المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يَموت الإنسان ؟



أمة الله
11-01-2011, 08:33 AM
http://www.noor-alyaqeen.com/mlafat/7.gif



كيف يَموت الإنسان ؟



قـال ابـن القـيم : (( موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها ، وخـروجها منها فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة


الموت ، وإن أريـد أنها تعدم وتضمحل وتصير عدما محضا فهي لا تموت بهذا الاعتبار ،


بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب )) ( الروح لابن القيّم / ص : 46 / ط : المدني ) .


وقـال : (( الروح ذات قائمة بنفسها تصعد وتنـزل ، وتتصل وتنفصل وتخرج وتذهب وتجيء ، وتتحرك وتسكن ،


وعلى هذا أكثر من مائة دليل .


وقد وصفها الله سبحانه وتعالى بالدخول والخروج والقـبض والتوفي والرجوع ، وصعودها إلى السماء ،


وفتح أبوابها لها وغـلقها عـنها ،


فقال تعالى : " وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ " ( الأنعام : 39 ) ،


وقـال تعالى : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي " ( الفجر : 27 ، 30 ) .



وهذا يقال لها عـند المفارقة للجسد .


وقال تعالى : " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا " ( الشمس : 7 ، 8 ) .



فأخبر أنـه سوى النفس كما أخبر أنه سوى البدن في قوله : " الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ " ( الإنفطار : 7 ) ،


فهو سبحانه سـوى نفس الإنسان (http://www.noor-alyaqeen.com/vb/t18220/) كما سوى بدنه ، بل سوى بدنه كالقالب لنفسه ،


فتسوية البدن تابع لتسوية النفس ، والبدن موضوع لها كالقلب لما هو موضوع له ،


ومن هاهنا يعلم أنها تأخذ من بدنها صورة لتميز بها عن غيرها ، فإنها تتأثر وتنتقل عن البدن ،


كما يتأثر البدن وينتقل عنها ، فيكتسب البدن الطيب والخبث من طيب النفس وخبثها ، وتكتسب النفس الطيب


والخبث من طيب البدن وخبثه ،


فأشـد الأشياء ارتباطا وتناسبا وتفاعلا ، وتأثرا من أحدهما بالآخر ، الروح والـبدن ،


ولهذا يقال لها عند المفارقة : " اخرجي أيتها النفس الطيبة ، كانت في الجسد الطيب ،


واخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ، فتأخذها الملائكة من يده فيوجد لها كأطيب


نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ، أو كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض " )) ( أخرجه الإمام أحمد في مسنده / 4 / 278 / بطولة ) .


والأعراض لا ريح لها ولا تمسك ، ولا تؤخذ من يد إلى يد ، وإذا كان هذا شأن الأرواح فتميزها بعد المفارقة


يكون أظهر من تميز الأبـدان ، والاشتباه بينها أبعد من اشتباه الأبدان ، فإن الأبدان تشتبه كثيرا ،


وأما الأرواح فقل ما تشتبه ، وإذا كانت الأرواح العلوية وهم الملائكـة ، متميزا بعضهم عن بعض من غير أجسام تحملهم ، وكذلك الجن ، فتميز الأرواح البشرية أولى )) ( الروح لابن القيّم / ص : 53 ، 54 ) .


والروح أو النفس إذا فارقت البدن بعد الممات ، فإن لها به تعلقا في الـبرزخ ،


فإنها وإن فارقته وتجردت عنه فإنها لم تفارقه فراقا كليا ، بحيث لا يبقى لها التفات إليه ،


وقد وردت الأحاديث والآثار بما يدل عـلى ردهـا إليه ، وقت سلام المسلم ، وهذا الرد إعادة خاصة


لا يوجب حياة البدن قبل يوم القيامة . . . )) ( الروح لابن القيّم / ص : 58 ) .


وقـد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعادة الروح إلى البدن وقت السؤال ،


ففي حديث البراء بن عازب :


(( كنا في جنازة في بقيع الغرقد ، فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله كأن على رءوسنا الطير ،


وهو يلحد له فقال : " أعوذ بالله من عذاب القبر ثلاث مرات ، فتعاد روحه في جسده فيأتيه


ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ " )) الحديث ( رواه الإمام أحمد في المسند ( 4 / 287 ) / و أبو داود والنسائي ) .


ثم قـال ابن القيم : (( وذهب إلى القول بموجب هذا الحديث جميع أهل السنة والحديث من سائر الطوائف )) .


أمـا كيفيـة الموت : فإن حكمة الله اقتضت أن تقبض ملائكته أرواح عباده .


قال تعالى : " قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ " ( السجدة : 11 ) .



وقال تعالى : " الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ


عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " ( النحل : 28 ) .


وقال تعالى : " وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا


وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ " ( الأنعام : 61 ) .



قال ابن كثير : (( الظاهر من هذه الآية أن ملك الموت شخص معين من الملائكة ، وقد سمي في بعض الآثار


بعزرائيل وهو المشهور ، قاله قتادة وغير واحد ، وله أعوان ، وهكذا ورد في الحديث أن أعوانه


ينتزعون الأرواح من سائر جسده حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها ملك الموت )) ( تفسير ابن كثير / ( 6 / 362 ) .


والمـوت : (( انقطاع تعلق الروح بالبدن ، ومفارقته ، وحيلولة بينهما ، وتبدل حال ، وانتقال من دار إلى دار )) ( التَّذكرة للقرطبي / ص : 4 ) .


أبحاث مجلة البحوث
([ ج : 65 / ص : 160 - 163 ])
م ن ق و ل

ملاك الـرووح
11-01-2011, 09:20 AM
؛
يالله بالخاتمه الحسنه..
يارب خفف علينا سكرات الموت..اللهم آمين؛
أمة الله تشكري عالطرح..
جزاج الله ألف خير..
؛

الفارس
11-01-2011, 12:19 PM
http://www3.0zz0.com/2011/01/11/08/922799967.gif (http://www.0zz0.com)

نسأل الله الثبات عند الموت
بارك الله فيك_ على توثيق الموضوع .

أمة الله
12-01-2011, 05:54 PM
http://www.noor-alyaqeen.com/mlafat/7.gif


السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته

وإياكم وفيكم بارك الله،،

« فائدة » وجدتها


قال الإمام الألباني رحمة الله عليه في حاشية كتاب « أحكام الجنائز وبدعها » ( ص : 199 ) :

" هٰذا هو اسمُه في الكتاب والسُّنَّة « ملك الموت » ، وأمَّا تسميتهُ « بعزرائيل » فممَّا لا أصلَ لهُ ،

خلافًا لما هو المشهورُ عند النَّاس ، ولعلَّه من الإِسْرائيليات ! " .اهـ.
وأيضاً
،
قال الإمام ابن عثيمين رحمة الله عليه في « الشَّرحُ المُمْتع » ( 5 / 244 ، 245 ) :

" الملك الَّذي يقبض الرُّوح هو ملك واحد يُسمَّىٰ « ملك الموت » .

لقوله تعالىٰ : ﴿ قُلْ يَتَوفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ﴾ ( السَّجدة : 11 ) .

وتسميته « عزرائيل » لم تثبت عن النَّبِيَّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّما هِيَ مِنْ أخبار بني إسْرائيل " .

إلىٰ قوله رحمه الله : " والمهم : أنَّ ملك الموت لا يُسمَّىٰ « عزرائيل » ؛

لأنَّه لم يثبت عن الرَّسول صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ، وهٰذا مِن الأُمُور الغيبيَّة الَّتي يتوقف إثباتها ونفيها علىٰ

ما ورد به الشَّرع " .اهـ.

منقول للفائدة