المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ( عيون الفردوس )



حواليكم
09-10-2016, 11:50 AM
قصة بعنوان
(عيون الفردوس)

تجلسين ساكنة بجواري تعبثين بخصلات شعري المجعد مرتخية فوق مقعد من ألماس و فضة كطفل خائرو مريض و سعت له السبل أعرف بماذا تفكرين تفكرين بمدى حقارتي و تبحثين عن أسباب خذلاني لك ، خذلتك أعرف أنني خذلك مع أنك أحن البشر علي لا أعرف كيف قدرت على فعل ذلك يالا الوقاحة كيف أفعل هذا؟ تركتي خصلت شعري يا امرأة أبي صحيح بأنك لست أمي ولكنني أعتبرك أما لي فأنا أحبك و أعطيتك قلادة متدلية من سلسلة الذهب الأبيض والتي تنام قرب شعرك الرقيق كنجمة مضيئة و لكن لا أدري ما سرها دائما ما كنت تعبثين بها بشرود و كأنك من بلاد بعيدة ، أرض أضعت طريقها و أخاف أن أستدل دروبها أحيانا غارقة أنتِ في خيبتك و غارق أنا في معصيتك و لكنني أحبك يا امرأة أبي (عاتكة)فسامحيني على وقاحتي ، و لكن في بعض الأحيان تكونين ثرثارة على حد كبير فذات يوم كنت اقراء عن كتابا عن التاريخ العماني لأكتب أحد المقالات لبلادنا الشقيقة سلطنة عمان و التي تمتعني و تمتع الشعب الأيراني بكل الحالات فجاءت لتسألني عما أقرأ فأخبرتها بأنني أحاول قراءة التاريخ العماني لأكتب مقالة بمناسبة العيد الوطني للسلطنة أعلم بأن امرأة أبي عاتكة تراني نموذجا للفارس الشجاع الذي قرأت عنه في حكايات ألف ليلة و ليلة لذا فبشاشتها الزائدة تؤثر علي و عليها هكذا هن النساء يرين الرجال نموذجين ( إما أن يكونوا إرهابيين و إما أن يكونوا كفرسان الأساطير )و أدرك جيدا بأن شابا مثلي لا تراه امرأة أبي إلا الخيار الثاني و في ذلك الوقت كنت اقرأ الكتاب محاول إيجاد طرف خيط أو بداية فكرة لا أعرف كيف أكتب عن وطن بمقام هذا الوطن رفيع الشأن و تاريخ يغري الناس جميعا كيف شخص مثلي يستطيع أن يسطر حروف من ذهب لقد عكرت مزاجي هذه المحاولات و بعد قليل رأيت امرأة أبي كفرس غاضب وخطواته واثقة بعنق ماجد بجبين شامخ و شعر ثائر فقلت لها بصوت يتردد: صدقيني لم اشعر متى ابتسمت و متى عبست و متى ذهبت و لكنني شعرت بك لما جأتي كالفرس الهارب منحضيرته و في ذلك الوقت جلست امرأة أبي بخفة قطة و ضعت إحدى رجليها فوق الأخرىبدلال عفوي و قلادتي التي أهديتك اياها يا أمي الثانية تحيط برقبتك بأناقة بصراحة و أقول الحقيقة أغراني أقتحامك ذاك أغراني حتى ارتعشت توترا فذكرتيني بحيواني المفضل الباندا عندما يقتحم مزرعة الخيزران و كنت أراها تحرك جفن واحد فأرعبني منظرها و صرت أراها بنصف عين أراها أتريد امرأة أبي أن تتخلص مني ؟ هههه كيف لإمرأة حنونة أن تتخلص من صبي شقي و مغرور في نفس الوقت مضى وقت طويل و لكن مازال تتحدق بي بتلك النظرات الخاطفة فسألتها في ذلك الوقت إن كنتِ مستأسده حين رفعت رأسك و نظرتي إلي بتلك النظرات الحادة كقنبلة من لهب و لكن كانت نظراتك حنونة رغم حدتها و لكن صبي شقي مثلي أتخيفه تلك النظرات؟ فمن الجميل جدا تحطم جبهة مغرور ياالله ياويلي ما أجمل أن تستلذ بطعم الإنتصار و أنا انتصرت على حساب امرأة أبي عاتكة أتدرون كيف ؟ كانت تحدق بي بتلك النظرات فستفززتها كثيرا يومها و كنت ازداد لهفتالإستفزازها بعد كل كلمة و بعد كل جملة، عصبيتك كانت لذيذة و احمرار وجهك كان مثيراجدا بنسبة لي ، فقلت لها و أنا أمازحها : أتدرين أن لسانك يحتاج إلى مقص ليقصه من الطرف لكي نرتاح من الثرثرة المتواصلة طوال الوقت ، و لكن غضبت مني كثيرا و بطب علم احتمل غضبها و زعلها مني فذهبت لها و قلت لها : يا امرأة أبي أنت التي لاتشبهها النساء أنت السهلة الصعبة أنت القريبة البعيدة أنت التي أخاف منها وابتغيها أنت التي اقتحمت حياتي فغيرتي أولوياتي و غيرتيني في خيط رفيع قد يهوي بيفي أي وقت و في أي لحظة أنت أقوى مما تدعين و أقوى صلابة مما تظهرين فبرغم من نعومتك و رقتك و سهولة خدشك إلا أنك امرأة شامخة قوية ذات جذور عميقة وعتيقة أصيلة تزأر حينما تهان فسامحيني يا امرأة أبي فأنت التي تجعلي للحياة رونقا تتفتح منأجلك الأزهار و تشرق لأجلك الشمس في مدينة شمسها لا تشرق إلا لأجل امرأة جميلة مثلك ولكن من أجبرك على أن تكوني قاسية و عيناكي يشبهان الفردوس بعد كل هذا هل غفرتي لي يا (أمي)، بتأكيد سامحتك يا ابني فما أجمل أن تقول لي أمي فليت كل شخص فيهذه الحياة مثلك يا ابني غفرت لك.


تأليف الطالبة/ نوف سعيد الناصري الصف التاسع
مدرسة عائشة بنت طلحة للتعليم الأساسي




*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=716551&goto=newpost)