ذكريات الطفولة

[حواليكم]

ذكريات الطفولة

سرحتُ بالفكر حيث الطين يعتبقُ
حيث القلوبُ بنور الصدق تنبثقُ

رجعتُ قبل سنينٍ في مخيلتي
رسومها لمْ تزلْ في الروح تأتلقُ

جمالُها وبسيطُ الحال ميزتُها
يلفُّها الطينُ والأوتادُ والودقُ

وجرةٌ عُلِّقتْ بالحبل في وتدٍ
ومعدنُ الصاجِ فيه الخبزُ يحترقُ

وماعزٌ منْ ثُغاها يختفي حَزَني
وبقرةٌ منْ وراها البيتُ يرتزقُ

أُسرِّحُ الشايَ بعد الفجر منتعلاً
حذائيَ الرث قبلَ الشمس انطلقُ

وانظرُ الوقتَ في تبريدِ قائلةٍ
تحتَ السُميرة قدُ يحنو بي الورقُ

كأنني وحمارُ الراعي أنظرهُ
بعد الظهيرةِ والاغنامُ تستبقُ

أعودُ للبيتِ والإغنامُ قد حَفَلَتْ
بطونها وأنا والجوعُ نتَفِقُ

يشُدني الشوقُ للبرسيم أجرفهُ
قبل الصلاةِ وجسمي بلَّهُ العرَقُ

وأحملُ الوقرَ في (البيلوني ) منتطلقاٌ
قبل الغروبِ وخلفي يظهرُ الشفَقُ

وإنْ نظرتَ الى الأخلاق من قِدمٍ
ترى العُجابَ فقد عرفوا وقد سبقوا

ترى النساءَ مع الجدران سائرةً
فليس يطمعُ من شذوا ومن حمَقوا

كذا الرجال اذا ساروا بدربهمُ
فلا تراهمْ مع الشهواتِ قد غرقوا

وروعة الحب في الجيران باديةً
كأنهمْ اخوة في كلِهمْ وثقوا

إذا المَّ بجارٍ منهمُ وجعاً
يعودهُ الكل محزونا وقد فَرَقُوا

كأنهمْ جسدٌ في قلب صاحبهمْ
فخصَهمْ ربهُمْ بالخير اذ صدقَوا

وذكرياتي مع الافلاجِ سارحةً
تمازحُ الجدولَ الساقي وتعتنقُ

ونخلةٌ قد حباها الله مكرمةً
وسعْفها أخضرٌ مامسهُ المَتَقُ

وأرجعُ البيتَ حيثُ الطينُ اعشقهُ
وريحةُ الطبخِ في الوجدانِ تخترقُ

واملؤ البطنَ من اكَلَاتِ والدتي
خبزاً يُزيِّنُهُ الإيدامُ والمرَقُ

ومذغةٌ مِنْ عطا الجيرانِ في كرمٍ
كأنها من عطايا العيد تندفقُ

أنامُ في دوحةِ الاحلامِ مبتسماً
مخدتي عافها التفكيرُ والقلَقُ

قصيدتي ذكرياتٌ في مخيلتي
يلفُّها الودُ والاخلاقُ و الألَقُ


ابو هبة الهاشمي


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=708629&goto=newpost)