حواليكم
10-11-2016, 12:03 AM
إن هدف التربية هو بناء الإنسان من خلال تزويده بالخبرات التي تؤهله للاضطلاع بالمهام الموكلة اليه, ولتحقيق هذا الهدف تسعى التربية إلى تحديد أساليبها وتطوير طرائقها في الممارسات التربوية لتصبح قادرة على مسايرة متطلبات الحياة, وبحلول القرن الحادي والعشرين بدأت العديد من الدول العربية تشهد عدة مظاهر حياتية سلبية منها العنصرية والتطرف والإرهاب وممارسة التمييز بين أفراد الشعب على أساس طبقي أو جنسي أو ديني مما يؤكد الحاجة إلى تعميق قيم المواطنة الصالحة, بحيث تضمن تنشئة المواطن الصالح, وبالتالي الإنسان الصالح الذي يحرص على خدمة مجتمعه ويكون عنصرا فاعلاً فيه .
ونتيجة لذلك تهتم المجتمعات بالمحافظة على كيانها وهويتها من الانحلال في كل مكان وزمان, ويزداد هذا الاهتمام اليوم في ظل ما يشهده العالم من تغيرات, حيث بات من السهل أن تتسرب تلك التغيرات إلى المجتمعات المختلفة بواسطة العديد من الوسائل المتطورة, مما يضاعف من المسؤولية التي يتعين على التربية القيام بها لمواجهة العديد من السلوكيات السلبية, على اعتبار أن التربية جهد منظم ومخطط وهادف يرمي إلى تربية النشء وتنشئتهم اجتماعيا حتى يصبحوا قادرين على التكيف مع ذواتهم والتفاعل مع الآخرين في الإطار المجتمعي, بما يتضمنه من قيم واتجاهات وطموحات وبما يكتنفه من مشكلات.
وتعد المواطنة من الموضوعات التي لاقت اهتماما كبيرا في مختلف فروع العلوم الإنسانية، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، منها: وجود علاقة إيجابية بين المواطنة والاستقرار السياسي والاجتماعي والتطور التكنولوجي الهائل في السنوات الأخيرة، وما يتطلبه من ضرورة تحصين الشباب ثقافيا ووطنيا ضد ما يضعف انتمائهم لأوطانهم، مع اتجاه العالم نحو الديمقراطية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الحادة التي أثرت في المجتمعات وأحدثت هزة في فكر المجتمع بصفة عامة والشباب بصفة خاصة، فالصراعات ما عادت عسكرية بقدر ما أصبحت ثقافية حضارية.
كما تحتل المواطنة في العصر الحاضر مكانا بارزا في أولويات المؤسسات التعليمية وذلك من خلال العملية التربوية بكل جوانبها من مناهج وأنشطة وأهداف وطرائق تدريس، وذلك لتأهيل الطلاب ليكونوا مواطنين صالحين في مجتمعهم يؤدون ما تتطلبه منهم المواطنة من مسؤوليات تؤثر في استقرار المجتمع وتقدمه وفي قوة الوطن وتماسكه، وبذلك تهدف إلى تحقيق انتماء المواطن وولائه لوطنه وتفاعله إيجابيا مع مواطنيه بفعل القدرة على المشاركة العملية والشعور بالإنصاف وارتفاع الروح الوطنية لديه عند دفاعه عن وطنه كواجب وطنى.
فالمواطنة عملية قديمة حديثة في وقت واحد، حيث مارستها الشعوب والحكومات مع أبنائها لخلق روح الانتماء للأرض والشعب الذي يعيش في كنفه، وقد زاد من أهمية التربية للمواطنة ظهور الدولة الوطنية والمجموعات القومية التي أولت اهتماما كبيرا لتربية أبنائها على مفاهيم الانتماء والهوية وكيفية ممارستهم لحقوقهم والقيام بواجباتهم.
وتنسب المواطنة في اللغة العربية إلى الوطن, والوطن هو المنزل الذي يقيم فيه الإنسان، والجمع من وطن أوطان، ويقال: وطن بالمكان وأوطن به أي أقام، وأوطنه اتخذه وطنا، وأوطن فلان أرض كذا وكذا أي اتخذها محلا ومسكنا يقيم فيه (ابن منظور 2000, 239)؛ أما في اللغة الإنجليزية تأتي المواطنة ترجمة لمصطلح (citizenship) ويقصد بها غرس السلوك الاجتماعي المرغوب حسب قيم المجتمع، وذلك من خلال إيجاد المواطن الصالح Good citizen )).
لقد وضع المختصون في مجال المواطنة العديد من التعريفات نستعرض بعضا منها في ما يلي:
يرى الكواري (2001, 118) تعريف دائرة المعارف البريطانية للمواطنة بأنها: علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة.
ويعرفها ستيفن ( المعمري 2002, 3) بأنها: مجموعة عامة من الحقوق والواجبات, وأنشطة الأفراد والجماعات التي لها صلة بالتعبير عن مصالحها بالنسبة لقرارات مجال النشاط العام المؤثرة على فرص الحياه ونوعها أو على تمثيل الآخرين في المجتمع.
ويعرفها خلف (2001) بأنها: التزام عقلاني يقوم به كل فرد لالتزاماته واستحقاقاته تجاه المواطنين الآخرين من جهة, وتجاه الدولة ومؤسساتها من الجهة الأخرى، وهي تستند إلى معرفة دقيقة وتفصيلية بالتزامات الدولة ومؤسساتها تجاه كل فرد منا.
من خلال استعراض التعريفات السابقة نجد أن هناك اختلافا بين المختصين في تحديد ماهية المواطنة، حيث تداخلت مع مفهوم الانتماء والولاء، ولإزالة الالتباس في هذا الموضوع يمكن أن نعرف الولاء والانتماء بالتالي:
الانتماء: انتساب لكيان ما يكون الفرد متوحدا معه مندمجا فيه باعتباره عضوا مقبولا وله شرف الانتساب إليه ويشعر بالأمان فيه وقد يكون هذا الكيان جماعة أو طبقة أو وطن.
الولاء: مفهوم يعبر الفرد من خلاله عن مشاعره تجاه الكيان الذي ينتمي إليه، لذلك فإن الولاء هو صدق الانتماء، والولاء لا يولد مع الإنسان وإنما يكتسبه من مجتمعه (المعمري بدر 2007, 22).
ولتكون المواطنة مبنية على وعي لا بد أن تتم من خلال تربية مقصودة تشرف عليها الدولة يتم من خلالها تعريف الطالب بالعديد من مفاهيم المواطنة وخصائصها، مثل: مفهوم الوطن والحكومة والنظام السياسي و المجتمع والشورى والمشاركة السياسية والحقوق والواجبات؛ وغيرها من مفاهيم المواطنة.
ويؤكد التربويون أن تنمية خصائص المواطنة تعد من أهم السبل لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين وهي قضية أمن قومي ونوع من التربية الوقائية, إذ أصبح مجال التنافس بين الدول المتقدمة يتعدى قضايا التقدم الصناعي وغزو الفضاء إلى التنافس في مجال إصلاح التعليم وتطوير مناهجه باعتباره المدخل للقرن الحادي والعشرين, لأن إكساب خصائص المواطنة يعد الركيزة الأساسية للمشاركة الإيجابية والفعالة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتنمية الإحساس بالواجب نحو المجتمع المحلي والدولي (إبراهيم شعبان حامد وإبراهيم نادية حسن, 2001, 2-3)
وهناك العديد من المؤسسات التي تشكل المواطنة عند الفرد وتنميها، ومنها الأسرة والمؤسسات الدينية وجماعة الأقران والحي ومجموعة العمل, ولكن تنفرد المدرسة عن غيرها بالمسؤولية الكبيرة في تنمية المواطنة وتشكيل شخصية المواطن وتزويده بالمعرفة والمهارات اللازمة من أجل المواطنة الصالحة، وتنجز المدارس تلك المسؤولية من خلال المناهج.
ويبين ألبالا بيرتراند Albala-Bertrand في مقالة له حول التربية على المواطنة بأن العملية التربوية تمارس تأثيرا في عملية التنشئة المدنية والسياسية للتلاميذ والطلاب، ويبين -أيضا- بأنه يمكن للمدرسة أن تلعب دورا مهما وعمليا في عملية بناء الشخصية السياسية (وطفة, 2006, 103).
ويمكن للمدرسة أن تعمل على تنمية المواطنة عند المتعلمين من خلال العديد من الأساليب، منها: الاهتمام بطابور الصباح المدرسي, وما يتم من رفع العلم الوطني وترديد السلام السلطاني العماني، وكذلك من خلال الإذاعة المدرسية اليومية وما تقدمه من أخبار الوطن ورجاله ومنجزاته (المعمري 2002, 24)، وكذلك ما تقوم به جماعات الأنشطة المدرسية مثل جماعة الرحلات وجماعة الخدمة العامة وأصدقاء البيئة والصحة المدرسية وغيرها من جماعات الأنشطة من خلال برامجها المختلفة والمتمثلة في الاحتفال بالمناسبات الوطنية وزيارة معالم الوطن .
كما يمكن للمدرسة أن تقوم بتنمية المواطنة عند المتعلمين من خلال العديد من الأساليب منها:-
تقديم دروس حول مسؤوليات المواطنة.
تقديم دروس حول القيم الوطنية في كل مستويات الدراسة.
تقديم أنشطة تتطلب من الطلاب التوجه إلى موظفي الحكومة أو البحث في الصحف المحلية مثل جريدة الوطن وعمان والشبيبة للتعبير عن آرائهم حول القضايا التي يعاني منها المجتمع.
يقوم منهج الدراسات الاجتماعية بمرحلة التعليم العام بسلطنة عمان بدور مهم في تنمية المواطنة وإعداد المواطن الذي يؤمن بأهداف وطنه العليا ويمتلك ثقافة وطنية توجه سلوكه الوطني والحضاري، إضافة إلى مساعدة الطالب على إدراك المسؤولية تجاه وطن ,لذلك ركزت مبادئ الفلسفة التربوية العمانية على تنمية المواطنة من خلال غرس عاطفة حب الوطن والاعتزاز بالانتماء لأرضه والتضحية في سبيله وتوعية الفرد العماني بحقوقه وواجباته نحو وطنه (المعمري2002, 5).
كما يسعى منهج الدراسات الاجتماعية بمرحلة التعليم العام بسلطنة عمان إلى تحقيق عدة أهداف منها:
جعل الطلبة يتفاعلون مع بعضهم البعض ومع محيطهم بشكل إيجابي.
توفير معارف حول عناصر ترتبط بحياتهم الاجتماعية ومجتمعهم ونشاطاته وتطوره التاريخي في النواحي التاريخية والجغرافية والسياسية والقانونية والاجتماعية.
وصل حاضرهم بماضيهم.
تشجيع المتعلمين على المشاركة في شؤون بيئتهم الاجتماعية من أجل إثبات وجودهم كأعضاء في هذه البيئة وفي الوطن (فريحة, 2006, 38).
ومن هنا أصبحت التربية من أجل المواطنة من أكثر الموضوعات جدلاً وصخباً في مجال التربية المعاصرة, وبصفة خاصة تلك التي تنص على مبدأ المواطنة وإحياء مفهومها, وتحديث بنية العلاقة بين المواطن والدولة, وذلك لمواجهة التطرف والتشدد وانتشار الإرهاب والعنف والإحساس بالاغتراب وعدم الإحساس بالهوية والانتماء وضعف المشاركة السياسية والرغبة في الهجرة وضعف الوعي بالقضايا السياسية المعاصرة (إلهام عبد الحميد فرج, 2001, 110).
وتعد مناهج التربية الوطنية إحدى مناهج الدراسات الاجتماعية التي تسهم في تنمية خصائص المواطنة لدى الطلاب, وذلك من أجل إيجاد مواطن يحب الوطن ويتفانى في خدمته وبنائه، ويدرك دوره الأخلاقي والوطني والقومي والحضاري والإنساني, ويبادر بالعمل والفعل والسلوك لممارسة هذا الدور, فهي تربية تتضمن التربية الشخصية والتربية الأخلاقية والقيمية, ودمجها للمكونات المعرفية والوجدانية والسلوكية بحيث تترجم قولا وسلوكا لدى الفرد.
لذلك كان الاهتمام بدراسة المواطنة استجابة واعية ورد فعل مدروس, لما تمر به البلدان العربية في الآونة الأخيرة من أحداث وتغيرات يجعل تحديد مدى مراعاة منهج الدراسات الاجتماعية لخصائص المواطنة أمرا ملحا, حيث قام الباحث بتدريس هذه المادة لعدة سنوات، إضافة إلى كونه عضوا في مشروع تربية المواطنة الذي يهدف الى غرس المواطنة في نفوس الطلاب بمختلف مدارس المحافظة ومتابعة تنفيذها وتعزيز قدرة الطالب على التعاطي مع مختلف مشكلات مجتمعه بأسلوب علمي وتربوي, كما يهدف إلى تعزيز وعي المتعلم بضرورة المشاركة الفاعلة والنشطة لخدمة مجتمعه الذي ينتمي إليه, ويوفر للطالب فرصة مثلى ومسارا تربويا ممنهجا في فن المشاركة المجتمعية التي ينبغي أن تكون على الدوام مبنية على روح المسؤولية والالتزام المطلق بصالح الوطن حاضرا ومستقبلا.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=728845&goto=newpost)
ونتيجة لذلك تهتم المجتمعات بالمحافظة على كيانها وهويتها من الانحلال في كل مكان وزمان, ويزداد هذا الاهتمام اليوم في ظل ما يشهده العالم من تغيرات, حيث بات من السهل أن تتسرب تلك التغيرات إلى المجتمعات المختلفة بواسطة العديد من الوسائل المتطورة, مما يضاعف من المسؤولية التي يتعين على التربية القيام بها لمواجهة العديد من السلوكيات السلبية, على اعتبار أن التربية جهد منظم ومخطط وهادف يرمي إلى تربية النشء وتنشئتهم اجتماعيا حتى يصبحوا قادرين على التكيف مع ذواتهم والتفاعل مع الآخرين في الإطار المجتمعي, بما يتضمنه من قيم واتجاهات وطموحات وبما يكتنفه من مشكلات.
وتعد المواطنة من الموضوعات التي لاقت اهتماما كبيرا في مختلف فروع العلوم الإنسانية، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، منها: وجود علاقة إيجابية بين المواطنة والاستقرار السياسي والاجتماعي والتطور التكنولوجي الهائل في السنوات الأخيرة، وما يتطلبه من ضرورة تحصين الشباب ثقافيا ووطنيا ضد ما يضعف انتمائهم لأوطانهم، مع اتجاه العالم نحو الديمقراطية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الحادة التي أثرت في المجتمعات وأحدثت هزة في فكر المجتمع بصفة عامة والشباب بصفة خاصة، فالصراعات ما عادت عسكرية بقدر ما أصبحت ثقافية حضارية.
كما تحتل المواطنة في العصر الحاضر مكانا بارزا في أولويات المؤسسات التعليمية وذلك من خلال العملية التربوية بكل جوانبها من مناهج وأنشطة وأهداف وطرائق تدريس، وذلك لتأهيل الطلاب ليكونوا مواطنين صالحين في مجتمعهم يؤدون ما تتطلبه منهم المواطنة من مسؤوليات تؤثر في استقرار المجتمع وتقدمه وفي قوة الوطن وتماسكه، وبذلك تهدف إلى تحقيق انتماء المواطن وولائه لوطنه وتفاعله إيجابيا مع مواطنيه بفعل القدرة على المشاركة العملية والشعور بالإنصاف وارتفاع الروح الوطنية لديه عند دفاعه عن وطنه كواجب وطنى.
فالمواطنة عملية قديمة حديثة في وقت واحد، حيث مارستها الشعوب والحكومات مع أبنائها لخلق روح الانتماء للأرض والشعب الذي يعيش في كنفه، وقد زاد من أهمية التربية للمواطنة ظهور الدولة الوطنية والمجموعات القومية التي أولت اهتماما كبيرا لتربية أبنائها على مفاهيم الانتماء والهوية وكيفية ممارستهم لحقوقهم والقيام بواجباتهم.
وتنسب المواطنة في اللغة العربية إلى الوطن, والوطن هو المنزل الذي يقيم فيه الإنسان، والجمع من وطن أوطان، ويقال: وطن بالمكان وأوطن به أي أقام، وأوطنه اتخذه وطنا، وأوطن فلان أرض كذا وكذا أي اتخذها محلا ومسكنا يقيم فيه (ابن منظور 2000, 239)؛ أما في اللغة الإنجليزية تأتي المواطنة ترجمة لمصطلح (citizenship) ويقصد بها غرس السلوك الاجتماعي المرغوب حسب قيم المجتمع، وذلك من خلال إيجاد المواطن الصالح Good citizen )).
لقد وضع المختصون في مجال المواطنة العديد من التعريفات نستعرض بعضا منها في ما يلي:
يرى الكواري (2001, 118) تعريف دائرة المعارف البريطانية للمواطنة بأنها: علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة.
ويعرفها ستيفن ( المعمري 2002, 3) بأنها: مجموعة عامة من الحقوق والواجبات, وأنشطة الأفراد والجماعات التي لها صلة بالتعبير عن مصالحها بالنسبة لقرارات مجال النشاط العام المؤثرة على فرص الحياه ونوعها أو على تمثيل الآخرين في المجتمع.
ويعرفها خلف (2001) بأنها: التزام عقلاني يقوم به كل فرد لالتزاماته واستحقاقاته تجاه المواطنين الآخرين من جهة, وتجاه الدولة ومؤسساتها من الجهة الأخرى، وهي تستند إلى معرفة دقيقة وتفصيلية بالتزامات الدولة ومؤسساتها تجاه كل فرد منا.
من خلال استعراض التعريفات السابقة نجد أن هناك اختلافا بين المختصين في تحديد ماهية المواطنة، حيث تداخلت مع مفهوم الانتماء والولاء، ولإزالة الالتباس في هذا الموضوع يمكن أن نعرف الولاء والانتماء بالتالي:
الانتماء: انتساب لكيان ما يكون الفرد متوحدا معه مندمجا فيه باعتباره عضوا مقبولا وله شرف الانتساب إليه ويشعر بالأمان فيه وقد يكون هذا الكيان جماعة أو طبقة أو وطن.
الولاء: مفهوم يعبر الفرد من خلاله عن مشاعره تجاه الكيان الذي ينتمي إليه، لذلك فإن الولاء هو صدق الانتماء، والولاء لا يولد مع الإنسان وإنما يكتسبه من مجتمعه (المعمري بدر 2007, 22).
ولتكون المواطنة مبنية على وعي لا بد أن تتم من خلال تربية مقصودة تشرف عليها الدولة يتم من خلالها تعريف الطالب بالعديد من مفاهيم المواطنة وخصائصها، مثل: مفهوم الوطن والحكومة والنظام السياسي و المجتمع والشورى والمشاركة السياسية والحقوق والواجبات؛ وغيرها من مفاهيم المواطنة.
ويؤكد التربويون أن تنمية خصائص المواطنة تعد من أهم السبل لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين وهي قضية أمن قومي ونوع من التربية الوقائية, إذ أصبح مجال التنافس بين الدول المتقدمة يتعدى قضايا التقدم الصناعي وغزو الفضاء إلى التنافس في مجال إصلاح التعليم وتطوير مناهجه باعتباره المدخل للقرن الحادي والعشرين, لأن إكساب خصائص المواطنة يعد الركيزة الأساسية للمشاركة الإيجابية والفعالة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتنمية الإحساس بالواجب نحو المجتمع المحلي والدولي (إبراهيم شعبان حامد وإبراهيم نادية حسن, 2001, 2-3)
وهناك العديد من المؤسسات التي تشكل المواطنة عند الفرد وتنميها، ومنها الأسرة والمؤسسات الدينية وجماعة الأقران والحي ومجموعة العمل, ولكن تنفرد المدرسة عن غيرها بالمسؤولية الكبيرة في تنمية المواطنة وتشكيل شخصية المواطن وتزويده بالمعرفة والمهارات اللازمة من أجل المواطنة الصالحة، وتنجز المدارس تلك المسؤولية من خلال المناهج.
ويبين ألبالا بيرتراند Albala-Bertrand في مقالة له حول التربية على المواطنة بأن العملية التربوية تمارس تأثيرا في عملية التنشئة المدنية والسياسية للتلاميذ والطلاب، ويبين -أيضا- بأنه يمكن للمدرسة أن تلعب دورا مهما وعمليا في عملية بناء الشخصية السياسية (وطفة, 2006, 103).
ويمكن للمدرسة أن تعمل على تنمية المواطنة عند المتعلمين من خلال العديد من الأساليب، منها: الاهتمام بطابور الصباح المدرسي, وما يتم من رفع العلم الوطني وترديد السلام السلطاني العماني، وكذلك من خلال الإذاعة المدرسية اليومية وما تقدمه من أخبار الوطن ورجاله ومنجزاته (المعمري 2002, 24)، وكذلك ما تقوم به جماعات الأنشطة المدرسية مثل جماعة الرحلات وجماعة الخدمة العامة وأصدقاء البيئة والصحة المدرسية وغيرها من جماعات الأنشطة من خلال برامجها المختلفة والمتمثلة في الاحتفال بالمناسبات الوطنية وزيارة معالم الوطن .
كما يمكن للمدرسة أن تقوم بتنمية المواطنة عند المتعلمين من خلال العديد من الأساليب منها:-
تقديم دروس حول مسؤوليات المواطنة.
تقديم دروس حول القيم الوطنية في كل مستويات الدراسة.
تقديم أنشطة تتطلب من الطلاب التوجه إلى موظفي الحكومة أو البحث في الصحف المحلية مثل جريدة الوطن وعمان والشبيبة للتعبير عن آرائهم حول القضايا التي يعاني منها المجتمع.
يقوم منهج الدراسات الاجتماعية بمرحلة التعليم العام بسلطنة عمان بدور مهم في تنمية المواطنة وإعداد المواطن الذي يؤمن بأهداف وطنه العليا ويمتلك ثقافة وطنية توجه سلوكه الوطني والحضاري، إضافة إلى مساعدة الطالب على إدراك المسؤولية تجاه وطن ,لذلك ركزت مبادئ الفلسفة التربوية العمانية على تنمية المواطنة من خلال غرس عاطفة حب الوطن والاعتزاز بالانتماء لأرضه والتضحية في سبيله وتوعية الفرد العماني بحقوقه وواجباته نحو وطنه (المعمري2002, 5).
كما يسعى منهج الدراسات الاجتماعية بمرحلة التعليم العام بسلطنة عمان إلى تحقيق عدة أهداف منها:
جعل الطلبة يتفاعلون مع بعضهم البعض ومع محيطهم بشكل إيجابي.
توفير معارف حول عناصر ترتبط بحياتهم الاجتماعية ومجتمعهم ونشاطاته وتطوره التاريخي في النواحي التاريخية والجغرافية والسياسية والقانونية والاجتماعية.
وصل حاضرهم بماضيهم.
تشجيع المتعلمين على المشاركة في شؤون بيئتهم الاجتماعية من أجل إثبات وجودهم كأعضاء في هذه البيئة وفي الوطن (فريحة, 2006, 38).
ومن هنا أصبحت التربية من أجل المواطنة من أكثر الموضوعات جدلاً وصخباً في مجال التربية المعاصرة, وبصفة خاصة تلك التي تنص على مبدأ المواطنة وإحياء مفهومها, وتحديث بنية العلاقة بين المواطن والدولة, وذلك لمواجهة التطرف والتشدد وانتشار الإرهاب والعنف والإحساس بالاغتراب وعدم الإحساس بالهوية والانتماء وضعف المشاركة السياسية والرغبة في الهجرة وضعف الوعي بالقضايا السياسية المعاصرة (إلهام عبد الحميد فرج, 2001, 110).
وتعد مناهج التربية الوطنية إحدى مناهج الدراسات الاجتماعية التي تسهم في تنمية خصائص المواطنة لدى الطلاب, وذلك من أجل إيجاد مواطن يحب الوطن ويتفانى في خدمته وبنائه، ويدرك دوره الأخلاقي والوطني والقومي والحضاري والإنساني, ويبادر بالعمل والفعل والسلوك لممارسة هذا الدور, فهي تربية تتضمن التربية الشخصية والتربية الأخلاقية والقيمية, ودمجها للمكونات المعرفية والوجدانية والسلوكية بحيث تترجم قولا وسلوكا لدى الفرد.
لذلك كان الاهتمام بدراسة المواطنة استجابة واعية ورد فعل مدروس, لما تمر به البلدان العربية في الآونة الأخيرة من أحداث وتغيرات يجعل تحديد مدى مراعاة منهج الدراسات الاجتماعية لخصائص المواطنة أمرا ملحا, حيث قام الباحث بتدريس هذه المادة لعدة سنوات، إضافة إلى كونه عضوا في مشروع تربية المواطنة الذي يهدف الى غرس المواطنة في نفوس الطلاب بمختلف مدارس المحافظة ومتابعة تنفيذها وتعزيز قدرة الطالب على التعاطي مع مختلف مشكلات مجتمعه بأسلوب علمي وتربوي, كما يهدف إلى تعزيز وعي المتعلم بضرورة المشاركة الفاعلة والنشطة لخدمة مجتمعه الذي ينتمي إليه, ويوفر للطالب فرصة مثلى ومسارا تربويا ممنهجا في فن المشاركة المجتمعية التي ينبغي أن تكون على الدوام مبنية على روح المسؤولية والالتزام المطلق بصالح الوطن حاضرا ومستقبلا.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=728845&goto=newpost)