حواليكم
29-05-2013, 08:20 AM
اليوم.. ختام أعمال المؤتمر الكشفي العربي الـ 27 بالجزائر
http://main.omandaily.om/files/imagecache/250x250/rbimages/1369760015022898400.jpg-
رسالة الجزائر ـ خليفة الرواحي -
بمشاركة السلطنة اليوم ختام أعمال المؤتمر الكشفي العربي الـ 27 الذي يقام بقصر المؤتمرات بالجزائر العاصمة تحت شعار (الكشفية والمواطنة الفاعلة) والذي استمر ستة أيام متتالية شهدت خلالها مناقشات ومداخلات لتصل اليوم الى إعلان التوصيات التي تؤكد على الدور الرائد للحركة الكشفية في تأصيل قيم المواطنة ، المؤتمر الذي يختتم اليوم ، حظي بمشاركة واسعة من ممثلي الجمعيات الكشفية العربية ووفود كشفية من الأمانة العامة للمنظمة الكشفية العربية وممثلي المكتب الكشفي العالمي والأقاليم الكشفية وممثلي عدد من المنظمات الدولية المتعاونة مع الكشافة ، وبحضور سكوت تيري أمين عام المنظمة الكشفية العالمية والدكتور عاطف عبدالمجيد أمين عام المنظمة الكشفية العربية ويوسف خداج رئيس اللجنة الكشفية العربية.
المؤتمر بدأ بأداء أعضاء اللجنة الكشفية العربية والمشاركين في المؤتمر الكشفي العربي القسم الكشفي لتبدأ بعدها الجلسات بتقديم عدد من أوراق العمل التي تناولت الكشفية والمواطنة الفاعلة حيث قدم القائد هشام عبد السلام موسى خبير الشؤون الكشفية بالمديرية العامة للكشافة والمرشدات ورقة عمل بعنوان الحركة الكشفية ودورها في تعزيز المواطنة الفاعلة ، حيث بدأ ورقته بمقدمة قال فيها: لعل من أبرز المصطلحات التي تطفو على سطح حياتنا الاجتماعية والسياسية في وطننا العربي في الآونة الأخيرة هو مصطلح (المواطنة) ، وحتى وإن كانت بدايات ذلك المصطلح بمعناه المتداول حاليا قد بدأت مع بدايات القرن الماضي ، إلا أن دلالاته الاجتماعية والسياسية تعود لأكثر من ألفي عام في حضارات سابقة مثل اليونانية والرومانية والفرعونية والإسلامية.
فرص متاحة
المواطنة كمصطلح كحد عملة تقف على سيفها ، نلحظ على أحد جوانبها كلمة (استحقاقات المواطنة) ونلحظ على وجهها الآخر كلمة (المواطنة الفاعلة)، فاستحقاقات المواطنة تحدد مدى الحقوق التي من الممكن أن يتحصل عليها المواطن في وطنه، والمواطنة الفاعلة تحدد مدى الواجبات التي تستوجب على المواطن أن يؤديها لوطنه ومجتمعه ، ومادامت هناك حقوق فلابد أن تكون هناك التزامات وواجبات .
والمواطنة الفاعلة هي وسيلة لتوسيع مدى الفرص المتاحة للإنسان ، ولتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين أعضاء المجتمع بكافة أطيافه وعناصره ، وهي ترتكز على تحفيز العمل الجماعي كوسيلة لضمان تلك المساواة . وفي سياق العلاقات الاجتماعية ، تكتسي المواطنة الفاعلة مغزى خاصاً. وهنا تبرز الأدوار التي يجب أن تلعبها كل من الدولة ، وقطاعي المنظمات الأهلية والمدنية في تحقيق المساواة بين المواطنين للحصول على مستحقاتهم الاجتماعية، وهو ما سوف نوضحه من خلال هذا البحث.
وأشار إلى أن موضوع البحث الذي يتناول دور الحركة الكشفية في تعزيز المواطنة الفاعلة ، إلا أنه جانب الواجبات المستحقة على المواطن تجاه وطنه ، وحتى نصل إلى تلك الغاية في حاجة إلى أن نعمق مفاهيمنا أولا حول قضية الوطن والمواطنة من كافة أبعادها ، ولنا أن نتساءل بداية:ما هو الوطن؟ ومن هـو المواطن؟ وما هي الواجبات التي يتحتم على المواطن أداؤها ؟ وما هي الحقوق التي تستحق للمواطن، والمفترض أن يتمتع بها ؟ وكيف يمكن للمواطن الفصل بين ما هو له، وما هو عليه؟ وللإجابة على هذه الاستفسارات وجدت أنه من الأنسب أن أقسم هذا البحث إلى خمسة مباحث أساسية على النحو التالي: الأول يتناول مفاهيم عامة حول المواطنة الفاعلة، والثاني يتناول الرؤية الإسلامية لمفهوم المواطنة الفاعلة والثالث رؤية الأديان الأخرى لها، والرابع يتناول رؤية الحركة الكشفية لمفهوم المواطنة الفاعلة، والخامس يتناول أفكارا للتطبيقات العملية للحركة الكشفية في تعزيز المواطنة الفاعلة.
وأضاف بأن تعريف المواطنة في المفهوم المعاصر للدولة الديمقراطية: هي انتماء الإنسان إلى دولة إقليمية معينة ، مما يتطلب وجود دولة بالمعنى الحديث، ووجود وطن له أنشطة وفعالية، وأن يكون هناك علاقة اجتماعية بين الفرد والدولة ، والتزام بالتعايش السلمي بين أفراد المجتمع ، ومشاركة في الحقوق والواجبات ، واحترام لنظام الدولة والعلاقة بالحاكم على المستوى الدستوري والقانوني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، بحيث يمكن للمواطن في الدولة أن يعبر عن رأيه ومصالحه بحرية في إطار مظلة ضمانات مقررة، مضيفا أن الدولة كظاهرة اجتماعية لا يمكن أن تنتج وتقود بناء مقوماتها وأسس نهضتها إلا على أساس مبدأ المواطنة والوطنية المجسدة للفاعلية الإنسانية التاريخية ؛ حيث تعتبر المواطنة جوهرا للتفاعلات التي ينتجها المجتمع ومكونا أساسيا من مكونات الدولة بصيغتها المدنية المعبرة عن انصهار وتفاعل جميع تكويناتها الداخلية.
المنظور النفسي
وتحدث في ورقته عن المواطنة في منظورها النفسي , حيث قال: هي الشعور بالانتماء والولاء للوطن وللقيادة السياسية التي هي مصدر الإشباع للحاجات الأساسية وحماية الذات من الأخطار المصيرية ، وهذا المفهوم الحيوي للمواطنة يجعلها أعم وأشمل من الولاء للعشيرة أو القبيلة أو الطبقة أو الطائفة ؛ بل يتجاوز الولاء لهذه الأطر الضيقة ليرتبط بالوطن الأم الحاضنة للجميع ، وتناول المواطنة بمفهومها القومي فقال: إن لهذه المواطنة قيمها الخاصة بالولاء ، وحب الوطن، والمشاركة في الأمور العامة بين المواطنين ، وتناول المواطنة في مفهومها العالمي فقال في ظل المفهوم الجيد للعولمة وما واكبه من تحولات سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية ؛ فقد أصبح العالم وطننا الأكبر الذي نسكن فيه أو قريتنا الكونية ، ومن ثم ظهر مفهوم Global Citizenship أو ما يعرف بالمواطنة العالمية، وهي تتطلب السلام والتسامح الإنساني واحترام ثقافة الآخر والتعايش مع كل الناس.
وتطرق إلى أنواع المواطنة الفاعلة فقال: إن المواطنة تنقسم إلى عدة أنواع فهناك المواطنة السياسية وتقوم المواطنة بمفهومها السياسي علي قاعدتين أساسيتين هما: ما تتضمنه من محتوى قانوني ، وما يتعلق بالجنسية ، فبالنسبة للمحتوى القانوني فإنه يعنى به الحقوق المدنية التي حصل عليها المواطن بعد صراعات طويلة مع الحكام متمثلة في الثورات ، فمن حق المواطنين المشاركة في وضع القوانين ، وحرية الرأي بكل أشكاله بما في ذلك الديني ، وحرية الكلام والكتابة والطباعة والملكية الخاصة وغيرها . أما ما يتعلق بالجنسية فإن الصفة الأكثر وضوحاً هنا ، هي حق الترشيح لجميع أشكال الانتخابات في حالة حصول الفرد على جنسية البلد التي يعيش فيها ، وحق الاقتراع . وتحدث عن النوع الثاني من المواطنة وهي المواطنة الاقتصادية فقال: إن المواطنة ليست سياسية فقط ولكنها منظومة تتضمن كل جوانب حياتنا في المجتمع ، فالسياسة الاقتصادية التي تتبعها الدولة لها تأثير كبير على ممارسة المواطنة ، فمثلاً: الفقر والبطالة والعيش في قاع المجتمع هو تدمير للمواطنة التي يجب ان يتمتع بها الفرد، فكيف يشعر الفرد بالمواطنة في حالة عدم حصوله على التعليم والصحة والعمل وغيرها ؟. كذلك التعبير الاقتصادي عن المواطنة من خلال الحق في تأسيس نقابات وجمعيات أهلية تدافع عن حقوق العمال والموظفين في جميع ميادين النشاط الاقتصادي.
المواطنة الاجتماعية
وتناول النوع الثالث من المواطنة وهي المواطنة الاجتماعية فقال: إن مفهوم المواطنة الاجتماعية متطور عن الشكلين السابقين لها، السياسـي والاقتصادي، فالمواطن الذي فقد الحرمان سياسياً واقتصادياً ، يمكن له أن يفعل أي شيء ، فهو لا يمتلك أي شعور بالانتماء للجماعة ، إنه رقم لا يتم عده إلا في حالة الموت. وأكد هشام عبد السلام أن المواطنة من تلك المنطلقات منظومة متكاملة من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية ، عندما يحصل عليها الفرد مجتمعة يمكن أن نخلع عليه صفة مواطن ، فالمواطنة ليست هي العيش في دولة معينة وفق قوانين سائدة ، أو هي حقوق وواجبات فقط وإنما هي انتماء لقيم اجتماعية. ويمكن القول أن المواطنة مفهوم اعتباري ، يفهم ويستنتج من منظومة الحقوق والواجبات والحب والانتماء والولاء للوطن.
وتطرق في ورقته إلى حقوق المواطنة فقال إن معظم الدساتير في تحديدها لحقوق المواطن ترجع إلى مواثيق حقوق الإنسان، وأهمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948م، والتفصيل الوارد في العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية ، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصادرين عن هيئة الأمم المتحدة عام 1966م. وقد حددت هاتان الوثيقتان حقوق الأفراد كما يلي: حق الحياة وضوابط عقوبة الموت ، وما يتناقض مع الحياة الكريمة كالتعذيب والاسترقاق والإكراه ، وحق الحرية والسلامة الشخصية ، وحق التقاضي وحقوق المتهم في إبلاغه فورا بالتهمة وإجراء محاكمته من غير تأخير ، وحقه في الدفاع عن نفسه أو بواسطة مساعدة قانونية يختارها هو، وحق حماية الفرد من التدخل التعسفي في خصوصياته ، وحق الفكر والضمير والديانة وما يتناقض مع ذلك من الإكراه ، وحق حرية التعبير والبحث عن المعلومات والأفكار والقيود التي يمكن أن تضعها الدولة على ذلك حماية لسمعة الأشخاص أو الأمن الوطني أو الصحة العامة أو الأخلاق ، وحق التجمع السلمي ، وحقوق العائلة وضرورة حمايتها ، وحق الزواج وتكوين أسرة والأمومة ، والحقوق السياسية وتشمل حق الانتخاب والمشاركة في الحياة العامة ، وحق العمل ، وحق تكوين النقابات والمشاركة فيها ، والحق في مستوى معيشة كريمة والحقوق الصحية والبدنية والعقلية ، والحقوق الثقافية وحق التعليم .
واجبات متنوعة
كما تناول واجبات المواطنة الفاعلة فقال: في مقابل ما سلف من حقوق ، يجب أن يؤدي المواطن واجبات تجاه وطنه ، وهي واجبات متنوعة ومتعددة مثلما تعددت حقوقه ، ويقسم الباحثون مسؤوليات وواجبات المواطنة إلى قسمين: الأول مسؤوليات إلزامية تفرضها الدولة، والثاني مسؤوليات يقوم بها المواطنون طواعية ، وذلك على النحو التالي: المسؤوليات الإلزامية مثل: الالتزام بالقوانين التي تفرضها الدولة ويسنها ممثلو الشعب في البرلمان ، ودفع الضرائب التي تقررها الدولة ، حيث يعود عائدها للفرد في صورة خدمات ، والخدمة في القوات المسلحة لحماية الوطن (خدمة العلم).والمسؤوليات التي يقدمها الفرد طواعية مثل: المشاركة في تحسين الحياة السياسية والمدنية والمشاركة في الانتخابات العامة ، والعمل على تضيق الفجوة ما بين الواقع الذي نعيشه والغايات والآمال الديمقراطية التي نرجوها ، والمساهمة في العمل وتنمية الإنتاج العام ، وواجب الدفاع عن الوطن وحرمة أراضيه ، وواجب الحفاظ على الوحدة الوطنية ، وصيانة أسرار الدولة ، والواجب الوطني في المساهمة في الحياة العامة مثل : مكافحة الأمية والتلوث ، وممارسة الحقوق والحريات السياسية ، واحترام حقوق الآخرين .
وأضاف أننا كمواطنين مطالبون بتحقيق الخير والمعروف والدعوة إلى الإصلاح ، وبناء المجتمع المتكامل اقتصادياً وتربوياً وتعليمياً وثقافياً واجتماعياً ، وبالتالي محاربة كافة أنواع الفساد والظلم ، وكل فرد يقوم بتلك الواجبات والمسؤوليات تجاه مجتمعه طواعية عن طريق مؤسسات المجتمع المدني ، وأحيانا إلزامياً مثل دفع الضرائب والدفاع عن الوطن وغيرها ، وفي الاتجاه الآخر ، فالوطن مطالب بصيانة حقوق مواطنيه المختلفة ، كحق العيش والحياة الكريمة ، وتحقيق العدل و المساواة والأمن والأمان ، وحق التعليم والسكن والعلاج والصحة والعمل ، وحق الرعاية للأيتام والأرامل والمطلقات والمعوقين والعجزة وكبار السن.. وغيرها الكثير.
تفاعل مشترك
وفي ختام ورقته أكد أن المواطنة كعملية ناتجة عن التفاعل بين المواطن والوطن الذي ينتمي إليه ويعيش فيه ، يترتب بموجبها للطرفين العديد من الحقوق والواجبات ؛ ولابد لحدوث وتحقق المواطنة الفاعلة أن يكون هناك انتماء المواطن وولاؤه كاملين للوطن ، يحترم هويته ويؤمن به وينتمي إليه ويدافع عنه ، بكل ما في عناصر هذه الهوية من ثوابت اللغة والتاريخ والقيم والآداب العامة ، والأرض التي تمثل وعاء الهوية والمواطنة ، وولاء المواطن لوطنه يستلزم البراء من أعداء هذا الوطن طالما استمر هذا العداء ، مؤكدا أن الحركة الكشفية بما تمتلكه من مقومات إحداث تغييرات تربوية وسلوكية إيجابية في أعضائها من الفتية والشباب ، لقادرة بما تمتلكه من منظومة القيم أن تسهم في جعل أفرادها أكثر فاعلية وديناميكية لتحقيق المواطنة الفاعلة.
فعاليات اليوم
وتتواصل الفعاليات بإقامة جلسة عامة لعرض توصيات المؤتمر الكشفي العربي 27، وسيتخلله تكريم عدد من القيادات الكشفية البارزة بقلادة الكشاف العربي وبوسام الهدهد للتميز الكشفي اللذين تمنحهما المنظمة الكشفية العربية للقادة الكشفيين الذين ساهموا في تفعيل ودعم برامج وأنشطة الكشافة بالوطن العربي، حيث سيتم تكريم محمد بن حمود الوهيبي مرشح المديرية العامة للكشافة والمرشدات لنيل قلادة الكشاف العربي حيث سيكون ضمن المقلدين العرب في المؤتمر.
http://main.omandaily.om/node/137295 (http://main.omandaily.om/node/137295)
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=510441&goto=newpost)
http://main.omandaily.om/files/imagecache/250x250/rbimages/1369760015022898400.jpg-
رسالة الجزائر ـ خليفة الرواحي -
بمشاركة السلطنة اليوم ختام أعمال المؤتمر الكشفي العربي الـ 27 الذي يقام بقصر المؤتمرات بالجزائر العاصمة تحت شعار (الكشفية والمواطنة الفاعلة) والذي استمر ستة أيام متتالية شهدت خلالها مناقشات ومداخلات لتصل اليوم الى إعلان التوصيات التي تؤكد على الدور الرائد للحركة الكشفية في تأصيل قيم المواطنة ، المؤتمر الذي يختتم اليوم ، حظي بمشاركة واسعة من ممثلي الجمعيات الكشفية العربية ووفود كشفية من الأمانة العامة للمنظمة الكشفية العربية وممثلي المكتب الكشفي العالمي والأقاليم الكشفية وممثلي عدد من المنظمات الدولية المتعاونة مع الكشافة ، وبحضور سكوت تيري أمين عام المنظمة الكشفية العالمية والدكتور عاطف عبدالمجيد أمين عام المنظمة الكشفية العربية ويوسف خداج رئيس اللجنة الكشفية العربية.
المؤتمر بدأ بأداء أعضاء اللجنة الكشفية العربية والمشاركين في المؤتمر الكشفي العربي القسم الكشفي لتبدأ بعدها الجلسات بتقديم عدد من أوراق العمل التي تناولت الكشفية والمواطنة الفاعلة حيث قدم القائد هشام عبد السلام موسى خبير الشؤون الكشفية بالمديرية العامة للكشافة والمرشدات ورقة عمل بعنوان الحركة الكشفية ودورها في تعزيز المواطنة الفاعلة ، حيث بدأ ورقته بمقدمة قال فيها: لعل من أبرز المصطلحات التي تطفو على سطح حياتنا الاجتماعية والسياسية في وطننا العربي في الآونة الأخيرة هو مصطلح (المواطنة) ، وحتى وإن كانت بدايات ذلك المصطلح بمعناه المتداول حاليا قد بدأت مع بدايات القرن الماضي ، إلا أن دلالاته الاجتماعية والسياسية تعود لأكثر من ألفي عام في حضارات سابقة مثل اليونانية والرومانية والفرعونية والإسلامية.
فرص متاحة
المواطنة كمصطلح كحد عملة تقف على سيفها ، نلحظ على أحد جوانبها كلمة (استحقاقات المواطنة) ونلحظ على وجهها الآخر كلمة (المواطنة الفاعلة)، فاستحقاقات المواطنة تحدد مدى الحقوق التي من الممكن أن يتحصل عليها المواطن في وطنه، والمواطنة الفاعلة تحدد مدى الواجبات التي تستوجب على المواطن أن يؤديها لوطنه ومجتمعه ، ومادامت هناك حقوق فلابد أن تكون هناك التزامات وواجبات .
والمواطنة الفاعلة هي وسيلة لتوسيع مدى الفرص المتاحة للإنسان ، ولتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين أعضاء المجتمع بكافة أطيافه وعناصره ، وهي ترتكز على تحفيز العمل الجماعي كوسيلة لضمان تلك المساواة . وفي سياق العلاقات الاجتماعية ، تكتسي المواطنة الفاعلة مغزى خاصاً. وهنا تبرز الأدوار التي يجب أن تلعبها كل من الدولة ، وقطاعي المنظمات الأهلية والمدنية في تحقيق المساواة بين المواطنين للحصول على مستحقاتهم الاجتماعية، وهو ما سوف نوضحه من خلال هذا البحث.
وأشار إلى أن موضوع البحث الذي يتناول دور الحركة الكشفية في تعزيز المواطنة الفاعلة ، إلا أنه جانب الواجبات المستحقة على المواطن تجاه وطنه ، وحتى نصل إلى تلك الغاية في حاجة إلى أن نعمق مفاهيمنا أولا حول قضية الوطن والمواطنة من كافة أبعادها ، ولنا أن نتساءل بداية:ما هو الوطن؟ ومن هـو المواطن؟ وما هي الواجبات التي يتحتم على المواطن أداؤها ؟ وما هي الحقوق التي تستحق للمواطن، والمفترض أن يتمتع بها ؟ وكيف يمكن للمواطن الفصل بين ما هو له، وما هو عليه؟ وللإجابة على هذه الاستفسارات وجدت أنه من الأنسب أن أقسم هذا البحث إلى خمسة مباحث أساسية على النحو التالي: الأول يتناول مفاهيم عامة حول المواطنة الفاعلة، والثاني يتناول الرؤية الإسلامية لمفهوم المواطنة الفاعلة والثالث رؤية الأديان الأخرى لها، والرابع يتناول رؤية الحركة الكشفية لمفهوم المواطنة الفاعلة، والخامس يتناول أفكارا للتطبيقات العملية للحركة الكشفية في تعزيز المواطنة الفاعلة.
وأضاف بأن تعريف المواطنة في المفهوم المعاصر للدولة الديمقراطية: هي انتماء الإنسان إلى دولة إقليمية معينة ، مما يتطلب وجود دولة بالمعنى الحديث، ووجود وطن له أنشطة وفعالية، وأن يكون هناك علاقة اجتماعية بين الفرد والدولة ، والتزام بالتعايش السلمي بين أفراد المجتمع ، ومشاركة في الحقوق والواجبات ، واحترام لنظام الدولة والعلاقة بالحاكم على المستوى الدستوري والقانوني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، بحيث يمكن للمواطن في الدولة أن يعبر عن رأيه ومصالحه بحرية في إطار مظلة ضمانات مقررة، مضيفا أن الدولة كظاهرة اجتماعية لا يمكن أن تنتج وتقود بناء مقوماتها وأسس نهضتها إلا على أساس مبدأ المواطنة والوطنية المجسدة للفاعلية الإنسانية التاريخية ؛ حيث تعتبر المواطنة جوهرا للتفاعلات التي ينتجها المجتمع ومكونا أساسيا من مكونات الدولة بصيغتها المدنية المعبرة عن انصهار وتفاعل جميع تكويناتها الداخلية.
المنظور النفسي
وتحدث في ورقته عن المواطنة في منظورها النفسي , حيث قال: هي الشعور بالانتماء والولاء للوطن وللقيادة السياسية التي هي مصدر الإشباع للحاجات الأساسية وحماية الذات من الأخطار المصيرية ، وهذا المفهوم الحيوي للمواطنة يجعلها أعم وأشمل من الولاء للعشيرة أو القبيلة أو الطبقة أو الطائفة ؛ بل يتجاوز الولاء لهذه الأطر الضيقة ليرتبط بالوطن الأم الحاضنة للجميع ، وتناول المواطنة بمفهومها القومي فقال: إن لهذه المواطنة قيمها الخاصة بالولاء ، وحب الوطن، والمشاركة في الأمور العامة بين المواطنين ، وتناول المواطنة في مفهومها العالمي فقال في ظل المفهوم الجيد للعولمة وما واكبه من تحولات سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية ؛ فقد أصبح العالم وطننا الأكبر الذي نسكن فيه أو قريتنا الكونية ، ومن ثم ظهر مفهوم Global Citizenship أو ما يعرف بالمواطنة العالمية، وهي تتطلب السلام والتسامح الإنساني واحترام ثقافة الآخر والتعايش مع كل الناس.
وتطرق إلى أنواع المواطنة الفاعلة فقال: إن المواطنة تنقسم إلى عدة أنواع فهناك المواطنة السياسية وتقوم المواطنة بمفهومها السياسي علي قاعدتين أساسيتين هما: ما تتضمنه من محتوى قانوني ، وما يتعلق بالجنسية ، فبالنسبة للمحتوى القانوني فإنه يعنى به الحقوق المدنية التي حصل عليها المواطن بعد صراعات طويلة مع الحكام متمثلة في الثورات ، فمن حق المواطنين المشاركة في وضع القوانين ، وحرية الرأي بكل أشكاله بما في ذلك الديني ، وحرية الكلام والكتابة والطباعة والملكية الخاصة وغيرها . أما ما يتعلق بالجنسية فإن الصفة الأكثر وضوحاً هنا ، هي حق الترشيح لجميع أشكال الانتخابات في حالة حصول الفرد على جنسية البلد التي يعيش فيها ، وحق الاقتراع . وتحدث عن النوع الثاني من المواطنة وهي المواطنة الاقتصادية فقال: إن المواطنة ليست سياسية فقط ولكنها منظومة تتضمن كل جوانب حياتنا في المجتمع ، فالسياسة الاقتصادية التي تتبعها الدولة لها تأثير كبير على ممارسة المواطنة ، فمثلاً: الفقر والبطالة والعيش في قاع المجتمع هو تدمير للمواطنة التي يجب ان يتمتع بها الفرد، فكيف يشعر الفرد بالمواطنة في حالة عدم حصوله على التعليم والصحة والعمل وغيرها ؟. كذلك التعبير الاقتصادي عن المواطنة من خلال الحق في تأسيس نقابات وجمعيات أهلية تدافع عن حقوق العمال والموظفين في جميع ميادين النشاط الاقتصادي.
المواطنة الاجتماعية
وتناول النوع الثالث من المواطنة وهي المواطنة الاجتماعية فقال: إن مفهوم المواطنة الاجتماعية متطور عن الشكلين السابقين لها، السياسـي والاقتصادي، فالمواطن الذي فقد الحرمان سياسياً واقتصادياً ، يمكن له أن يفعل أي شيء ، فهو لا يمتلك أي شعور بالانتماء للجماعة ، إنه رقم لا يتم عده إلا في حالة الموت. وأكد هشام عبد السلام أن المواطنة من تلك المنطلقات منظومة متكاملة من حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية ، عندما يحصل عليها الفرد مجتمعة يمكن أن نخلع عليه صفة مواطن ، فالمواطنة ليست هي العيش في دولة معينة وفق قوانين سائدة ، أو هي حقوق وواجبات فقط وإنما هي انتماء لقيم اجتماعية. ويمكن القول أن المواطنة مفهوم اعتباري ، يفهم ويستنتج من منظومة الحقوق والواجبات والحب والانتماء والولاء للوطن.
وتطرق في ورقته إلى حقوق المواطنة فقال إن معظم الدساتير في تحديدها لحقوق المواطن ترجع إلى مواثيق حقوق الإنسان، وأهمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948م، والتفصيل الوارد في العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية ، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصادرين عن هيئة الأمم المتحدة عام 1966م. وقد حددت هاتان الوثيقتان حقوق الأفراد كما يلي: حق الحياة وضوابط عقوبة الموت ، وما يتناقض مع الحياة الكريمة كالتعذيب والاسترقاق والإكراه ، وحق الحرية والسلامة الشخصية ، وحق التقاضي وحقوق المتهم في إبلاغه فورا بالتهمة وإجراء محاكمته من غير تأخير ، وحقه في الدفاع عن نفسه أو بواسطة مساعدة قانونية يختارها هو، وحق حماية الفرد من التدخل التعسفي في خصوصياته ، وحق الفكر والضمير والديانة وما يتناقض مع ذلك من الإكراه ، وحق حرية التعبير والبحث عن المعلومات والأفكار والقيود التي يمكن أن تضعها الدولة على ذلك حماية لسمعة الأشخاص أو الأمن الوطني أو الصحة العامة أو الأخلاق ، وحق التجمع السلمي ، وحقوق العائلة وضرورة حمايتها ، وحق الزواج وتكوين أسرة والأمومة ، والحقوق السياسية وتشمل حق الانتخاب والمشاركة في الحياة العامة ، وحق العمل ، وحق تكوين النقابات والمشاركة فيها ، والحق في مستوى معيشة كريمة والحقوق الصحية والبدنية والعقلية ، والحقوق الثقافية وحق التعليم .
واجبات متنوعة
كما تناول واجبات المواطنة الفاعلة فقال: في مقابل ما سلف من حقوق ، يجب أن يؤدي المواطن واجبات تجاه وطنه ، وهي واجبات متنوعة ومتعددة مثلما تعددت حقوقه ، ويقسم الباحثون مسؤوليات وواجبات المواطنة إلى قسمين: الأول مسؤوليات إلزامية تفرضها الدولة، والثاني مسؤوليات يقوم بها المواطنون طواعية ، وذلك على النحو التالي: المسؤوليات الإلزامية مثل: الالتزام بالقوانين التي تفرضها الدولة ويسنها ممثلو الشعب في البرلمان ، ودفع الضرائب التي تقررها الدولة ، حيث يعود عائدها للفرد في صورة خدمات ، والخدمة في القوات المسلحة لحماية الوطن (خدمة العلم).والمسؤوليات التي يقدمها الفرد طواعية مثل: المشاركة في تحسين الحياة السياسية والمدنية والمشاركة في الانتخابات العامة ، والعمل على تضيق الفجوة ما بين الواقع الذي نعيشه والغايات والآمال الديمقراطية التي نرجوها ، والمساهمة في العمل وتنمية الإنتاج العام ، وواجب الدفاع عن الوطن وحرمة أراضيه ، وواجب الحفاظ على الوحدة الوطنية ، وصيانة أسرار الدولة ، والواجب الوطني في المساهمة في الحياة العامة مثل : مكافحة الأمية والتلوث ، وممارسة الحقوق والحريات السياسية ، واحترام حقوق الآخرين .
وأضاف أننا كمواطنين مطالبون بتحقيق الخير والمعروف والدعوة إلى الإصلاح ، وبناء المجتمع المتكامل اقتصادياً وتربوياً وتعليمياً وثقافياً واجتماعياً ، وبالتالي محاربة كافة أنواع الفساد والظلم ، وكل فرد يقوم بتلك الواجبات والمسؤوليات تجاه مجتمعه طواعية عن طريق مؤسسات المجتمع المدني ، وأحيانا إلزامياً مثل دفع الضرائب والدفاع عن الوطن وغيرها ، وفي الاتجاه الآخر ، فالوطن مطالب بصيانة حقوق مواطنيه المختلفة ، كحق العيش والحياة الكريمة ، وتحقيق العدل و المساواة والأمن والأمان ، وحق التعليم والسكن والعلاج والصحة والعمل ، وحق الرعاية للأيتام والأرامل والمطلقات والمعوقين والعجزة وكبار السن.. وغيرها الكثير.
تفاعل مشترك
وفي ختام ورقته أكد أن المواطنة كعملية ناتجة عن التفاعل بين المواطن والوطن الذي ينتمي إليه ويعيش فيه ، يترتب بموجبها للطرفين العديد من الحقوق والواجبات ؛ ولابد لحدوث وتحقق المواطنة الفاعلة أن يكون هناك انتماء المواطن وولاؤه كاملين للوطن ، يحترم هويته ويؤمن به وينتمي إليه ويدافع عنه ، بكل ما في عناصر هذه الهوية من ثوابت اللغة والتاريخ والقيم والآداب العامة ، والأرض التي تمثل وعاء الهوية والمواطنة ، وولاء المواطن لوطنه يستلزم البراء من أعداء هذا الوطن طالما استمر هذا العداء ، مؤكدا أن الحركة الكشفية بما تمتلكه من مقومات إحداث تغييرات تربوية وسلوكية إيجابية في أعضائها من الفتية والشباب ، لقادرة بما تمتلكه من منظومة القيم أن تسهم في جعل أفرادها أكثر فاعلية وديناميكية لتحقيق المواطنة الفاعلة.
فعاليات اليوم
وتتواصل الفعاليات بإقامة جلسة عامة لعرض توصيات المؤتمر الكشفي العربي 27، وسيتخلله تكريم عدد من القيادات الكشفية البارزة بقلادة الكشاف العربي وبوسام الهدهد للتميز الكشفي اللذين تمنحهما المنظمة الكشفية العربية للقادة الكشفيين الذين ساهموا في تفعيل ودعم برامج وأنشطة الكشافة بالوطن العربي، حيث سيتم تكريم محمد بن حمود الوهيبي مرشح المديرية العامة للكشافة والمرشدات لنيل قلادة الكشاف العربي حيث سيكون ضمن المقلدين العرب في المؤتمر.
http://main.omandaily.om/node/137295 (http://main.omandaily.om/node/137295)
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=510441&goto=newpost)