حواليكم
07-05-2013, 05:00 PM
مرتتُ من هُنا وكان الطريق موحش ، نعم أنه موحش لدرجة أني أخافُ أحياناً ، في بدايتهِ لم يكن لدي الوعي بأنه مخيف ولكنني شعرتُ بعد لحظاتٍ بأنه مخيف وبعد أن قطعتُ مشواراً أكبر شعرتُ بأنه كان حقاً مخيف ، أسمع الأصوات من حولي وكأنها تناديني، ربما لم تكن هناك أوصاتٌ بل كان خيالي يقول بأنها أصواتُ، وربما كانت أصوات ولكنها لم تكن تناديني ، تبدو تلك الأصوات كما أسمع بأنها تناديني ويعلوا صوتها أحياناً ويخفت أحياناً أخرى، قد تكن لتخوفني أو لتبعث لدي شعورٌ إيجابي لأقطع تلك المسافة بوقتٍ أقل ، ربما تكون أقرب للحقيقةِ من الخيال ، أرى في الظلمة وبين الأغصان المنسابة وكأن هناك إضاءةٌ ولكنها بعيدة جداً وأحياناً تتصور لي وكأنها قريبة وأشبهها أحياناً بعيون لحيوانٍ ما ربما يكون أليفٌ أو غير ذلك ، لم أستطع الرجوع للخلف فالمسافة التي قطعتُها لم تكن بالهينة، والمسافة البعيدة لا أدري عنها وكلي أملٌ بأن تكون نهاية المشوار قريبة، مازلتُ مستمراً والأنفاس تتقطع ودقات القلب تتسابق ، ولا أصدق أحياناً بأنها حقيقة، ووددتُ بأن يكون حلم، أرجع وأقول : لماذا أنا هنا؟! .. أتنفس أحياناً وأشعر بأن أنفاسي غير طبيعية، لم أتعود كثيراً على مواقف كهذه ولكنني كنتُ أظن بأني لم أكن بتلك الصورة لو أعترضني موقفٍ ما..
يالها من لحظات تبدوا وكأنها ثقيلة وربما الإستمرار في المشوار أريح من النهاية...
ولكن كما يُقال لكل بداية نهاية ، فكان طموحي في لحظاتها بأن ينتهي المشوار أيٌ كانت النتيجة فهذه لحظة ستأتي وسأعيشها ..
كنتُ أتمنى بأن أرى النور لأعرف ماذا حولي لأن الظلام حالك جداً والأجسام التي أمر بها لستُ متيقناً بأنها كلها أشجارٌ ، وبعد أن قطعتُ مشواراً لا بأس به أحسستُ بأن الطريق بدأ بالصعود للأعلى وكأني أصعدُ قمة ما ومازالت الأصوات تذكرني أحيناً بالخوف وربما تبعث لدي شعور الألفة لأني تعودتها من بداية المشوار..
أردتُ أن آخذ قسطاً من الراحة ولكنني لم أتجرأ للوقوف مكاني .. يالها من لحظات .. استمر المشوار والشعور هو نفس الشعور ، والإحساس يزاد غرابة لماذا أنا هنا؟! .. وكيف وصلتُ لهذا المكان؟! ومتى سأتخلص من هذا المكان ، قطعتُ مشواراً كبيراً وتفاجأتُ بالإضاءة التي كانت تبدو لي بأنها عيو حيوانٍ ما بأنها وكأنها أضواء إحدى القرى ولكنها بعيدة وسمعتُ بعد لحظات وكأن خرير الماء من الوادي الذي وصلتُ لبدايته أن أنهيتُ صعودي لتلك القمة الضغيرة وأخذتُ بالإنحدار ثانيةً، وتفاجأتُ وكأن هناك أكثر من بداية وادي فأي الأودية أسلم لي وأيها أنجى وأيها أقرب !!! أخترتُ أحد الأودية لا أدري لماذا ولكنني أتخذتُ قراراً سريعاً لا يتجاوز اللحظات وسلكتُ في هذا الوادي وكأن الأشجار تسابقني من شدة الريح ويبدو بأن الطريق سهلٌ وسالك من قبل ، ولم يستمر المشوارُ كثيراً فإذا بخيوط الفجر تظهر شيئاً فشيئاً حتى تبين لي كل ما حولي وتيقنتُ بأن الأمان من حولي وأخذت أنفاسي تهدأ وبدت عيوني تنظر للحقيقة بدلاً من الخيال وتوارت الأصواتى التي كانت تخيفني، وأردتُ أن أرى أين الماء الذي سمعتُ خريره ولم أرى أثراً للماء أطمأننتُ كثيراً وأخذتُ قسطاً من الراحة وتلاشت الأضواء مع بزوق الفجر وطلوع الشمس فإذا بقريةٍ صغيرة جداً وبيني وبينها مسافةٍ قريبة تمعنتُ فيها وفي معالمها أرجعتُ نظري ثانية وثالثة لأتبين أكثر إن كانت من القرى التي كنتُ أعيشها أو التي قرأتُ عنها أو سمعتُ بها لكنها تبدو وكأنها غريبة إلى ناظري بها معالم لم أكن أعرفها من قبل ، أكملت الطريق فأنتهيتُ إلى القرية واستقبلني شخص غريب، عليه تبدو آثار الإرهاق سألني من أنت وأخبرته بأني عابر سبيل وسألني إلى أين تقصد فقلتُ إلى هذه القرية ، وسألني ما حاجتك منها، فقلت متلعثماً طالباً للعلم ، فبدأت على وجهه علامات الإستغراب والتعجب !!! وسألني من أين أتيتَ فأخذتُ بنظري إلى خلفي بمعنى منا هنا.. لم يقتنع كما يبدوا .. وأستأذنت منه لأنصرف ، ولكنه لم يأذن لي إلا بعد أن أحكي له الحقيقة.. فقال: مبتسماً وهكذا قد كنتُ أنا، وهذه قرية الذين تاهو من القرى الأخرى فأهلاً بك معنا كي تنتظر معنا الذين سيأتون من خلفك ، فأندهشتُ وأستغربتُ من تلك العبارات ، وكيف سأنتظر ؟! ومَن سأنتظر؟! وإلى متى سأنتظر؟! ومازلتُ هنا منتظر اً..
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=507151&goto=newpost)
يالها من لحظات تبدوا وكأنها ثقيلة وربما الإستمرار في المشوار أريح من النهاية...
ولكن كما يُقال لكل بداية نهاية ، فكان طموحي في لحظاتها بأن ينتهي المشوار أيٌ كانت النتيجة فهذه لحظة ستأتي وسأعيشها ..
كنتُ أتمنى بأن أرى النور لأعرف ماذا حولي لأن الظلام حالك جداً والأجسام التي أمر بها لستُ متيقناً بأنها كلها أشجارٌ ، وبعد أن قطعتُ مشواراً لا بأس به أحسستُ بأن الطريق بدأ بالصعود للأعلى وكأني أصعدُ قمة ما ومازالت الأصوات تذكرني أحيناً بالخوف وربما تبعث لدي شعور الألفة لأني تعودتها من بداية المشوار..
أردتُ أن آخذ قسطاً من الراحة ولكنني لم أتجرأ للوقوف مكاني .. يالها من لحظات .. استمر المشوار والشعور هو نفس الشعور ، والإحساس يزاد غرابة لماذا أنا هنا؟! .. وكيف وصلتُ لهذا المكان؟! ومتى سأتخلص من هذا المكان ، قطعتُ مشواراً كبيراً وتفاجأتُ بالإضاءة التي كانت تبدو لي بأنها عيو حيوانٍ ما بأنها وكأنها أضواء إحدى القرى ولكنها بعيدة وسمعتُ بعد لحظات وكأن خرير الماء من الوادي الذي وصلتُ لبدايته أن أنهيتُ صعودي لتلك القمة الضغيرة وأخذتُ بالإنحدار ثانيةً، وتفاجأتُ وكأن هناك أكثر من بداية وادي فأي الأودية أسلم لي وأيها أنجى وأيها أقرب !!! أخترتُ أحد الأودية لا أدري لماذا ولكنني أتخذتُ قراراً سريعاً لا يتجاوز اللحظات وسلكتُ في هذا الوادي وكأن الأشجار تسابقني من شدة الريح ويبدو بأن الطريق سهلٌ وسالك من قبل ، ولم يستمر المشوارُ كثيراً فإذا بخيوط الفجر تظهر شيئاً فشيئاً حتى تبين لي كل ما حولي وتيقنتُ بأن الأمان من حولي وأخذت أنفاسي تهدأ وبدت عيوني تنظر للحقيقة بدلاً من الخيال وتوارت الأصواتى التي كانت تخيفني، وأردتُ أن أرى أين الماء الذي سمعتُ خريره ولم أرى أثراً للماء أطمأننتُ كثيراً وأخذتُ قسطاً من الراحة وتلاشت الأضواء مع بزوق الفجر وطلوع الشمس فإذا بقريةٍ صغيرة جداً وبيني وبينها مسافةٍ قريبة تمعنتُ فيها وفي معالمها أرجعتُ نظري ثانية وثالثة لأتبين أكثر إن كانت من القرى التي كنتُ أعيشها أو التي قرأتُ عنها أو سمعتُ بها لكنها تبدو وكأنها غريبة إلى ناظري بها معالم لم أكن أعرفها من قبل ، أكملت الطريق فأنتهيتُ إلى القرية واستقبلني شخص غريب، عليه تبدو آثار الإرهاق سألني من أنت وأخبرته بأني عابر سبيل وسألني إلى أين تقصد فقلتُ إلى هذه القرية ، وسألني ما حاجتك منها، فقلت متلعثماً طالباً للعلم ، فبدأت على وجهه علامات الإستغراب والتعجب !!! وسألني من أين أتيتَ فأخذتُ بنظري إلى خلفي بمعنى منا هنا.. لم يقتنع كما يبدوا .. وأستأذنت منه لأنصرف ، ولكنه لم يأذن لي إلا بعد أن أحكي له الحقيقة.. فقال: مبتسماً وهكذا قد كنتُ أنا، وهذه قرية الذين تاهو من القرى الأخرى فأهلاً بك معنا كي تنتظر معنا الذين سيأتون من خلفك ، فأندهشتُ وأستغربتُ من تلك العبارات ، وكيف سأنتظر ؟! ومَن سأنتظر؟! وإلى متى سأنتظر؟! ومازلتُ هنا منتظر اً..
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=507151&goto=newpost)