تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : @@@ المعلم الذي نعرف .. المعلم الذي نريد @@@



حواليكم
19-01-2013, 11:00 AM
المعلم الذي نعرف .. المعلم الذي نريد


أحمد بن سالم الفلاحي

طبعا من المعيب ان نورد ما كتبه بعض الطلبة في اوراق الاجابات على الاسئلة المطروحة، ولكن من المهم فعلا ان يلتفت الى ما كتب، وان يؤخذ مأخذ الجد من قبل المعنيين في وزارة التربية والتعليم، التي لا تزال تتشبث بخيوط العنكبوت في سبيل الحفاظ على القيم التربوية، والانسانية، سواء عبر مناهجها، او عبر انظمتها، او عبر سلوك الهيئة التدريسية التي تنفذ العملية التعليمية في مدارسها المختلفة، وهي مهمة ليس من اليسير المحافظة عليها، والاستمرار فيها الا من خلال وجود ادوات ضابطة، وقوانين فاعلة، ونوايا صادقة، وهمم عالية، وحرص كبير على وطن جميل تأسس، وقام، وسيواصل مسيرته الحضارية عبر منطلقه القيمي لا اكثر ولا اقل.تكتسب العملية التعليمية أهمية كبيرة، وتحظى بالصدارة دائما على رأس اجندة الخطط التنموية، سواء السنوية منها، او الخمسية، ذلك ان المكتسب المعرفي المتحصل من العملية التعليمية يعد الأساس الذي تبنى عليه الرؤى الاستشرافية المستقبلية، وتنطلق من خلاله برامج التنمية الشاملة، وتتجذر هذه الاهمية مع كل فترة تمر من عمر التنمية في السلطنة، وبقدر هذه الاهمية التي تشكلها العملية التعليمية فهي تحظى بالمتابعة الدقيقة من قبل جميع الاطراف المشاركين في تفعيلها، وفي تعزيزها، وفي المحافظة عليها من كل شائبة قد تضر بمشروعها الانساني الكبير، وبأهدافها المعرفية المهمة، وببرامجها التنموية.
وانطلاقا من هذه الاهمية تظل محطة اسئلة جوهرية باستمرار، ومحط جدل، واخذ وعطاء، بل هي مقياس مهم لمدى تطور المجتمع، او تقهقهره، سلوكا ومعرفة، نعم قد يكون البعد المعرفي هو المحرك الاساسي من هذه العملية برمتها، ولكن تظل هي الحاضنة الكبرى لأخلاق المجتمع وقيمه، وبالتالي فأي نكتة» سوداء على امتداد صفحاتها البيضاء لا تقلق المجتمع فقط، بل تربكه الى حد بعيد، وتستنفر كل طاقات المجتمع لإزالتها، لتظل هذه الصفحة بيضاء ناصعة، لا تشوبها شائبة، ولا تكدر محبيها نازلة.


من هنا يأتي الاهتمام السامي بهذا الجانب، مع انه طوال سنوات النهضة لم ينفك هذا الاهتمام بالمسيرة التعليمية، وعنايته السامية اللصيقة بها، فهو الموجه بوصلتها نحو التطور، والنمو، واكسابها المزيد من المعرفة الرصينة، لكي تؤدي دورها المحوري في خدمة المجتمع، ولعل آخر التوجيهات السامية الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظ الله ورعاه – هو ما ادلى به في كلمته السامية بمناسبة افتتاح دور الانعقاد السنوي الثاني لمجلس عمان، حيث قال جلالته – حفظه الله ورعاه - : ... وما إنشاء مجلس التعليم إلا للنهوض بهذا القطاع لذلك يجب على سائر الجهات المشرفة على التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته أن تتعاون مع هذا المجلس بكل فاعلية وجدية ومثابرة ولا يفوتنا في هذا المقام أن ندعو مجلس عمان الى تقديم رؤاه وأفكاره في هذا الشأن الى مجلس التعليم ونحن على ثقة بأن الجهود المشتركة سوف تؤدي الى النتيجة المرجوة بمشيئة الله».


ومختلف الجهود المرتقبة اليوم هو ما سوف تفصح عنه استراتيجية التعليم في السلطنة والتي على ما يبدو تتجه نحو اكتمال صيغتها النهائية لدى الجهات المعنية قبل الاعلان عن اقرارها على ارض الواقع، وهي الاستراتيجية التي يعول عليها الكثير في الاخذ بهذه بمسيرة التعليم نحو آفاق جديدة من شأنها ان تعيد تشكيل الكثير من البرامج والخطط، والنظم للعملية التعليمية، حيث يتوقع ان تضم بين جناحيها كل ما يتعلق بالعملية التعليمية من خلال تقصي حقائق المناهج، والخطط والبرامج، وهيكلة المؤسسة التعليمية، وغيرها الكثير مما يعزز مسيرتها لتوفير مناخات آمنة للأجيال القادمة، وبالتأكيد ايضا لن يُقبل من هذه الاستراتيجية ان لم تأخذ في حسبانها كل اركان العملية التعليمية، ومتطلبات الحاضر والمستقبل منها، لأنه لم يعد اليوم مقبولا القرارات المفاجئة لأي توجه كان، ولا تقبل حقول التجارب التي كانت في المؤسسة التربوية، ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان يحمل المدرس العبء كاملا كما هو حاصل اليوم، ويكفي هذا المدرس الوثائق التعليمية او التربوية» التي تنهال عليه من كل حدب وصوب، حيث يقتات المعلمون على هذه الوثائق المستمر تحديثها، وتبديلها، فهذه رافعة سقف الممارسات، واخرى خافضة، وتلك متشددة، وأخرى متساهلة، وكأن هذه الوثائق التي يُسيِّر المعلمون من خلالها دفة السفينة التربوية تعكس رؤى شخصية للمسؤول المباشر، وليست استراتيجيات مؤسسة تربوية بحجم وزارة التربية والتعليم، والنتيجة كما هي مشاهدة اليوم والتي لا تحتاج الى تعليق، بقدر ما تترك في النفس اثرا داميا للقلب على ما آلت اليه الصورة التربوية والتي توثقها بعض المواقف هنا وهناك، والتي تعد صفعة قاسية في وجه العملية التربوية قبل العملية التعليمية، وذلك ما يؤسف له حقا، وآخرها ما يتداول الآن وعلى نطاق واسع، قد تكون قصاصات ورق مصورة» عبر الـ whatsapp (http://viglink.pgpartner.com/rd.php?r=9450&m=963933845&q=n&rdgt=1358519102&it=1358691902&et=1359123902&priceret=27.00&pg=~~3&k=f7c6279d0e1751ee916c00b3bbfb0545&source=feed&url=http%3A%2F%2Ftracking%2Esearchmarketing%2Ecom% 2Fclick%2Easp%3Faid%3D1239238149&st=feed&mt=~~~~~~~~n~~~)» وهي اوراق اجابة عن اسئلة مطروحة في الاختبارات النهائية لهذا الفصل الذي لم تنته امتحاناته بعد، وعلى حد تعبير القنوات الفضائية في نشرات الأخبار لم يتم التأكد من مصادر هذه الاوراق»، ولكن ما يقرب مصداقيتها هو الشعار الرسمي الموجود عليها والتاريخ، وتعليق المدرسين على البعض منها، ولعل من تعمد نشر هذه الاوراق اراد ان يقول ان هذا الحال الذي وصل اليه الطالب اليوم، وهو حال لا يسر عدو، فكيف يسعد صديق، نعم قد تكون هذه الممارسات فردية، ولا تعبر عن ظاهرة، ولكننا، حقيقة، امام مساحة هلامية من القيم الحاكمة، التي يفترض ان تكون انها حاكمة، في هذا العصر العصيب من تردي معتنقوها بها، وجعلها واحدة من سقط المتاع، ان تجوز التسمية، في الوقت الذي يجب ان تكون القيم هو المحدد المهم في كل انشطة الانسان وتفاعلاته المختلفة، وبلا شك ان للمدرسة فضل احكام سيطرة القيم على كل ممارسات الطالب، على الاقل داخل ساحة المدرسة، فكيف الحال في داخل قاعة الامتحان.


طبعا من المعيب ان نورد ما كتبه بعض الطلبة في اوراق الاجابات على الاسئلة المطروحة، ولكن من المهم فعلا ان يلتفت الى ما كتب، وان يؤخذ مأخذ الجد من قبل المعنيين في وزارة التربية والتعليم، التي لا تزال تتشبث بخيوط العنكبوت في سبيل الحفاظ على القيم التربوية، والانسانية، سواء عبر مناهجها، او عبر انظمتها، او عبر سلوك الهيئة التدريسية التي تنفذ العملية التعليمية في مدارسها المختلفة، وهي مهمة ليس من اليسير المحافظة عليها، والاستمرار فيها الا من خلال وجود ادوات ضابطة، وقوانين فاعلة، ونوايا صادقة، وهمم عالية، وحرص كبير على وطن جميل تأسس، وقام، وسيواصل مسيرته الحضارية عبر منطلقه القيمي لا اكثر ولا اقل.


لا شك ان اي اخفاق من اي جانب من جوانب القيم سواء التربوية، او القيم الانسانية يؤلمنا كثيرا كأولياء امور، ونراه ضربة قاسية في خارطة تربية الابناء، هذه التربية التي بالتأكيد، ليس مسؤولة عنها المدرسة فقط، بل هناك ثلاثية متوازية الاضلاع مكونة من الاسرة، والمدرسة، والمجتمع، كلها مسؤولة عن تفعيل القيم في مسيرة الطالب الطفل، الطالب اليافع، الطالب الشاب، حتى يكون في محل من يتحمل مسؤولية تصرفاته، حيث يصبح واحدا من الذين يتحملون جزءا من هذه المسؤولية عندما يكون مسؤولا عن اسرة، والذين يحملون المدرسة جل هذا الاخفاق هم متوارون عن مسؤولياتهم الحقيقية، وهذا لم يعد العصر يفسح لهم مجال البراءة، فهم مسؤولون قلبا وقالبا عن اي اخفاق يرتكبه احد ابنائهم.



بالتأكيد يهمنا كأولياء امور مختلف التفاعلات التي تحدث في مسار العملية التربوية، فالمدرسة ستظل، مهما يكال اليها من تهم، المناخ الآمن لاهم محضن تربوي في المجتمع، فهي المبتدأ والمنتهى لمسار حياتي رائع لجميعنا، ولمن كان قبلنا، ولمن يأتي بعدنا، وستظل المدرسة تلك اللؤلؤة المشرقة في حياتنا، والذكرى الاكثر جمالا في قاموس ذكرياتنا التي تترك في النفس غصة الفقد، وخسارة المكتسب، ولذلك لا نرضى ان يتشوه هذا الوجه بغبار التهم، او اتربة التقصير سواء من اولياء الامور او الهيئة التدريسية، ولذلك تأتي ردة الفعل غاضبة احيانا عندما تعلق ذرة غبار واحدة فقط على امتداد هذا الوجه المضيء .


لا شك ان المعلم يمثل العمود الفقري في العملية التعليمية برمتها، وعليه تتجه الانظار، ويوسم صلاح التعليم او سوء نتائجه إلى هذا المعلم، والذي يكون في اغلب الاحوال المغلوب على امره حيث يفتقد، في كثير من الاحيان الى مستويات التحصين التي يتميز بها موظفو الحكومة الآخرون، والتي تتمثل في القوانين التي تحميه، والتكريم الذي يعزز دوره، وفرض شخصيته التربوية التي تعينه على أداء رسالته، لأن الصورة العامة الآن هي ان المدرسين متهمون، ومديري المدارس متهمون، ويكاد حتى سائقو الحافلات متهمون كذلك، لأنهم منتسبون الى المؤسسة التربوية، والاشكالية الاكبر انه حتى المؤسسة التربوية الاكبر، وهي الوزارة هناك فيها من يلقي بالتهم في الكثير من الاخفاق في الجانب التعليمي والتربوي على المدرسة، لأن الوزارة سنت القوانين وكفى، فالى متى ستظل المدرسة الحاضنة الاكبر استيعابا لأخطاء ابناء المجتمع، والى متى ستظل الاسر ترمي بسلالها المملؤة كدرا وضيقا في باحة المدرسة، والى متى ستظل الاسرة التربوية تتلقى كل ذلك بروح طيبة، ومرح جميل، مؤثرين بعيدا مسألة تكافؤ الادوار في هذه العملية الممتدة على مدار اثني عشر عاما عمر العملية التعليمية للتلاميذ لما قبل المرحلة الجامعية الأولى؟، اسئلة ستظل تراوح مكانها في ظل تفكيك برامج استراتيجية التعليم، وفي ظل اجتهادات فردية قد تخطئ، وقد تصيب، وان اصابت، ففي ظل غياب استراتيجية التعليم، ستتوالى الاخطاء، وسيظل هناك شيء ناقص يبحث عن كمال.


المصدر ( جريدة عمان )



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=481790&goto=newpost)