حواليكم
17-01-2013, 11:50 AM
المدينة نائمة والبشر يسيرون في اتجاهات عدة كل في طريق .. سار في الزقاق الضيق والتف أكثر حول جسده .. مشى محتميا من المطر بجوانب العمارات ومراكز التسوق حتى جلس في نفس الزاوية التي اعتاد الجلوس فيها كل صباح.. طلب قهوة سوداء اللون ولما أرتاح قليلا فتح المجلة، أية مجلة ليمر الوقت في انتظار ما قد يحدث أو لايحدث.
وضع قطعة السكر الأولى ثم الثانية لعل الطعم يتغير..
رشف من كأس القهوة جرعات ساخنة متتالية. لكن نكهتها بدت له كالبشراللذين يراهم من واجهة (الكوفي شوب) , كما باح في قرارة نفسه. لم يستطع تحديد مدة مكوثه في( الكوفي شوب) , فهو يسبح في ضباب الحزن والضياع , منساقا وساقطا في متاهة الأشياء الغبية .
هذه ليست الزيارة الأولى للمدينة فقد أتى هنا قبل أعوام ..يعرف المدينة جيدا وربما أكثر من بعض سكانها الأصليين , ولكنه لا يعرف البشر اللذين يقطنون هذه المدينة ..غربته كانت تقف باستمرار أمام محاولاته او محاولاتهم في الاقتراب منه , فهو السجين القابع خلف أسوار ذاته ..حين يحاول احدهم تخليصه من السجن والتكبيل يشيح بعينيه الحزينتين بعيدا فهو لا يجرؤ على مقابلة عيون الآخر مهما كان ..
ان أقسى أنواع السجون هو ذلك الذي تحمله معك في ذاتك أينما ذهبت ..فهذا سجن مؤبد لا مفر منه و لامهرب ..سافر حيث تشاء ..قابل من تشاء ..اضحك وتحدث ..ولكن قدرك المر يقول انك سجين ..سجين وأسير للواقع الذي لم تشترك في صناعة احداثه ..بل اكتفيت بالتذمر والإنتظار لما قد لايحدث بالتأكيد ..لم تحاول ان تجدمكانك في خريطة حياتك ..أين انت من أحداث يومك ؟؟هل وجدت لنفسك مكانا تقابل فيه ذاتك ..تكتشف قدراتك أم انك مستعبد لنفس الروتين ..والمحصلة ترديد نفس الكلمات القليلة في المضمون الكثيرة من حيث التكرار..هذيان قد يقود السامع للإصابة بالغثيان ..آه ماأكثر الثرثرة من حولنا !!
كيف يستطيع الفرد التركيز في انجاز عمله ولسانه يثرثر في مواضيع بعيده ..كالتسوق ومخطط الزيارات المسائيه أومجرد اعادة تدوير لحكايات الأمس وقبله ..
الأفكار الإنسانية هي الأثمن والأغلى فقط لوتم توجيهها بطريقة أفضل .النهضة الأوروبية ركزت على فكرة أن الإنسان هو مركز الكون والأشياء كلها. وهذه كانت مساهمة (الإنسانيون) الذين برزوا في القرن الخامس عشر في أوروبا وكانوا ينادون بإعطاء الإنسان قيمته الحقيقية القائمة على حقه في التفكير والإبداع، حيث جردته كنيسة عصور الظلام من كينونته وجعلته تابعا لها.
وكان وجه الشبه بين الإنسانيين والوجوديين الذين أسس مذهبهم في النصف الأول من القرن العشرين الأديب الفرنسي (جان بول سارتر) أنهم جعلوا من الإنسان غاية مطلقة، وافترضوا بأنه مخزن الطاقات والإلهام والحكمة..ان الإيمان بالقدرات الكامنة في النفس الإنسانية هي العامل الأهم لتغيير واقع الفرد .
اذن , تذكره بحلم جميل على ضفاف الواقع، حلم من وراء البحار ..بحارتعرجات القلم في دفتر الحظوظ والأقدار ..تذكرة التفكير والتأمل وحدها من يسد فراغات الشعور ..تلك الفراغات التي تمتد بين طرفين متناقضين من الأحاسيس ..السخط والرضا..التشاؤم والتفاؤل ..
تتسع الفراغات وتمتد بطريقة قد تقود الفرد الى التطرف في التفكير وردود الأفعال .تلك الفراغات لا يملؤها سوى التفكير بحب والكتابة بمنطقية وعمق فكري متزن.
فالحب يرسم ملامح الأفكار، والكتابة تلونها.
فلنفكربتفائل أكثر..
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=481577&goto=newpost)
وضع قطعة السكر الأولى ثم الثانية لعل الطعم يتغير..
رشف من كأس القهوة جرعات ساخنة متتالية. لكن نكهتها بدت له كالبشراللذين يراهم من واجهة (الكوفي شوب) , كما باح في قرارة نفسه. لم يستطع تحديد مدة مكوثه في( الكوفي شوب) , فهو يسبح في ضباب الحزن والضياع , منساقا وساقطا في متاهة الأشياء الغبية .
هذه ليست الزيارة الأولى للمدينة فقد أتى هنا قبل أعوام ..يعرف المدينة جيدا وربما أكثر من بعض سكانها الأصليين , ولكنه لا يعرف البشر اللذين يقطنون هذه المدينة ..غربته كانت تقف باستمرار أمام محاولاته او محاولاتهم في الاقتراب منه , فهو السجين القابع خلف أسوار ذاته ..حين يحاول احدهم تخليصه من السجن والتكبيل يشيح بعينيه الحزينتين بعيدا فهو لا يجرؤ على مقابلة عيون الآخر مهما كان ..
ان أقسى أنواع السجون هو ذلك الذي تحمله معك في ذاتك أينما ذهبت ..فهذا سجن مؤبد لا مفر منه و لامهرب ..سافر حيث تشاء ..قابل من تشاء ..اضحك وتحدث ..ولكن قدرك المر يقول انك سجين ..سجين وأسير للواقع الذي لم تشترك في صناعة احداثه ..بل اكتفيت بالتذمر والإنتظار لما قد لايحدث بالتأكيد ..لم تحاول ان تجدمكانك في خريطة حياتك ..أين انت من أحداث يومك ؟؟هل وجدت لنفسك مكانا تقابل فيه ذاتك ..تكتشف قدراتك أم انك مستعبد لنفس الروتين ..والمحصلة ترديد نفس الكلمات القليلة في المضمون الكثيرة من حيث التكرار..هذيان قد يقود السامع للإصابة بالغثيان ..آه ماأكثر الثرثرة من حولنا !!
كيف يستطيع الفرد التركيز في انجاز عمله ولسانه يثرثر في مواضيع بعيده ..كالتسوق ومخطط الزيارات المسائيه أومجرد اعادة تدوير لحكايات الأمس وقبله ..
الأفكار الإنسانية هي الأثمن والأغلى فقط لوتم توجيهها بطريقة أفضل .النهضة الأوروبية ركزت على فكرة أن الإنسان هو مركز الكون والأشياء كلها. وهذه كانت مساهمة (الإنسانيون) الذين برزوا في القرن الخامس عشر في أوروبا وكانوا ينادون بإعطاء الإنسان قيمته الحقيقية القائمة على حقه في التفكير والإبداع، حيث جردته كنيسة عصور الظلام من كينونته وجعلته تابعا لها.
وكان وجه الشبه بين الإنسانيين والوجوديين الذين أسس مذهبهم في النصف الأول من القرن العشرين الأديب الفرنسي (جان بول سارتر) أنهم جعلوا من الإنسان غاية مطلقة، وافترضوا بأنه مخزن الطاقات والإلهام والحكمة..ان الإيمان بالقدرات الكامنة في النفس الإنسانية هي العامل الأهم لتغيير واقع الفرد .
اذن , تذكره بحلم جميل على ضفاف الواقع، حلم من وراء البحار ..بحارتعرجات القلم في دفتر الحظوظ والأقدار ..تذكرة التفكير والتأمل وحدها من يسد فراغات الشعور ..تلك الفراغات التي تمتد بين طرفين متناقضين من الأحاسيس ..السخط والرضا..التشاؤم والتفاؤل ..
تتسع الفراغات وتمتد بطريقة قد تقود الفرد الى التطرف في التفكير وردود الأفعال .تلك الفراغات لا يملؤها سوى التفكير بحب والكتابة بمنطقية وعمق فكري متزن.
فالحب يرسم ملامح الأفكار، والكتابة تلونها.
فلنفكربتفائل أكثر..
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=481577&goto=newpost)