تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (سنورة وعرفت واو ) مثل عماني قديم



حواليكم
15-01-2013, 05:28 AM
( سنورة وعرفت واو )
مثل عماني قديم ، ولمن ليس بعماني نوضح له أن السنورة هي القطة ، وكلمة ( واو ) يرمز إلى صوت القطة .
هذا المثل يضرب للذي يتعلم شيئا عاديا بديهيا ثم لا يفتا يردده في كل وقت وكل حين بمناسبة وغير مناسبة .
مصطلحات ( الفساد والمال العام ) شاعت وذاعت بين شبابنا هذه الأيام ، وأصبحوا يلوكونها ويرددونها في حديثهم بمناسبة وغير مناسبة وقد لا يففقه كثير منهم غور هذه الكلمة ، بل ولا أبالغ إذا قلت أن بعض من يرددها لو وضع على المحك وأعطي منصبا أو مسؤولية معينة لكان أول من ينغمس في حمأة الفساد ويهدر المال العام .
سأسرد لكم بعض المواقف التي تعرضت لها شخصيا وتثبت أننا وللأسف الشديد أصبحنا ( سنورة عرفت واو ) ، وما يزيد الطين بلة أننا أصبحنا نوجه هذه السهام إلى أقرب الناس إلينا وبدون أي دليل أو بينة .
بحكم عملي زرت إحدى المدارس وما أن وصلت وسلمت على إدارة المدرسة وبعض المعلمين المتواجدين قريبا حتى استلمني أحدهم وأخذ يسمعني محاضرة عن الفساد وإهدار المال العام وكأنه يقول لي بعبارة غير مباشرة ( أنتم تسرقون المال العام ) ، الحمد لله أنني لا أثور وأتقبل النقد وأحترم الناس ومشاعرهم وكنت لا أزيد على كلمة ( صحيح ، جزاك الله خيرا ) ولا أحس بأي غضاضة في سماع مثل هذا الكلام لأنني والحمد لله واثق من نفسي فأنا أراقب الله سبحانه قبل أن أراقب البشر وأضع دائما نصب عيني قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به ) ، لكن ما أحزنني أن كثيرا من الناس وبينهم أناس ملتزمون للأسف الشديد ينطبق عليهم المثل العماني ( تصفى في المربوطة ) فهو يوجه سهامه إلى أقرب الناس إليه بدون تثبت ولا دليل ونسي قول الله تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ، وقوله تعالى : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) ، أصبحنا وللأسف الشديد لا نحترم الشخص الذي أمامنا ولا مشاعره ولو كان أكبر منا سنا ، وهي تغير جذري في أخلاق العمانيين لم نعهده من قبل .
لو كان هذا الموقف موقفا واحدا عابرا لهان الأمر لكن المشكلة أنه تكرر مرارا بوجوه جديدة يحمل بعضها سيماء أهل الصلاح والتقوى الذين كان يجب أن يكونوا قدوة في التثبت ومراعاة مشاعر الآخرين .
نحن والحمد لله نخاف الله سبحانه ولا نلتفت كثيرا إلى ما يقوله الكثير من الناس لكنا نحزن على شبابنا ومجتمعنا أن يصل إلى هذه الحالة من الإسفاف والتذمر والسوداوية فنقدم سوء الطن على حسن الظن ونسارع إلى اتهام الناس ونشر قالة السوء في المجتمع ، وترويج الإشاعات بدون تثبت أو تمحيص .
إن المحك الحقيقي والاختبار الممحص عندما يوضع الإنسان في الفعل قيثبت تناقض فعله مع أقواله وتسقط الشعارت التي كان يرددها ، أذكر أن شخصا لديه مؤسسة مقاولات كان يلتقي بأحد الزملاء المهندسين وكثيرا ما يذم العمل وجودته والمهندسين ويقول : ليتني أحصل على عمل معكم فأريكم العمل الحقيقي ، ومضت السنوات فحصل هذا الشخص على عمل بسيط لا يحتاج إلا إلى شهرين ، لكنه أخذ يماطل ويسوف حتى مضت سنة كاملة ولم ينجز العمل كاملا بالجودة المطلوبة ، ومقاول آخر ( ملتزم دينيا للأسف ) أخذ عملا ، وأتعب المهندسين لأكثر من سنة في المماطلة والتسويف ورداءة التنفيذ ، وأتى إلي مرة غاضبا وقال : ( أنتم يصدق عليكم قول الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، فأنتم ( راهيين ) علي أنا في هذا المشروع البسيط ، ومشروع الوزارة ( الأسطورة ) ما قادرين عليه ، قلت له : يا أخي كل إنسان ومسؤوليته ونحن مسؤولين عن هذا العمل الذي تراه بسيطا في الدنيا والآخرة ، ولسنا مسؤولين عن غيرنا فاذهب إليهم ليجيبوك إن كان لديك شجاعة ! .
دعوة صادقة لشبابنا إلى تثقيف أنفسهم وتطوير مواهبهم وطاقاتهم بدلا من الانشغال بتتبع عيوب الآخرين وتصيد أخطائهم ، ونقول لهم إن التغيير الحقيقي يبدأ من داخل أنفسنا ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
طبعا هذا المقال ليس تبريرا ولا دفاعا عن الفساد ولا إنكارا لوجوده بالمرة ، ولكن دعوة إلى عدم التعميم والتثبت في الأمور وعدم ترويج الإشاعات بدون بينة ولا دليل عن الناس مهما اختلفت مناصبهم ومراتبهم فالأصل في الناس حسن الظن بهم ما لم يثبت عكس ذلك بدليل قطعي ، فسيحاجك ذلك الإنسان يوم القيامة ، وقد يحاكمك في الدنيا وأنت لا تملك أي دليل تستند إليه إلا قالوا وسمعت .
تقبلوا تحياتي واعتذاري عن الإطالة .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=481220&goto=newpost)