تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ومات الصغار .. أنلوم الحافلة أم ذاك القطار ؟



أبو نواف
20-11-2012, 08:10 AM
تم دمج جميع الخلاصات في خلاصة واحدة, للاشتراك بالخلاصة: http://feeds.feedburner.com/abunawaf/all


http://filesplus.abunawaf.com/posts/2012-11/fIvmjgmjmaCfaAzC.jpg
وقعَ الخبر عليّ كالصاعقة !
بضع وأربعون طفل لاقوا مصرعهم في حادثة اصطدام قطارٍ بحافلة مدرسية !
ثم ألحق الراوي مع الخبر صورة لكَ يا "عم" وأنت تحتضنُ طفلك أو طفلتك !
لا أعلم .. فسكون الموت تغشّى ملامح وجهه فأكسبه جمالاً لم أستطع معه التمييز أطفل هذا أم طفلة ؟
أوربما يا عم لم أقوَ على النظر في وجهه كثيراً ، لأنني أشعر برعشة الموت في أطرافي وعلى لساني كلما فعلتُ ..

أتعلم ياعم : أشعر بكَ تستنشقُ رائحة الكافور الدافئ المتصاعد منه وتسترجع كل ضحكاته والتفاتاته و "شقاوته" !
أشعر بخده البارد واسمع الأمنية الموجعة التي تنزفها عيناك بحرقة : " بأن تهبه ما بقي لك من سنين ، أو أن تنزع الكفن منه و ترتديه أنت "!

انحناءة ظهرك ياعم ووقار بكائك ! يستعصيان على التفوه بحرف !
إنني أتساءل : كم بقيت محتضناً لجسده الغض ؟
إلى أي مدى استمر صمتك الدامي هذا ؟
وكم مرة لطمتَ خديك في خفاء " سبتني ليه يابني" ؟

صدقني ياعم إن أخبرتك : هؤلاء الصغار لا يرهقهم الموت أبدا !
ولا تحتضر أجسادهم ،وسرعان ما يحلّـقون للأعلى ،حيث كنف إبراهيم وهاجر !
ياعم ..
صغيرك الآن يلعب مع أصدقائه لعبة "الاستغماية" ..ويختبئ كما كان يفعل عادة ..
يدسُ السكاكر في فمه الصغير ويقهقهُ خفية ! إلى أن تجده أنت ..ليصرخ في حبور " بااباا"
ويتعلق بكتفيك المرهقين طويلاً .
هناك في الأبد ..حيث اللاوقت واللاخوف ولا موت إطلاقاً .

انظرْ إلى ثغره.. تجده يحدثك .. يسألكَ عنكَ وعن ماما ويقسم لك أنه (حلّ الواجب) ولكن يرجوك ألا تصححه هذه المرة حتى لاينفطر قلبك لرؤية كراريسه الملطخه بدماءه ودماء أصدقائه .
ويخبرك ..كيف كانوا ينشدون ويمرحون عندما غيرتْ (حافلة النور) مسارها ..نحو السماء !
أراهُ يستمعُ إلى قُبلتك ، نَعَم ياعم .. قبلتكَ هي آخر حكاية سترويها له في نومه هذا !
أما بعدُ .. فحكايات الجنة أجمل !

دعني أزعمُ أنني أعلم بحجم الألم كلما غصّت كلماتكَ وأنت تحتسب وتحمد الله وتصبر !
وأهمس لك بأنهم لن يعوضوك ولن يشفى غليلك ولن تنسى أبداً .. وإن فعلوا !

أحسن الله عزائك وجعله شافعاً نافعاً لكَ يوم تتقلب الأحوال وتشتد الأهوال ويُؤخذُ كل إنسانِ بجريرته.
سلام من الله عليكَ ياعمي وعلى براعم مصر وأهرامها !
وعلى صغيرك ورفاقه أحياءً تحت الأرضٍ فوق "السماء" .

ابنتك الآسفة :
عشق بنت فيصل 18/11/2012

أصدق التعازي لأم الدنيا في فلذات أكبادها .

تابعوا جديد شبكة أبونواف على :

http://g.abunawaf.com/2012/icons/facebook.png (https://www.facebook.com/AbuNawafNet) http://g.abunawaf.com/2012/icons/twitter.png (https://twitter.com/abunawafnet) http://g.abunawaf.com/2012/icons/googleplus.png (https://plus.google.com/b/116025638217289882610/116025638217289882610/posts) http://g.abunawaf.com/2012/icons/youtube.png (http://www.youtube.com/abunawafnetwork) http://g.abunawaf.com/2012/icons/rss.png (http://feeds.feedburner.com/abunawaf/all) http://g.abunawaf.com/2012/icons/list.png (http://www.musandam.net/p-abunawaflist.html)




لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://www.abunawaf.com/post-13784.html)