تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسندم.. تنمية وازدهار - بقلم أحمد بن سالم الفلاحي



مسندم . نت
06-10-2012, 04:52 PM
مسندم.. تنمية وازدهار*




http://www.musandam.net/wp-content/uploads/2009/11/masandam_articles1.gif



يتقصى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم – حفظه الله ورعاه – الأولويات وغيرها في قائمة الأجندة التنموية في السلطنة، ويجوب بنظرته السامية الدقيقة الجغرافيا العمانية لعله يجد بين حواضرها وقراها مساحة لم تحتضن بعد شاهدا تنمويا يوثق مرحلة عطاء مهمة تتخذ من المكان والزمان روح انطلاقتها، وقوة تأثيرها على أرض الواقع؛ حتى تظل مسيرة التنمية الشاملة بكافة جوانبها وقواسمها المشتركة حبلى بحزماتها المتنوعة، ملبية لكل مطلب، ومحققة لكل مأمل، فتكسو هذا الوطن، ومن يقيم على أرضه الطاهرة، خيرا، وعطاء، ونماء، هكذا كان ديدنه – حفظه الله ورعاه – ولا يزال عبر مساحة زمنية آمنة لأكثر من أربعة عقود، وهكذا هي عمان تزهر روحها بهذه العناية الراعية لها، فهذه الارض كما قال جلالته – أعزه الله – «لا تنبت الا طيبا».
وعندما ينيخ جلالته – ابقاه الله - رحاله الميمونة في محافظة مسندم، فإن خيارات التجوال في هذه المحافظة الرائعة كثيرة وعديدة، تتقاطع عبر مناخات أكثر جمالا حيث التاريخ، والطبيعة، في شقيها السهل والجبل، تبقى دائما ملاذات آمنة تسلب لب زائرها لمن يريد الهدوء والسكينة، وتعقد صفقة رابحة بوجوده، فتتقاسم معه الود، قراها التي أصبحت مدن بحق تشكل عقدا منتظما على جيدها الوضاء؛ فاتنة تبدي لك نحرا مرصعا بالآلي هي مجموع هذه الآلي المضيئة عبر مساحة مسندم الممتدة من مدحاء الى بخاء مرورا بدباء: بوابات مشرعة لزائر لن يمل، ففي مدحاء يفتح التاريخ سفره، ويتجسد التراث بمكوناته، وتتسع مساحة الطبيعة البكر، وفي دباء، حيث بقاء الألفة والمودة بين السهل والجبل والبحر؛ وفي بخاء المطلة على بحر عمان الحاضن لجيد المحافظة على وجه الخصوص؛ وصولا إلى خصب، رباعية رائعة من التكوين والتوافق، مما أهلها لأن تحتضن بين جنباتها معالم سياحية مهمة ومتميزة، ومنها منتجع "الحواس الست".
بخاء الوادعة تعقد مع البحر صفقة رابحة من التعاون، حيث تعبر بك إلى تخوم المجد نحو خصب حاضرة مسندم بلا منازع، ووجهها المتألق ابدا، تأتي خصب الحاضرة لتتربع على ذروة سنام المحافظة، فهي حاضرتها بامتياز، وهي قلعتها الحصينة حيث تعيش مع الجبال المحيطة الفة البقاء، والتناصر، والتعاضد، وفي قلعتها التاريخية الشاهد على العصر بكل فخر، ينسج التاريخ خيوطه الممتدة منذ ذلك العهد البعيد والى هذا العهد الجديد، سفر من التكوين والتكوِّن، وستظل خصب مشروع المحافظة النهضوي الفاعل منها ينطلق حوار التنمية الدائم، مستحضرة كل ما من شأنه ان يعزز من مكانة كافة ولايات المحافظة الـ (4) لوحة فسيفسائية ابدعتها يد الخالق عز وجل، فأكسبتها النضارة والجمال، وأرخت سدولها عبر مفازات التاريخ وجماليات الجغرافيا، وتأتي النهضة المباركة في عهد جلالته – أعزه الله – فتضفي على هذه اللوحة القا آخر من التحقق التنموي، في مختلف اوجه الحياة.

وبهذه الصورة التي أبدعتها يد الخالق تكتسب مسندم الناهضة بمناخات التنمية المتكاملة هذه الاهمية التي تستحق، والأهمية التي يجب ان تكون، والأهمية التي يجب ان تبقى وتستمر، وفق مقومات عصرية متينة تؤسس لعقود من الزمن آتية، ووفق هذه الرؤية المانحة لمسندم عمرا آخرا ممتدا، تأتي الأوامر السامية الكريمة اليوم بـ "باستكمال الاجراءات اللازمة لطرح مناقصة مشروع طريق (دبا - ليما - خصب) باعتباره من مشروعات البنية الاساسية التي تسهم بشكل فاعل في انسيابية حركة المرور ونقل البضائع من المحافظة واليها.كما تفضل جلالته - أبقاه الله - فأصدر توجيهاته السامية للجهات المعنية باتخاذ الاجراءات اللازمة لتطوير ميناء خصب من حيث ادارته وتشغيله ورفع كفاءته ببناء الأرصفة البحرية وإيجاد الساحات المناسبة لاستيعاب الانشطة التجارية والسياحية والتسهيلات المرتبطة بهذه الانشطة كالاستراحات والأماكن المناسبة لاستقبال أصحاب السفن والقوارب التجارية وتوفير القاطرات البحرية والتدريب على تشغيلها، اضافة الى تطوير المنطقة المحيطة بالميناء وذلك وفق الدراسات الاستشارية المتخصصة.

كما تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - فأمر بإجراء التوسعة اللازمة لميناء خصب والكفيلة باستيعاب أنشطة الميناء الاقتصادية والسياحية خلال الخطة الخمسية القادمة (2016 - 2020م)".
وميناء خصب الذي زرته مرارا، وعايشت حراكه اليومي في صباحات عديدة من صباحات خصب الرائعة، والذي يشهد حركة دؤوبة غير عادية طوال النهار؛ فهو المنفذ الاهم لخصب، الذي شملته الأوامر السامية الكريمة، مفردة تنموية مهمة في عقد جيد المحافظة، والذي يعول عليه ان يلعب دورا كبيرا في المرحلة القادمة من مراحل الاستثمار السياحي والتجاري في المحافظة، وقد شكلت العبارات التي تجوب بحر عمان ما بين مسقط وخصب حاملة ضيوف خصب اضافة نوعية لمكانة هذا الميناء، ومشروعه المعقود عليه الآمال الكثيرة، فبالإضافة الى مهنة صيد الاسماك لدى ابناء خصب على وجه التحديد، بدأ البعض اليوم تسيير سفن سياحية الى الاخوار والخلجان، والجزر المتناثرة هنا وهناك، حيث تأتي جزيرة تلغراف كأقرب المحطات السياحية البحرية من الميناء، وجزر سلامة وبناتها، وهناك العشرات من السياح الذي يتناوبون على استئجار السفن للذهاب بعيدا لمعانقة الامتداد الازرق الذي تشكله الجزر, والخلجان، وهذا التوجه في الاستثمار السياحي الخاص يعد اولى باكورة المشروعات السياحية لدى ابناء المحافظة، قد تبدو الخطوة الأولى متواضعة في تقديم مستوى الخدمة، ولكن هذا الامر سوف يتعزز كلما تعاظمت الخبرة لدى هؤلاء الشباب، وهناك عموما صورة "بانورامية" جميلة في مختلف هذه السياقات كلها تحتاج فقط إلى رؤية استثمارية لمن يملك المال والارادة، وبتكامل المؤسسات التنموية يمكن تأسيس منطلقات مهمة للمشروع السياحي الاهم في هذه المحافظة بالذات نظرا للتنوع الطبوغرافي ما بين السهل والجبل، والبحر فيها، ذلك ان المحافظة وما تحتويه على أرخبيل من الجزر الجبلية المتناثرة والهادئة جدا الى حد السكون، حيث لا امواج عالية، ولا سفن عملاقة تمر بالقرب منها، تغري سائح يبحث عن هذا الهدوء الفارض نفسه بفعل الطبيعة إلا من امواج تعزف سيمفونية رائعة حيث تغازل الجبل الاشم على امتداد ضفافه الممتدة فتغسل اطرافه لتوهبه الحياة والبقاء، وتأتي القرى البحرية الرائعة التي تتقدمها كمزار وليما وغيرها، وهي قرى بحرية رائعة الجمال، وتشكل الجزر والاخوار والخلجان ثلاثية جمال الطبيعة في هذه اللوحة الطبيعية صدقا فيتقدمها جزر سلامة، وبناتها، وخور نجد، وخور شم، وعلى امتداد هذا التنوع التضاريسي الممتد، والمتداخل تتقاطع كل جماليات الطبيعة لتضيف بعدا استثماريا غير عادي لهذه المحافظة متى احسن استغلاله، والترويج له بصورة صحيحة، وجذابة، صحيح ان المشروعات في هذه المحافظة غيرها عن المشروعات في اية محافظة أخرى من محافظات السلطنة، ذلك للتشكل الطبوغرافي المتميز، مع ان الجهود التي تبذلها الجهات المعنية في هذه المحافظة غير منكورة، وتسجل سبقا تنمويا في هذا الاتجاه، وان كان التحدي كبيرا، والحقيقة التي لا يجب ان تغيب عن البال ان كل مشروع في محافظة مسندم هو مشروع استراتيجي الذي ينأى به احيانا عن مبدأ الربح والخسارة، وتأتي استراتيجيته من موقع المحافظة المتميز، وطبوغرافيتها المتعددة.

كانت اشكالية التواصل السهل السريع بين دباء وخصب عبر الطريق الذي يربط بينهما، وهو طريق وعر يمر عبر جبال شديدة الانحدار، وقد تم رصف جزء منه منذ فترة، في الوقت الذي ظلت فيه نيابة ليما معزولة نهائيا عن التواصل البري الا عبر البحر، او عبر الجو حيث يسر امر تواصلها مع حواضر المحافظة سلاح الجو السلطاني العماني الذي يسير رحلاته اليومية من خصب واليها، ولكن ها هي الاوامر السامية تثمن معاناة هؤلاء السكان الذين ظلوا قريبين دائما إلى قلب جلالته، وكما "أكد معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات في تصريحات صحفية: "تنفيذا للأوامر السامية ستقوم الوزارة بالعمل على تنفيذ رصف طريق دبا - ليما - خصب بمحافظة مسندم الذي يعتبر من الطرق الساحلية بطول (65) كيلومترا ويمتد من الخالدية بولاية خصب إلى دبا مروراً بقرية ليما وهو امتدادا للمرحلة الأولى التي تم تنفيذها بطول (21) كيلومترا"، والذي عدد (7) أنفاق لتجنب القطعيات العالية وعدد (18) جسر على مواقع الأودية".

وهكذا تتكامل الجهود لتضفي على هذه المحافظة الجميلة مباهج الحياة الهانئة، والعيش الرغيد لأبنائها الميامين المرابطين دوما على تخوم النضال، نضال تفرضه التنمية التي تحتفل بكل جهد انساني في أي شبر من ارض عمان، نضال ينثر رياحينه لأكثر من اربعة عقود حيث تكتمل الصورة اليوم بتألقها ونضارتها من اقصى عمان إلى اقصاها، وان كانت مسندم اليوم على اولويات الاهتمام بها، فهي امتداد لـ (10) محافظات أخرى تتقاسم هذا الربيع العماني الخصب، والمفعم بالحيوية والنشاط، فهنيئا لمسندم في عيد عمان الـ (42) المجيد، وهنيئا لأبنائها الميامين فهم المستحقون ابدا لكل لؤلؤة تنموية تضيء جمال المحافظة، وتشعل فيها جذوة الهمم، وتنير طريقا ممتدا لأقصى اتساع الطاقات.



* بقلم : أحمد بن سالم الفلاحي
جريدة عمان

6– 10– 2012 م






=======================================
* مقالات يكتبها لشبكة مسندم أبناء و أقلام و مثقفين و وجهاء محافظة مسندم ، تضاف المقالات بشكل متجدد ،
و يمكنكم زيارة بقية المقالات بالـضغط هنـــا . (http://www.musandam.net/?cat=8)
كما يمكنكم نشر مقالكم الخاص بالتواصل مع ادارة الواجهة العربية للموقع على البريد الالكتروني : musandam.net@gmail.com

علي محمد
06-10-2012, 05:37 PM
مسندم.. تنمية وازدهار*



http://www.musandam.net/wp-content/uploads/2009/11/masandam_articles1.gif




يتقصى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم – حفظه الله ورعاه – الأولويات وغيرها في قائمة الأجندة التنموية في السلطنة، ويجوب بنظرته السامية الدقيقة الجغرافيا العمانية لعله يجد بين حواضرها وقراها مساحة لم تحتضن بعد شاهدا تنمويا يوثق مرحلة عطاء مهمة تتخذ من المكان والزمان روح انطلاقتها، وقوة تأثيرها على أرض الواقع؛ حتى تظل مسيرة التنمية الشاملة بكافة جوانبها وقواسمها المشتركة حبلى بحزماتها المتنوعة، ملبية لكل مطلب، ومحققة لكل مأمل، فتكسو هذا الوطن، ومن يقيم على أرضه الطاهرة، خيرا، وعطاء، ونماء، هكذا كان ديدنه – حفظه الله ورعاه – ولا يزال عبر مساحة زمنية آمنة لأكثر من أربعة عقود، وهكذا هي عمان تزهر روحها بهذه العناية الراعية لها، فهذه الارض كما قال جلالته – أعزه الله – «لا تنبت الا طيبا».
وعندما ينيخ جلالته – ابقاه الله - رحاله الميمونة في محافظة مسندم، فإن خيارات التجوال في هذه المحافظة الرائعة كثيرة وعديدة، تتقاطع عبر مناخات أكثر جمالا حيث التاريخ، والطبيعة، في شقيها السهل والجبل، تبقى دائما ملاذات آمنة تسلب لب زائرها لمن يريد الهدوء والسكينة، وتعقد صفقة رابحة بوجوده، فتتقاسم معه الود، قراها التي أصبحت مدن بحق تشكل عقدا منتظما على جيدها الوضاء؛ فاتنة تبدي لك نحرا مرصعا بالآلي هي مجموع هذه الآلي المضيئة عبر مساحة مسندم الممتدة من مدحاء الى بخاء مرورا بدباء: بوابات مشرعة لزائر لن يمل، ففي مدحاء يفتح التاريخ سفره، ويتجسد التراث بمكوناته، وتتسع مساحة الطبيعة البكر، وفي دباء، حيث بقاء الألفة والمودة بين السهل والجبل والبحر؛ وفي بخاء المطلة على بحر عمان الحاضن لجيد المحافظة على وجه الخصوص؛ وصولا إلى خصب، رباعية رائعة من التكوين والتوافق، مما أهلها لأن تحتضن بين جنباتها معالم سياحية مهمة ومتميزة، ومنها منتجع "الحواس الست".
بخاء الوادعة تعقد مع البحر صفقة رابحة من التعاون، حيث تعبر بك إلى تخوم المجد نحو خصب حاضرة مسندم بلا منازع، ووجهها المتألق ابدا، تأتي خصب الحاضرة لتتربع على ذروة سنام المحافظة، فهي حاضرتها بامتياز، وهي قلعتها الحصينة حيث تعيش مع الجبال المحيطة الفة البقاء، والتناصر، والتعاضد، وفي قلعتها التاريخية الشاهد على العصر بكل فخر، ينسج التاريخ خيوطه الممتدة منذ ذلك العهد البعيد والى هذا العهد الجديد، سفر من التكوين والتكوِّن، وستظل خصب مشروع المحافظة النهضوي الفاعل منها ينطلق حوار التنمية الدائم، مستحضرة كل ما من شأنه ان يعزز من مكانة كافة ولايات المحافظة الـ (4) لوحة فسيفسائية ابدعتها يد الخالق عز وجل، فأكسبتها النضارة والجمال، وأرخت سدولها عبر مفازات التاريخ وجماليات الجغرافيا، وتأتي النهضة المباركة في عهد جلالته – أعزه الله – فتضفي على هذه اللوحة القا آخر من التحقق التنموي، في مختلف اوجه الحياة.

وبهذه الصورة التي أبدعتها يد الخالق تكتسب مسندم الناهضة بمناخات التنمية المتكاملة هذه الاهمية التي تستحق، والأهمية التي يجب ان تكون، والأهمية التي يجب ان تبقى وتستمر، وفق مقومات عصرية متينة تؤسس لعقود من الزمن آتية، ووفق هذه الرؤية المانحة لمسندم عمرا آخرا ممتدا، تأتي الأوامر السامية الكريمة اليوم بـ "باستكمال الاجراءات اللازمة لطرح مناقصة مشروع طريق (دبا - ليما - خصب) باعتباره من مشروعات البنية الاساسية التي تسهم بشكل فاعل في انسيابية حركة المرور ونقل البضائع من المحافظة واليها.كما تفضل جلالته - أبقاه الله - فأصدر توجيهاته السامية للجهات المعنية باتخاذ الاجراءات اللازمة لتطوير ميناء خصب من حيث ادارته وتشغيله ورفع كفاءته ببناء الأرصفة البحرية وإيجاد الساحات المناسبة لاستيعاب الانشطة التجارية والسياحية والتسهيلات المرتبطة بهذه الانشطة كالاستراحات والأماكن المناسبة لاستقبال أصحاب السفن والقوارب التجارية وتوفير القاطرات البحرية والتدريب على تشغيلها، اضافة الى تطوير المنطقة المحيطة بالميناء وذلك وفق الدراسات الاستشارية المتخصصة.

كما تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - فأمر بإجراء التوسعة اللازمة لميناء خصب والكفيلة باستيعاب أنشطة الميناء الاقتصادية والسياحية خلال الخطة الخمسية القادمة (2016 - 2020م)".
وميناء خصب الذي زرته مرارا، وعايشت حراكه اليومي في صباحات عديدة من صباحات خصب الرائعة، والذي يشهد حركة دؤوبة غير عادية طوال النهار؛ فهو المنفذ الاهم لخصب، الذي شملته الأوامر السامية الكريمة، مفردة تنموية مهمة في عقد جيد المحافظة، والذي يعول عليه ان يلعب دورا كبيرا في المرحلة القادمة من مراحل الاستثمار السياحي والتجاري في المحافظة، وقد شكلت العبارات التي تجوب بحر عمان ما بين مسقط وخصب حاملة ضيوف خصب اضافة نوعية لمكانة هذا الميناء، ومشروعه المعقود عليه الآمال الكثيرة، فبالإضافة الى مهنة صيد الاسماك لدى ابناء خصب على وجه التحديد، بدأ البعض اليوم تسيير سفن سياحية الى الاخوار والخلجان، والجزر المتناثرة هنا وهناك، حيث تأتي جزيرة تلغراف كأقرب المحطات السياحية البحرية من الميناء، وجزر سلامة وبناتها، وهناك العشرات من السياح الذي يتناوبون على استئجار السفن للذهاب بعيدا لمعانقة الامتداد الازرق الذي تشكله الجزر, والخلجان، وهذا التوجه في الاستثمار السياحي الخاص يعد اولى باكورة المشروعات السياحية لدى ابناء المحافظة، قد تبدو الخطوة الأولى متواضعة في تقديم مستوى الخدمة، ولكن هذا الامر سوف يتعزز كلما تعاظمت الخبرة لدى هؤلاء الشباب، وهناك عموما صورة "بانورامية" جميلة في مختلف هذه السياقات كلها تحتاج فقط إلى رؤية استثمارية لمن يملك المال والارادة، وبتكامل المؤسسات التنموية يمكن تأسيس منطلقات مهمة للمشروع السياحي الاهم في هذه المحافظة بالذات نظرا للتنوع الطبوغرافي ما بين السهل والجبل، والبحر فيها، ذلك ان المحافظة وما تحتويه على أرخبيل من الجزر الجبلية المتناثرة والهادئة جدا الى حد السكون، حيث لا امواج عالية، ولا سفن عملاقة تمر بالقرب منها، تغري سائح يبحث عن هذا الهدوء الفارض نفسه بفعل الطبيعة إلا من امواج تعزف سيمفونية رائعة حيث تغازل الجبل الاشم على امتداد ضفافه الممتدة فتغسل اطرافه لتوهبه الحياة والبقاء، وتأتي القرى البحرية الرائعة التي تتقدمها كمزار وليما وغيرها، وهي قرى بحرية رائعة الجمال، وتشكل الجزر والاخوار والخلجان ثلاثية جمال الطبيعة في هذه اللوحة الطبيعية صدقا فيتقدمها جزر سلامة، وبناتها، وخور نجد، وخور شم، وعلى امتداد هذا التنوع التضاريسي الممتد، والمتداخل تتقاطع كل جماليات الطبيعة لتضيف بعدا استثماريا غير عادي لهذه المحافظة متى احسن استغلاله، والترويج له بصورة صحيحة، وجذابة، صحيح ان المشروعات في هذه المحافظة غيرها عن المشروعات في اية محافظة أخرى من محافظات السلطنة، ذلك للتشكل الطبوغرافي المتميز، مع ان الجهود التي تبذلها الجهات المعنية في هذه المحافظة غير منكورة، وتسجل سبقا تنمويا في هذا الاتجاه، وان كان التحدي كبيرا، والحقيقة التي لا يجب ان تغيب عن البال ان كل مشروع في محافظة مسندم هو مشروع استراتيجي الذي ينأى به احيانا عن مبدأ الربح والخسارة، وتأتي استراتيجيته من موقع المحافظة المتميز، وطبوغرافيتها المتعددة.

كانت اشكالية التواصل السهل السريع بين دباء وخصب عبر الطريق الذي يربط بينهما، وهو طريق وعر يمر عبر جبال شديدة الانحدار، وقد تم رصف جزء منه منذ فترة، في الوقت الذي ظلت فيه نيابة ليما معزولة نهائيا عن التواصل البري الا عبر البحر، او عبر الجو حيث يسر امر تواصلها مع حواضر المحافظة سلاح الجو السلطاني العماني الذي يسير رحلاته اليومية من خصب واليها، ولكن ها هي الاوامر السامية تثمن معاناة هؤلاء السكان الذين ظلوا قريبين دائما إلى قلب جلالته، وكما "أكد معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات في تصريحات صحفية: "تنفيذا للأوامر السامية ستقوم الوزارة بالعمل على تنفيذ رصف طريق دبا - ليما - خصب بمحافظة مسندم الذي يعتبر من الطرق الساحلية بطول (65) كيلومترا ويمتد من الخالدية بولاية خصب إلى دبا مروراً بقرية ليما وهو امتدادا للمرحلة الأولى التي تم تنفيذها بطول (21) كيلومترا"، والذي عدد (7) أنفاق لتجنب القطعيات العالية وعدد (18) جسر على مواقع الأودية".

وهكذا تتكامل الجهود لتضفي على هذه المحافظة الجميلة مباهج الحياة الهانئة، والعيش الرغيد لأبنائها الميامين المرابطين دوما على تخوم النضال، نضال تفرضه التنمية التي تحتفل بكل جهد انساني في أي شبر من ارض عمان، نضال ينثر رياحينه لأكثر من اربعة عقود حيث تكتمل الصورة اليوم بتألقها ونضارتها من اقصى عمان إلى اقصاها، وان كانت مسندم اليوم على اولويات الاهتمام بها، فهي امتداد لـ (10) محافظات أخرى تتقاسم هذا الربيع العماني الخصب، والمفعم بالحيوية والنشاط، فهنيئا لمسندم في عيد عمان الـ (42) المجيد، وهنيئا لأبنائها الميامين فهم المستحقون ابدا لكل لؤلؤة تنموية تضيء جمال المحافظة، وتشعل فيها جذوة الهمم، وتنير طريقا ممتدا لأقصى اتساع الطاقات.



* بقلم : أحمد بن سالم الفلاحي
جريدة عمان

6– 10– 2012 م






=======================================
* مقالات يكتبها لشبكة مسندم أبناء و أقلام و مثقفين و وجهاء محافظة مسندم ، تضاف المقالات بشكل متجدد ،
و يمكنكم زيارة بقية المقالات بالـضغط هنـــا . (http://www.musandam.net/?cat=8)
كما يمكنكم نشر مقالكم الخاص بالتواصل مع ادارة الواجهة العربية للموقع على البريد الالكتروني : musandam.net@gmail.com






مقال أكثر من رائع,,,

لكن لي تصحصح بسيط ومتواضع للموجود بالإقتباس حول بخا,,,,,حيث أنها لا تطل على بحر عمان وإنما على الخليج العربي ,,,

سلم نبض قلم صاحب المقال ,,,

مودتي
ع.م.س