حواليكم
10-04-2013, 12:32 AM
في زيارتي للمغرب العربي , كانت رحلتي على متن الخطوط الفرنسية , رحلة كانت ممتعة , متعتها في التحليق والتأمل والانتظار , انتظار لساعات في أحد مطاراتها , انتظار لايتعبني ولا يرهقني , انتظار يسعدني ويفرحني , انتظار , كنت أتأمل فيه الوجوه , وجوه سمعت عنها هناك ولم أ رها , وجوه قرأت عنها ولم أ رها , وجوه لها فكرها وثقافتها وفلسفتها ومنهجيتها , وجوه معينة من الذكور والإناث , هناك كنت أبحث في تلك الوجوه عن "سارتر" كنت أريد أن اسأله عن "أنيس منصور "عن أخباره وأحواله (عامل إيه هناك ) فربما لقاءهم هناك اكتمل , كما اكتمل لقاءنا نحن هنا في "الكلية التطبيقية , لقاء اختلف فيه الخطاب عن الخطابات السابقة هناك , من الحدة إلى الهدوء , من الارتفاع إلى الانخفاض , من التعتيم إلى الاعتراف , الاعتراف بكل شئ , والاعتراف بأ ن المشكلة في الحلقة الأولى , , لقاء كان للشكر والثناء , شكر ا لجميع على ارتفاع التحصيل الدراسي , شكر ا لجميع على نهاية الضعف القرائي , شكر ا لجميع على نهاية الضعف الكتابي , ذلك الضعف الذي كان "بلفظ" انخفض الآن " بلفظ " , فالخطط كانت ناجحة وطبقت بكل نجاح , فالطالب أصبح يقرأ ويكتب , لذا لابد أن يتغير الخطاب , لأن استمراره يعني هدم للفلسفة التربوية بكل عناصرها , يعني فشل النظام التربوي برمته , يعني نسف للجهود المبذولة والتشكيك فيها , يعني التشكيك في مصداقية بيوت الخبرة وما تقدمه من حلول وبرامج , يعني إهدار لمبالغ لا يوجد لها أ ثر على الواقع , يعني استنزاف المنظومة التربوية كلها في تعلم مهارة القراءة والكتابة , فكان لابد من تغيير الخطاب , ليرتفع التحصيل فارتفع , فانتهت المشكلة , لتظهر مشكلة أخرى , مشكلة "القيم " . اللقاء كان جميلا في بدايته وهزيلا في نهايته , لقاء زعل فيه الحبيب وزعلنا , وخرج الحبيب ولم نخرج معاه , لنبقى نحن رمادا بلا نار, لقاء لم أر فيه "سيمون ديبوفوار " ولم أر فيه "بينيه"أو "بيا جيه "بلاشير" أو" سوسير" فولتير" أو "دريدا " لقاء لم أر فيه "طه حسين " أو " نجيب محفوظ " لم أر فيه "توفيق الحكيم " أو "محمود درويش " تلك الوجوه التي كانت في الذاكرة , ولكن نسيناها أو تناسيناها , فالذاكرة أحيانا قاسية قسوتها في نسيانها , نسيانها لشخوص ولإفراد ولمواقف ولتجارب ولمعاناة , معاناة العاشق أو الحبيب , عاشق الليل أو حبيب للقمر, هذا القمر الذي لم أره ولم أجده هنا , وجدته هناك " وجدت " ليلى بعلبكي" " وعلوية صبح " و"فوزية الدر يع " وجوه كانت محلية ولكنها أصبحت عالمية , عالمية الوجود والحضور ,عالمية الفكر والثقافة , عالمية الشعور وعالمية الإحساس , إحساس الشرق مع الغرب , الإحساس بالحبيب وهو ليس معك , ذلك الحبيب الذي تراه أينما نظرت , وتراه أينما اتجهت تراه بالشعور وتخاطبه , وبالإحساس وتخاطبه ,.ذلك الإحساس المتبادل بين المعلم وطلابه وبين المعلمة وطالباتها , ذلك الإحساس الجميل الذي يلطف اللفظ والعبارة , ذلك الإحساس الذي يملئ كل كيانك ووجدانك وقلبك, ذلك الإحساس الصادق مع النفس ومع الآخرين , ما أجمله من إحساس وما أحوجنا إليه .
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=501386&goto=newpost)
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=501386&goto=newpost)