تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المسرح بوابة التعليم الذكي والتفكير الناقد



حواليكم
11-04-2013, 10:11 PM
المسرح بوابة التعليم الذكي والتفكيرالناقد


بقلم/ أ. روضة ناصر الحسني


معلمة أولى لغة عربية






http://im37.gulfup.com/e49Ar.jpg


يقصد بمسرحة المناهج: «تنظيم المناهج الدراسية وتنفيذها في قالب مسرحي أو درامي، بهدف إكساب الطلاب المعارف، والمهارات، والمفاهيم، والقيم، والاتجاهات، بصورة محببة ومشوقة».
ومسرحة المناهج نموذج لتنظيم المحتوى الدراسي، وطريقة للتدريس والتعلم تتضمن إعادة تنظيم الخبرات التعليمية في صورة حوارات ومشاهد درامية يتم تنفيذها من قبل الطلاب للتعلم.


http://im37.gulfup.com/AhugB.jpg



والمسرحية التعليمية تتضمن إطارا نظريا، ونموذجا عمليا للتعلم، يمكن تطبيقها خلال اليوم الدراسي أو خارجه من أجل تحقيق أهداف المناهج ويمكن تنفيذها في بيئات التعلم المتنوعة داخل المدرسة وخارجها.
ومن الثابت أن المسرح يعد من أقدم الفنون التي مارسها الإنسان، وهو مؤشر بليغ على تقدم الأمم وازدهارها، إضافة إلى أنه أبو الفنون بإجماع المفكرين والأدباء، وذلك لعراقته واحتوائه على عناصر من الفنون الأخرى ففيه صور من الأدب، والشعر، والتمثيل، والموسيقى، والإنشاد، والرسم والتشكيل، والتعبير باللغة وبالحركة وبالإشارة والانفعالات، وفيه تقمص الأدوار والمواقف، ونحوها من الفنون المتنوعة.


وتعد المناهج الممسرحة من أمتع الألوان الأدبية التي يميل إليها الطلاب في كل المراحل العمرية بلا استثناء وتزيد كلما اتجهنا إلى المراحل الأولية للتعليم، فهي تبعث في المشاركين وفي المتفاعلين تلقيا أو متابعة أو نقدا النشاط والحيوية والحركة، وتجذبهم إلى بيئات التعلم وتحببهم في المدرسة، وتدخل المتعة والبهجة في نفوسهم، وتجذب انتباههم للتعلم، وتحول المسرح المدرسي إلى ميدان علمي ثقافي ترفيهي، وتحقق أهداف المادة التعليمية وتساعد في تكوين اتجاهات إيجابية نحو عناصر العملية التعليمية بشموليتها.
ووفقا لنظرية «جاردنر» في الذكاءات المتعددة، فإن استراتيجية مسرحة المناهج تعد من أفضل استراتيجيات التعليم والتعلم المحققة لأهداف تنمية الذكاءات المتعددة لدى المتعلمين، حيث تقوم المسرحيات المنهجية بتحقيق الذكاءات، كالذكاء اللغوي، فتعمل المسرحيات المنهجية على إكساب المتعلمين ثروة لغوية راقية، والكشف عن مواهبهم الفنية، وتفجير طاقاتهم الإبداعية وقدح شرارتها، وتدريبهم على التعبير الصحيح والسليم لغويا.

http://im37.gulfup.com/aPK9i.jpg

و كذلك الذكاء المنطقي الرياضي حيث تعمل المسرحيات المنهجية على تعزيز مهارات التفكير المنطقي، وتستخدم للارتقاء بالتفكير النقدي، وتنمية الذكاء العقلي، وتعمق المفاهيم والتعميمات، والذكاء المكاني حيث تنمي المسرحيات المنهجية خيالات المتعلم في الصور المجازية وتنمي الذوق الجمالي والفني، وكذلك الذكاء الحركي الذي فيه تدرب المسرحيات المنهجية المتعلمين على ربط الحركة بالتعبير وتعودهم على العمل المنظم في فريق العمل المتعاون.


وفيما يتعلق بالذكاء الموسيقي تقوم المسرحيات المنهجية الموظف فيها المؤثرات بالصوت والموسيقى والضوء على تفعيل تعبيرات المتعلمين والتجاوب مع المؤثرات المتنوعة، فإضفاء المؤثرات التعبيرية لتشكيل الأداءات المسرحية يؤدي إلى الاندماج والتعايش مع الشخصيات والأحداث ومع البيئات الانفعالية للعمل الفني، بالإضافة إلى تنمية مواهب المتعلمين في إتقان اللغة والتعبير الصوتي والإنشاد وزيادة الإحساس بالأدوار والاندماج في العمل التعبيري.
وتنمي المسرحيات المنهجية العلاقات الاجتماعية والذكاء الاجتماعي، وتطور مهارات التواصل بين عناصر العمل المسرحي وتعمق مفهوم القدوة لديهم، والمسرحيات المنهجية تعالج عيوب النطق وبعض المشكلات النفسية كالانطواء والخجل والتردد، وتنمي في المتعلمين الثقة بالنفس، وتساعدهم على المبادرة والجرأة الأدبية، وهي مصدر مؤثر لإكساب المتعلمين القيم والاتجاهات الإيجابية المرغوبة.
وتنمي مهارات التعامل مع التقنيات وتوظيفها في العمل المسرحي، وتدريب الطلاب على قيادتها والتعامل معها، مثل أجهزة الصوت، والإضاءة والحاسوب وغيرها.
وعليه، فإن الأنشطة المسرحية التعليمية، واحدة من أهم مدخلات عمليات التربية والتعليم لتحقيق مهارات الألفية الثالثة لمجتمع المعرفة، و إضافة إلى ذلك فهي تسهم في تدريب الطلاب على تصميم التعلم في بيئات تعلم عامة وشخصية من خلال المشاركة الفاعلة في تحليل المحتوى وإعداد السيناريوهات المسرحية بإشراف المختصين من التربويين. ويوصي الكثير من المهتمين بمسرحة المناهج التعليمية باستخدام المسرح التعليمي لإحداث تأثير ذي معنى في مهارات الطلاب المتنوعة التعليمية والاجتماعية والقيمية والشخصية.
كما يوصي الخبراء بمزيد من العناية بمسرحة المناهج التعليمية على مستوى مصممي المناهج التعليمية ومستوى تصميم التعليم والتعلم من قبل المشرفين التربويين والمعلمين، لما ثبت تربويا من تأثيرها على إكساب الطلاب مهارات مجتمع المعرفة، بالإضافة إلى توظيف تقنيات التعليم لتوثيق المسرحيات المنهجية وتعميمها للمنفعة التربوية والتعليمية وتحقيق مهارات الألفية الثالثة.
وينبغي تأهيل المعلمين في جوانب إعداد المسرحيات المنهجية من أجل توظيفها لتحقيق أهداف المناهج الدراسية في المواقف التربوية والتعلم الذاتي، ناهيك عن الاستفادة من التجارب الدولية والإقليمية، وما نتج عن المؤتمرات ذات العلاقة لتطوير مسرحة المناهج بما يعزز التعلم ويحقق الأهداف المأمولة، وإقامة لقاءات تربوية حول موضوع مسرحة المناهج التعليمية، ودعوة المختصين في هذا المجال لإثراء اللقاءات وتقديم خبراتهم المتطورة لمشرفي النشاط الثقافي من منسوبي التربية والتعليم، وإدراج مهارات المسرح التعليمي ضمن برامج إعداد المعلمين، وضمن برامج تدريبهم أثناء الخدمة.
المراجع:
1. جريدة الشرق الأوسط ، العدد 12045، سنة 2011م
2. تاريخ مسرحة المناهج وأسسها ، إبراهيم الشحات ، القاهرة، 2009م



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=501892&goto=newpost)