المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجه مدينة مقال يوسف أبو لوز



الرسمي
12-08-2012, 03:52 AM
وجه مدينة

يوسف أبو لوز

* دار الخليج






وجه مدينة حلب السورية وجه الشعر أو وجه الشعراء . كان بلاط سيف الدولة الحمداني بارداً، غير أن حرارة الشعر استعارة من حرارة المدينة . مدينة المتنبي الذي ترك حبّه فيها وغادر إلى خراسان، يطارده دائماً حلمه الأكبر من حبه .

وإذ يغادر حلب يخاطب سيف الدولة:

وظنهم أنك المصباح في حلبٍ

إذا قصدتَ سواها عادها الظُّلَم

الكاتب والباحث السوري محمود أسد يتقصّى حلب في شعر أبنائها المعاصرين . بهذا التوصيف يضع أسد دراسة واسعة تتوهج فيها المدينة التي استعارت اسماً آخر لها: الشهباء، كما لو اشتقت الاسم من الشهب أو من لون الخيل .

يقول الشاعر عبدالله يوركي حلاّق:

وظلَّ في حلبٍ من بعضها طللُ

وكلُّ حيّ بدا من وجهه بَدَلُ

لا تسألن إذن هل بُدِّل التلل

وألفُ سهلٍ وسهلٍ كلّها سُبُلُ

النهرُ غاضَ وقلّ السمن والعسلُ

جفَّ النباتُ وجاع الناس أو رحلوا

في الدراسة نفسها نقرأ النموذج التالي للشاعر جلال قضيماتي:

شهباءُ أنت وإن قال الزمان تُرى

من هذه الخود؟ قلنا: إنها حلبُ

الشاعر محمد قجّه يقول:

أهواكِ يا حَلَبَ الشهباء فاقتربي

وعانقيني لأرقى فيكِ للشُّهُبِ

أما أحمد ديبة فنقرأ له هذا النموذج:

خَلّها عنك بردة الخيلاءِ

واخلع النعل أنت في الشهباءِ

وقرأت أن الشاعر عمر أبوريشة نشأ في حلب ودرس الابتدائية فيها، وله قصيدة تتألف من 12 ألف بيت شعر لا بدّ أن نجم حلب يلمع فيها، كما يلمع في حلب هذا الشعر لمحمد بن محمد بن علي:

حلب تفوقُ بمائها وهوائها

وبنائها والزهرُ من أبنائها

نور الغزالة دون نور رحابها

والشهب تقصُرُ عن مدى شهبائها

بلد يظل به الغريبُ كأنه

في أهله فاسمع جميل ثنائها

هذا غيض من فيض الشعر قيل في مدينة يوحي اسمها بالحلاوة الذائبة كالسكر تحت اللسان .




*** منقول ***