حواليكم
19-06-2013, 09:17 PM
.
.
مساؤكم طُهرٌ كـ أرواحكم ~
,،
هذه أولى محاولاتي في كتابة القصة ..
ليست بذاك الاتقان ><
لكونها محاولة متواضعةة . . لا غير ! :embarrest
مُنى النفس أن تروق لكم ؛ وأجد النقد المفيد ..
فبكم نرتقي ^^
"
"
هناك/
على ذلك الكرسي الخشبي، المطليّ بلونٍ أبيضَ باهت ! أو بالأحرى بقايا لذلك اللون الذي عفر عليه الزمن
وأخفى لونه . .
كانت هي كعادتها في كل صباح ، تأخذ كتابًا من رفّ مكتبتها الصغيرة ، ولا تنسى كوب القهوة السوداء المرّه خاصتها..
لتذهب بخطى سريعة نحو ذلك الكرسي المركون في حديقة منزلها الخلفية.
وضعت الكوب بجانبها بعد أن ارتشفت القليل منه متلذذة بطعمه رغم مرارته !
فهي بنظرها أن الحياة مرّة كهذه القهوة التي أدمنت رائحتها ، فالحلاوة لم توجد لتكون في هذه الدنيا ! بل، لتوجد بعدها ! . .
بدأت بعدها تقلب صفحات ذلك الكتاب المهترئ ! الجديد في نظرها .. فهي لم تعهد وجوده بين مجموعة كتبها المختارة بعناية !
كان بعنوان " لانهائية الوجود!" .. لم يكن عجبها من العنوان أكبر من مضمون الكتاب !
كانت تقلبه ببطء، وكأنها تعِدّ نفسها لشيءٍ قادمِ مجهول .. مر الوقت برتابة ليست كالمعتاد ,,
وصلت لمنتصف الكتاب وهي متشوقة للمتابعة، فقد وجدت به ما يجذب انتباهها وقد يصف حالها قليلاً !
توقفت عند عبارة شدت جوارحها وأسكبت دموع عينيها ! .. تذكرت حينها أنه كتابُ أمها الذي دائمًا ما كان يرافقها،،
أمها التي كانت تردد هذه العبارة على لسانها " كل هذا سَيَمُر ،، لا شيء يبقى على حاله" !
رددت في نفسها بحزن : هناك صباحات تبقى مثل نبعٍ خفيٍ في الذاكرة ! صعبٌ تجاهلها ، خوفًا من صيرورة النسيان الحتمي !
تابعت بعدها تقلّب الصفحات بلهفة، وإذا بورقة مثنية بعناية تسقط على الأرض من ذلك الكتاب ..
ترددت كثيرًا في أخذها ،، فارتجاف يديها كان يمنعها ويزيد من خوفها!.. حادثت نفسها قائلة :
[مابي أرتجف هكذا ! ماهي إلا ورقة مهترئة.. فما الضير من التقاطها وفتحها ! ]
انحنت ببطء وأمسكتها وهي تتنفس الصعداء .. وكأن هنالك صراع بداخلها بين فتحها وإبقائها مغلقة مجهولة الحوايا !
ولكن لفضولها الذي كان يتغلب على خوفها أصرّت الإطلاع على تلك الورقة ..
همت بفتحها ، وقرأت أول كلمة [إلى ابنتي العزيزة] وإذا بعينيها اغرورقت دمعًا ، فصار ينسكب بغزارة على خديها الباردين ..
كيف لا! وتلك كلمة لم تسمعها منذ تلك الحادثة المريرة !، كيف لا تبكي وذاك خطّ أمها الراحلة الحنونة وهي تناديها إبنتي ..
استمرت في القراءة ولازالت الدموع تتقاطر من مقلتيها الجميلتين .. هدوءٌ صاخب عمّ المكان، لا شيء سوى زفرات أنفاسها وشهقاتها المملوءة ألمًا واشتياقًا ..
بدأت رياح الذكرى تعصف برفات ذكرياتٍ مضت بقسوة ! أغمضت عينيها بإلتياع وغصة خانقة بأنفاسها..
عادت بها الذكرى لذلك اليوم .. يوم فقدت أعزّ ما تملك بحادثٍ تقشعر منه الأبدان رعبًا .. ماتت أمها وهي لا تزال تتنفس هواء هذه الدنيا القاسية ! ..
كم تمنت الموت مرارًا ، وكم ودّت لو أن روحها تتبع أمها بسرعة لترتاح !
ولكنها أدركت أن الموت لا يريدها الآن ،، وكأنه ينفر ويبتعد عنها لتتعلم درسًا لم تجربه بعد! .. ليجعلها تقاسي لسعة الفقد المؤلمة ..
خاطبت روحها بحزن: هل ستصبرين يا روح! أم تجعلي لليأس منفذًا ؟؟
وها هو ذات الإحساس يُعاودها الآن ،، ولكن بعد مرور عقد من الزمن ..
تنهدت بعمق ثم نظرت بعدها إلى نهاية كلمات أمها المسطورة على تلك الورقة بحنية ، وهي تكرر عبارتها المميزة:
" ابنتي كل هذا سَيَمُر ! لن يبقى شيءٌ على حاله ،، كل شيءٍ فان.. فاصبري وصابري واصطبري عزيزتي ! فما هذه الدنيا إلا مرجعها للفناء والانتهاء ..
فكتبت بعدها من كلِم كتاب الله لتختم قولها [وبَشِّر الصابِرين].. لا عليكِ عزيزتي فالله بجانبكِ دائمًا ,, سواء أكنتُ معكِ أم لا .. "
أعادت رأسها للوراء وهي تزفر كل آهٍ كُبتت بجوفها.. وكل حرقة أحست بها ..
لتجدد الأمل المدفون بروحها ،، وترطب لسانها بذكر مولاها ..
[الحمدلله،، كلّه خيرٌ بإذن الله]
غيّم الجوّ، وهبّت نسماتٌ باردة لامست وهدأت من روحها قبل جسدها، بدأت بعدها حبات المطر تتساقط برقةٍ لامتناهية على وجهها،،
لتختلط بتلك الدموع الحزينة وتمسحها بلطفٍ عارم.. لتهمس بهدوء يُخالطه ابتسامة بـ الحمدلله ..
بعدها /
ضمت تلك الرسالة الغالية لصدرها، وطفقت تركض بخطى كالأطفال على الأرض المبللة وتخبئها كي لا تتبلل بقطرات المطر المتساقطة ..
دخلت إلى منزلها لأول مرة منذ زمن بروحٍ ملؤها شغفٌ وتفاؤل وطموح حدّ الغرق..
لتبتسم بفرح كبير لكل ما حولها وكأنها طفلة وجدت دميتها الضائعة لتدرك أنها كانت مخبّأة خلف الكنبة الصغيرة بقرب الحائط..
لتردد على لسانها [هي الدنيا كذلك.. كل هذا سَيَـمُر]~
.
.
||بُروودْ أعْصَابْ||~
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=512755&goto=newpost)
.
مساؤكم طُهرٌ كـ أرواحكم ~
,،
هذه أولى محاولاتي في كتابة القصة ..
ليست بذاك الاتقان ><
لكونها محاولة متواضعةة . . لا غير ! :embarrest
مُنى النفس أن تروق لكم ؛ وأجد النقد المفيد ..
فبكم نرتقي ^^
"
"
هناك/
على ذلك الكرسي الخشبي، المطليّ بلونٍ أبيضَ باهت ! أو بالأحرى بقايا لذلك اللون الذي عفر عليه الزمن
وأخفى لونه . .
كانت هي كعادتها في كل صباح ، تأخذ كتابًا من رفّ مكتبتها الصغيرة ، ولا تنسى كوب القهوة السوداء المرّه خاصتها..
لتذهب بخطى سريعة نحو ذلك الكرسي المركون في حديقة منزلها الخلفية.
وضعت الكوب بجانبها بعد أن ارتشفت القليل منه متلذذة بطعمه رغم مرارته !
فهي بنظرها أن الحياة مرّة كهذه القهوة التي أدمنت رائحتها ، فالحلاوة لم توجد لتكون في هذه الدنيا ! بل، لتوجد بعدها ! . .
بدأت بعدها تقلب صفحات ذلك الكتاب المهترئ ! الجديد في نظرها .. فهي لم تعهد وجوده بين مجموعة كتبها المختارة بعناية !
كان بعنوان " لانهائية الوجود!" .. لم يكن عجبها من العنوان أكبر من مضمون الكتاب !
كانت تقلبه ببطء، وكأنها تعِدّ نفسها لشيءٍ قادمِ مجهول .. مر الوقت برتابة ليست كالمعتاد ,,
وصلت لمنتصف الكتاب وهي متشوقة للمتابعة، فقد وجدت به ما يجذب انتباهها وقد يصف حالها قليلاً !
توقفت عند عبارة شدت جوارحها وأسكبت دموع عينيها ! .. تذكرت حينها أنه كتابُ أمها الذي دائمًا ما كان يرافقها،،
أمها التي كانت تردد هذه العبارة على لسانها " كل هذا سَيَمُر ،، لا شيء يبقى على حاله" !
رددت في نفسها بحزن : هناك صباحات تبقى مثل نبعٍ خفيٍ في الذاكرة ! صعبٌ تجاهلها ، خوفًا من صيرورة النسيان الحتمي !
تابعت بعدها تقلّب الصفحات بلهفة، وإذا بورقة مثنية بعناية تسقط على الأرض من ذلك الكتاب ..
ترددت كثيرًا في أخذها ،، فارتجاف يديها كان يمنعها ويزيد من خوفها!.. حادثت نفسها قائلة :
[مابي أرتجف هكذا ! ماهي إلا ورقة مهترئة.. فما الضير من التقاطها وفتحها ! ]
انحنت ببطء وأمسكتها وهي تتنفس الصعداء .. وكأن هنالك صراع بداخلها بين فتحها وإبقائها مغلقة مجهولة الحوايا !
ولكن لفضولها الذي كان يتغلب على خوفها أصرّت الإطلاع على تلك الورقة ..
همت بفتحها ، وقرأت أول كلمة [إلى ابنتي العزيزة] وإذا بعينيها اغرورقت دمعًا ، فصار ينسكب بغزارة على خديها الباردين ..
كيف لا! وتلك كلمة لم تسمعها منذ تلك الحادثة المريرة !، كيف لا تبكي وذاك خطّ أمها الراحلة الحنونة وهي تناديها إبنتي ..
استمرت في القراءة ولازالت الدموع تتقاطر من مقلتيها الجميلتين .. هدوءٌ صاخب عمّ المكان، لا شيء سوى زفرات أنفاسها وشهقاتها المملوءة ألمًا واشتياقًا ..
بدأت رياح الذكرى تعصف برفات ذكرياتٍ مضت بقسوة ! أغمضت عينيها بإلتياع وغصة خانقة بأنفاسها..
عادت بها الذكرى لذلك اليوم .. يوم فقدت أعزّ ما تملك بحادثٍ تقشعر منه الأبدان رعبًا .. ماتت أمها وهي لا تزال تتنفس هواء هذه الدنيا القاسية ! ..
كم تمنت الموت مرارًا ، وكم ودّت لو أن روحها تتبع أمها بسرعة لترتاح !
ولكنها أدركت أن الموت لا يريدها الآن ،، وكأنه ينفر ويبتعد عنها لتتعلم درسًا لم تجربه بعد! .. ليجعلها تقاسي لسعة الفقد المؤلمة ..
خاطبت روحها بحزن: هل ستصبرين يا روح! أم تجعلي لليأس منفذًا ؟؟
وها هو ذات الإحساس يُعاودها الآن ،، ولكن بعد مرور عقد من الزمن ..
تنهدت بعمق ثم نظرت بعدها إلى نهاية كلمات أمها المسطورة على تلك الورقة بحنية ، وهي تكرر عبارتها المميزة:
" ابنتي كل هذا سَيَمُر ! لن يبقى شيءٌ على حاله ،، كل شيءٍ فان.. فاصبري وصابري واصطبري عزيزتي ! فما هذه الدنيا إلا مرجعها للفناء والانتهاء ..
فكتبت بعدها من كلِم كتاب الله لتختم قولها [وبَشِّر الصابِرين].. لا عليكِ عزيزتي فالله بجانبكِ دائمًا ,, سواء أكنتُ معكِ أم لا .. "
أعادت رأسها للوراء وهي تزفر كل آهٍ كُبتت بجوفها.. وكل حرقة أحست بها ..
لتجدد الأمل المدفون بروحها ،، وترطب لسانها بذكر مولاها ..
[الحمدلله،، كلّه خيرٌ بإذن الله]
غيّم الجوّ، وهبّت نسماتٌ باردة لامست وهدأت من روحها قبل جسدها، بدأت بعدها حبات المطر تتساقط برقةٍ لامتناهية على وجهها،،
لتختلط بتلك الدموع الحزينة وتمسحها بلطفٍ عارم.. لتهمس بهدوء يُخالطه ابتسامة بـ الحمدلله ..
بعدها /
ضمت تلك الرسالة الغالية لصدرها، وطفقت تركض بخطى كالأطفال على الأرض المبللة وتخبئها كي لا تتبلل بقطرات المطر المتساقطة ..
دخلت إلى منزلها لأول مرة منذ زمن بروحٍ ملؤها شغفٌ وتفاؤل وطموح حدّ الغرق..
لتبتسم بفرح كبير لكل ما حولها وكأنها طفلة وجدت دميتها الضائعة لتدرك أنها كانت مخبّأة خلف الكنبة الصغيرة بقرب الحائط..
لتردد على لسانها [هي الدنيا كذلك.. كل هذا سَيَـمُر]~
.
.
||بُروودْ أعْصَابْ||~
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=512755&goto=newpost)