تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التصويت على القصص المشاركة بمسابقة عكاظ (العمة الشريرة×شخصيتي دليلي)



حواليكم
07-12-2012, 01:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


هنا يمكنك التصويت للمسابقة الأدبية الأولـــى
بين الأديبتين العمة الشريرة وشخصيتي دليلي


صوتك أمانة :bigsmile:


مشاركة العمة الشريرة

--------------
--------------


في اراضي المذق

خرج ذلك الفتى الاسمر الهزيل من منزله - الذي يجدر بنا الا نسميه منزلا بل كومة من القش الملتفة حول بعضها - و الجوع يكاد يقطع امعائه ،
كان محمد من ابناء اقليم مذق الذي عصفت به رياح المجاعة وقتلت العديد من القاطنين فيه ، مضي يسير، و يسير في تلك الاراضي القاحلة التي تخلو من جميع معالم الحياة ،
هناك بقايا عظام الحيوانات و اشجار تيبست و وتصلبت و شمس حارقة ترسل اشعتها في تلك الاراضي المترامية ،
مضى يمكل سيره بلا وجهة مرت به جارته السيدة عائشة وجهها حاشب جدا و عينيها تدمعان و بين يديها تحمل طفلها الذي يبكي من شدة الجوع و لا شي ابدا يستر جسده الصغير اخذت الصغير و قلبها يتقطع عليه و تركته على قارعة الطريق و مضت و كلما تبعد تسمع صدى بكاء الصغير فتهل دموعها و يخفق قلبها بقوة شديدة و ماهي الا مسافات قليلة قطعتها حتى اختفى اثرها من ذلك المكان الذي تركت فيه صغيرها الباكي ،
نظر محمد الى المنظر بصدمة تامة و كأن فليما بائسا يمر امام عينه مضى يكمل دربه و خيال ذلك الصغير المرمى لا يفارقه،
مضى الى ان بدت الدنيا تتهز امامه و تتشوش و هو يحاول ان يكمل دربه و لبث الا ان تحول كل شيء امامه الى سواد و سقط مغشيا عليه ،
.بعد فترة استيقظ في غرفة مرتبة و حوله رجال و نساء يبتسمون له شقر الرووس ، زرق العيون ، بيض البشرة ، يقدمون له الطعام و العلاج و اعتنوا به احسن عناية .
استغرب محمد وقال في قرارة نفسه : "من مستحيل أن يقوموا بكل ذلك لي دون مقابل و سعر الماء هنا كالذهب بل و اغلى لابد أن ورأهم سرا "
قطع عليه تفكيره وقع اقدام احدهم دخل جيم - الذي اصبح يعتني بالفتى الاسمر منذ أن سقط مغشيا عليه - الى الغرفة بابستسامة عريضة و قال : "اوه محمد ! لقد اصبحت افضل حالا و بمناسبة ذلك اهديك هذه الهدية " نظر محمد اليه و رد الابتسامة مستلما بذلك الهدية من جيم ،
بعد خروجه من الغرفة مطمئنا عن صحة محمد بدا جيم يفكر بردة فعل صبي الصومال على الهدية هل سيقبلها كما فعل من قبله للحفاظ على الغذاء و الصحة ام سيكون له راي اخر ،
في ذلك الحين فتح محمد الهدية فاذا بها علامة الصليب و بعض كتب الانجيل المترجمة .
صدم كثيرا و اشتاظ غضبا فالدين عنده دوما قبل كل شي هو يعلم يقينا ان كل ما يحدث له ما هو الا ابتلاء من رب العالمين ليمتحن صبرهم اسرع خارجا من الغرفة وقابل جيم فقال له : "أسمع مني هذه الكلمات يا جيم أنا على يقين تام بأن ما يحدث في البلاد ما هو الا بلاء من رب العالمين ليرينا كيف نصبر عليه و نتحمله ليجزينا في النهاية الجنة و هي المستقر التي تهفو اليه ارواحنا و الاسلام هو اكبر نعمة حزت عليها. ممتن لك لانك ساعدتني ولكن لا يمكنك ابدا استغلال الفقر المذقع هنا من اجل مصالح دينية شخصية صدقني مهما تعظم حاجتنا للطعام والشراب الا اننا نعلم ان نهاية الانسان الموت نهاية حتمية لا مفر منها و ما بعد الموت سوى امران اما جنة او نار و انا و قد تقابل الكثير من شاكلتي نؤثر اخرتنا و املنا بالجنة قبل هذه الدنيا الفانية "
تعجب جيم من جمال يسكن كلمات محمد لامس قلبه و عقله واعجب بقوة ايمانه و تمسكه به رغم كل تلك المصاعب و المجازفة المهلكة و احس بان شي ما تحرك بقلبه لم يحرك منذ زمن ،
يوما بعد الاخر ازادت رابطة العلاقة بين جيم و محمد و ازاد معها اعجاب جيم بكلمات محمد المغلفة حبا و التي تحمل داخلها املا و صبرا و بجلادته وغيرته على دينه و التزامه به و عظمت في عينه تعاليم هذا الدين الذي يجعل من صبي فقير بكل هذه المعاني السامية و الاخلاق الرفيعة و مهما دام الظلام فلابد ان من نور لينيره و هاهو جيم يبشر محمد برغبة و لهفته للدخول في دين الاسلام و تحقيق الراحة و السعادة الابديتين
فرح له صديقنا ابن اقليم مذق و قررا ان يأديا شعائر العمرة معا و في أثناء ذلك تعرفا على احد شباب السعودية واقترح عليهما تدريس محمد فيها و على نفقته بجامعة ام القرى بمكة المكرمة بتخصص العلوم الشرعية . مرت السنين تلو السنين و أنهى محمد دراسته بالجامعة و عاد لمسقط رأسه الصومال لينشر الدين و يساعد بني قومه و يحاول و لو بالقليل
لجعل الصومال بلادا افضل متمسكا بدينه اكثر فمهما اجتاح كابوس الفقر حياتهم الا انهم اقوى ولو كان لا ظهير لهم فالله خير ناصر و خير معين .

النهاية

----------
----------

مشاركة شخصيتي دليلي
قصة: احمونا من الضياع..

خرج من منزله بعد الظهر وملامح الغضب لا زالت بادية على وجهه، ذهب بسيارته مسرعًا إلى صديقه الذي يقطن على بُعد مسافة ليست بقصيرة من منزله، وصل إلى منزل صديقه بلمح البصر، فهو لم يكن يعي السرعة التي يقود بها بسبب الغضب، تردد في النزول، حتى وجد أنه لا مفر سوى مقابلة صديقه، رنّ جرس الباب، لا أحد يجيب، رنّ ثانية وثالثة ورابعة حتى خرج أحد أبناء صديقه ودله على المجلس حيث يقعد ذاك الصديق الحميم، "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، قالها صديقه وهو يقف مع ابتسامة واسعة على محياه، "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" ردّ عليه وهو واجم الوجه، أدرك صديقه أنه واقع في مشكلة، وقفزت إلى مخيلته المشكلة التي لطالما تمنى أن لا تحدث له، وقال بنبرة حادة قليلا: "هل فعلتها يا أحمد؟"، قال أحمد بنبرة شديدة وقاسية عكس ما يشعر به من ندم ورحمة بداخله: "نعم يا خالد، لقد فعلتها"، وقف خالد يتأمل وجه صديقه الواقف أمامه وبعد فترة قصيرة أخذ خالد نفسًا عميقًا جدًا وقال: "تفضل بالجلوس يا أحمد وحدثني عن ما حصل "، جلس الاثنان وكل منهما يقابل الآخر، فضّل خالد الصمت حتى يبدأ أحمد بالكلام، وأخيرًا نطق أحمد قائلا: "لقد أغضبتني وثارت البراكين بداخلي ولم أدرِ ما أفعل إلى أن نطقتها يا خالد، ماذا أفعل الآن؟"، نظرات العتاب الحادة التي وجهها خالد لأحمد كانت كالسهم الحارق، فقال أحمد: "أرجوك يا خالد أنا لم آتي إلى هنا لكي تلومني وتعاتبني ولكني أريد الحل"، ردّ عليه خالد: "وأي حل هذا يا أحمد؟؟ أتظن أن الطلاق لعبة بيديك؟؟ كم مرة حذرتك بأن لا تتهور وأن لا تجعل الغضب يسيطر عليك؟؟ كم مرة جئتني ناصحًا؟؟ طلّقتها للمرة الأولى فنصحتك وحذرتك من العواقب، وجئتني المرة الثانية فنصحتك وحذرتك وشددت عليك بأن لا تتهور لكي لا تندم، والآن ماذا أفعل بعد أن طلّقتها للمرة الثالثة؟؟ كيف أستطيع مساعدتك الآن؟ عليك الآن أن تفكر بأبنائك، وماذا سيكون مصيرهم"، وخرج أحمد من منزل صديقه عابسًا مكتئبًا بعد تلك الكلمات.
وفي مكان آخر، مشت بتثاقل، دخلت أحد الغرف ووضعت يديها على رأسها، جاءت ابنتها الصغيرة التي لم تتجاوز الخمس سنين لتقول لها ببراءة: "ماذا يعني الطلاق يا أمي؟؟"، صمتت الأم ولم تنطق حتى أنها لم تلتفت لابنتها، حتى جاء محمد الابن العاقل الذي يبلغ من العمر عشر سنين، وأخذ شقيقته الصغيرة إلى الخارج، بقيت الأم لوحدها بين جدران لو أنها كانت تسمع لاستطاعت سماع نبضات قلبها المتسارعة، بدأت ذاكرتها تعيد المشهد الذي حاولت أن تتناساه، "أين كنت يا أحمد؟؟ لقد تأخرت مجددًا"، ردّ عليها باقتضاب: "كم مرة أخبرتكِ بأن لا تتدخلي في شؤوني؟؟ أين أذهب ومن أين آتي أمور لا علاقة لكِ بها مطلقًا"، "ولكني زوجتك وأم أبنائك، ومن حقي أن أعرف" ردّت عليه هكذا، قال وملامح الغضب بدأت تظهر على وجهه: "قلت لكِ هذا ليس من شأنكِ، ثم لمَ تسألين؟؟ هل ينقصكِ شيء في المنزل وكنتي تريدين مني إحضاره؟؟ أم أنكِ قلقة عليّ؟؟ إن كنتي قلقة عليّ فلا داعِ للقلق فأنا أستطيع الاعتماد على نفسي، كما أني لست بحاجة إلى من يقلق عليّ، أم أنكِ..."، قاطعته بأنفاس متسارعة: "كفى يا أحمد، يكفي هذا، لقد كان مجرد سؤال، أنت دائمًا تتأخر في العودة، لا تسأل عن حالنا أبدًا، فقط تأتي من عملك وتأكل وتشرب وتنام ليس إلا، وبعد كل هذا لا تريدني أن أسأل؟"، واستمرت الذاكرة تفرض عليها إكمال المشهد حتى وصل إلى النهاية التي كانت، "أنتِ طالق، لا أريد أن أرى رقعة وجهكِ مرة أخرى هنا، هل فهمتِ؟؟" هذا ما نطق به أحمد بعد أن صعدت البراكين إلى رأسه وثارت ثورانها المعهود الذي بلغ أشده في تلك اللحظات.
وبعد سنة كان جالسًا بالقرب من النافذة يراقب السحب وهي تجول في السماء، زملاؤه يتحدثون ويضحكون ويلعبون، وهو منطوٍ بنفسه، منعزل عن البقية، لا يتكلم ولا يتحدث إلا نادرًا، وفي الحصة كان يتابع بصمت فقط، لاحظ معلمه الأمر، فقد كان يراقبه، تعجب من أمر هذا الطالب، قرّر المعلم أن يكتشف الأمر، وبعد أن رنّ الجرس معلنًا نهاية الحصة، قال المعلم قبل خروجه: "محمد: أريدك في مكتبي اليوم"، نظر محمد ذاك الطفل الهادئ إلى المعلم بنظرات قلقة وخائفة، وأومأ برأسه إيجابًا.
وبالفعل ذهب محمد إلى مكتب معلمه، طرق الباب بخفة، حتى أذِن له المعلم بالدخول، استقبله المعلم متهللا مستبشرًا بابتسامة اطمأن لها محمد، وقال له: "تفضل يا بنيّ بالجلوس"، جلس محمد على كرسي مجاور وأخفض رأسه اتجاه الأرض، وبدأ المعلم الحديث قائلا: "كيف حالك يا محمد وكيف تجد الدراسة؟؟"، أجابه محمد بصوت واهن: "أنا بخير والدراسة جيدة يا معلمي"، قال المعلم: "هل تحب اللعب مع أقرانك والحديث معهم؟؟"، قال محمد: "نعم"، ردّ المعلم عليه: "إذًا لماذا أراك انعزاليًا منطويًا بمفردك ولا تختلط بزملائك، كما أني أراك دائم التفكير وكأن هناك ما يشغل بالك، إن كان هناك شيء فأخبرني وكلي آذان صاغية يا بنيّ"، صمت مطبق نزل، هدوء لفّ المكان لدقائق معدودة، حتى حرّك محمد شفتيه قائلا: "إني أفكر في أمي وأختي فأنا لم.."، خنقته العبرة وكادت دمعة أن تخونه وتسيل على خده الصغير لولا أن تدارك الأمر ومسحها بباطن كفه، ثم أكمل بعد أن رآى علامات التشجيع على وجه معلمه: "أنا لم أرَ أمي وأختي منذ زمن ولا أعلم شيئًا عنهما"، قال المعلم: "أكمل يا بني، أكمل ولا تتوقف"، أكمل محمد: "آخر مرة رأيتهما فيها كانت منذ حوالي سنة، حينما طلّق أبي أمي، حيث أن أمي أخذت أختي الصغيرة، أما أنا فبقيت مع أبي لأنه أبى أن أذهب معها، وبحكم أن أبي دائم السفر منذ أن طلّق أمي، فقد تركني عند عمي الذي يعتبرني عبئًا عليه بالرغم من أن والدي هو الذي ينفق عليّ، لذا أنا لا أستطيع الحديث معها، حتى عند عودة أبي فهو ينشغل عني، أشتاق لأمي كثيرًا وأختي كذلك"، حلّ الصمت مجددًا على المكان، حتى قطع المعلم ذاك الصمت، وقال بصوت بدا عليه التأثر: "أريد أن أعرف البقية يا محمد، لا تصمت وأخبرني بكل شيء، وسأساعدك بتوفيق ربي"، ثم أردف قائلا: "هل عمك قاسٍ معك يا محمد؟؟"، أجاب محمد بتردد: "في الواقع، عمي أنا يقسو عليّ فعلا، حتى عندما أخبرت أبي فقد قال لي بأنه عمي ومن حقه أن يفعل ما يشاء، ولكن لا يهمني كل هذا، أريد رؤية أمي، أشعر بالضياع والوحدة يا معلم، ساعدني أرجوك"، ختم المعلم الحديث بحنان أبوي قائلا: "لا تقلق يا محمد سأبذل قصارى جهدي لأحل مشكلتك، يمكنك الذهاب الآن"، خرج محمد بعد أن شكر معلمه، خرج وكأن جبلا من الهموم أُزيح من على رأسه.
كان المعلم في منزله يفكر بحال محمد، وحال من هم ضحية الطلاق، وكان يتمتم: " أطفال تشردوا وأسر تشتتت بسبب هذه المأساة، لماذا الطلاق؟؟ لماذا لا يفكرون بتعقل قبل الإقدام على فعل شيء يدمرهم ويدمر حياة أبنائهم؟؟ ما عسانا نفعل حيال هذا الأمر؟؟"، ولكن ما كان يشغله هو كيف يمكن أن يحل مشكلة محمد الآن؟ فكّر وفكّر حتى عثر على الحل.
في اليوم التالي شاور المعلم أصحابه بشأن استضافة أحد المحاضرين المميزين لإقامة محاضرة توعوية حول الطلاق، ونالت الفكرة إعجاب الجميع، وبالفعل تم التخطيط لهذا الأمر، وتم دعوة فئة كبيرة من الآباء، وبعد أسبوع أُقيمت المحاضرة التي تم التحدث فيها عن الطلاق، والآثار الناتجة عنه من ضياع الأطفال وتشتتهم وربما انحرافهم، وكيف لهذا أن يؤثر سلبًا عليهم وعلى المجتمع ككل، وتم عرض قصص واقعية عن الطلاق وكيف كانت نهايتها مأساوية جدًا، وتحدث أيضًا عن ضرورة الاهتمام بالأبناء ما إذا تم الطلاق.
تأثر الحضور كثيرًا ولا سيما أن المحاضر استطاع أن يصل إلى قلوب الجميع، وإقناعهم بخطورة الأمر، وكان من بين الحضور والد محمد الذي حرص المعلم وبشدة أن يكون موجودًا بالرغم من المصاعب التي واجهته، وفي النهاية أدرك أحمد والد محمد الخطأ الذي ارتكبه أولا بطلاقه، وثانيًا بإهماله لابنه وكيف لم يكترث به وبأخته التي كانت مع أمها، ومنذ ذاك اليوم أخذ الوالد محمد إلى والدته ليعيش معها، وقد كان يزور أبناءه بين الفينة والأخرى، ويستجيب لمطالبهم ويستمع لمشاكلهم.

ولم ينسى محمد فضل معلمه أبدًا، فقد عبّر له عن جزيل امتنانه وشكره بما قدمه، وتحسنت حال محمد ولم يعد ذاك الولد الانطوائي المنعزل الذي كان سابقًا، وبالرغم من هذا فلا زال الكثير من الناس يعانون من مشكلة الطلاق ومآسيها، التي يتمنى الجميع أن تنتهي يومًا وتُدفن بعيدًا، أو تقل إن كان انتهاؤها مستحيلا، فهناك الكثير من الأطفال الذين لا زالوا يرددون: "احمونا من الضياع" .








لكم الكلمة




*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=471287&goto=newpost)