تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من مغامرات جدتي



حواليكم
26-03-2017, 09:22 AM
من مغامرات جدتي



في كل ليلة من ليالي الشتاء الباردة كان الأحفاد يجتمعون حول حضن جدتهم الدافئ ؛ لكي تروي لهم قصصا من طفولتها المليئة بالبراءة والشجاعة والبساطة ... بعد مرور دقائق من الحوار الودي الذي دار بينها وبين الأحفاد الذين كانوا بالنسبة لها أكثر من أبناء ، قالت لهم : سأحكي لكم اليوم مغامرة جديدة من مغامراتي الرائعة . تشوق الأحفاد لسماع الحكاية ، وقالوا بصوت واحد : هيا يا جدتي ابدئي إننا متشوقون لسماعيها .

قالت الجدة : في يوم من أيام الصيف الحارة استيقظ أبي على صوت الأذان الذي يتعالى من منابر المساجد ، فذهب مسرعا ؛ ليصلي صلاة الفجر جماعة ، حينها بدأ عقل جدتكم يفكر سريعا ؛ لتقوم بمغامرتها القادمة ، فعندما رأيت أبي قد خرج من المنزل ، وأيقنت وصوله إلى المسجد ، قررت الخروج ...

بينما أنا أهم بالخروج رأتني أمي ... وقالت لي : إلى أين أنت ذاهبة ؟! قلت ببراءة : ( رايحة أرقط رطب ) أنا ذاهبة للبحث عن الرطب ، فقالت لي أمي مندهشة : في هذا الوقت ! هيا ارجعي فلا يزال الظلام دامسا ، فرجعت إلى الخلف قليلا ، وعندما رأيت أمي قد ذهبت ، خرجت أنا مسرعة إلى المزرعة التي كانت بجانب المسجد في منطقة ( طوي التبنة بنزوى ) حيث كنا نسكن .... فأنا أحب المغامرات خاصة في أوقات غير متوقعة .

دخلت إلى المزرعة بسرعة ؛ لكي أبحث عن حبل ؛ لأصنع مرجوحة لي ... قاطعها أحد أحفادها قائلا : حبل ومن المزرعة ؟! أجابت جدتي ضاحكة : نعم ، جنون الصغر يا بني !!

أكملت جدتي قصتها قائلة : وبينما كنت أبحث ، وكنت أسرع في البحث خشية أن يصل والدي إلى المنزل قبل عودتي ولا يجدني ، لمحت شيئا طويلا تحت النخلة العملاقة ، فصرخت بأعلى صوتي ، وأنا فرحة : ( لقيت حبل حال مرنجوحتي ) لقد وجدت حبلا للمرجوحة ، فأخذته وأسرعت به ، أحسست وأنا أحمله بأنه ثقيل ، فقلت في نفسي : يبدو أنه حبل طويل جدا ؛ لذلك هو ثقيل ، ولم أكترث لأمره ،وواصلت المسير ... بعدها شعرت بحركة خفيفة تصدر منه ، فتفاجأت وقلت بذهول : ( هذا ما حبل هذا فاعي ) إنه ليس حبلا ... إنه أفعى !!!! فرميت به . ذهبت مسرعة إلى المنزل ، وكنت مرهقة جدا ، والخوف يسيطر علي ، ودقات قلبي تتسارع ، أحسست حينها أن قلبي سيخرج من مكانه ّ!!!

انتظرت عودة أبي بلهفة من المسجد ، وعندما رأيته أسرعت إليه لأخبره : ( باه باه لقيت فاعي ) أبي أبي وجدت أفعى !!! ضحك أبي قائلا : أفعى ؟ّ! قلت : نعم ، لقد كنت أحمله ، فقال لي بتعجب : ( كيف شليتيه وأنت تفزعي من ظلك ؟! ) كيف حملتي الأفعى ، وأنت تخافين من ظلك ؟!!! قلت له : جنون الطفولة يا أبي ، هيا معي يا أبي لأريك مكانه ، فأمسكت بيد أبي فذهبنا حتى وصلنا إلى المكان الذي رميت فيه الأفعى ، فقال لي أبي : أنني لا أرى شيئا !! فقلت : هناك أسفل تلك النخلة ، فقال : لا أرى أسفل النخلة سوى مجموعة متراكمة من الحجارة . قلت : نعم ، فأنا عندما ألقيت به ، جمعت حجارة ورميتها فيه ؛ ليموت .

بدأ أبي بإزالة الحجارة ( بالخيزرانة ) بالعصا التي كانت ترافقه دائما ، وكانت الصدمة الكبرى عندما رأى أبي الأفعى صرخ بأعلى صوته : ابتعدي ... ابتعدي ... وبعد أن انتهى من قتله قال لي : الحمد لله أنك نجيت من هذه الأفعى ، فإنها خطيرة جدا وسمها قاتل ... ولكن أخبريني يا ابنتي ما الذي جاء بك إلى هنا ؟! وفي هذا الوقت ؟!

فأخذت أحكي له سبب مجيء إلى المزرعة ، وحبي للمغامرة ... ثم قال لي : ألست خائفة من الأفعى ؟! هل ستعيدين هذه المغامرة مرة أخرى ؟
قلت وبكل ثقة : نعم ، سأعيدها فأنا في وقت الشدائد عن 100رجل !!!. ضحك أبي ، وقام بتقبيلي ، وقال لي : أنت فتاة شجاعة يا صغيرتي ، ولكنني أخاف عليك فلا تكرريها مرة أخرى .... رحمك الله يا والدي الغالي فقد كنت إنسانا طيب القلب ...

انتهت قصة جدتكم المغامرة ، هل أعجبتكم ؟ !! قال الأحفاد : كانت رائعة ومشوقة . قالت لها سحراء : وأنت تروين القصة يا جدتي أنا سرحت بخيالي ،، وكأنني معك في القصة ، هل ستروين لنا قصة أخرى ؟ قالت جدتي : إن شاء الله يا سحراء . قالت سارة : كم أنت شجاعة يا جدتي !! سأصبح مثلك عندما أكبر ... ردت جدتي بخجل : إن شاء الله ، وقالت زينة : سأكتب قصصك الممتعة في كتاب عندما أكبر ؛ لكي يعرف الجميع عن جدتي ومغامراتها الجميلة ....

وبعدها شعر الجميع بالنعاس ، وناموا حول حضن جدتهم الذي كان بالنسبة لهم المأوى الدافئ .


زينة صلاح الخليلي
ثامن \ خامس
مدرسة : أم هاني للتعليم الأساسي




*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=758245&goto=newpost)