالى الفقرات في حكاية عطاء بفقرتين لطلبة مدرسة العيجة ومدرسة الامام عبدالملك بن حميد بفن نسائي وفن رجالي مؤكدين فيه عبق و قوه الماضي بتراثه الجميل .. فرحة غامره اعتلت قلبي فهذا حسام ومحمد وسعيد وصالح وتلك أنتصار وزينب ونوره ومريم وفاطمة والكثير من المعلمين والمعلمات الذين شهدتُ وشهدَ الميدان عطائهم و الذي كان ناتجة حصول طلبتنا على مراكز متقدمة في التحصيل الدارسي والكثير من المسابقات الفنية والعلمية والرياضية على مستوى السلطنة بفضل كفاءه معلميهم .. عطاء متميز وجهود مخلصة نجزل لها جزيل الشكر والامتنان العظيم الدائم للجميع ..
لحظات التكريم كنتُ فيها أتابع القلوب من بعيد فبرغم أصوات وهتاف من حولنا لتشجيع وتحفيز المكرمين الا اني كنت اسمع دقات تلك القلوب التى كانت تقترب من منصة التكريم .. لحظات ينتظروها طويلا منهم من أكمل اصابع اليد الواحده ومنهم من أكمل أصابع كلتا اليدين ليتواجدوا على المسرح .
عشرون ثانية فقط كانت لحظات تكريم كل فرد فاضت فيها القلوب والمشاعر لتمتزج وتتناغم في ذات كلا منهم .. فرحا تسلل لوجوهنا وأشرق وجنات محبينهم ومن حولهم وشعور لا يوصف لذاتهم لنجاحهم بما صنعوا وقدمو ليعيشو لحظات التكريم مشاركين أهلهم ومحبينهم تلك الفرحة الجميلة والنشوه المحلقة بأحضان الذات المفعمة بالنشاط .
عشرون ثانية ولحظات طال انتظارها للتكريم واي تكريم ؟! بعضهم يكون قد عاش حاله من التفاني والعطاء مع الوطن ومحبيه .. عشرون ثانية وقف فيها المكرم متسربلا بتاريخه الابداعي ان كان طويلا وفعالا في الحقل التربوي ليعيش هذه الحاله فحتما سيكون هو الوحيد الذي من الممكن أن يصف الحالة التى يعيشها وهنا تمتزج في دواخلنا أشياء وأشياء .. أما عني شخصيا فأني شعرت بسعادة لا حدود لها رغم أني خارج السرب المكرم إلا أني وقفت مع الزملاء المعلمين والمعلمات من بعيد اشاركهم تلك الاحاسيس بعدستي والتى لن تتكرر لتبقى عدستي شاهد عيان على تلك اللحظات الجميلة ..
بعد الاحتفالية كان لي لقاء مع بعض مخضرمين الحقل التربوي فهذا أحمد 20 عام وقدم فيها كل ما لديه من انضباط وتفان دون ان يحصل على شرف ال 20 ثانية وللاسف في بعض المدارس لا يكرم المعلم ولا يعطي حقوقه اذا لم تكن تربطه علاقة قوية مع مدير او مديرة المدرسة .
وهذا سعيد متميز في عمله والجميع من الطلبة وأولياء الأمور يشيدون بعطائه باستثناء مديره الذي بينهم خلافات عائلية قديمة لهذا يحاول دائما البحث عن أخطاء عليه والى اليوم لم ينال شرف التكريم لان الايجابيات لا ينظر لها فالقرار قرار مدير مدرسته ..
فاطمة كانت تحرص على تكريم طلابها المجيدين في مادتها وتحفزهم معنويا وماديا في حصتها وحتى على أرض الطابور مع توفير مختلف الالعاب التعليمية والتى تساعد على تنمية التفكير الابداعي بهدف رفع مستوى التحصيل الدراسي لديهم فلا توجد لعبة ذات مفهوم وتطبيق تعليمي الا وتكون موجودة في المدرسة بفضلها يتنافس الطلبة في ما بينهم لاستعارتها والاستفادة منها ورغم هذا لم تتشرف بالتكريم طول ثلاثة عشر عام ..
أسماء أخصائية نفسية تقول تكريم الموظف أضافة جيدة تعطي دفعة معنوية مؤقته سرعان ما تزول من لحظتها لكن التكريم الحقيقي حصول الموظف على الترقية وحوافزه المادية وغيرها متى ما تميز وادى عمله بشكل ممتاز .. فيجب ان تكون هناك معايير واضحة لتقييم والتكريم لاننا نتفاجىء بأسماء لم تعطي ولم تقدم شياء .
وتضيف المعلم هو السراج الذي وضع لاناره الطريق أمام الطلاب وهو تلك الشعلة و الشمعة التى تحترق كل يوم لتعين المتعلم على الجد والاجتهاد لكي يخرج جيلا فريدا يخدم دينه ووطنه فالتفوق لا يأتي إلا بعد هذا الجهد والعطاء المميز الذي يقوم به المعلم .
هنا يتفق البعض أن فكره التكريم تعني تحفيز المعلم او الموظف في تقديم المزيد من الاعمال المتميزة وفي اعطاءه حقه من الاحترام والتقدير على عطاءه وهو ما ينبغي ان يستمر ويسود ويبرز ويتحقق على الواقع للجميع ولا بد ان ياتي هذا التكريم في حياه المعلم بفترة خدمته في الحقل التربوي لا ان ينسى او ان ياتي بعد رحيله من الحياة ..
تلك الجوائز المعنوية تخلق تنافس بين التربويين وحتى الاجيال الجديدة القادمة بين ابناء الوطن وأهم دواعم الرضا الوظيفي بصرف النظر عن طبيعة عمل الموظف وطبيعة موقع عمله والمهام التى يقوم بها ان نشاهد أن اعمالنا هي محل اهتمام وتقدير و احترام عند المدراء والمسئولين ..
ونجد البعض عندما يجيد الاداء ويبدع فيه فالاحترام والاهتمام والتقدير والتكريم يحفزهم للوصول الى نواتج اقوى وأفضل مما يؤدي الى رفع مستوى التحصيل الانتاجي في الموقع الذي يعمل به مما يؤدي الى الراحة والشعور بأمن نفسي ورضى وظيفي .
فتكريم المتميز مطلوب في كل مدرسة وكل موقع من مواقع الحقل التربوي فالتكريم يرفع اداء الفرد الغير متميز وأيضا يحفز المتميز الى بذل المزيد أو على الاقل الحفاظ على مستواه ..
هناك الكثير من التربويين عند انجازهم لاي عمل يعمل بملء قواه ويظل كل فكره شاغلا بهذا العمل فلا يقر له قرار حتى ينجزه مستعينا في ذلك بدعم وتشجيع المسؤول المباشر له فتكون أجمل لحظات المعلم هي تلك اللحظة التى يتوج فيها لتفوقه وتميزه في عمله لانه خطط وسهر الليالي لأجل أعداد وتحضير خطط ليقدمه في صفة في اليوم التالي .. فالوصول الى هذه اللحظة الجميلة لن ينساها لأنها تمثل انجاز الكل يأمل الوصول اليها .
هذا مهندس وذاك طيار وهذا طبيب وذاك فيزيائي وخلف كل هؤلاء معلم بذل الغالي والنفيس وسخر كل ما لديه من خبره ووقت لا جل المساهمه في ايجاد جيل واعي مخلص لوطنه .. فكان ولا يزال همه لا ينتهي بنقل المعلومة فقط بل بالتربية وتعليم الدين وكم نسمع ان معلم يعود بعد 30 سنة ليلتقي بطلابه الذي أصبحوا أعمده وأساس يعتمد عليهم الوطن ويكفينا فخرا اننا مسلمين وديننا ينادي بالعلم ونبينا محمد صلى الله وعليه وسلم خير معلم لنا ..
المعلم هو ذلك الدينمو والمصنع الذي يقوم بتخريج جيل من المتفوقين النجباء وهو اللبنة الاساسية للمنظومة التعليمية والذي ينبغي ان يتم دعمه والاهتمام به من قبل الادارات العليا فهو موجود في كل الاوقات عندما يحتاج الطالب فيها الى تحفيز وتوجيه ويكون موجود عندما يقف الطالب حائرا فيقوم المعلم بدعمه والوقوف معه كأب وأخ وصديق لتنمية قدراته ومواهبه ومتابعته وتزويده بكافة المعلومات اللازمة ليسير الطالب في الطريق الصحيح الى ان يصل الى المستوى الذي يطمحه لهذا تكريمه وتحفيزه والاهتمام به عامل اساسي على استمرارية الحصول على جيل واعي ..
في الختام يطيب لي ان أتقدم بعظيم الشكر ووافر الامتنان لوزارة التربية والتعليم لدعمها المتواصل للتويج هذه الجهود من خلال خلق فرص للتكريم بين التربويين ولكن نتمنى ان تضع أسس ومعايير واضحة يأخذ بها المسؤولين في اختيار الافراد للتكريم وتكون واضحة للمعلمين والموظفين ليسيرو على خطى واضحة بهدف تحقيق فرصة الحصول على مقعد وفرصه للحصول على شرف التكريم وان تكون هذه الاسس موحدة على كافة مستوى المحافظات لا ان تنفرد محافظة عن اخرى في الاختيار والتكريم بناء على رأي اللجنة او من وكلت لهم مهمة اختيار المكرمين وكل عام والجميع بالف خير .
جريدة عمان 12 / 8 / 2016
http://www.bnatsoft.com/up/bnatsoft4/bnatsoft.com147098197451.jpg (http://www.bnatsoft.com/up/)
الاستاذ الشيبة
http://www.bnatsoft.com/up/bnatsoft4/bnatsoft.com1470812993632.jpg (http://www.bnatsoft.com/up/)
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=708276&goto=newpost)
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل والكل من حولي في سبات عميق .. لم أستطع النوم رغم اني قد عرجت الى السرير باكرا .. كل تفكيري كان يدور حول يوم الغد وما سيحدث فيه .. لم يكن أول يوم مقابلة او عمل لي ولم يكن يوم من أيام الامتحانات .. الكثير من الافكار تداخلت في عقلي .. شغلتني ومنعتني من النوم تلك الافكار والتى كانت تدور عن حول احتفالية يوم المعلم .. لم أكن أحد المحتفى بهم ولم أكن أحد المدعوين لأنال شرف مصافحة سعادة الوكيل راعي الحفل ولأنال شرف الحصول على شهادة وهدية المديرية بعد سبعة عشر عام من العطاء والتفاني .. لم أكن أحد المدعوين لأنال شرف الجلوس على المقاعد الامامية لمتابعة فقرات الحفل مع أعضاء مجلس الدولة والمسئولين بالمؤسسات الحكومية والأمنية وأعضاء المجلس البلدي وجميع من حضر من التربويين ومجالس الاباء والأمهات لولايات المحافظة للاستمتاع بفقرات الحفل الجميل الذي أبدعت في إعداده وإخراجه الاستاذه بدرية بنت ناصر العريمية المدير المساعد للأنظمة والخدمات الرقمية بدئرة تقنية المعلومات ..
اننا نعلم أن المعلم هو الركيزة الاساسية في أي نظام تعليمي وبدونه لا يستطيع أي نظام تحقيق أهدافه وغاياته فمع دخول العالم عصر العولمه والاتصالات والتقنيات زادت الحاجة الى المعلم المدرب الذكي الواعي لدورة في مواكبة هذا التطور ليلبي الحاجات والرغبات المتغيرة للطالب و المجتمع .. ومن هنا جاء أهتمام وزارة التربية والتعليم بأهمية ومكانة المعلم لتتجلى في الاهتمام بتدريبه وإنمائه مهنيا وتسخير كافه الامكانيات والادوات والاجهزه التى تعينه للقيام بدوره كما يجب ليحقق الاهداف المنشودة منه .
الكثير من الافكار تنهش فكري والساعة تقترب من الثالثة صباحا .. ولا اعلم كيف نمت لأصحو لصلاه الصبح وبعدها قمت بتجهيز أدواتي الاعلامية من كامرات تصوير وملحقاتها وخرجت باكرا الى موقع الحفل خوفا من تاخري رغم انه لا يبعد عن مقر سكني إلا 500 مترا تقريبا .. دخلت سريعا لأجد أن هناك من سبقني من أعضاء لجنة الحفل وهم في نشاط عجيب وكأنهم لم يناموا أيضا وكل شغلهم الشاغل حفل يوم المعلم ..
كعادتي أصور المكان بفكري وعيني لاختار الاماكن المناسبة والتى ستساعد على اظهار فقرات الحفل بشكل جيد للذين لم يتشرفو بمتابعته مباشره ..
193 مكرم ومكرمة من المعلمين والمعلمات والكوادر الادارية والفنية بمدارس محافظة جنوب الشرقية إضافة الى 10 من أصحاب المبادرات التربوية سينالون شرف التقدير والتكريم على خشبة قاعة الشرقية بكلية العلوم التطبيقية .. كطبيعة بشرية كانت هناك مشاعر وأحاسيس مختلطة بين الفرح والسرور للمكرمين وبين الحزن والألم للذين لم ينالوا هذا الشرف لسنوات قاربت ان تنتهي بتقاعدهم وتوديعهم للحقل التربوي الذي افنو فيه كل عمرهم وشبابهم ..
مشاعر فرح لقلوب فتيه نشطه حديثه أستطاعت ان تحصل على مقاعد وفرص للتكريم خلال سنوات بسيطة أقل وبعض هذه القلوب الشابة تكرر تكريمها خلال الخمس الاعوام وكأن محافظتنا تخلو من القلوب النشطة الاخرى ..
بدأت لحظات الاحتفالية بحكاية عطاء كتابة وسيناريو الاستاذة أفراح المخيني ترجمتها في بعض الفقرات قدم فيها بعض الطلبة والطالبات شكرهم الجزيل بطريقتهم الجميلة فهؤلاء فراشات مدرسة مجان يشدون مرحبين بالضيوف .. طفولة ترجمت مشاعر الفرح والشكر من خلال بعض العبارات والحركات الطفولية الجميلة .. يليه يفجر فيها الدكتور أحمد بن جمعة الفارسي أبن طيوي المعطاه أحد طلبة مدرسة طيوي المجيدين سابقا وأحد امهر الاطباء حاليا قصيدة جميلة حملت عنوان صانع الاجيال .. كم هو رائع ان يشاركنا بعد سنوات دراسته ليقول لنا شكرا يا معلمي من خلال صانع الاجيال ..
تتوالى الفقرات في حكاية عطاء بفقرتين لطلبة مدرسة العيجة ومدرسة الامام عبدالملك بن حميد بفن نسائي وفن رجالي مؤكدين فيه عبق و قوه الماضي بتراثه الجميل .. فرحة غامره اعتلت قلبي فهذا حسام ومحمد وسعيد وصالح وتلك أنتصار وزينب ونوره ومريم وفاطمة والكثير من المعلمين والمعلمات الذين شهدتُ وشهدَ الميدان عطائهم و الذي كان ناتجة حصول طلبتنا على مراكز متقدمة في التحصيل الدارسي والكثير من المسابقات الفنية والعلمية والرياضية على مستوى السلطنة بفضل كفاءه معلميهم .. عطاء متميز وجهود مخلصة نجزل لها جزيل الشكر والامتنان العظيم الدائم للجميع ..
لحظات التكريم كنتُ فيها أتابع القلوب من بعيد فبرغم أصوات وهتاف من حولنا لتشجيع وتحفيز المكرمين الا اني كنت اسمع دقات تلك القلوب التى كانت تقترب من منصة التكريم .. لحظات ينتظروها طويلا منهم من أكمل اصابع اليد الواحده ومنهم من أكمل أصابع كلتا اليدين ليتواجدوا على المسرح .
عشرون ثانية فقط كانت لحظات تكريم كل فرد فاضت فيها القلوب والمشاعر لتمتزج وتتناغم في ذات كلا منهم .. فرحا تسلل لوجوهنا وأشرق وجنات محبينهم ومن حولهم وشعور لا يوصف لذاتهم لنجاحهم بما صنعوا وقدمو ليعيشو لحظات التكريم مشاركين أهلهم ومحبينهم تلك الفرحة الجميلة والنشوه المحلقة بأحضان الذات المفعمة بالنشاط .
عشرون ثانية ولحظات طال انتظارها للتكريم واي تكريم ؟! بعضهم يكون قد عاش حاله من التفاني والعطاء مع الوطن ومحبيه .. عشرون ثانية وقف فيها المكرم متسربلا بتاريخه الابداعي ان كان طويلا وفعالا في الحقل التربوي ليعيش هذه الحاله فحتما سيكون هو الوحيد الذي من الممكن أن يصف الحالة التى يعيشها وهنا تمتزج في دواخلنا أشياء وأشياء .. أما عني شخصيا فأني شعرت بسعادة لا حدود لها رغم أني خارج السرب المكرم إلا أني وقفت مع الزملاء المعلمين والمعلمات من بعيد اشاركهم تلك الاحاسيس بعدستي والتى لن تتكرر لتبقى عدستي شاهد عيان على تلك اللحظات الجميلة ..
بعد الاحتفالية كان لي لقاء مع بعض مخضرمين الحقل التربوي فهذا أحمد 20 عام وقدم فيها كل ما لديه من انضباط وتفان دون ان يحصل على شرف ال 20 ثانية وللاسف في بعض المدارس لا يكرم المعلم ولا يعطي حقوقه اذا لم تكن تربطه علاقة قوية مع مدير او مديرة المدرسة .
وهذا سعيد متميز في عمله والجميع من الطلبة وأولياء الأمور يشيدون بعطائه باستثناء مديره الذي بينهم خلافات عائلية قديمة لهذا يحاول دائما البحث عن أخطاء عليه والى اليوم لم ينال شرف التكريم لان الايجابيات لا ينظر لها فالقرار قرار مدير مدرسته ..
فاطمة كانت تحرص على تكريم طلابها المجيدين في مادتها وتحفزهم معنويا وماديا في حصتها وحتى على أرض الطابور مع توفير مختلف الالعاب التعليمية والتى تساعد على تنمية التفكير الابداعي بهدف رفع مستوى التحصيل الدراسي لديهم فلا توجد لعبة ذات مفهوم وتطبيق تعليمي الا وتكون موجودة في المدرسة بفضلها يتنافس الطلبة في ما بينهم لاستعارتها والاستفادة منها ورغم هذا لم تتشرف بالتكريم طول ثلاثة عشر عام ..
أسماء أخصائية نفسية تقول تكريم الموظف أضافة جيدة تعطي دفعة معنوية مؤقته سرعان ما تزول من لحظتها لكن التكريم الحقيقي حصول الموظف على الترقية وحوافزه المادية وغيرها متى ما تميز وادى عمله بشكل ممتاز .. فيجب ان تكون هناك معايير واضحة لتقييم والتكريم لاننا نتفاجىء بأسماء لم تعطي ولم تقدم شياء .
وتضيف المعلم هو السراج الذي وضع لاناره الطريق أمام الطلاب وهو تلك الشعلة و الشمعة التى تحترق كل يوم لتعين المتعلم على الجد والاجتهاد لكي يخرج جيلا فريدا يخدم دينه ووطنه فالتفوق لا يأتي إلا بعد هذا الجهد والعطاء المميز الذي يقوم به المعلم .
هنا يتفق البعض أن فكره التكريم تعني تحفيز المعلم او الموظف في تقديم المزيد من الاعمال المتميزة وفي اعطاءه حقه من الاحترام والتقدير على عطاءه وهو ما ينبغي ان يستمر ويسود ويبرز ويتحقق على الواقع للجميع ولا بد ان ياتي هذا التكريم في حياه المعلم بفترة خدمته في الحقل التربوي لا ان ينسى او ان ياتي بعد رحيله من الحياة ..
تلك الجوائز المعنوية تخلق تنافس بين التربويين وحتى الاجيال الجديدة القادمة بين ابناء الوطن وأهم دواعم الرضا الوظيفي بصرف النظر عن طبيعة عمل الموظف وطبيعة موقع عمله والمهام التى يقوم بها ان نشاهد أن اعمالنا هي محل اهتمام وتقدير و احترام عند المدراء والمسئولين ..
ونجد البعض عندما يجيد الاداء ويبدع فيه فالاحترام والاهتمام والتقدير والتكريم يحفزهم للوصول الى نواتج اقوى وأفضل مما يؤدي الى رفع مستوى التحصيل الانتاجي في الموقع الذي يعمل به مما يؤدي الى الراحة والشعور بأمن نفسي ورضى وظيفي .
فتكريم المتميز مطلوب في كل مدرسة وكل موقع من مواقع الحقل التربوي فالتكريم يرفع اداء الفرد الغير متميز وأيضا يحفز المتميز الى بذل المزيد أو على الاقل الحفاظ على مستواه ..
هناك الكثير من التربويين عند انجازهم لاي عمل يعمل بملء قواه ويظل كل فكره شاغلا بهذا العمل فلا يقر له قرار حتى ينجزه مستعينا في ذلك بدعم وتشجيع المسؤول المباشر له فتكون أجمل لحظات المعلم هي تلك اللحظة التى يتوج فيها لتفوقه وتميزه في عمله لانه خطط وسهر الليالي لأجل أعداد وتحضير خطط ليقدمه في صفة في اليوم التالي .. فالوصول الى هذه اللحظة الجميلة لن ينساها لأنها تمثل انجاز الكل يأمل الوصول اليها .
هذا مهندس وذاك طيار وهذا طبيب وذاك فيزيائي وخلف كل هؤلاء معلم بذل الغالي والنفيس وسخر كل ما لديه من خبره ووقت لا جل المساهمه في ايجاد جيل واعي مخلص لوطنه .. فكان ولا يزال همه لا ينتهي بنقل المعلومة فقط بل بالتربية وتعليم الدين وكم نسمع ان معلم يعود بعد 30 سنة ليلتقي بطلابه الذي أصبحوا أعمده وأساس يعتمد عليهم الوطن ويكفينا فخرا اننا مسلمين وديننا ينادي بالعلم ونبينا محمد صلى الله وعليه وسلم خير معلم لنا ..
المعلم هو ذلك الدينمو والمصنع الذي يقوم بتخريج جيل من المتفوقين النجباء وهو اللبنة الاساسية للمنظومة التعليمية والذي ينبغي ان يتم دعمه والاهتمام به من قبل الادارات العليا فهو موجود في كل الاوقات عندما يحتاج الطالب فيها الى تحفيز وتوجيه ويكون موجود عندما يقف الطالب حائرا فيقوم المعلم بدعمه والوقوف معه كأب وأخ وصديق لتنمية قدراته ومواهبه ومتابعته وتزويده بكافة المعلومات اللازمة ليسير الطالب في الطريق الصحيح الى ان يصل الى المستوى الذي يطمحه لهذا تكريمه وتحفيزه والاهتمام به عامل اساسي على استمرارية الحصول على جيل واعي ..
في الختام يطيب لي ان أتقدم بعظيم الشكر ووافر الامتنان لوزارة التربية والتعليم لدعمها المتواصل للتويج هذه الجهود من خلال خلق فرص للتكريم بين التربويين ولكن نتمنى ان تضع أسس ومعايير واضحة يأخذ بها المسؤولين في اختيار الافراد للتكريم وتكون واضحة للمعلمين والموظفين ليسيرو على خطى واضحة بهدف تحقيق فرصة الحصول على مقعد وفرصه للحصول على شرف التكريم وان تكون هذه الاسس موحدة على كافة مستوى المحافظات لا ان تنفرد محافظة عن اخرى في الاختيار والتكريم بناء على رأي اللجنة او من وكلت لهم مهمة اختيار المكرمين وكل عام والجميع بالف خير .
جريدة عمان 12 / 8 / 2016
http://www.bnatsoft.com/up/bnatsoft4/bnatsoft.com147098197451.jpg (http://www.bnatsoft.com/up/)
الاستاذ الشيبة
http://www.bnatsoft.com/up/bnatsoft4/bnatsoft.com1470812993632.jpg (http://www.bnatsoft.com/up/)
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=708276&goto=newpost)