تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مدرسة " أفلاطون " الفاضلة ..!



حواليكم
17-05-2013, 06:01 PM
مدرسة " أفلاطون " الفاضلة ..



كـ كل طالب في المدرسة لديّ أحلام تتعلّق بتلكَ المدرسة التي لطالما حلمَ جميعُ الطلبة ان يكونوا فيها "المدرسة المثالية "، وأحلامي أنا بتلكَ المدرسة كانت ذا قناعاتٌ خرجت من ذاتي فنسبتُ الأمرَ إلى مدينة أفلاطون الفاضلة .
فوضعتُ مبدأ " الأفلاطونية الفاضلة " في المدرسة المثالية ، تمنيتُ ان يكون لدي عالمٌ من احدى عوالم أفلاطون الفاضلة ، فاشتهيتُ ان تكون مدرستي كذلك.
قضيتُ في مدرستي هذه عامٌ ونصف وكنتُ أراها حتى تلكَ اللحظات مدرسة أفلاطون الفاضلة نسبة إلى المدينة الفاضلة التي آمن بها أفلاطون فآمنتُ من بعده بوجودِ هذه المدرسة التي هي مدرستي .
قضيتُ فترة طويلة أرى فيها مدرستي المدرسة المثالية الفاضلة .
لكي تتحقق أي معادلة في قانونِ الرياضيات ومعادلة المثاليةَ خاصةً يجب ان تتوازن الركائز التي تُمثل هذه المعادلة فكانت مديرة مدرستي " فاضلة " بكل شيءٍ كما أراها ، أشعرُ أحياناً أنها اتت من مدينةَ أفلاطون الفاضلّة ، فهي ضلّت هُنا لتبني تلك المدرسة الفاضلة التي ستُخلّد ذكرَ المدينةُ الفاضلةِ تلك ، روحها أصبحت في جميع الطاقم التدريسي فتوازنت المعادلة من الجهتين وأصبحت مثالية .
معادلتي الأفلاطونية هذه شذّت عن القاعدة الفيثاغورثية وابتعدت عن الخوارزمية قليلاً ، هي بنظري لوغاريتمية ولكنها ليست كذلك رياضياً فهي ذات ثلاث متعادلات ومن المعروف في الرياضيات لا يمكن حدوث هذا الأهم أنه حدثَ عندي .
الجزء الأصعب في القطعِ المكافئ هذا هو " الطالب " ، الطالب الأفلاطوني الفاضل .
مديرة مدرسة أفلاطون الفاضلة سعت بجهد لتكوين ذاكَ المثالي الذي يمشي في مدرستها بمثالية تامة ولكننا نعيشُ في زمن للأسف تُسمى فيه هفوات الجميع " مراهقة " وسهواتهم " نفسية " .
لكن تلكَ الفاضلة غرست في الجميعِ روحَ الحبُّ والتفاءل ! تُمسكُ نبتةً تزرعها طيباً وتنثرها ندىً ، تحفزّها بانزيمٍ من الهمم علّها تشتعل فترّسب نجاحاً سيُخلد ذكره في هذه الفاضلة ، وسيبني في الغد من تفاعله مع العالم عوالم أفلاطونية أخرى ركيزتها " مدرسة أفلاطون الفاضلة " .
مرّ الجزء الاول بخير في حياتي هذه المدرسة الأفلاطونية بشهادة الجميع حتى تلكَ اللحظات التي كُنا فيها نعدُّ الأيام بفرحٍ محزن ، كانت السعادةُ تعشقنا لأننا سننهي أخيراً اثني عشرَ عاماً في جنبات المدارس ، وبحزنٍ لآننا سنودّع هذه الفاضلة ولا ندري إن كُنا تركنا تلكَ البصمةُ أم لا !
الكلّ يعلم ذاك الحزنُ الذي يغشانا برحيلنا فهو بادٍ على وجوهنا ! حاولنا قدرَ المستطاع ان نجعل لحظاتنا الأخيرةُ هنا تستحقُّ الذكر ولكنّ ربما تلكَ المدرسة الفاضلة كانت ترفضُ هذا !

فمنذ بدء العدِّ التنازلي تساقطت من عيني شيئاً فشيئاً ..!

في الواقع ليسَ السبب المديرة الفاضلة بل السبب في هذا كله الأناس الذين لم يقدّروا كونهم جزءٌ من هذه الفاضلة !

ربما حتى حينَ كتابتي هذه لم انظر للمواضيع بثلاثية أبعاد فكان " منظوري صغيراً جداً " وهو المنظور الخاصُّ بي كما يقال ، ولكن تعددت الأسباب والصدمةُ واحدة .



من الصدمات التي جعلت المدرسةُ الفاضلة تتساقط من عيني حتى رفعتُ شعاراً " مدرستي كفاكِ تساقطاً من عيني " :
الصدمةُ الأُولى كانت : حينَ رأيتُ تلكّ الصورة والفتاةُ الفاضلة التي من المفترض أن تكون جزءاً من عالمنا الأفلاطوني بينَ أحضانِ احدهم في وضعِ مخلٍ بالشرف ..

ربما في تلكَ اللحظة لم أفكر في شيء سوى انها في مدرستي الفاضلة !


وقتها بدت الحسرةُ عليّ طويلاً حينما كُنتُ كثيراً ما اتأملُ قول المديرة الفاضلة في طابورنا " أخلاقكم طالباتي " هي نادت بالأخلاق ، العفة ، الشرف وما علا ذلك ، هي تبني صروحاً من الامجادِ في الأخلاق ، هي تسعى لجعلِ الجميعِ يهذي بأخلاقِ هذه الفاضلة .


كنتُ أظن أن الجميع يستمع إليها بشغف مثلما نحنُ نفعل ولكن للأسف الشديد لا يفعلُ الكثيرونَ هذا ، حتى تساقطت المدرسةُ الأفلاطونية من عيني شيئاً " فهي ليست صاحبة الطالبات الأكثرُ خُلقاً " .
الصدمةُ الثانية كانت : حينما كُنت أرى هذه المدرسة قد علّقت بقائمة لتلكَ القيم التي تمنت زرعها في جميع " طالبات المدرسة الأفلاطونية الفاضلة " فكنتُ فخورةً جداً بهذا وتحدّثتُ عنه كثيراً ..
سعيتُ بجدٍ وهمة للعمل من أجل تلكَ القيمة التي كانت مُهمتنا زرعها كنا ندعو به أنِ إخلاصُنا يا رب سيوصلنا إلى الجنة وكنا قد نظمنا بحملة وتعبنا كثيراً للعملِ من أجلها ولكنّ في اللحظةِ الأخيرة حينما انتيهنا من كل شيء وأُعلنت النتائج ادركنا أن لا أحد قدّر جهدنا وكنا نحن الخاسرين فقط لآن منافسنا في زرعِ تلكَ القيمة كان له " العائد الماديّ " الأعلى وحينَ سألنا عن السبب وطُرح هذا الجوابُ لنا بكل برود عائدهم الماديّ أعلى ..!


في البداية لم يخبرونا بسرِ هذه القيم وحينَ طرحتُ السؤال " أيهما الأهمُ لديكم زرعُ القيمة في مدرسة أفلاطون الفاضلة أم العائد الماديّ وراء تلكَ القيمة؟ "كان الجوابُ لي بسؤالاً أخر وعلمتُ في تلك اللحظة أن القيمة كانت مظهراً من مظاهرهم !


لم تضع جهودنا هباءً فنحن عملنا لله ولكن ما مزّق تساؤلي ان " معلماً " في مدرستي الفاضلة أجاب سؤالاً بسؤالٍ آخر لطالب يتحرّقُ شوقاً في معرفةِ الإجابة ..!


فكانت السقطةُ الثانية لمدرسة أفلاطون الفاضلة من عيني ..!

الصدمةُ الثالثة كانت : في اليومِ نفسه في نقاشنا مع أحدى معلماتنا عن الموضوع قالت لنا " ستواجهون الكثيرَ من هذا النوعِ في حياتكم ، فلا تنزعجوا كثيراً " كانت مواساةٌ لنا بنظرها ولكنها كانت صدمة بالنسبة لنا فهي سقطةُ ثالثة لمدرسة أفلاطون الفاضلة من عيني ، هي فقط كانت تؤكد لنا ان هُناك من هم ليسوا بأفاضل في مدرستي الفاضلة .


الصدمةُ الرابعة كانت : في ذاك اليومِ نفسه سقطةُ ثالثة في اليوم رابعةً في الترتيب حينما أخبرتنا احدى معلماتنا عن رؤيتها لتلكَ النتائج السابقة وأكدّت لنا اننا ذا الدرجةَ الأعلى بسبب الصدى الذي أحدثتهُ حملتنا في المدرسة وأكدت لنا " هُناكَ تلاعباً قد تمّ طالباتي " كانت سقطةٌ رابعة قويّة مرّغتني في الحزن حينَ أدركتُ أن هذه الصدمات تأتي من نفسها مدرسة أفلاطون الفاضلة !


الصدمةُ الخامسة كانت : حينما أتتنا تلكَ الفاضلة لنقاشنا ومحاولةُ أقناعنا لم تُجب على أي سؤال لنا كانت تقاطع حديثنا بأمثلة " لا منطقية بتاتاً " عذرناها لكثرةِ انشغالها ولكنّ الصدمةُ كانت حينَ ختمت حديثُها بالقول " اقتنعوا إن شئتم ولا تقتنعوا إن شئتم ولكن احتفظوا ببقيةِ قناعاتكم لأنفسكم " .

أيُّ طريقةٍ للإقناع هذه يا جزءاً من مدرستي الفاضلة ..!؟ ربما هُنا الخطأ طلبنا للتبرير !


سقطةٌ خامسة لمدرسة أفلاطون الفاضلة من عينيّ ..!


ربما سيفهم البعض أن الأمرُ كلّه كان لمجرّد فوزٍ وخسارة لكنّ لن يفهم أحدٌ ذلك بتاتاً فنحن كان مبدئنا شيئاً مختلف ومقصدنا آخر فنحن لا نبحث عن الفوز نحن فقط نسأل عن جهدٍ يُقدّر فكما كنا ولا زلنا وسنضل نردد نحن نزرع القيمة لأجلِ الله لا لأجلِ الفوز أو عائدٍ ماديّ ..!


الصدمة السادسة كانت : حينما مررتُ واحدى زميلاتي من جانبِ الإدارة رأينا تلكَ الفاضلة واحدى الإدارايات تنتقدنا امام مسامعنا وتقولُ لها " هنّ فقط يبحثن عن أمرٍ ما يثرنه في المدرسة " ..!


عُذراً \ اكسبي بذنوبكِ ما شئتِ في غيبتنا فنحن عُشّاقٌ لحسناتكِ ولكن فقط اغتابينا بعيداً عن مسامعنا.. انظري لنا كُنا نراكِ ملاكاً في كل شيء ولكنكِ تساقطتِ من أعيننا شيئاً فشيئاً تلكَ اللحظة حتى انتهيتِ منها .

في الواقع كفانا فخراً وقفةِ الجميعِ معنا وصدمةِ الكثير من النتائج الصادمة كفانا فخراً بصمتنا في مدرسة أفلاطون الفاضلة
هذا هوَ النقد الذي ربما سترزعه مدرسةُ أفلاطون الفاضلة في طلابُها " الغيبه " ..

كانت السقطة السادسة لمدرسة أفلاطون الفاضلة من عيناي .


الصدمةُ السابعة كانت : حينما حاولت بعض زملاتي الطلب لإمتحانِ ثالث لدنو درجاتهن قليلاً في الإمتحان الثالث اخبرتهن " فاضلتنا " أن يقنعن " الفاضلة " الأخرى وإن وافقت سيكون هُناك امتحان ثالث ولكنّ في نقاشهن معها ذكرت لهن أن " أصحاب السبعينات والثمانينات والتعسينات " جميعهم متساوون في النسب فأماكنهم مكتوبة في مستقبلهم في التعليمِ العالي وضربت المثال الطاقم التدريسي في مدرسة أفلاطون الفاضلة أن البعض خريجي جامعة السلطان قابوس والآخر من جامعة صحار و هناك من بعثاتِ خارجية وهناك وهناك ... وفي الأخير الجميع نفسِ المرتب ونفسِ المكان فلا فرق .. وأقنعتهن ان أماكنهن مكتوب ومُقدّر !

تأكدتُ انّ هناك الكثير لا يفهم الفرق بين المكتوب والقدر .. !

عذراً فاضلتي " أين الأخذ بـ الأسباب ؟! " كانها كانت تقول لا تذاكروا ،للعلم نحن نتوّكل لا نتواكل !

كأنكِ لم تفهمين هذا الدرس في التربية الإسلامية في الصف السادسِ كما أذكر ..!

الأمرُ مضحكٌ حقاً " الأخذُ بالأسباب " واجب فاضلتي ‘ إن كان الأمر هكذا لا حاجةَ لنا في للدراسة فكل شيء مكتوب

وهذه سقطةٌ سابعة لفاضلةٍ من فاضلات مدرستي الأفلاطونية .

وتساقطت تلكَ المدرسة الأفلاطونية الفاضلة من عيني سقطاتٌ قوية ، حتى أصبحتُ أهذي بكفاكِ مدرستي ، حاولنا أن نجعل من لحظاتنا الأخيره فيها ختامِ المسكِ ولكننا واجهنا تلكَ الصدماتُ الفاضلة ..!

ربما أنا لا أبحثُ عن المثالية ولكنِّ صُدمتُ بأخلاقٍ كنت مؤمنةً جداً انها جزءاً من مدرستي الفاضلة ..

مدرستي مدرسة أفلاطون الفاضلة / ليسَ الخطأ منكِ وإليكِ وربما في اولئك الأشخاص الذين لم يدركوا قيمة هذه المدرسة ولم يدركوا قيمة تلكَ " المديرة الأفلاطونية " التي تحاولُ ان تنبتُ فيها نباتاً حسنا !

أنا لا أمدحُ ولا اجامل فقط مدرستي أصبحت أفلاطونية بوجودها . لن أشتاق شيئاً من الاثني عشرَ سنة في جنبات المدارس كاشتياقي لتلكَ الأفلاطونية . الملائكيةُ في كلّ شيء .. أدامها الله وجعلها تحققُ حلما بالمدرسة الأفلاطونية الفاضلة ..



بقلمي : فجر الإبداع ..
وبكل فخر : خريجة من مدرسة أفلاطون الفاضلة 2012\2013م



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=508748&goto=newpost)