حواليكم
22-02-2017, 11:11 PM
إلى كل من علمني حرفاً ، إلى كل من علمني كيف أمسك بالقلم في بداياتيالأولى ، إلى كل من عاتبني عتاب محب على التقصير في واجباتي المدرسية ، إلى كل منصفق لي وحفزني وأنا أخط أول حرف على السبورة الخشبية ، إلى كل من منحني الثقةلأكون ناجحاً ..
إلى كافة معلمي الوطن في يومهم .. ألف تحية وألف تقدير هو صباح استثنائي ، ليس ككل الصباحات التي نعرفها ، هو صباح الرابعوالعشرين من فبراير ، يأتِ معطرا برائحة الأقلام وموشى بأبجديات البدايات الأولى ،لرحلة الألف ميل ، ومطرزا بابتسامات صانع الأجيال ، وهو يرى نتاجات جهده وعرقه ماثلة أمام عينيه ، في صورة حرف متعرج تخطهأنامل طفل على السبورة ، وفي تأتأة تلميذ قرأ كلمة من ثلاثة حروف وانتشى هذاالتلميذ مزهوا على إثرها ، لأنه حقق معجزة بمقاييس الطفولة.كيف لا ، وهذا الشامخ فينا كشموخ نخيلنا ، المشرئب فخرا كأشجار جوز الهند وهي تعانق سماء ظفار الغاليه ، الصامد كسواريالمحامل وهي تنقل الخير غير عابئة بغباب المحيط الهندي ، ولا هدير أمواجه التيطالما تقزمت أمام إصرار نواخذة السفن العمانيه.لله درك أيها السندباد الماهر الحاذق ، وأنت تقود دفة المجد من شاطيء إلى شاطيء، لم تثنك الخطوب الجسام عن هدفك ، ولم تنحني لرياح الإحباطات ، ولا أمواجالتحديات ، بل طوعتها وجعلتها رهن إشارتك ..اسمحلي في هذه العجالة أن أنحني أمامك فخرا بك ، وأنا أحمل ذاكرة تشكلت منخلالك عبر عقود من السنين ، ذاكرة مشحونةبغبار الطباشير في يديك الكريمتين ، وهو يحيل اللوح الأسود إلى تحفة مطرزة بحروفالمستقبل ، ذاكرة مزحومة بصوت الجرس اليدوي المعلق في ركن بارز أمام إدارة المدرسة، يتلوه صوتك " مدرسه صفا ، مدرسه انتباه " ..صوتك هذا يا أستاذي قد زرعفينا ألف معنى للرجولة رغم حداثة أعمارنا ، فنشأنا مسكونين بمعنى الالتزام وماهيةالانضباط ، وكيفية المثابره.ولأن التغيير سنة الحياة ، فأنت لم تتخلف عن مسيرة الركب في النهل منبساتين الحداثة في كل شيء ، فسايرت عصرك في أساليب التدريس ، ووسائله بدءا منالوسائل التعليمية التي كنت تحملها وأنت مبتسم تتنقل بها من فصل إلى فصل ، إذ كانالواحد منا يتمنى أن يحظى بشرف مساعدتك في حملها ، لأنك بكل بساطة لم تكن يا أستاذي معلما فقط ، بل كنت أباً حنونالصغيرنا ، وأخاً عطوفا لكبيرنا ، وانتهاء بطرائق التدريس الحديثه ونظرياتهالمتعددة.وفي خضم المتغيرات المتسارعة لم يعتريك الجمود ، ولم تهن عزيمتك عن الأخذبكل جدبد من شأنه أن يرقى بمعارفنا ، وينمي مداركنا ، فكنت سباقا إلى توظيفالتكنلوجيا والتقانة الحديثة في إيصال المعلومة لنا ،حتى لو كلفك ذلك الجهد ، والوقت، بل والمال أحيانا.
اليوم وأنا أنفض ذاكرتي من تداعيات كثيرة ، أجد الحنين يشدني لكي آخذكرسياَ خشبيا لآخذ مكاني أمامك ، كما كنت ذات يوم سبتمبري قبل عدة عقود، أصغي إلىصوتك وهو يحاول تبسيط المعلومة لي ، فأتخيلك طبيبا شخص مرضي وأحضر لي الدواء ،ولكن شيطنة الطفولة فينا وقتها ، لم تع أهمية ذلك ، فتحركت فينا روح المشاكسة البريئة ، ولكنكلم تغضب ، وأعدت المحاولة إثر المحاولة، ولأنك أب قبل أن تكون معلما، فقد نجحتوبامتياز ، فهاهم أبناؤك اليوم يفخرون بك ويفاخرون بعطائك، وسيظلون كذلك لأن منيزرع الورد لن يجني غير الورد.شكرا بحجم أفضالك علينا أيها المعلم ، شكرا لكل معلم ومعلمه ، شكراللعاملين بصمت بعيداَ عن صخب المظاهر ، شكرا لمن تغبرت أياديهم بالطباشير ، وتلونتملابسهم بأحبار الكتابة، وذبلت عيونهم أمام أجهزة الحواسيب ليبحثوا عن المعلومة فيصورتها المبسطه ليقدموها لأجيال الوطن .شكرا ، وأنا أعلم أنكم جميعاً لا تنتظرون مني ولا من غيري كلمة شكر ، لأنجهودكم وأفضالكم لن تفيها كلمات الشكر وعبارات الثناء ، ولكن من باب إحساسي بفضلكموربما يشاطرني هذا الشعور الالاف من غيري ارتأيت أن أخط هذه الكلمات التي لن ترتقيبكل تأكيد إلى عظمة أدواركم في تنوير الأجيال.
دمتم تاجا على رؤوسنا يا معلمي الأجيال.
سالم الكيتاني
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=748870&goto=newpost)
إلى كافة معلمي الوطن في يومهم .. ألف تحية وألف تقدير هو صباح استثنائي ، ليس ككل الصباحات التي نعرفها ، هو صباح الرابعوالعشرين من فبراير ، يأتِ معطرا برائحة الأقلام وموشى بأبجديات البدايات الأولى ،لرحلة الألف ميل ، ومطرزا بابتسامات صانع الأجيال ، وهو يرى نتاجات جهده وعرقه ماثلة أمام عينيه ، في صورة حرف متعرج تخطهأنامل طفل على السبورة ، وفي تأتأة تلميذ قرأ كلمة من ثلاثة حروف وانتشى هذاالتلميذ مزهوا على إثرها ، لأنه حقق معجزة بمقاييس الطفولة.كيف لا ، وهذا الشامخ فينا كشموخ نخيلنا ، المشرئب فخرا كأشجار جوز الهند وهي تعانق سماء ظفار الغاليه ، الصامد كسواريالمحامل وهي تنقل الخير غير عابئة بغباب المحيط الهندي ، ولا هدير أمواجه التيطالما تقزمت أمام إصرار نواخذة السفن العمانيه.لله درك أيها السندباد الماهر الحاذق ، وأنت تقود دفة المجد من شاطيء إلى شاطيء، لم تثنك الخطوب الجسام عن هدفك ، ولم تنحني لرياح الإحباطات ، ولا أمواجالتحديات ، بل طوعتها وجعلتها رهن إشارتك ..اسمحلي في هذه العجالة أن أنحني أمامك فخرا بك ، وأنا أحمل ذاكرة تشكلت منخلالك عبر عقود من السنين ، ذاكرة مشحونةبغبار الطباشير في يديك الكريمتين ، وهو يحيل اللوح الأسود إلى تحفة مطرزة بحروفالمستقبل ، ذاكرة مزحومة بصوت الجرس اليدوي المعلق في ركن بارز أمام إدارة المدرسة، يتلوه صوتك " مدرسه صفا ، مدرسه انتباه " ..صوتك هذا يا أستاذي قد زرعفينا ألف معنى للرجولة رغم حداثة أعمارنا ، فنشأنا مسكونين بمعنى الالتزام وماهيةالانضباط ، وكيفية المثابره.ولأن التغيير سنة الحياة ، فأنت لم تتخلف عن مسيرة الركب في النهل منبساتين الحداثة في كل شيء ، فسايرت عصرك في أساليب التدريس ، ووسائله بدءا منالوسائل التعليمية التي كنت تحملها وأنت مبتسم تتنقل بها من فصل إلى فصل ، إذ كانالواحد منا يتمنى أن يحظى بشرف مساعدتك في حملها ، لأنك بكل بساطة لم تكن يا أستاذي معلما فقط ، بل كنت أباً حنونالصغيرنا ، وأخاً عطوفا لكبيرنا ، وانتهاء بطرائق التدريس الحديثه ونظرياتهالمتعددة.وفي خضم المتغيرات المتسارعة لم يعتريك الجمود ، ولم تهن عزيمتك عن الأخذبكل جدبد من شأنه أن يرقى بمعارفنا ، وينمي مداركنا ، فكنت سباقا إلى توظيفالتكنلوجيا والتقانة الحديثة في إيصال المعلومة لنا ،حتى لو كلفك ذلك الجهد ، والوقت، بل والمال أحيانا.
اليوم وأنا أنفض ذاكرتي من تداعيات كثيرة ، أجد الحنين يشدني لكي آخذكرسياَ خشبيا لآخذ مكاني أمامك ، كما كنت ذات يوم سبتمبري قبل عدة عقود، أصغي إلىصوتك وهو يحاول تبسيط المعلومة لي ، فأتخيلك طبيبا شخص مرضي وأحضر لي الدواء ،ولكن شيطنة الطفولة فينا وقتها ، لم تع أهمية ذلك ، فتحركت فينا روح المشاكسة البريئة ، ولكنكلم تغضب ، وأعدت المحاولة إثر المحاولة، ولأنك أب قبل أن تكون معلما، فقد نجحتوبامتياز ، فهاهم أبناؤك اليوم يفخرون بك ويفاخرون بعطائك، وسيظلون كذلك لأن منيزرع الورد لن يجني غير الورد.شكرا بحجم أفضالك علينا أيها المعلم ، شكرا لكل معلم ومعلمه ، شكراللعاملين بصمت بعيداَ عن صخب المظاهر ، شكرا لمن تغبرت أياديهم بالطباشير ، وتلونتملابسهم بأحبار الكتابة، وذبلت عيونهم أمام أجهزة الحواسيب ليبحثوا عن المعلومة فيصورتها المبسطه ليقدموها لأجيال الوطن .شكرا ، وأنا أعلم أنكم جميعاً لا تنتظرون مني ولا من غيري كلمة شكر ، لأنجهودكم وأفضالكم لن تفيها كلمات الشكر وعبارات الثناء ، ولكن من باب إحساسي بفضلكموربما يشاطرني هذا الشعور الالاف من غيري ارتأيت أن أخط هذه الكلمات التي لن ترتقيبكل تأكيد إلى عظمة أدواركم في تنوير الأجيال.
دمتم تاجا على رؤوسنا يا معلمي الأجيال.
سالم الكيتاني
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=748870&goto=newpost)