تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل تلعب المواقع الاجتماعية دور الأحزاب في الدول العربية؟



بن مالك
13-02-2011, 10:51 AM
يبدو أن الشباب العربي بات يعتبر الانترنت الوسيلة الأفضل للتعبير عن الرأي وتحقيق الأهداف متسلحين بالمساحة المتاحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل توتير وفايسبوك، ومتخذين من الثورتين المصرية والتونسية مثالا صارخا على نجاح هذه الوسائل في تحقيق الأهداف.
________________________________________

http://www.myelaph.com/elaphweb/Resources/images/Politics/2011/2/week2/photo_1297491620309-1-0.jpg


هل تلعب المواقع الاجتماعية في الانترنت دور الأحزاب السياسية؟ سؤال بدأ يطرح في العالم العربي، خاصة مع تشكيل مجموعات في فايسبوك تتأبط أجندات سياسية، وتصارع من أجل تحقيقها في عدد من الدول العربية، خاصة بعد أن قادت "ثورة الياسمين" في تونس، و"ثورة الغضب" في مصر إلى إسقاط كل من زين العابدين بن علي، وحسني مبارك.
ويأتي هذا الطرح بعد أن لوحظ أن نسبة مهمة ممن دعوا ويدعون إلى الاحتجاجات ليست لهم أي انتماءات سياسية، أو حتى نقابية، وهو ما يعيد إلى الواجهة مسألة التأطير الحزبي، في وقت تحولت مجموعة من المكونات السياسية إلى "نوادي خاصة" من أجل تحقيق مصالح ذاتية.
المعارضة.. الطابور الخامس للأنظمة


قال محمد ضريف، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالمحمدية في المغرب، "الأحزاب السياسية أصبحت متجاوزة، ولا تعبر عن مطامح، ليس فقط الشباب، بل الكثير من الفئات الاجتماعية".


وأوضح المحلل السياسي المغربي، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "ما جرى في تونس ومصر أظهر أن تأثير القوى السياسية ضعيف، لكن هل يمكن القول إن المواقع الاجتماعية ستعوض الأحزاب؟".

بالنسبة لي، يشرح محمد ضريف، "لا أعتقد ذلك. لأنه في المغرب، مثلا، هناك أكثر من مليونيين من رواد (الفايسبوك)، لكن التعامل مع الشبكات الاجتماعية والإنترنيت يختلف، لأن اهتمامات الشباب تختلف، إذ أن هناك من يهتم بالقضايا السياسية، وهناك من يهتم بقضايا أخرى بعيدة عن السياسية"، مبرزا أن "هناك فكرة خاطئة تعتقد أن المواقع الاجتماعية هي التي لعبت دورا في تحريك الشباب في تونس مصر".

وأضاف المحلل السياسي "أنا لا أعتقد ذلك، إذ أن هناك تراكم للعديد من المشاكل ذات البعد الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، وكانت الظروف مهيأة ليقوم الشباب بالخروج إلى الشارع. وأرى أن الوعي الجديد للشباب يظل، إلى حد ما، مرتبط بنوع من التسييس، بحيث أن هذه الشريحة تكون، إلى حد ما، من خلال ما تحصل عليه من معلومات في المواقع الاجتماعية، رؤية سياسية تساعدها على إبداء نوع من الاستعداد للانخراط في عملية التغيير".


وذكر محمد ضريف أن "الدور الذي لعبته المواقع الاجتماعية والهاتف المحمول في تونس ومصر، كان على مستوى التنسيق بين الشباب، كتحديد أماكن التظاهر، وتوحيد الشعارات. أما الأسباب الحقيقية وراء انتفاضة الشباب في تونس ومصر، وربما في بلدان أخرى مستقبلا، هي مرتبطة بالأوضاع والمشاكل التي عجزت الأنظمة عن حلها، وكذلك الرؤية السلبية التي تشكلت لدى الشباب عن دور الأحزاب، التي هي في أغلبها تتهم بكونها متواطئة مع الأنظمة، وتشتغل بأجندة لا تتناقض مع مصالح الحكومات القائمة".
وأضاف أستاذ العلوم السياسية "بل الآن أصبحت حتى أحزاب المعارضة تتهم بكونها تشكل طابورا خامسا للأنظمة الحاكمة. ولاحظنا كيف أن أحزاب المعارضة في تونس كانت متخلفة في ما يتعلق بمطالبها، مقارنة بمطالب الشارع. ولاحظنا أيضا كيف أن أحزاب المعارضة، بما في ذلك الإخوان المسلمين في مصر، سارعوا إلى الانخراط في حوار مع نائب الرئيس السابق، عمر سليمان، في حين أن الشارع كان يتبرأ منهم، ويعتبر بأنهم لا يمثلونه".


لذلك، يشير محمد ضريف، إلى أن "هناك دور جديد قد تلعبه المواقع الاجتماعية على مستوى التنسيق وإشاعة الوعي، لكن هذا لا يكفي لنقول بأن هذه المواقع ستحل محل الأحزاب، أو أنها هي التي تلعب دورا أساسيا في تحريك الشارع".


الإعلام.. سلطة السلطات

أكد ميلود بلقاضي، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن "لكل زمان آلياته الاحتجاجية، ولكل زمان رجاله ونسائه، ولكل زمان فلسفته. وأعتقد أنه منذ القرن الـ 20، لم يفهم العرب، سواء الأنظمة أو الشعوب، أو حتى بعض الأكاديميين والنخب، بأننا خرجنا من مجتمعات الصناعة والإيديولوجية إلى مجتمعات المعرفة والإعلام".
وقال ميلود بلقاضي، في تصريح لـ "إيلاف"، "عندما أقول المعرفة والإعلام سأقول البحث العلمي، والكلمة، والصورة، وكل ما يتعلق بآليات التواصل الحديثة، وعلى رأسها اللغة الرقمية. ومن الطبيعي جدا، أن يستثمر الشباب الآليات الحديثة في الاحتجاج، من بينها (الفايسبوك)، والرسائل القصيرة، وكل ما أنتجته الثورة المعلوماتية من آليات أصبحت تخترق الحدود والأنظمة، ومن الصعب التحكم فيها".

وذكر المحلل المغربي أن "هذا ما جعل الاحتجاجات، كما وقع في تونس ومصر، لا تتخذ زمنا طويلا، لأن آليات التواصل سريعة، والخبر لا يتوزع فقط على المستوى المحلي، بل أيضا على المستويين الجهوي والدولي"، مشيرا إلى أن "هذا ما جعل الأنظمة العربية التقليدية لا تفهم بأن آليات الاحتجاج التي يعتمدها الشباب حديثة جدا، ويمكن أن تهزم أي نظام مهما كانت قوته".

وبالتالي، يشرح ميلود بلقاضي، فإن "هذه الآليات الحديثة المرتبطة بالثورة المعلوماتية والاتصالية هي التي جعلت الشباب يقود الاحتجاجات، والمظاهرات، ومجموعة من المواقف للتغيير".

بالمقابل، أكد أستاذ القانون الدولي، أن "المؤسسات التقليدية، وأقصد الأحزاب السياسية والنقابات، التي كانت في الغالب تقوم بالاحتجاج، لم يكن هدفها تغيير النظام أو الحكم، بل كانت احتجاجاتها بهدف الاقتراب من الحاكم أو السلطة حتى يمكنها أن تستفيد من قربها من النظام القائم".
وأضاف ميلود بلقاضي، "الشباب طائر لا يؤمن إلا بالتغيير الجوهري والشامل، وليس الجزئي. وإذا نظرنا إلى الاحتجاجات السابقة، أي ما قبل مجتمعات المعرفة والإعلام، نجد أن النقابات أو الأحزاب كانت تطالب بتغييرات جزئية".

وقال أستاذ القانون الدولي "نلاحظ أن الاحتجاجات الأخيرة في مصر وتونس أظهرت بشكل واضح دور الإعلام. فالإعلام ليس كما يعتقد البعض، بأنه هو اللغة الرابعة، هذا خطأ. الإعلام هو لغة رابعة في قرن ما قبل المعرفة، وهو الآن سلطة السلط. وبالتالي نلاحظ اليوم، أن مبارك لم يخف من الجيوش والقنابل وغيرها، لكنه خاف من الإعلام".
وذكر أن "الإعلام الرقمي والآليات الحديثة كانت سبيلا أسياسيا ليس فقط في تغيير الرئيس، بل أيضا في تغيير النظام. ونلاحظ أن شباب اليوم لا يرتبط بإيديولوجية لا ليبرالية، ولا شيوعية، ولا إسلاميوية، ولا ماركسية، ولا اشتراكية، بل همه الكرامة، وبالتالي فجيل القرن الـ 21 تجاوز المطالبة بالحقوق السياسية والاجتماعية إلى التشبث بمبدأ المواطنة الكاملة، والكرامة الكاملة".

لا مكان للشباب في "النوادي الحزبية"

قال علي الشعباني، أستاذ وباحث في علم الاجتماع، إن "ما وقع في تونس ومصر وما يحدث الآن في الجزائر، وربما في مجموعة من الدول الأخرى، شجع على الإقبال على المواقع الاجتماعية، التي يقال بأن لها دور فاعل في إشعال هذه الانتفاضات، ولم شمل عدد من الشباب للخروج إلى الشارع".
وأكد علي الشعباني، في تصريح لـ "إيلاف"، أنه "لا يمكن القول بأن المواقع الاجتماعية ستعوض الأحزاب، لكنها وسيلة جديدة للتواصل لإظهار بعض عيوب بعض المجتمعات التي يعيش فيها هؤلاء الشباب، وكذلك وسيلة للتعبير عن ما يجب أن تتيحه لهم هذه المجتمعات، وما يطمح إليه الشباب".
وأضاف الباحث الاجتماعي "نحن نعرف أن الأحزاب بصفة عامة، والمغربية بصفة خاصة، تحولت إلى نوادي خاصة لمجموعة من الأشخاص، الذين تربطهم علاقات، إما تاريخية، أو ثقافية، أو غيرها، بينما أغلقت الأبواب في وجه الباقين".

وذكر علي الشعباني أن "هذه الأحزاب تحولت إلى نوادي خاصة لتوزيع الغنائم في ما بين هؤلاء الأشخاص، الذين سيطروا على هذه المكونات السياسية، وأقفلوا جميع الأبواب للتأطير الاجتماعي، وأيضا للدور الذي كان يجب أن تلعبه هذه الأحزاب".
لذلك، يبرز الباحث الاجتماعي، "لم يجد الشباب مكانه في هذه الأحزاب، أو أنها لا تستجيب لأفكاره الجديدة وطموحاته، ولا تلبيها، لذلك اتجه لهذه الوسائل الجديدة، ألا وهي المواقع الاجتماعية".




منقول

قصيد
13-02-2011, 08:13 PM
http://download.r4r8.com/uploads/images/r4r8-d89d560922.gif

ما تفهمونه
14-02-2011, 05:57 PM
http://www.musandam.net/up//uploads/images/musandam396e349f28.gif