تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فلنكدح ....ولكن .



حواليكم
22-01-2013, 04:21 PM
في القاهرة اكتملت سعادتي وراحتي ومتعتي , كما اكتملت لآخرين من قبلي ومن بعدي , متعتي محددة , متعة فكرية وثقافية وأدبية ونفسية , متعة عالقة في البال دائما , ففي القاهرة متعتك مضمونة , مضمونة في كل زمان ومكان , في أي حي وأي شارع , لكن متعتي تحققت في شارع (جاردن سيتي ) بكل تاريخه وحكاياته , بكل صوره ومعالمه , ويكفي وجود "روز اليوسف " كمعلم من معالمه , ويكفي أن يكون "ميدان التحرير " نهايته , فهناك اللقاء العابر للوجوه , وجوه صاعدة وأخرى هابطة " للمترو" وجوه بعضها حائرة , وبعضها تائهة , تائهة تحت الميدان وفوق الميدان , فالدنيا على قولهم " زحمة " لكن على ذلك الميدان تجد إحساسا يجعلك تكتشف أ ن لك قلبا حيا وقادرا على النبض , قلبا ينبض بالحيوية والشباب , قلبا كل من هناك لأجله , لأجل راحته وسعادته , سعادة لا نهاية لمتعتها وعمقها , متعة تحبس الأنفاس , كالمتعة التي يجدها البعض في (القناطر الخيرية ) فهناك أنت لك الخيار , إما الجلوس بين الأشجار والزهور , وإما الركوب على العبارة متنقلا بين ضفاف النيل , لكنني آثرت ركوب العبارة مع شئ من الخوف والقلق , الخوف من الزحمة , والقلق على "المحفظة ", لكن الأمور كانت طيبة . على سطح العبارة كان مقعدي , فرأيت النيل وجماله , جمال لا استطيع الحديث عنه هنا . على تلك العبارة لفت نظري وجود حلبة , كحلبة المصارعة , حلبة استعراض لرقصات متنوعة وفنون مختلفة , رقصات لشباب قمصانهم مخططة بألوان قاتمة , ألوان افريقية وألوان الهنود الحمر , رقصات شعبية تخلو من لمسات "السنباطي " أو " مكاوي " أصوات لم اسمع فيها " جبران " أو " ديوان " أصوات شعبية وفنون بحرية , ولكن لم يكن صوتها صوت " مرباطي " . على تلك العبارة تنسى العمل وهمومه , والتحصيل الدراسي وخططه , خطط لرفع مستوى القراءة والكتابة , خطط جميلة , ولكن بعضها وهمية , وهناك أيضا تنسى الحقائب التدريبية والالكترونية , حقائب محتواها محتوى الكتاب المد رسي , أنشطته واختباراته , صوره وحروفه , ولكنها أصبحت للتسويق , فهذا الحقل التربوي يبدو انه أصبح أرضا متنازعا عليها , نزاعا على عرض هذه الخطط والمشاريع وحقائب التدريب , فزبونها موجود ودخلها مضمون وتسويقها رائج , وكلها بحجة رفع مستوى الضعف القرائي والكتابي , لكن الضعف القرائي والكتابي الذي اخذ هذا الحيز من النقاش والجدال , في نظري , نقاشه للنقاش وجداله للجدال , هم يدركون المشكلة , ولكنهم لا يريدون الاعتراف بها , فربما الفلسفة جزء من المشكلة , الفلسفة بشكل عام وفلسفة الحلقة الأولى بشكل خاص وربما أيضا المعلم إمكاناته وقدراته , لكن الاعتراف بكل ذلك يعني , البحث عن "فلسفة ", يعني الرجوع إلى " معلم الصف " يعني تغيير النظرية من كلية إلى جزئية أو العكس , يعني تغيير مناهج , يعني تدريب كوادر , يعني تغيير النظام التربوي , يعني فشل التعليم الأساسي وكل ذلك يحتاج إلى كدح وعمل وجرأة, لكن يبدو أننا كالذين على سفينة مثقوبة من أسفل ونرى تسرب الماء فيها , ولكننا نقوم بتغطيتها من أعلى , وتزيينها من الجوانب , دون المساس بالثقب وتغطيته لتظل السفينة على ماهي عليه , حتى تغرق وكل من عليها , وعلى كل يظل هذا الاهتمام برفع مستوى القراءة والكتابة في حقيقته لفتة جميلة , ليصبح الفرد قادرا على كتابة اسمه في سجل القوى العاملة , وقادرا على قراءة إعلانات التوظيف , فلنكدح جميعا ولكن .


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=482461&goto=newpost)