حواليكم
19-05-2013, 01:40 PM
بدء موسم تسرب طلاب المدارس .. والجميع يقف مكتوف الأيـــــــدي دون تحريك ساكن
Sun, 19 مايو 2013
#attachments { display: none; }تحت شعار (كلنا في الصف اتفقنا على الغياب غدا) -
المسؤولون: تنبهنا لوجودها خاصـة في الصفـوف «9-12» وتم اتخــــــــاذ إجراءات للحد منها -
ويدعي البعض أن هناك أسبابا كثيرة قد تدفع الطالب أو الطالبة إلى ممارسة هذه العادة لعل من أبرزها عدم وجود رغبة حقيقية لدى الطلاب الهاربين للعلم، والإهمال الأسري للطالب وعدم متابعته ومتابعة كافة أموره المدرسية، و الروتين المدرسي قد يكون أمرا يسبب الملل للطلاب فالكثير من الأساليب والمناهج التربوية تفتقر للتنشيط والتجديد فيها، وسوء معاملة الطلاب في المدارس وتعريضهم للإهانة أو الضرب عاملا مهما يدفع الطلاب للهروب من المدارس، وافتقار المدارس للبرامج الترفيهية للطلاب والتي من شأنها تخفيف الأعباء الدراسية عنهم، ووجود كادر تعليمي وإداري في المدارس غير مهتم أو مكترث للمشكلة أو بالأحرى لا يعير بالا لهؤلاء الطلاب ويلقي المسؤولية عليهم بالهروب ولا يقوم بواجبه على أكمل صورة، فضلا عن رفاق السوء الذين هو من أهم عوامل الهروب من المدرسة فالرفيق السيء يظل خلف صديقه إلى ان يجعله مثله سيئا وفاشلا وغالبا لا يتوقفون عن التحريض والدفع برفاقهم للهرب وترك المدرسة والتوجه في اتجاهات أخرى يكتنفها الغموض، كما أن غياب القوانين الصارمة والرادعة للطلاب والتي تدفعهم للتقيد والانضباط تساهم بشكل أو بآخر إلى تفاقم المشكلة، وبالمقابل وجود انضباطات صارمة جدا وقيود قوية في بعض المدارس هذا أمر أيضا قد يزعج البعض ويدفعه للهرب، وتدني مستوى التربية الأسرية والنفسية والتوعية للطلاب يساهم مباشرة في تفكير الطلاب بالهرب من المدارس، كما أن مشاكل الطلاب فيما بينهم تدفع البعض للهرب من هذه المشكلات وبالتالي يكون السبيل الهروب من المدرسة .
وفوق هذا وذاك فهناك العديد من المعلمين والإداريين بالمدارس قد يكونون السبب وراء ذلك من خلال عدم الوفاء والالتزام بالخطة الدراسية المعتمدة من بداية كل فصل دراسي، حيث أن البعض منهم ينهي خطته الدراسية والمتعلقة بالمنهج المدرسي قبل موعده، وبدوره يبعث رسالة إلى طلابه بأن المنهج انتهى ولا جدوى من حضوركم.
لمزيد من الآراء والأصداء حول هذا الموضوع التقت «$» عددا من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم، والمعلمين والإداريين والأخصائيين للتعرف عن كثب على مدى خطورة هذه الظاهرة، وأسبابها، واقتراح الحلول الناجعة للحد منها، أو محاربتها.
ظاهرة ليست بالقصيرة
فقد أشار حمد بن خلفان الراشدي مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار إلى أن ظاهرة غياب الطلاب في أوقات مختلفة من العام الدراسي هي ظاهرة ملاحظة منذ فترة ليست بالقصيرة وهي حالة توجد في مختلف دول العالم، وتتفاوت حدتها من دولة إلى أخرى ومن فترة لأخرى، وهي بلا أدنى شك من الظواهر التربوية غير المرغوب فيها في البيئة المدرسية والمجتمع الأسري وتؤثر بشكل كبير على تحقيق الأهداف التربوية ومستوى التحصيل المعرفي والدراسي والسلوكي لدى أبنائنا الطلبة. وقال: لقد تنبهت المديرية لوجود هذه الظاهرة خاصة مع بداية ونهاية كل فصل دراسي وخاصة في الصفوف العليا من السلم الدراسي (9-12) ولذلك سعت إلى التعرف على دواعي وأسباب هذه السلبية، وبالتالي تم اتخاذ إجراءات للحد منها والقضاء عليها من خلال الاستمرار في تطوير الإجراءات وإيجاد الوعي الكافي بأهمية الالتزام بالدوام الرسمي بالنسبة للطلاب والمعلم وفق القرارات الوزارية الصادرة بهذا الشأن، وذلك لتحقيق مصلحة أبنائنا الطلبة من خلال وضع حلول مشتركة بين المدرسة والبيت لتفادي هذه الظاهرة و النتائج التي تنجم عنها.
مسؤولية مشتركة
وأضاف الراشدي: كل من إدارات المدارس وولي الأمر والمعلم لهم مسؤولية مباشرة لاتصاله بالطالب ولقوة تأثيرهم في سلوكه وشخصيته، ولا ننسى أن الطالب يتخذ هؤلاء قدوة له، وقد اتضح لنا أن الأسباب المؤدية إلى غياب الطلبة كثيرة منها أسباب ترجع إلى جوانب تربوية بالنسبة للمدرسة وأسباب ترجع إلى الطالب نفسه، وأسباب ترجع إلى الأسرة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، وكما هو معروف أن إدارة المدرسة هي الفاعل الأساسي والأول في تنفيذ خطط المناهج وتنفيذ بنود لائحة شؤون الطلبة وضبط دوام الهيئات التدريسية، وتكثيف الأنشطة التربوية الجاذبة للطلاب للوصول إلى حضور منضبط لهم، وإذا إدارات المدارس تهاونت في أي من هذه الإجراءات ساهم ذلك في تغيب الطلاب عن الدراسة ،كما أن متابعة دائرة تنمية الموارد البشرية من خلال المشرفين التربويين والمشرفين الإداريين، وإذا لم تكن هذه المتابعة بالمستوى المطلوب فإن ذلك يسهم أيضا في تراخي بعض إدارات المدارس والهيئات التدريسية عن الالتزام بالإجراءات والضوابط الإدارية التي تحد من ظاهرة الغياب.
4800 دقيقة تهدر بسبب الانقطاع
وأكد الراشدي: أن هناك مشكلة ضعف بدافع الحرص لدى كثير من الطلبة على الدوام المدرسي واستجابتهم للشائعات والرسائل الالكترونية المتداولة عن طريق الهاتف النقال المحرضة فتقنية الرسائل النصية في الهاتف النقال لها تأثير على استجابة الطلاب للغياب الجماعي، وتقليلهم من جهود المعلمين وإدارات المدارس أمام أولياء أمورهم وأفراد أسرهم لضمان تعاطفهم معهم وتبرير مسألة الغياب، ومن خلال حساب معدل الدقائق المهدرة من جراء الغياب للطالب الواحد في حال تجاوز الخمسة عشر يوما في الفصل الدراسي الواحد فهي تصل إلى ما يقارب الأربعة آلاف وثمانمائة دقيقة ضائعة من زمن التعليم.
حلول ناجعة
وقال الراشدي: لا بد لنا من دراسة الظاهرة بتمعن والوقوف عند قضية ضعف تواصل أولياء الأمور مع المدارس لأن كثيرا منهم لا يعرفون ماذا يتم في المدرسة، وقد تصلهم معلومات ناقصة ومحرفة تدفعهم إلى التصديق بأنه لا توجد دراسة، ويقتنعون بأن من مصلحة أبنائهم البقاء في البيت بدلا من الذهاب إلى المدرسة، وكثير من أولياء الأمور تقنعهم عبارة يستخدمها الطلاب إذا عزموا على الغياب (كلنا في الصف اتفقنا على الغياب غدا) ويوافق على غياب ابنه، من هنا كان لزاما علينا أن نأخذ بعين الاعتبار ضرورة مواصلة التوعية بلائحة شؤون الطلبة الجديدة على مستوى الطلاب والمعلمين والمجتمع المحلي من خلال الإذاعة المدرسية والندوات والمحاضرات في المدارس وخارجها، إلى جانب مواصلة تكثيف الزيارات الميدانية لمتابعة تطبيق لائحة شؤون الطلبة وفق الخطط الموضوعة، وحث إدارات المدارس على جذب الطلاب للحرص على الدوام المدرسي وإرسال نشرات متتابعة للمدارس بالإجراءات المتعلقة ببنود لائحة شؤون الطلاب.
بدء الغياب
وقالت علوية محمد علوي الشريف مديرة مدرسة السعادة للتعليم الأساسي (10-12) : غالبا يبدأ غياب الطلبة قبل الاختبارات النهائية بفترة ما بين اسبوع إلى اسبوعين ظنا منهم بأن ذلك يساعدهم على الاستعداد لها وذلك يشمل صفوف ما بعد الأساسي والصفوف من الثامن الى التاسع وفي السابق كان يتجاوز غياب طلبة الصف الثاني عشر الثلاثة أسابيع بينما بقية الصفوف لا يوجد لها غياب يذكر وفي ظل وجود اللائحة تقلصت هذه الظاهرة إلى حد الاسبوع ولكن شملت عددا أكبر من الصفوف الدراسية.
وأضافت: إدارات المدارس تلتزم بتسجيل الحضور والغياب للطلبة كوسيلة ضبط، وبوجود لائحة شؤون الطلبة أصبح من الممكن لهذه الإدارات أن تطبق اللوائح المتعلقة بالانضباط والانتظام الطلابي رغم أنها تأخذ وقتا طويلا من الإجراءات المرتبطة بها ولكن تبقى لدينا مشكلة أن بعض أولياء الأمور غير واعين لهذه اللائحة إلا من هم متواصلون مع إدارات المدارس من مجالس الآباء والأمهات رغم الجهود التي تبذلها هذه الإدارات لتعريفهم باللائحة بل وتجاوز وتهاون بعض أولياء الأمور في موضوع تغيب أبنائهم إلى درجة أنهم يسمحون لهم بالغياب قبل وبعد الاختبارات والاجازات الرسمية مما ينعكس سلبا على الجهود المبذولة من إدارات المدارس لضبط حضور وغياب الطلبة كما لا ننسى موضوع الاستئذان خلال اليوم الدراسي لإخراج أبنائهم الطلبة من مدارسهم بحجة سفر الأسرة أو انشغالها قبل وبعد الاجازات الرسمية أو بعض الظروف الاجتماعية كحفلات الزواج أو حضور تجمعات العزاء ، مما يشكل عبئا على إدارات المدارس طوال اليوم الدراسي حيث تتجاوز نسبة الطلبة الذين يستأذن لهم أولياء أمورهم ما بين 10-15% من اجمالي طلبة المدرسة.
اكتمال خطة
وقالت: لا يعتبر اكتمال خطة المناهج الدراسية سببا رئيسيا لمشكلة الغياب لأن خطة المناهج الدراسية المحددة لا يمكن تجاوزها في أي حال من الأحوال إلا إذا قام بعض المعلمين بتجاوزها إما لظروف خاصة به كقرب موعد الولادة للمعلمة أو ارتباط المعلم بأخذ اجازة طارئة أو مرضية لظروف اجتماعية أو صحية ولكن في حالات قليلة وهنا أيضا نجد أن استهتار بعض الطلبة يدفعهم للغياب رغم أن ذلك يحرمهم من فهم الدروس الأخيرة من المناهج الدراسية.
أما محمد علوي صالح باعمر مدير مدرسة السلطان تيمور بن فيصل للتعليم الأساسي للبنين فيقول: غالبا يبدأ الطلبة بالغياب مع اقتراب الإجازات الوطنية والمناسبات وقبل فترة الاختبارات حيث يتم أخذ يوم قبل ويوم بعد، و تتعامل إدارات المدارس بشكل عام وفق لائحة شؤون الطلبة بالمدارس، وضمن قواعد الانتظام والانضباط الطلابي والتي تتخذ خطوات تتدرج بداية في نصح الطالب ومن ثم إنذاره وبعدها إخطار ولي الأمر بذلك, ويليها تعهد الطالب وولي أمره بعدم تكرار ذلك. وبعدها يتم تحويل الطالب إلى لجنة الانتظام والانضباط السلوكي, ومن ناحية أخرى تتخذ الإدارة خطوات صارمة, مثل استدعاء ولي الأمر ومعاقبة الطالب أو حرمانه من دخول الاختبار أو فصله فصلا مؤقتا في بعض الأحيان للحد من هذه الظاهرة السيئة .
وأشارت بسمة بنت سالم محمد العمرية مديرة مدرسة 23 يوليو للتعليم الأساسي للصفوف من (5-10): يكثر الغياب قبل الإجازات الرسمية وبعدها وعند اقتراب بدء الامتحانات النهائية لكل فصل مما يترتب عليه نتائج سلبية على المستوى التحصيلي للطالب، والتعامل مع غياب الطلبة يكون أولا بالنصح والإرشاد منذ بداية العام الدراسي وتوزيع نشرات إرشادية على أولياء الأمور توضح لهم قوانين ولوائح شؤون الطلاب فيما يخص الغياب واثر ذلك على مستوى التحصيل الدراسي للطلبة، ثم يتم بعد ذلك متابعة الغياب أولا بأول واتخاذ الإجراءات القانونية والتربوية المناسبة، وأضافت بسمة أنه ليس هناك علاقة بين اكتمال خطة المناهج الدراسية وبين تغيب الطلبة حيث إنه أحيانا لا تكون المناهج مكتملة ورغم ذلك تبدأ ظاهرة الغياب قبل الاختبار، ولكن لا ننسى دور المدرسة كعامل جذب للطلبة من حيث طبيعة الأنشطة وطريقة تدريس المناهج الدراسية في تحفيز الطلبة نحو الالتزام بالحضور إلى المدرسة على مدار العام الدراسي.
بدر بن عوض بن جمعان بيت سويلم معلم لغة عربية قال: مما لا شك فيه اكتمال خطة المناهج قبل الموعد المحدد لها قد يكون عاملا مهما في تفشي هذه الظاهرة ونموها ونستطيع أن نوازن تماشي الخطة مع التوقيت من خلال الإكثار من الأنشطة والتكاليف حتى ينتهي المنهج قبل فترة الاختبارات.
وقال: يجب إرسال الرسائل إلى أولياء الأمور بواسطة مديري المدارس حول أهمية انضباط الطلاب في الدوام وعدم السماح لهم بالغياب إلا في حال وجود مبرر قوي، حتى لا يؤثر ذلك على تحصيلهم الدراسي وإبلاغهم بالإجراءات التي ستتخذ في حق المتغيبين وإرسال رسائل توعية من خلال المنابر الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة لحث أولياء الأمور من خلال خطبة الجمعة على متابعة انضباط أبنائهم في الدوام المدرسي وعدم السماح لهم بالغياب إلا في حال وجود مبرر قوي، حتى لا يؤثر ذلك على تحصيلهم الدراسي وإبلاغهم بالإجراءات التي ستتخذ في حق المتغيبين وتفعيل دور مجالس الآباء والأمهات للتوعية بالآثار السلبية للغياب على التحصيل الدراسي كذلك إشراك الإعلام والمؤسسات المجتمعية الأخرى لنشر ثقافة الالتزام والانضباط في الدوام الرسمي على مستوى المعلمين والطلاب.
أما فاطمة بنت بخيت عامر العمرية معلمة دراسات اجتماعية فتقول: موضوع تفشي غياب الطلبة من المدارس عند اقتراب بدء الاختبارات النهائية من المواضيع التي يجب تسليط الضوء عليها بشكل كبير لما لها ن أبعاد سلبية تؤثر في مستوى الطالب وعملية التعليم بمجملها، فهذه الظاهرة تبدأ بوادرها في فترات زمنية تكاد تكون واضحة للجميع وبشكل متفق عليها مسبقا وهي فترة ما قبل الاختبارات النهائية وكأنها أصبحت عادة للطالب. وإن ضعف القوانين الصارمة فيما يختص بغياب وحضور الطلاب أحد أسباب تفشي هذه الظاهرة السلبية وكذلك عدم اهتمام الأسرة واللامبالاة من أولياء الأمور في مراقبة أبنائهم الطلبة، ومن هنا كان لابد من البدء بالأسرة من خلال توعية الآباء بلائحة شؤون الطلبة وأيضا دور إدارات المدارس ومدى جديتها في الالتزام بتطبيق هذه الأنظمة واللوائح، وأنا لا أرى في اكتمال خطة المناهج الدراسية الأثر الكبير في عملية الغياب ولكن وجهة نظري قد يكون لها دور في تحفيز الطلبة على الغياب خاصة عند وجود وقت فراغ بين الدوام المدرسي وبدء الاختبارات ولم يتم استغلال هذا الوقت في تكثيف الأنشطة والمراجعة النهائية للمنهج.
الاتفاق السري
ويقول الطالب عمر بن أحمد بخيت الحضري عن سبب تغيب الطالب عن المدرسة قبل بدء الامتحانات: يتغيب الطالب لأسباب مختلفة منها المذاكرة ومنها الاتفاق السري بين زملائه واتخاذها عادة وأعتقد أن الأيام الأخيرة من الدراسة هي أيام مفيدة جدا حيث يقوم المعلمون بعمل مذاكرات وتدريبات لنا نستعيد من خلالها ذاكرة الدروس القديمة ونستفيد من خلال الأنشطة والتدريبات وبالتأكيد تقوم الأسرة بمعاقبتنا في حال بقائنا في البيت وكذلك المدرسة.
وتقول طفول بنت فيصل الشنفرية طالبة بالصف الحادي عشر بمدرسة السعادة للتعليم الأساسي (10-12) برأيي يتغيب الطالب عن المدرسة قبل بدء الامتحانات للاستعداد و المراجعة لها والمعلمات يقمن في الشروع بمراجعة المادة أو المنهج مباشرة بعد انتهائه لذا عند الانتهاء من المراجعة تتبقى بضعة أيام وأرى أنها غير مجدية لذهابنا إلى المدرسة وأجد فائدة للمراجعة في حالة الجلوس في المنزل في الأيام الأخيرة لأن كل طالب يكون قد وضع جدولا زمنيا يتضمن المواد التي سيراجعها في الأيام الأخيرة من الفصل الدراسي. وارى أن بعض الأسر تشجع أبناءها على البقاء في البيت والاستعداد للامتحانات لأنها لا ترى أي جدوى أو فائدة من ذهابهم إلى المدرسة بعد انتهاء المنهج و انتهاء المعلم من مراجعته للطلاب.
أما الطالبة منى بنت خالد بن علي جعبوب بالصف التاسع فقالت: إن سبب غياب الطلبة قبل الاختبارات هو التوتر والخوف من الاختبارات وبعض الطلبة يتغيبون من أجل الاستعداد للمذاكرة وأعتقد أن الأيام الأخيرة من الفصل الدراسي مجدية ومفيدة لأنه تتم فيها المراجعات النهائية للمنهج الدراسي ولا توجد فائدة من الجلوس في البيت، والأسرة لها دور كبير في التزام أبنائهم بالدوام المدرسي وذلك من حيث التشجيع للذهاب إلى المدرسة أو الموافقة على الغياب والجلوس في البيت.
جنوب الباطنة
من جهة أخرى أكد عدد من التربويين بجنوب الباطنة ان العوامل والأسباب المؤدية إلى ظاهرة الغياب لدى الطلبة في فترات ما قبل الامتحانات بفترات طويلة من أجل الاستعداد الجيد للامتحانات والتأكيد ان معظم المناهج قد أكملت وهناك عدد من الأسباب الأخرى التي تؤدي الى تفشي هذه الظاهرة وانتشارها بمختلف محافظات السلطنة، فقالت المعلمة مريم البريكية: ان ظاهرة الغياب المتكرر ترجع الى عدة أسباب ان للمدرسة دورا كبيرا وكذلك الأسرة، ويجب علينا ان نكون أكثر حرصا للحد من هذه الظاهرة وتفعل دور الميدان التربوي. وان أهمية الالتزام واحترام اليوم الدراسي كأحد استراتيجيات الأداء العام في المدارس وذلك من خلال الجدية في انتظام الدراسة.
وأكدت البريكية على ضرورة تفعيل الشراكة بين الأسرة والمجتمع المدرسي وإيجاد آليات مناسبة لتعزيز التواصل وإبراز الدور الرئيسي لولي الأمر والمتابعة المستمرة لأداء أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات.
حصص مراجعة
وعن الفترة التي يبدأ بها الطلبة في الغياب قالت: اسبوع قبل الاختبارات ونتعامل نحن كإدارة مدرسة من خلال التواصل مع أولياء الامر وكذلك انذار للطلبة وعمل حصص مراجعة ، وان الطلبة يغيبون في هذه الفترات بصفة متواصلة كل عام والسبب للمذاكرة ونلاحظ ان الأسرة تشجعهم في البقاء في المنزل.
من جهتها قالت المعلمة منى الدايرية من تعليمية جنوب الباطنة: ان هذه الظاهرة وهي الغياب قبل الامتحان تسبب لنا كمعلمين مشكلة من حيث كون الطلبة غير ملتزمين في باقي الايام من الفصل الدراسي ونجد الكثير منهم قد تغيب بسبب المذاكرة او التحضير للامتحان في المنزل ويبدأ الطلبة بالضبط التغيب قبل اسبوع قبل الامتحانات وهنا يجب ابلاغ ولي امر الطالبة بالإضافة الى انذار الطالب.
أما الطالبة صفاء الهاشمية فتقول: ان الطالب يدرك ان الوقت قد حان للاستعداد للامتحان وانه يجب عليه مراجعة دروسه في المنزل والغياب عادة يكون قبل الامتحان بأسبوع من اجل الاستعداد الجيد ونجد ان الاهل يقفون بجانبنا من اجل المذاكرة ويجب ان نكون قد أنهينا الدروس المقررة لنا.
أشياء طارئة
وقال سالم بن سعيد العدوي مدير المدرسة بمحافظة الظاهرة: يبدأ الطلبة بالتغيب قبل كل الإجازات الرسمية والأعياد أو قبل مناسبة أو عند حدوث أشياء طارئة مثل الأمطار وغيرها، ويتم التعامل مع الحضور والغياب قبل أي إجازة أو مناسبة يقوم مدير المدرسة في طابور الصباح بتوعية الطلاب حول أهمية الحضور للمدرسة وعدم التغيب، وكذلك مرور الأخصائيين الاجتماعيين على الفصول للتوعية بأهمية الحضور وعدم الغياب ويتم عمل لقاءات فردية وجماعية مع الطلاب كثيري الغياب وحثهم بأهمية الحضور. ويتم ايضا إرسال رسائل نصية (SMS) لأولياء أمور الطلبة بضرورة تقيد ابنائهم للحضور للمدرسة ويتم تفعيل دور مجلس الآباء بالمدرسة بالتواصل مع أولياء أمور الطلاب والتواصل معهم بضرورة حث ابنائهم بأهمية الحضور وعدم التغيب عن المدرسة . وكذلك يتم مناقشة الطلاب بعد الرجوع من الإجازة ويتم سؤالهم عن أسباب التغيب واتخاذ الإجراءات الرسمية معهم ، كذلك يتم تفعيل لائحة شؤون الطلاب في متابعة الغياب واتخاذ الإجراءات اللازمة معهم ، ويتم تأجيل الاختبارات الفترية ليوم ما قبل الإجازة وإعطائهم دروسا جديدة لا تعاد حتى بعد رجوع الطلاب من الإجازة وخاصة المتغيبين ويتم إخطارهم بذلك وتوعيتهم بأهمية الحضور وعدم التغيب وإلا سوف يتحملون نتيجة غيابهم في عدم إعادة الدرس ويشترك جميع معلمي المدرسة في توعية الطلاب بضرورة عدم التغيب.
مشيرا إلى أنه اذا لم يتقيد المعلم بالفترة الزمنية المحددة لكل فصل وقام بالانتهاء من منهجه قبل الفترة المحددة يعتبر مؤشرا لحث الطلاب على التغيب والتسيب وكذلك قلة كثافة المناهج في بعض المراحل يساعد الطلاب على التسيب.
وأما كفاح بنت سالم الشكيلية معلمة كيمياء بمدرسة عبري للتعليم الأساسي فتقول: يبدأ الطلبة بالغياب أو التسيب في الأيام الأخيرة من الفصل الدراسي بحجة المنهج الدراسي وتنظيم الوقت لمراجعة كل مادة على حدة حسب جدول منظم مسبقاً من قبل الطالب.
وتضيف قائلة: أن تعامل إدارة المدرسة مع الحضور والغياب للطلبة يتمثل في أن إدارة المدرسة تنبه الطلبة مسبقاً وقبل غياب الطلبة بأهمية الحضور حتى آخر يوم من الفصل الدراسي وأهمية حضور حصص المراجعة التي يقوم بها المعلمون مع طلبتهم ، بالإضافة إلى توجيه إنذار للطلبة المتغيبين لأهمية الحضور وإحضار العذر الطبي أن وجد.
وتختتم كفاح الشكيلية حديثها قائلة: أن اكتمال خطة المناهج الدراسية لها أثر في عملية التغيب، فالطلبة يعتقدون أن انتهاء العام الدراسي يتحدد بانتهاء خطة المنهاج الدراسي ولا يؤمنون بأهمية المراجعات التي يقوم بها المعلم في المدرسة بل أن بعضهم يعتقد أن ذهابه للمدرسة في هذه الفترة إنما هو نوع من تضييع الوقت.
أما نواف بن عوض بن سالم اليعقوبي الطالب بمدرسة المرتفع للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة الظاهرة فيقول: أن من أسباب غياب الطلبة قبل بدء الامتحانات وذلك لكي يتمكن الطلبة من المذاكرة لوقت أفضل وأطول استعداداً للامتحانات.
ويضيف قائلاً: أن الأيام الأخيرة من الفصل الدراسي تعتبر غير مجدية بحجة انتهاء المنهاج الدراسي، وخاصة إذا هدرت ولم يتم استغلالها بشكل مباشر، وتكون مجدية للطالب عندما يتم استغلالها بشكل مباشر ، وبالنسبة لي أحياناً أجد الفائدة من الأيام الأخيرة للفصل الدراسي وخاصة إذا نظمت وقتي تنظيماً جيداً فالأيام الأخيرة من الفصل الدراسي هي بمثابة الحصيلة للعام الدراسي ومن خلالها يستذكر الطالب كافة الدروس التي أخذها خلال الفترة الماضية.
ويختتم اليعقوبي حديثه :إن أسرتي دائماً تشجعني على المذاكرة وأهمية الجد والاجتهاد في تحصيل العلم وعدم التغيب عن المدرسة وأهمية التقيد بأنظمة وقواعد المدرسة ، وأهمية استغلال الأوقات في كل مفيد وعدم إهدار الوقت بدون مذاكرة.
والتقت «$» أيضا عبدالله بن سلام الهنائي مدير مدرسة بلعرب بن سلطان بولاية بُهلا حول ما إذا كان اكتمال خطة المناهج الدراسية سببا في عملية الانقطاع والغياب فيقول نظرا لتفاوت نصاب كل مادة من الحصص لتغطية المنهج المدرسي فإن بعض المواد يتم تغطيتها مبكرا مما يتسبب في إرباك لبعض المواد الأخرى وبالتالي يتغيب الطلبة كذلك في امتحانات المواد العملية وهذا يربك العمل من حيث ازدواجية العطاء ".
إجراءات وقائية
وحول كيفية تعامل إدارة المدرسة مع مشكلة غياب الطلبة يقول عبدالله الهنائي «هناك إجراءات وقائية تقوم بها بعض إدارات المدارس منها إرسال رسائل نصية لأولياء الأمور نعلمهم باستمرارية الدوام الرسمي ثانيا يتم تسجيل الطالب غائبا وتتطبق عليه لائحة شؤون الطلاب بهذا الخصوص».
أما خديجة بنت عبدالله بن ناصر العلوية مديرة مدرسة الحبي للتعليم الأساسي فتقول: البرنامج الزمني للمنهج له دور كبير في عملية انضباط الطلاب و بالتالي يجب التقيد بالخطة المنهجية المحددة للانتهاء وابتكار آليات خاصة وإضافة عوامل التشويق واستخدام طرق مختلفة في التدريس لتضفي جانباً محفزا للطلاب للانضباط في الحضور.
وتضيف: إن تغيب الطلاب في مدارس الحلقة الثانية وما بعد الأساسي يعد هاجساً للعاملين في الحقل التربوي، حيث يبدأ الطلاب بالتغيب قرب الاختبارات والتي قد تتعدى الثلاثة أسابيع لبعض المدارس وهذه تعد من السلوكيات الواجب اتباع الإجراءات القانونية للحد منها تتمثل في الحزم في تطبيق لائحة شؤون الطلاب، وتفعيل نظام الرسائل النصية في توعية أولياء الأمور بأهمية الالتزام بالحضور، حيث إن هذه الإجراءات يجب أن يسبقها توجيه وارشاد مكثف من قبل المدرسة سواء للطلاب أو لأولياء الأمور وحتى للمعاملين بالحقل التربوي.
أحمد بن محمد الحضرمي معلم رياضيات بمدرسة مالك بن فهم يتحدث عن الأوقات التي يبدأ تغيب الطلبة فيها قائلا: غالبا ما يظهر غياب الطلاب مع بداية العام الدراسي ولكن بصورة بسيطة أي غياب بعض الطلاب المعاد قيدهم ، ويظهر أيضا في بداية الفصل الدراسي الثاني بصورة أكثر بعد ظهور نتائج الفصل الأول وتأثر بعض الطلاب أصحاب المستوى الأقل حيث يتولد لديهم عدم الرغبة في الدراسة فيبدأ الطالب بالغياب بشكل متكرر، كما أن هناك غياب يسبق الاختبارات ويبدأ فيه الطلاب بداعي المذاكرة.
بينما يقول المعلم محمود علي ورشان معلم لغة إنجليزية بمدرسة بلعرب بن سلطان ببهلا: يبدأ الطلبة بالتغيب قبل الامتحانات النهائية بأسبوع واحد ويبدأ الانقطاع تدريجيا عندما ينتهي بعض المعلمين من مناهجهم أو عندما يشعر الطلاب أن بعض المعلمين ليس لديهم ما يضيفونه لطلبتهم.
ويتابع القول: ربما لا يكون انتهاء الخطة الدراسية سببا مباشرا وأحيانا تكون نتيجة لعدم تقنينها منذ بداية الفصل لنهايته فالغالب ما يحدث تعديل وتكون الأيام الأخيرة مراجعة يمكن للطلاب الغياب فيها . عند اكتمال المنهج الدراسي يكون لدى الطالب شعور بأنه أنهى المقرر ويغفل أهمية المراجعات والإعداد الجيد للامتحانات ولكن حتى مع عدم اكتمال بعض المواد فالطلاب غالبا ما يتغيبون في الأسبوع أو الأسبوعين الأخيرين قبل الاختبار.
أما المُعلمة حنان بنت سعيد بن راشد الحوسنية من مدرسة الغليل فتقول: إن طلابنا في مدارس الجبل الأخضر بشكل عام لا يتغيبون قبل الامتحانات بفترة طويلة، وقد يكون تغيبهم لمدة أقصاها أسبوع واحد فقط قبل الاختبارات نظرا للاهتمام الذي يتلقونه في المدرسة من قبل المعلمات من جهة، وربما يكون بحكم البيئة الجبلية النائية لا يتمتعون بالكثير من وسائل الترفيه والترويح عن النفس فنحاول أن تكون المدرسة مكانا مهيئا للمشاركة والاندماج والاستفادة من الوقت بما يخدم الطالب.
ويقول المعلم أحمد الحضرمي: تتعامل الإدارة وفق الأنظمة و القوانين ولكن قوانين الغياب غير رادعة، مما يساعد الطالب على الغياب، ولائحة شؤون الطلاب تمهل الطالب كثيرا في مسالة الغياب مما يؤدي به إلى عدم التخوف من مسالة العقاب في قضية الغياب لا سيما الغياب الجماعي.
أما المعلمة نورة الزدجالية من مدرسة الغليل بالجبل الأخضر فتقول: أن إدارة المدرسة عادة تتواصل هاتفيا مع طلابها الذين يتغيبون دون سبب واضح لأيام متتالية، وقد تلفت نظر أولياء الأمور لأهمية حضور أبنائهم للمدرسة إن كان هناك ما يستوجب ذلك.
أما نوال بنت سيف بن محمد البلوشية معلمة بمدرسة عز تقول: تتعامل المدرسة مع الحضور والغياب بصورة مرنة متمثلة في اتخاذ الاجراءات والتي منها تنبيه الطالبات باتخاذ اجراءات صارمة تجاه التغيب ، إقامة مسابقات منهجية على مستوى المدرسة لمختلف المراحل بصورة دورية بالتعاون مع الهيئة التدريسية والإدارة الطلابية، كذلك إقامة دورة توعوية لأولياء الأمور بالتعاون مع الأخصائية الاجتماعية حول أهمية حضور الطالب للمدرسة في تلك الفترة كذلك يتم وضع خطة من قبل المعلمات في تحقيق حصص التقوية وتبيين مدى فائدتها في تحسين مستوى الطالب باعتبارها من الطرائق المجيدة في الاستعداد للاختبارات. وتقول فائزة بنت أحمد الرواحية معلمة لغة عربية: المدارس تضع قوانين كثيرة للحد من هذه الظاهرة وهناك إنذارات واستدعاء لولي الأمر ولكن الطلاب يضربون بها عرض الحائط والسبب هو عدم المبالاة ويكثر التغيب من قبل مدارس الذكور وأدعو اولياء الامور إلى التعاون مع إدارة المدرسة للحد من هذه المشكلة.
دور الأسرة
الطالب محمد بن أحمد المفرجي بالصف الثاني عشر يتحدث عن أسباب الغياب ويقول "نظرا لضيق الإجازة قبل الامتحانات يكثر التغيب لمذاكرة الدروس والاستعداد للامتحانات، لكن أغلب الطلبة يستغلون الإجازة في اللهو واللعب، والواقع أن المعلمين لا يستغلون الوقت لإقامة التغذية الراجعة والمراجعات الجادة للمنهج.
أما الطالبة لبنى بنت حمد بن مهنا الهنائية من مدرسة الوادي الأعلى بالصف الثاني عشر تقول: في الأيام الأخيرة يكون هنالك في الغالب مراجعات يقوم بها المعلم لطلابه على ما تم دراسته فيصبح الطالب مشتتا وعليه استذكار سبع مواد ويكون على استعداد لمراجعة كل المواد، فيفضل الطالب كونه في المنزل ويركز على مادة واحدة فقط يلم بها ويفهمها إلى أن ينتهي منها دون ان يشتت فكره بأكثر من مادة.
وحول ما إذا كان للأسرة دور في تشجيع الطالب على الاستذكار في البيت بدلا من المدرسة تقول الطالبة لبنى "بصراحة الأسرة تشجعني على الذهاب للمدرسة حتى وإن كنا قد أنهينا المناهج الدراسية، ولكن في الغالب أقنعهم على للبقاء في المنزل موضحة لهم الأفضلية في استغلال وقتي في مادة بعينها وأنهيها بدلا من التخبط بين أكثر من مادة.
وتضيف لبنى: بالطبع هنالك فائدة كبيرة للمراجعة عند بقائنا في المنزل وتكون بمتابعة ولي الأمر ، حيث إن أغلبنا مع معرفتي لكثير من زميلاتي الطالبات نقوم بوضع جدول للمذاكرة ونخصص لكل مادة يوم أو يومين حسب ما تتطلبه المادة، ويكون جل اهتمامنا على المادة التي خصصناها إلى أن ننتهي منها.
أما الطالبة ريم بنت مازن السعدية من مدرسة مارية القبطية بسمائل بالصف التاسع تقول: الأسرة لا تشجعنا أبدا على البقاء في البيت ونجد تأنيبا كثيرا من الوالدين عند تغيبنا عن المدرسة بدعوى المذاكرة للامتحانات "
أخيراً يقول الطالب محمد المفرجي: في حال علم الأسرة بأن المدرسة لا تستغل هذا الوقت في المراجعة للطلبة بعض الأهل لا يمانعون بالبقاء في المنزل والمغزى الاستفادة من الوقت في المذاكرة والاستعداد للامتحانات".
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=509020&goto=newpost)
Sun, 19 مايو 2013
#attachments { display: none; }تحت شعار (كلنا في الصف اتفقنا على الغياب غدا) -
المسؤولون: تنبهنا لوجودها خاصـة في الصفـوف «9-12» وتم اتخــــــــاذ إجراءات للحد منها -
ويدعي البعض أن هناك أسبابا كثيرة قد تدفع الطالب أو الطالبة إلى ممارسة هذه العادة لعل من أبرزها عدم وجود رغبة حقيقية لدى الطلاب الهاربين للعلم، والإهمال الأسري للطالب وعدم متابعته ومتابعة كافة أموره المدرسية، و الروتين المدرسي قد يكون أمرا يسبب الملل للطلاب فالكثير من الأساليب والمناهج التربوية تفتقر للتنشيط والتجديد فيها، وسوء معاملة الطلاب في المدارس وتعريضهم للإهانة أو الضرب عاملا مهما يدفع الطلاب للهروب من المدارس، وافتقار المدارس للبرامج الترفيهية للطلاب والتي من شأنها تخفيف الأعباء الدراسية عنهم، ووجود كادر تعليمي وإداري في المدارس غير مهتم أو مكترث للمشكلة أو بالأحرى لا يعير بالا لهؤلاء الطلاب ويلقي المسؤولية عليهم بالهروب ولا يقوم بواجبه على أكمل صورة، فضلا عن رفاق السوء الذين هو من أهم عوامل الهروب من المدرسة فالرفيق السيء يظل خلف صديقه إلى ان يجعله مثله سيئا وفاشلا وغالبا لا يتوقفون عن التحريض والدفع برفاقهم للهرب وترك المدرسة والتوجه في اتجاهات أخرى يكتنفها الغموض، كما أن غياب القوانين الصارمة والرادعة للطلاب والتي تدفعهم للتقيد والانضباط تساهم بشكل أو بآخر إلى تفاقم المشكلة، وبالمقابل وجود انضباطات صارمة جدا وقيود قوية في بعض المدارس هذا أمر أيضا قد يزعج البعض ويدفعه للهرب، وتدني مستوى التربية الأسرية والنفسية والتوعية للطلاب يساهم مباشرة في تفكير الطلاب بالهرب من المدارس، كما أن مشاكل الطلاب فيما بينهم تدفع البعض للهرب من هذه المشكلات وبالتالي يكون السبيل الهروب من المدرسة .
وفوق هذا وذاك فهناك العديد من المعلمين والإداريين بالمدارس قد يكونون السبب وراء ذلك من خلال عدم الوفاء والالتزام بالخطة الدراسية المعتمدة من بداية كل فصل دراسي، حيث أن البعض منهم ينهي خطته الدراسية والمتعلقة بالمنهج المدرسي قبل موعده، وبدوره يبعث رسالة إلى طلابه بأن المنهج انتهى ولا جدوى من حضوركم.
لمزيد من الآراء والأصداء حول هذا الموضوع التقت «$» عددا من المسؤولين بوزارة التربية والتعليم، والمعلمين والإداريين والأخصائيين للتعرف عن كثب على مدى خطورة هذه الظاهرة، وأسبابها، واقتراح الحلول الناجعة للحد منها، أو محاربتها.
ظاهرة ليست بالقصيرة
فقد أشار حمد بن خلفان الراشدي مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار إلى أن ظاهرة غياب الطلاب في أوقات مختلفة من العام الدراسي هي ظاهرة ملاحظة منذ فترة ليست بالقصيرة وهي حالة توجد في مختلف دول العالم، وتتفاوت حدتها من دولة إلى أخرى ومن فترة لأخرى، وهي بلا أدنى شك من الظواهر التربوية غير المرغوب فيها في البيئة المدرسية والمجتمع الأسري وتؤثر بشكل كبير على تحقيق الأهداف التربوية ومستوى التحصيل المعرفي والدراسي والسلوكي لدى أبنائنا الطلبة. وقال: لقد تنبهت المديرية لوجود هذه الظاهرة خاصة مع بداية ونهاية كل فصل دراسي وخاصة في الصفوف العليا من السلم الدراسي (9-12) ولذلك سعت إلى التعرف على دواعي وأسباب هذه السلبية، وبالتالي تم اتخاذ إجراءات للحد منها والقضاء عليها من خلال الاستمرار في تطوير الإجراءات وإيجاد الوعي الكافي بأهمية الالتزام بالدوام الرسمي بالنسبة للطلاب والمعلم وفق القرارات الوزارية الصادرة بهذا الشأن، وذلك لتحقيق مصلحة أبنائنا الطلبة من خلال وضع حلول مشتركة بين المدرسة والبيت لتفادي هذه الظاهرة و النتائج التي تنجم عنها.
مسؤولية مشتركة
وأضاف الراشدي: كل من إدارات المدارس وولي الأمر والمعلم لهم مسؤولية مباشرة لاتصاله بالطالب ولقوة تأثيرهم في سلوكه وشخصيته، ولا ننسى أن الطالب يتخذ هؤلاء قدوة له، وقد اتضح لنا أن الأسباب المؤدية إلى غياب الطلبة كثيرة منها أسباب ترجع إلى جوانب تربوية بالنسبة للمدرسة وأسباب ترجع إلى الطالب نفسه، وأسباب ترجع إلى الأسرة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، وكما هو معروف أن إدارة المدرسة هي الفاعل الأساسي والأول في تنفيذ خطط المناهج وتنفيذ بنود لائحة شؤون الطلبة وضبط دوام الهيئات التدريسية، وتكثيف الأنشطة التربوية الجاذبة للطلاب للوصول إلى حضور منضبط لهم، وإذا إدارات المدارس تهاونت في أي من هذه الإجراءات ساهم ذلك في تغيب الطلاب عن الدراسة ،كما أن متابعة دائرة تنمية الموارد البشرية من خلال المشرفين التربويين والمشرفين الإداريين، وإذا لم تكن هذه المتابعة بالمستوى المطلوب فإن ذلك يسهم أيضا في تراخي بعض إدارات المدارس والهيئات التدريسية عن الالتزام بالإجراءات والضوابط الإدارية التي تحد من ظاهرة الغياب.
4800 دقيقة تهدر بسبب الانقطاع
وأكد الراشدي: أن هناك مشكلة ضعف بدافع الحرص لدى كثير من الطلبة على الدوام المدرسي واستجابتهم للشائعات والرسائل الالكترونية المتداولة عن طريق الهاتف النقال المحرضة فتقنية الرسائل النصية في الهاتف النقال لها تأثير على استجابة الطلاب للغياب الجماعي، وتقليلهم من جهود المعلمين وإدارات المدارس أمام أولياء أمورهم وأفراد أسرهم لضمان تعاطفهم معهم وتبرير مسألة الغياب، ومن خلال حساب معدل الدقائق المهدرة من جراء الغياب للطالب الواحد في حال تجاوز الخمسة عشر يوما في الفصل الدراسي الواحد فهي تصل إلى ما يقارب الأربعة آلاف وثمانمائة دقيقة ضائعة من زمن التعليم.
حلول ناجعة
وقال الراشدي: لا بد لنا من دراسة الظاهرة بتمعن والوقوف عند قضية ضعف تواصل أولياء الأمور مع المدارس لأن كثيرا منهم لا يعرفون ماذا يتم في المدرسة، وقد تصلهم معلومات ناقصة ومحرفة تدفعهم إلى التصديق بأنه لا توجد دراسة، ويقتنعون بأن من مصلحة أبنائهم البقاء في البيت بدلا من الذهاب إلى المدرسة، وكثير من أولياء الأمور تقنعهم عبارة يستخدمها الطلاب إذا عزموا على الغياب (كلنا في الصف اتفقنا على الغياب غدا) ويوافق على غياب ابنه، من هنا كان لزاما علينا أن نأخذ بعين الاعتبار ضرورة مواصلة التوعية بلائحة شؤون الطلبة الجديدة على مستوى الطلاب والمعلمين والمجتمع المحلي من خلال الإذاعة المدرسية والندوات والمحاضرات في المدارس وخارجها، إلى جانب مواصلة تكثيف الزيارات الميدانية لمتابعة تطبيق لائحة شؤون الطلبة وفق الخطط الموضوعة، وحث إدارات المدارس على جذب الطلاب للحرص على الدوام المدرسي وإرسال نشرات متتابعة للمدارس بالإجراءات المتعلقة ببنود لائحة شؤون الطلاب.
بدء الغياب
وقالت علوية محمد علوي الشريف مديرة مدرسة السعادة للتعليم الأساسي (10-12) : غالبا يبدأ غياب الطلبة قبل الاختبارات النهائية بفترة ما بين اسبوع إلى اسبوعين ظنا منهم بأن ذلك يساعدهم على الاستعداد لها وذلك يشمل صفوف ما بعد الأساسي والصفوف من الثامن الى التاسع وفي السابق كان يتجاوز غياب طلبة الصف الثاني عشر الثلاثة أسابيع بينما بقية الصفوف لا يوجد لها غياب يذكر وفي ظل وجود اللائحة تقلصت هذه الظاهرة إلى حد الاسبوع ولكن شملت عددا أكبر من الصفوف الدراسية.
وأضافت: إدارات المدارس تلتزم بتسجيل الحضور والغياب للطلبة كوسيلة ضبط، وبوجود لائحة شؤون الطلبة أصبح من الممكن لهذه الإدارات أن تطبق اللوائح المتعلقة بالانضباط والانتظام الطلابي رغم أنها تأخذ وقتا طويلا من الإجراءات المرتبطة بها ولكن تبقى لدينا مشكلة أن بعض أولياء الأمور غير واعين لهذه اللائحة إلا من هم متواصلون مع إدارات المدارس من مجالس الآباء والأمهات رغم الجهود التي تبذلها هذه الإدارات لتعريفهم باللائحة بل وتجاوز وتهاون بعض أولياء الأمور في موضوع تغيب أبنائهم إلى درجة أنهم يسمحون لهم بالغياب قبل وبعد الاختبارات والاجازات الرسمية مما ينعكس سلبا على الجهود المبذولة من إدارات المدارس لضبط حضور وغياب الطلبة كما لا ننسى موضوع الاستئذان خلال اليوم الدراسي لإخراج أبنائهم الطلبة من مدارسهم بحجة سفر الأسرة أو انشغالها قبل وبعد الاجازات الرسمية أو بعض الظروف الاجتماعية كحفلات الزواج أو حضور تجمعات العزاء ، مما يشكل عبئا على إدارات المدارس طوال اليوم الدراسي حيث تتجاوز نسبة الطلبة الذين يستأذن لهم أولياء أمورهم ما بين 10-15% من اجمالي طلبة المدرسة.
اكتمال خطة
وقالت: لا يعتبر اكتمال خطة المناهج الدراسية سببا رئيسيا لمشكلة الغياب لأن خطة المناهج الدراسية المحددة لا يمكن تجاوزها في أي حال من الأحوال إلا إذا قام بعض المعلمين بتجاوزها إما لظروف خاصة به كقرب موعد الولادة للمعلمة أو ارتباط المعلم بأخذ اجازة طارئة أو مرضية لظروف اجتماعية أو صحية ولكن في حالات قليلة وهنا أيضا نجد أن استهتار بعض الطلبة يدفعهم للغياب رغم أن ذلك يحرمهم من فهم الدروس الأخيرة من المناهج الدراسية.
أما محمد علوي صالح باعمر مدير مدرسة السلطان تيمور بن فيصل للتعليم الأساسي للبنين فيقول: غالبا يبدأ الطلبة بالغياب مع اقتراب الإجازات الوطنية والمناسبات وقبل فترة الاختبارات حيث يتم أخذ يوم قبل ويوم بعد، و تتعامل إدارات المدارس بشكل عام وفق لائحة شؤون الطلبة بالمدارس، وضمن قواعد الانتظام والانضباط الطلابي والتي تتخذ خطوات تتدرج بداية في نصح الطالب ومن ثم إنذاره وبعدها إخطار ولي الأمر بذلك, ويليها تعهد الطالب وولي أمره بعدم تكرار ذلك. وبعدها يتم تحويل الطالب إلى لجنة الانتظام والانضباط السلوكي, ومن ناحية أخرى تتخذ الإدارة خطوات صارمة, مثل استدعاء ولي الأمر ومعاقبة الطالب أو حرمانه من دخول الاختبار أو فصله فصلا مؤقتا في بعض الأحيان للحد من هذه الظاهرة السيئة .
وأشارت بسمة بنت سالم محمد العمرية مديرة مدرسة 23 يوليو للتعليم الأساسي للصفوف من (5-10): يكثر الغياب قبل الإجازات الرسمية وبعدها وعند اقتراب بدء الامتحانات النهائية لكل فصل مما يترتب عليه نتائج سلبية على المستوى التحصيلي للطالب، والتعامل مع غياب الطلبة يكون أولا بالنصح والإرشاد منذ بداية العام الدراسي وتوزيع نشرات إرشادية على أولياء الأمور توضح لهم قوانين ولوائح شؤون الطلاب فيما يخص الغياب واثر ذلك على مستوى التحصيل الدراسي للطلبة، ثم يتم بعد ذلك متابعة الغياب أولا بأول واتخاذ الإجراءات القانونية والتربوية المناسبة، وأضافت بسمة أنه ليس هناك علاقة بين اكتمال خطة المناهج الدراسية وبين تغيب الطلبة حيث إنه أحيانا لا تكون المناهج مكتملة ورغم ذلك تبدأ ظاهرة الغياب قبل الاختبار، ولكن لا ننسى دور المدرسة كعامل جذب للطلبة من حيث طبيعة الأنشطة وطريقة تدريس المناهج الدراسية في تحفيز الطلبة نحو الالتزام بالحضور إلى المدرسة على مدار العام الدراسي.
بدر بن عوض بن جمعان بيت سويلم معلم لغة عربية قال: مما لا شك فيه اكتمال خطة المناهج قبل الموعد المحدد لها قد يكون عاملا مهما في تفشي هذه الظاهرة ونموها ونستطيع أن نوازن تماشي الخطة مع التوقيت من خلال الإكثار من الأنشطة والتكاليف حتى ينتهي المنهج قبل فترة الاختبارات.
وقال: يجب إرسال الرسائل إلى أولياء الأمور بواسطة مديري المدارس حول أهمية انضباط الطلاب في الدوام وعدم السماح لهم بالغياب إلا في حال وجود مبرر قوي، حتى لا يؤثر ذلك على تحصيلهم الدراسي وإبلاغهم بالإجراءات التي ستتخذ في حق المتغيبين وإرسال رسائل توعية من خلال المنابر الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة لحث أولياء الأمور من خلال خطبة الجمعة على متابعة انضباط أبنائهم في الدوام المدرسي وعدم السماح لهم بالغياب إلا في حال وجود مبرر قوي، حتى لا يؤثر ذلك على تحصيلهم الدراسي وإبلاغهم بالإجراءات التي ستتخذ في حق المتغيبين وتفعيل دور مجالس الآباء والأمهات للتوعية بالآثار السلبية للغياب على التحصيل الدراسي كذلك إشراك الإعلام والمؤسسات المجتمعية الأخرى لنشر ثقافة الالتزام والانضباط في الدوام الرسمي على مستوى المعلمين والطلاب.
أما فاطمة بنت بخيت عامر العمرية معلمة دراسات اجتماعية فتقول: موضوع تفشي غياب الطلبة من المدارس عند اقتراب بدء الاختبارات النهائية من المواضيع التي يجب تسليط الضوء عليها بشكل كبير لما لها ن أبعاد سلبية تؤثر في مستوى الطالب وعملية التعليم بمجملها، فهذه الظاهرة تبدأ بوادرها في فترات زمنية تكاد تكون واضحة للجميع وبشكل متفق عليها مسبقا وهي فترة ما قبل الاختبارات النهائية وكأنها أصبحت عادة للطالب. وإن ضعف القوانين الصارمة فيما يختص بغياب وحضور الطلاب أحد أسباب تفشي هذه الظاهرة السلبية وكذلك عدم اهتمام الأسرة واللامبالاة من أولياء الأمور في مراقبة أبنائهم الطلبة، ومن هنا كان لابد من البدء بالأسرة من خلال توعية الآباء بلائحة شؤون الطلبة وأيضا دور إدارات المدارس ومدى جديتها في الالتزام بتطبيق هذه الأنظمة واللوائح، وأنا لا أرى في اكتمال خطة المناهج الدراسية الأثر الكبير في عملية الغياب ولكن وجهة نظري قد يكون لها دور في تحفيز الطلبة على الغياب خاصة عند وجود وقت فراغ بين الدوام المدرسي وبدء الاختبارات ولم يتم استغلال هذا الوقت في تكثيف الأنشطة والمراجعة النهائية للمنهج.
الاتفاق السري
ويقول الطالب عمر بن أحمد بخيت الحضري عن سبب تغيب الطالب عن المدرسة قبل بدء الامتحانات: يتغيب الطالب لأسباب مختلفة منها المذاكرة ومنها الاتفاق السري بين زملائه واتخاذها عادة وأعتقد أن الأيام الأخيرة من الدراسة هي أيام مفيدة جدا حيث يقوم المعلمون بعمل مذاكرات وتدريبات لنا نستعيد من خلالها ذاكرة الدروس القديمة ونستفيد من خلال الأنشطة والتدريبات وبالتأكيد تقوم الأسرة بمعاقبتنا في حال بقائنا في البيت وكذلك المدرسة.
وتقول طفول بنت فيصل الشنفرية طالبة بالصف الحادي عشر بمدرسة السعادة للتعليم الأساسي (10-12) برأيي يتغيب الطالب عن المدرسة قبل بدء الامتحانات للاستعداد و المراجعة لها والمعلمات يقمن في الشروع بمراجعة المادة أو المنهج مباشرة بعد انتهائه لذا عند الانتهاء من المراجعة تتبقى بضعة أيام وأرى أنها غير مجدية لذهابنا إلى المدرسة وأجد فائدة للمراجعة في حالة الجلوس في المنزل في الأيام الأخيرة لأن كل طالب يكون قد وضع جدولا زمنيا يتضمن المواد التي سيراجعها في الأيام الأخيرة من الفصل الدراسي. وارى أن بعض الأسر تشجع أبناءها على البقاء في البيت والاستعداد للامتحانات لأنها لا ترى أي جدوى أو فائدة من ذهابهم إلى المدرسة بعد انتهاء المنهج و انتهاء المعلم من مراجعته للطلاب.
أما الطالبة منى بنت خالد بن علي جعبوب بالصف التاسع فقالت: إن سبب غياب الطلبة قبل الاختبارات هو التوتر والخوف من الاختبارات وبعض الطلبة يتغيبون من أجل الاستعداد للمذاكرة وأعتقد أن الأيام الأخيرة من الفصل الدراسي مجدية ومفيدة لأنه تتم فيها المراجعات النهائية للمنهج الدراسي ولا توجد فائدة من الجلوس في البيت، والأسرة لها دور كبير في التزام أبنائهم بالدوام المدرسي وذلك من حيث التشجيع للذهاب إلى المدرسة أو الموافقة على الغياب والجلوس في البيت.
جنوب الباطنة
من جهة أخرى أكد عدد من التربويين بجنوب الباطنة ان العوامل والأسباب المؤدية إلى ظاهرة الغياب لدى الطلبة في فترات ما قبل الامتحانات بفترات طويلة من أجل الاستعداد الجيد للامتحانات والتأكيد ان معظم المناهج قد أكملت وهناك عدد من الأسباب الأخرى التي تؤدي الى تفشي هذه الظاهرة وانتشارها بمختلف محافظات السلطنة، فقالت المعلمة مريم البريكية: ان ظاهرة الغياب المتكرر ترجع الى عدة أسباب ان للمدرسة دورا كبيرا وكذلك الأسرة، ويجب علينا ان نكون أكثر حرصا للحد من هذه الظاهرة وتفعل دور الميدان التربوي. وان أهمية الالتزام واحترام اليوم الدراسي كأحد استراتيجيات الأداء العام في المدارس وذلك من خلال الجدية في انتظام الدراسة.
وأكدت البريكية على ضرورة تفعيل الشراكة بين الأسرة والمجتمع المدرسي وإيجاد آليات مناسبة لتعزيز التواصل وإبراز الدور الرئيسي لولي الأمر والمتابعة المستمرة لأداء أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات.
حصص مراجعة
وعن الفترة التي يبدأ بها الطلبة في الغياب قالت: اسبوع قبل الاختبارات ونتعامل نحن كإدارة مدرسة من خلال التواصل مع أولياء الامر وكذلك انذار للطلبة وعمل حصص مراجعة ، وان الطلبة يغيبون في هذه الفترات بصفة متواصلة كل عام والسبب للمذاكرة ونلاحظ ان الأسرة تشجعهم في البقاء في المنزل.
من جهتها قالت المعلمة منى الدايرية من تعليمية جنوب الباطنة: ان هذه الظاهرة وهي الغياب قبل الامتحان تسبب لنا كمعلمين مشكلة من حيث كون الطلبة غير ملتزمين في باقي الايام من الفصل الدراسي ونجد الكثير منهم قد تغيب بسبب المذاكرة او التحضير للامتحان في المنزل ويبدأ الطلبة بالضبط التغيب قبل اسبوع قبل الامتحانات وهنا يجب ابلاغ ولي امر الطالبة بالإضافة الى انذار الطالب.
أما الطالبة صفاء الهاشمية فتقول: ان الطالب يدرك ان الوقت قد حان للاستعداد للامتحان وانه يجب عليه مراجعة دروسه في المنزل والغياب عادة يكون قبل الامتحان بأسبوع من اجل الاستعداد الجيد ونجد ان الاهل يقفون بجانبنا من اجل المذاكرة ويجب ان نكون قد أنهينا الدروس المقررة لنا.
أشياء طارئة
وقال سالم بن سعيد العدوي مدير المدرسة بمحافظة الظاهرة: يبدأ الطلبة بالتغيب قبل كل الإجازات الرسمية والأعياد أو قبل مناسبة أو عند حدوث أشياء طارئة مثل الأمطار وغيرها، ويتم التعامل مع الحضور والغياب قبل أي إجازة أو مناسبة يقوم مدير المدرسة في طابور الصباح بتوعية الطلاب حول أهمية الحضور للمدرسة وعدم التغيب، وكذلك مرور الأخصائيين الاجتماعيين على الفصول للتوعية بأهمية الحضور وعدم الغياب ويتم عمل لقاءات فردية وجماعية مع الطلاب كثيري الغياب وحثهم بأهمية الحضور. ويتم ايضا إرسال رسائل نصية (SMS) لأولياء أمور الطلبة بضرورة تقيد ابنائهم للحضور للمدرسة ويتم تفعيل دور مجلس الآباء بالمدرسة بالتواصل مع أولياء أمور الطلاب والتواصل معهم بضرورة حث ابنائهم بأهمية الحضور وعدم التغيب عن المدرسة . وكذلك يتم مناقشة الطلاب بعد الرجوع من الإجازة ويتم سؤالهم عن أسباب التغيب واتخاذ الإجراءات الرسمية معهم ، كذلك يتم تفعيل لائحة شؤون الطلاب في متابعة الغياب واتخاذ الإجراءات اللازمة معهم ، ويتم تأجيل الاختبارات الفترية ليوم ما قبل الإجازة وإعطائهم دروسا جديدة لا تعاد حتى بعد رجوع الطلاب من الإجازة وخاصة المتغيبين ويتم إخطارهم بذلك وتوعيتهم بأهمية الحضور وعدم التغيب وإلا سوف يتحملون نتيجة غيابهم في عدم إعادة الدرس ويشترك جميع معلمي المدرسة في توعية الطلاب بضرورة عدم التغيب.
مشيرا إلى أنه اذا لم يتقيد المعلم بالفترة الزمنية المحددة لكل فصل وقام بالانتهاء من منهجه قبل الفترة المحددة يعتبر مؤشرا لحث الطلاب على التغيب والتسيب وكذلك قلة كثافة المناهج في بعض المراحل يساعد الطلاب على التسيب.
وأما كفاح بنت سالم الشكيلية معلمة كيمياء بمدرسة عبري للتعليم الأساسي فتقول: يبدأ الطلبة بالغياب أو التسيب في الأيام الأخيرة من الفصل الدراسي بحجة المنهج الدراسي وتنظيم الوقت لمراجعة كل مادة على حدة حسب جدول منظم مسبقاً من قبل الطالب.
وتضيف قائلة: أن تعامل إدارة المدرسة مع الحضور والغياب للطلبة يتمثل في أن إدارة المدرسة تنبه الطلبة مسبقاً وقبل غياب الطلبة بأهمية الحضور حتى آخر يوم من الفصل الدراسي وأهمية حضور حصص المراجعة التي يقوم بها المعلمون مع طلبتهم ، بالإضافة إلى توجيه إنذار للطلبة المتغيبين لأهمية الحضور وإحضار العذر الطبي أن وجد.
وتختتم كفاح الشكيلية حديثها قائلة: أن اكتمال خطة المناهج الدراسية لها أثر في عملية التغيب، فالطلبة يعتقدون أن انتهاء العام الدراسي يتحدد بانتهاء خطة المنهاج الدراسي ولا يؤمنون بأهمية المراجعات التي يقوم بها المعلم في المدرسة بل أن بعضهم يعتقد أن ذهابه للمدرسة في هذه الفترة إنما هو نوع من تضييع الوقت.
أما نواف بن عوض بن سالم اليعقوبي الطالب بمدرسة المرتفع للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة الظاهرة فيقول: أن من أسباب غياب الطلبة قبل بدء الامتحانات وذلك لكي يتمكن الطلبة من المذاكرة لوقت أفضل وأطول استعداداً للامتحانات.
ويضيف قائلاً: أن الأيام الأخيرة من الفصل الدراسي تعتبر غير مجدية بحجة انتهاء المنهاج الدراسي، وخاصة إذا هدرت ولم يتم استغلالها بشكل مباشر، وتكون مجدية للطالب عندما يتم استغلالها بشكل مباشر ، وبالنسبة لي أحياناً أجد الفائدة من الأيام الأخيرة للفصل الدراسي وخاصة إذا نظمت وقتي تنظيماً جيداً فالأيام الأخيرة من الفصل الدراسي هي بمثابة الحصيلة للعام الدراسي ومن خلالها يستذكر الطالب كافة الدروس التي أخذها خلال الفترة الماضية.
ويختتم اليعقوبي حديثه :إن أسرتي دائماً تشجعني على المذاكرة وأهمية الجد والاجتهاد في تحصيل العلم وعدم التغيب عن المدرسة وأهمية التقيد بأنظمة وقواعد المدرسة ، وأهمية استغلال الأوقات في كل مفيد وعدم إهدار الوقت بدون مذاكرة.
والتقت «$» أيضا عبدالله بن سلام الهنائي مدير مدرسة بلعرب بن سلطان بولاية بُهلا حول ما إذا كان اكتمال خطة المناهج الدراسية سببا في عملية الانقطاع والغياب فيقول نظرا لتفاوت نصاب كل مادة من الحصص لتغطية المنهج المدرسي فإن بعض المواد يتم تغطيتها مبكرا مما يتسبب في إرباك لبعض المواد الأخرى وبالتالي يتغيب الطلبة كذلك في امتحانات المواد العملية وهذا يربك العمل من حيث ازدواجية العطاء ".
إجراءات وقائية
وحول كيفية تعامل إدارة المدرسة مع مشكلة غياب الطلبة يقول عبدالله الهنائي «هناك إجراءات وقائية تقوم بها بعض إدارات المدارس منها إرسال رسائل نصية لأولياء الأمور نعلمهم باستمرارية الدوام الرسمي ثانيا يتم تسجيل الطالب غائبا وتتطبق عليه لائحة شؤون الطلاب بهذا الخصوص».
أما خديجة بنت عبدالله بن ناصر العلوية مديرة مدرسة الحبي للتعليم الأساسي فتقول: البرنامج الزمني للمنهج له دور كبير في عملية انضباط الطلاب و بالتالي يجب التقيد بالخطة المنهجية المحددة للانتهاء وابتكار آليات خاصة وإضافة عوامل التشويق واستخدام طرق مختلفة في التدريس لتضفي جانباً محفزا للطلاب للانضباط في الحضور.
وتضيف: إن تغيب الطلاب في مدارس الحلقة الثانية وما بعد الأساسي يعد هاجساً للعاملين في الحقل التربوي، حيث يبدأ الطلاب بالتغيب قرب الاختبارات والتي قد تتعدى الثلاثة أسابيع لبعض المدارس وهذه تعد من السلوكيات الواجب اتباع الإجراءات القانونية للحد منها تتمثل في الحزم في تطبيق لائحة شؤون الطلاب، وتفعيل نظام الرسائل النصية في توعية أولياء الأمور بأهمية الالتزام بالحضور، حيث إن هذه الإجراءات يجب أن يسبقها توجيه وارشاد مكثف من قبل المدرسة سواء للطلاب أو لأولياء الأمور وحتى للمعاملين بالحقل التربوي.
أحمد بن محمد الحضرمي معلم رياضيات بمدرسة مالك بن فهم يتحدث عن الأوقات التي يبدأ تغيب الطلبة فيها قائلا: غالبا ما يظهر غياب الطلاب مع بداية العام الدراسي ولكن بصورة بسيطة أي غياب بعض الطلاب المعاد قيدهم ، ويظهر أيضا في بداية الفصل الدراسي الثاني بصورة أكثر بعد ظهور نتائج الفصل الأول وتأثر بعض الطلاب أصحاب المستوى الأقل حيث يتولد لديهم عدم الرغبة في الدراسة فيبدأ الطالب بالغياب بشكل متكرر، كما أن هناك غياب يسبق الاختبارات ويبدأ فيه الطلاب بداعي المذاكرة.
بينما يقول المعلم محمود علي ورشان معلم لغة إنجليزية بمدرسة بلعرب بن سلطان ببهلا: يبدأ الطلبة بالتغيب قبل الامتحانات النهائية بأسبوع واحد ويبدأ الانقطاع تدريجيا عندما ينتهي بعض المعلمين من مناهجهم أو عندما يشعر الطلاب أن بعض المعلمين ليس لديهم ما يضيفونه لطلبتهم.
ويتابع القول: ربما لا يكون انتهاء الخطة الدراسية سببا مباشرا وأحيانا تكون نتيجة لعدم تقنينها منذ بداية الفصل لنهايته فالغالب ما يحدث تعديل وتكون الأيام الأخيرة مراجعة يمكن للطلاب الغياب فيها . عند اكتمال المنهج الدراسي يكون لدى الطالب شعور بأنه أنهى المقرر ويغفل أهمية المراجعات والإعداد الجيد للامتحانات ولكن حتى مع عدم اكتمال بعض المواد فالطلاب غالبا ما يتغيبون في الأسبوع أو الأسبوعين الأخيرين قبل الاختبار.
أما المُعلمة حنان بنت سعيد بن راشد الحوسنية من مدرسة الغليل فتقول: إن طلابنا في مدارس الجبل الأخضر بشكل عام لا يتغيبون قبل الامتحانات بفترة طويلة، وقد يكون تغيبهم لمدة أقصاها أسبوع واحد فقط قبل الاختبارات نظرا للاهتمام الذي يتلقونه في المدرسة من قبل المعلمات من جهة، وربما يكون بحكم البيئة الجبلية النائية لا يتمتعون بالكثير من وسائل الترفيه والترويح عن النفس فنحاول أن تكون المدرسة مكانا مهيئا للمشاركة والاندماج والاستفادة من الوقت بما يخدم الطالب.
ويقول المعلم أحمد الحضرمي: تتعامل الإدارة وفق الأنظمة و القوانين ولكن قوانين الغياب غير رادعة، مما يساعد الطالب على الغياب، ولائحة شؤون الطلاب تمهل الطالب كثيرا في مسالة الغياب مما يؤدي به إلى عدم التخوف من مسالة العقاب في قضية الغياب لا سيما الغياب الجماعي.
أما المعلمة نورة الزدجالية من مدرسة الغليل بالجبل الأخضر فتقول: أن إدارة المدرسة عادة تتواصل هاتفيا مع طلابها الذين يتغيبون دون سبب واضح لأيام متتالية، وقد تلفت نظر أولياء الأمور لأهمية حضور أبنائهم للمدرسة إن كان هناك ما يستوجب ذلك.
أما نوال بنت سيف بن محمد البلوشية معلمة بمدرسة عز تقول: تتعامل المدرسة مع الحضور والغياب بصورة مرنة متمثلة في اتخاذ الاجراءات والتي منها تنبيه الطالبات باتخاذ اجراءات صارمة تجاه التغيب ، إقامة مسابقات منهجية على مستوى المدرسة لمختلف المراحل بصورة دورية بالتعاون مع الهيئة التدريسية والإدارة الطلابية، كذلك إقامة دورة توعوية لأولياء الأمور بالتعاون مع الأخصائية الاجتماعية حول أهمية حضور الطالب للمدرسة في تلك الفترة كذلك يتم وضع خطة من قبل المعلمات في تحقيق حصص التقوية وتبيين مدى فائدتها في تحسين مستوى الطالب باعتبارها من الطرائق المجيدة في الاستعداد للاختبارات. وتقول فائزة بنت أحمد الرواحية معلمة لغة عربية: المدارس تضع قوانين كثيرة للحد من هذه الظاهرة وهناك إنذارات واستدعاء لولي الأمر ولكن الطلاب يضربون بها عرض الحائط والسبب هو عدم المبالاة ويكثر التغيب من قبل مدارس الذكور وأدعو اولياء الامور إلى التعاون مع إدارة المدرسة للحد من هذه المشكلة.
دور الأسرة
الطالب محمد بن أحمد المفرجي بالصف الثاني عشر يتحدث عن أسباب الغياب ويقول "نظرا لضيق الإجازة قبل الامتحانات يكثر التغيب لمذاكرة الدروس والاستعداد للامتحانات، لكن أغلب الطلبة يستغلون الإجازة في اللهو واللعب، والواقع أن المعلمين لا يستغلون الوقت لإقامة التغذية الراجعة والمراجعات الجادة للمنهج.
أما الطالبة لبنى بنت حمد بن مهنا الهنائية من مدرسة الوادي الأعلى بالصف الثاني عشر تقول: في الأيام الأخيرة يكون هنالك في الغالب مراجعات يقوم بها المعلم لطلابه على ما تم دراسته فيصبح الطالب مشتتا وعليه استذكار سبع مواد ويكون على استعداد لمراجعة كل المواد، فيفضل الطالب كونه في المنزل ويركز على مادة واحدة فقط يلم بها ويفهمها إلى أن ينتهي منها دون ان يشتت فكره بأكثر من مادة.
وحول ما إذا كان للأسرة دور في تشجيع الطالب على الاستذكار في البيت بدلا من المدرسة تقول الطالبة لبنى "بصراحة الأسرة تشجعني على الذهاب للمدرسة حتى وإن كنا قد أنهينا المناهج الدراسية، ولكن في الغالب أقنعهم على للبقاء في المنزل موضحة لهم الأفضلية في استغلال وقتي في مادة بعينها وأنهيها بدلا من التخبط بين أكثر من مادة.
وتضيف لبنى: بالطبع هنالك فائدة كبيرة للمراجعة عند بقائنا في المنزل وتكون بمتابعة ولي الأمر ، حيث إن أغلبنا مع معرفتي لكثير من زميلاتي الطالبات نقوم بوضع جدول للمذاكرة ونخصص لكل مادة يوم أو يومين حسب ما تتطلبه المادة، ويكون جل اهتمامنا على المادة التي خصصناها إلى أن ننتهي منها.
أما الطالبة ريم بنت مازن السعدية من مدرسة مارية القبطية بسمائل بالصف التاسع تقول: الأسرة لا تشجعنا أبدا على البقاء في البيت ونجد تأنيبا كثيرا من الوالدين عند تغيبنا عن المدرسة بدعوى المذاكرة للامتحانات "
أخيراً يقول الطالب محمد المفرجي: في حال علم الأسرة بأن المدرسة لا تستغل هذا الوقت في المراجعة للطلبة بعض الأهل لا يمانعون بالبقاء في المنزل والمغزى الاستفادة من الوقت في المذاكرة والاستعداد للامتحانات".
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=509020&goto=newpost)