تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة معارك وحروب فاصلة في التاريخ العماني ( 4) الإمام الجلندى وخازم



حواليكم
04-12-2012, 04:30 PM
4- الحرب بين الإمام الجلندى بن مسعود وبين خازم بن خزيمة:

أ- معركة جلفار الأولى:
عندما بويع الإمام الجلندى بن مسعود رحمه الله- بالإمامة سنة 132هـ، قامت في هذا العام أيضا الدولة العباسية وكانت عاصمتها بغداد، وقد كانت هناك دوافع متعددة جعلت من العباسيين يوجهون أنظارهم صوب عمان، منها دوافع اقتصادية ومنها استراتيجية([1] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn1)) وذلك لأن عمان تسيطر على تجارة الخليج العربي وخليج عمان المتجهة إلى جنوب شرق آسيا والـهند والصين في ذلك الوقت.
وقد قام الإمام الجلندى بن مسعود – رحمه الله – بدور كبير في تنظيم المجتمع العماني في جميع النواحي العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية مما كان لـه الأثر الكبير على ترابط المجتمع العماني في يد واحدة وتحت حكم واحد.
وقي ذلك الوقت كان يحكم الدولة العباسية أبو العباس السفاح([2] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn2))، فأراد تنظيم الدولة من أول قيام لـها، فأراد القضاء على حركات الخوارج الصفرية الذين كانوا في جزيرة ابن كاوان بالبحرين([3] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn3))، كذلك السيطرة على عمان مدخل الخليج العربي من جهة أخرى.
فبعث العباسيون حملة عسكرية بقيادة خازم بن خزيمة التميمي سنة 134هـ لمحاربة شيبان الخارجي زعيم الخوارج الصفرية في البحرين، وذلك بغرض التخلص من خازم قبل كل شي وذلك للعداوة التي كان يكنها العباسيون لـهذا القائد([4] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn4)).
إلا أن خازم من خزيمة نفذ طلبهم وتوجه إلي البحرين لمحاربة شيبان الخارجي فكان النصر حليف خازم، ففر شيبان وأصحابه جنوباً متوجهين صوب سواحل عمان ونزلت قواته في جلفار([5] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn5)).
وعندما وصل شبيان إلي جلفار كاتب الإمام الجلندى بالسماح لـه بالدخول أرضه، إلا أن الإمام الجلندى رفض دخولـه إلا إذا اعتنق أفكار أهل عمان، فرفض شيبان([6] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn6))، فأخرج إليه الإمام الجلندى كل من هلال بن عطية الخراساني ( قاضي الإمام) ويحي بن نجيح وجماعة من أهل عمان([7] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn7)).
فلما التقوا وصاروا صفين وجهاً لوجه، قام يحيى بن نجيح ودعا بدعوة أنصف فيها الفريقين وقال:( اللهم إن كنت تعلم إننا على الدين الذي ترضاه والحق الذي تحب أن تؤتى به فاجعلني أول قتيل من أصحابي ثم اجعل شيبان أول قتيل من اصحابه، واجعل الدائرة على شيبان وأصحابه، وان تعلم أن شيبان وأصحابه على الدين الذي ترضاه والحق الذي تحب أن تؤتى به فاجعل شيبان أول قتيل من أصحابه([8] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn8).
والتحم الفريقان وجهاً لوجه واشتد القتال بينهما، فقبل الله دعوة يحيى بن نجيح فكان أول قتيل من أصحابه وكان شيبان أول قتيل من أصحابه وكانت الدائرة على شيبان وأصحابه، وانتهت المعركة بهزيمة ومقتل شيبان([9] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn9)) وغنم العمانيون خاتم شيبان وسيفه.
* معركة جلفار الثانية:
وعندما وصل خازم جلفار وجد أن شيبان قد قتل، فقال لأهل عمان إنا كنا نطلب هؤلاء القوم – يعني شيبان وأصحابه- وأنكم تمكنتم من قتلـه وهزيمته وكفانا الله قتالـهم([10] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn10)). ولكن هل انتهى كلام خازم؟ لا، وإنما قال لـهم إنني أريد أخرج من عمان إلى الخليفة العباسي أبو العباس السفاح وإنك أيها الإمام سامع ومطيع لـه. وكذلك سأل خازم الإمام بأن يعطيه سيف شيبان وخاتمه، وأن يخطب لسلطان العراق ويعترف لـه بالسمع والطاعة([11] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn11)).
فشاور الإمام الجلندى أصحابه، ومن الذين شاورهم الإمام الجلندى هلال بن عطية الخراساني وشبيب بن عطية العماني وخلف بن زياد البحراني([12] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn12))، فأشاروا عليه بأن يدفع الإمام لخازم خاتم وسيف شيبان وبعض المال، فما كان من خازم إلا أن رفض وأبى إلا الخطبة والطاعة للخليفة([13] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn13)).
وهكذا وقع القتال بنين الطرفيين ، كان النصر في البداية حليف الإمام الجلندى وأصحابه، وعندما رأى خازم بأن الـهزيمة آتية إليه لا محالة عمد إلى خطة حربية يشغل فيها جند الإمام عن مواصلة الحرب، وذلك بأن أمر بإشعال النار في بيوت أصحاب الإمام الجلندى، وعندما علم جند الإمام بذلك أسرعوا إلى منازلـهم لإنقاذ أولادهم وأمتعتهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه([14] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn14))، مما أدى في النهاية إلى خروج كثير من جند الإمام عن ساحة المعركة.
وقتل جميع أصحاب الإمام الجلندى، ولم يبق في النهاية إلا الإمام الجلندى وقاضيه هلال بن عطية الخراساني، فأمر الإمام هلال بن عطية بأن يتقدم ، فرفض هلال التقدم وقال للإمام أنت إمامي فكن أمامي وعلي ألا أبقى بعدك ، فتقدم الإمام الجلندى فقاتل حتى قتل، ثم تقدم هلال بن عطية كما عاهد الإمام فقاتل هلال حتى قتل – رحمة الله عليهما-([15] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn15)).
وقد ذكر الشيخ سالم بن حمود السيابي في كتابه عمان عبر التاريخ رواية عن الإمام بور الدين السالمي في قصة الإمام الجلندى وهلال بن عطية شعراً قال فيه([16] (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/newthread.php?do=newthread&f=12#_ftn16)):

قال الإمام لـهلال ما ترى
تقدم الإمام حتى قتــلا
كان لـهم كأسد في الصولة
أبدى ثقافة تحير الذهنـا
فاستشهدوا وقد حوت جلفار



قال تقدم وأنا فيمن جـرى
وقتل القاضي وراه مقـبلا
وكعقاب الجو عـند الجولة
مع بسالة عليـها يبنــى
مشهدهم جاءت بذا الأخبار



وهكذا انتهت معركة جلفار سنة 134هـ بمقتل الإمام الجلندى بن مسعود رحمه الله ومعه كثير من أصحابه من أهل العلم والورع، ولو جئنا نرى أسباب هزيمة الإمام الجلندى حسب رأينا سنجد أن أصحاب الإمام قد خاضوا معركتين قويتين الأولى مع شيبان الخارجي، والثانية مع خازم بن خزيمة، ولم يكن هناك وقت كاف لاستراحة جند الإمام، عكس جند خازم بن خزيمة الذي جاء من العراق دون أن يخسر أي جندي، أما الإمام فقد خسر جيشاَ لا بأس به في المعركة الأولى، بالإضافة إلى خروج كثير من جنده في المعركة الثانية في الخطة التي عملـها خازم لإشغال جند الإمام الجلندى عن الحرب.
ومن أراد معرفة الأحوال التي وقعت في عمان بعد مقتل الإمام الجلندى بن مسعود وأحوال خازم بن خزيمة فعليه بكتب التاريخ العماني مثل تحفة الأعيان والفتح المبين وغيرهما من الكتب.

([1]) محمد قرقش، عمان والحركة الإباضية، ص‍229، مكتبة مسقط، 1994م.

([2]) أبو العباس، عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، تولى الخلافة سنة 132ه‍/749م، وتوفي سنة 136ه‍/754م. أنظر: محمد الخضري بك، الدولة العباسية، ص‍57، دار القلم، بيروت.

([3]) محمد قرقش. مرجع سابق، ص‍230.

([4]) المرجع السابق، ص‍231.

([5]) المرجع السابق، ص‍231.

([6]) نفس المرجع، ص‍231.

([7]) السالمي، مرجع سابق، ص‍94. ابن رزيق، مرجع سابق، ص‍195.

([8]) أنظر: السالمي، مرجع سابق، ج‍1، ص‍94. المعولي، مرجع سابق، ص‍45. ابن رزيق، مرجع سابق، ص‍195.

([9]) مؤلف مجهول، مرجع سابق، ص‍54. السيابي، مرجع سابق، ص‍248.

([10]) ابن رزيق، مرجع سابق، ص‍195. السالمي، مرجع سابق، ج‍1، ص‍95.

([11]) السالمي، مرجع سابق، ج‍1، ص‍95. قرقش، مرجع سابق، ص‍236.

([12]) السالمي، مرجع سابق، ص‍95.

([13]) السالمي، مرجع سابق، ص‍95.

([14]) قرقش، مرجع سابق، ص‍237.

([15]) مؤلف مجهول، مرجع سابق، ص‍55. ابن رزيق، مرجع سابق، ص‍195.

([16]) السيابي، مرجع سابق، ص‍252.


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=470594&goto=newpost)