تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ❀ ✿ القرآن الكريم ما بين ثواب حفظه .. وعاقبة سوء تفسيره ❀ ✿



حواليكم
29-04-2013, 11:00 PM
القرآن الكريم
مابين ثواب حفظة وعاقبة سوء تفسيره

عَنْ عَائِشَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(مثل الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ لَهُ حَافِظٌ كَمَثَلِ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأْهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ لَهُ أَجْرَانِ) .
فالقرآن هو الهادي إلى الصراط المستقيم ، وفضائل حفظه في الدنيا كثيرة ،
ومن ذلك أن حفظه ينفتح به الذهن ويتنور به القلب ،
وأن حافظ القرآن يُرفع قدره في الدنيا ويُستحق به الإجلال في المجتمع ويُقدم به في إمامة الصلاة .
أما في الآخرة فيشفع القرآن لحامله ويرفع الله به درجته في الجنة ،
ويكرم الله والدي حامل القرآن . ومن سعى لحفظه وكان صادق النية في ذلك فله الأجر الجزيل في نيته وصدقه .

قال الله تعالى : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ص : 29)
وتدبر القرآن؛ لا يكون إلا بمعرفة وجوه التفسير، وأنماط التعبير، والكشف عن مراد الله العلي القدير.
قال إياس بن معاوية : مثل الذين يقرءون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا، وليس عندهم مصباح، فتداخلتهم روعة ولا يدرون ما في الكتاب.
قال الزركشي : التفسير علم يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكَمه، واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف، وعلم البيان، وأصول الفقه، والقراءات، ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ ،
البرهان في علوم القرآن - (1 / 13)
ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرءوا ما في الكتاب .

قال الدكتور محمد الذهبي في كتابه (التفسير والمفسرون) :
يجب أن يعلم الدارس الشروط والقيود والعلوم التي يجب توافرها في المفسر للقرآن الكريم، والأمور التي يجب على المفسر تجنبها، حتى يكون على بينة ووضوح من أمره حين نظره في القرآن الكريم، فيتفادى الوقوع في الخطأ والانحراف الذي وقعت فيه بعض الفرق الضالة، والتي أخذت تفسر القرآن الكريم تفسيرا يوافق آراءها ومشاربها المنحرفة.

التفسير بالرأي
معنى التفسير بالرأي :
يطلق الرأي على الاعتقاد، وعلى الاجتهاد ، وعلى القياس ، ومنه أصحاب الرأي، أي أصحاب القياس.
والمراد بالرأي هنا الاجتهاد،
وعليه فالتفسير بالرأي، عبارة عن تفسير القرآن بالاجتهاد بعد معرفة المفسر لكلام العرب ومناحيهم في القول، ومعرفته للألفاظ العربية ووجوه دلالتها، واستعانته في ذلك بالشعر الجاهلي ووقوفه على أسباب النزول، ومعرفته بالناسخ والمنسوخ من آيات القرآن، وغير ذلك من الأدوات التي يحتاج إليها المفسر .
موقف العلماء من التفسير بالرأي :
اختلف العلماء من قديم الزمان في جواز تفسير القرآن بالرأي، ووقف المفسرون بإزاء هذا الموضوع موقفين متعارضين :
فقوم تشددوا في ذلك فلم يجرأوا على تفسير شئ من القرآن، ولم يبيحوه لغيرهم، وقالوا: لا يجوز لأحد تفسير شئ من القرآن وإن كان عالما أديبا متسعا في معرفة الأدلة، والفقه، والنحو، والأخبار، والآثار، وإنما له أن ينتهي إلى ما روى النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن الذين شهدوا التنزيل من الصحابة رضي الله عنهم ، أو عن الذين أخذوا عنهم من التابعين .
(مقدمة التفسير للراغب الأصفهاني).
وقوم كان موقفهم على العكس من ذلك، فلم يروا بأسا من أن يفسروا القرآن باجتهادهم، ورأوا أن من كان ذا أدب وسيع فموسع له أن يفسر القرآن برأيه واجتهاده.
والفريقان على طرفي نقيض فيما يبدو، وكل يعزز رأيه ويقويه بالأدلة والبراهين.

وجاءت الأحاديث التالية في تفسير الطبري للقرآن الكريم بعنوان :
الْقَوْلِ فِي تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ بِالرَّأْيِ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) .
وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(مِنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) .
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ بَكْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
(مَنْ تَكَلَّمُ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) .
حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجُونِيُّ عَنْ جُنْدُبٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(مِنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ ، فَقَدْ أَخْطَأَ)
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصَّدِيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي ، وَأَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي ، إِذَا قُلْتُ فِي الْقُرْآنِ مَا لَا أَعْلَمُ !
والمعنى -كما قال العلماء- : من قال في القرآن برأيه، فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أُمِر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ، لأنه لم يأتِ الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب .
والوعيد المذكور في الحديث عام في كل من اقتحم تفسير القرآن الكريم والقول فيه بغير علم منه بأصول التفسير وقواعد اللغة ومقاصد الشرع ، ولا يختص ذلك بأهل الكتاب بل يعم الجميع .



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=506045&goto=newpost)