تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلـــلة عادات العقـــل( 2 )التحكم بالتهور .. معا من اجل مجتمع افضل Habits of Mind



حواليكم
24-06-2013, 02:23 PM
سلسلــة عادات العقـــل .. (2) التحكم بالتهور معا من اجل مجتمع افضل Habits of Mind

اشكر كل من ارسل لي ملاحظة او نصيحة بارك الله فيكم وفينا جميعا. وعلى بركة الله سنبحر في سلسة عادات العقل ..

" ربما يكون تاخير الابتهاج المفروض ذاتياً حتى يتحقق هدف ما هو جوهر التنظيم العاطفي الذاتي: أي المقدرة على رفض التهور خدمة للهدف سواء أكان بناء عمل تجاري أم حل معادلة في علم الجبر أم السعي وراء كأس ستانلي" دانييل جولمان
بقول العلماء أن ارتفاع الادرينالين في جسم الانسان يؤدي إلى اعاقة العقل عن التعلم، وكما نعلم إن ردة الفعل تكون في العادة غير محسوبة وقد تسبب عواقب وخيمة ، وبالمناسبـة يرتفع الادرينالين في حالات الأنفعال( الفرحة الزائده و الخوف والغضب) ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ".
هل تفكر قبل أن ترد على سؤال موجه لك؟
اذا كانت اجابتك نعم فكم الوقت الذي تستغرقه في التفكير؟
هل تقدم على تنفيذ العديد من الامور في حياتك بدون دراستها أو التمعن فيها؟
إلى أية درجة تقوم بالتمعن بالامـور قبل تنفيذها؟
في حالة لم تجد مشروبك المفضل هل تختار اقرب مشروب دون محاولة التمعن في الخيار ام تتمعن ولو قليلا ؟
كم عدد المرات التي قلت فيها " أوه لقد فاتتني هذه النقطه!" ؟
بكل تأكيد لن تستطيع أن تكون جامحا لتهور بالنسبـة الكاملة لكن الخبرة الحياتية هي التي تغذي هذه العادة وتعذي كل عادات العقل ايضا، وهذه المحاولة هي اختصار الزمن حتى نجنب الاخرين الاخطاء التي وقعنا فيها، ليس بالوعظ واعطاء المعلومة، وإنما باعطاء المفاتيح التي تمكن الدماغ من التعامل مع تلك المواقف.
تتجلى اهم معاني التحكم بالتهور في التأني قبل الاقدام على المخاطرة، ومن عادة القادرين على جمح تهورهم أنهم يؤسسون رؤية لمنتج ما أو خطة عمل أو هدف أو اتجاه قبل أن يبدأوا. يكافحون لتوضيح وفهم التوجيهات ويطورون استراتيجية التعامل مع المشكلة، مؤجلين أعطاء حكم فوري حول فكرة معينة إلى أن يفهمونها تمام. ومن طبيعة الأفراد الذين يحبون التأمل أنهم يتمعنون في البدائل والنتائج لعدد من الاتجاهات الممكنة قبل أن يتصرفوا، بذا يقللون من تجربة المحاولة والخطأ عن طريق جمع المعلومات والتأني من أجل التأمل في الجواب قبل أن يقدموه، والتأكد من أنهم يفهمون التعليمات والإصغاء لوجهات نظر بديلة.
غالباً مايسارع البعض إلى قول أول جواب يرد إلى أذهانهم دونما تفكير أو تأن. فأحيانا يصرخون بالجواب، أو يبدأون العمل قبل أن يفهموا التعليمات. يعملون بموجب اول فكرة تخطر على بالهم بدلاً من التمعن في البدائل والنتائج التي قد تنجم عن عدد من الاتجاهات الممكنة"
الدول المتحضرة والعصرية تعمل وفق استراتيجية واضحة مدروسة، يعلم اهدافها وطرق تحقيقها كل العاملين في الدولة بالمفهوم الشامل، فتترجم المناهج التربوية هذه الاستراتيجية إلى عدد من المخرجات يتناولها الطالب خلال عدد من السنوات وتكون تلك السنوات إلزامية ومجانية في الغالب وهي الحد الأدنى لتأهيل مواطن قادر على المساهمة في تحقيق الاستراتيجية العظمى لتلك الدولة. وقد تتراوح بين 6 و9 سنوات كحد أدنى وبقية السنوات يتحمل اعبائها أولياء الأمور مشاركة مع دعم حكومي، فنجد تلك الدول تعمل بتحكم مرتفع جداً لتهور حيث يتم تقليل بدرجة كبيرة جداً التجربة بالمحاولة والخطأ، كما أن كل مؤسسات الدولة تعمل في إطار تحقيق تلك الاستراتيجة، فتجني تلك الدول تطورات متعدد بشكل متصاعد بدأ بدخول الاستراتيجية حيز التنفيذ وخلال عدة سنوات في جيل واحد تتحول تلك البلدان إلى بلدان اقتصادية منافسة في الاسواق العالمية، فيقال تلك دولة صناعية أو زراعية أو تقنية .... وقد تكون مشتركة بنسب متفواته.
أما الدول المعاصرة ذات الاقتصادات الاستهلاكية فهي دولة تعمل على اهدف عامة غير واضح،فيتحول التعليم فيها بدون هدف إلى ثقافة عامة وتجد مؤسساتها تعمل وفق خطة خاصة بها لتطوير الدولة، فتتشتت الجهود وتقل الكفائة، وتعتقد كل مؤسسة أنها تحسن عملاً، فكل مؤسسة تعمل في وادي وفق تهور شديد في تنفيذ برامج لا يتم توفير سبل نجاحها وبعد عدة سنوات من تراكم الاخطاء يكتشف المسؤول ذلك فبدل أن نواجه المشكلة ويتم حلها جذريا، يتم تبديل نظام جديد على نفس الاسس السابقة من التهور ليتم هادر مبالغ هائلة من اموال الشعوب، في محاولة يائسة لتحسين الأحوال، وأذا لم تقدم تلك الدولة اصلاحات حقيقة في اقتصادها وتعلميها وخاصة في بناء انسان يمتلك فكراً يحمل مايكفي من مهارات البحث وعادات العقـل فإن مسيرها إلى المجهـــول ولنا في التاريــخ مايكفي من العبـــر.
يقول اخر تقرير سنوي لشرطة عمان السلطانية 2012م إن 95% من اسباب الحوادث ترجع إلى ( السرعة، سوء تصرف، الإهمال، مسافة امان، التجاوز، السكر، الإرهاق ) كلفت(812) متوفي وكل تلك الاسباب ترتبط بالتحكم بالتهور مع بقية عادات العقــل وإن كان التحكم بالتهــور بالمقام الأول هو الضابط الرئيسي لسرعات الزائدة او القرارات الخاطئة التي قد يتخذها السائق قبل القيادة أو اثناء القيادة.
شخصيا اعتقد وأومن ان مشكلات التدخين والسرطان والحوادث وامراض العصر هي مشاكل فكرية عقلية بالمقام الأول وحلولها فكرية عقلية قبل ان تكون امنية.

" إن سر التقدم إلى الأمام هو معرفة نقطة البدء. أما سر معرفة نقطة البدء فهو تقسيم المهمات المعقده الثقال إلى مهام صغيرة يمكن التحكم فيها ومن ثم البدء بالأولى." مارك توين

فعلى الراغبين في تعلم تطبيق عادة التحكم بالتهور وصف أين وصلوا في استخدام استراتيجية معينة، وأن يتأملوا في نجاعة العمل الذي يقومون به ، وأيضا أن يرسمو خريطة بصرية لمدى تقدمهم، وبذلك يمكنهم أن يصفوا خط سير تفكيرهم إلى حين تلك اللحظة من عملهم. ومن بعد ذلك يمكنهم أن يصفوا المسارات التي يعتزمون القيام بها بعد حل مشكلتهم. ويفيد هذا النوع من الخرائط البصرية في كونه خريطة فوق معرفية لهم. ويمكن تطبيق هذه العادة من خلال التحكم بالوقت عند طرح سؤال على أنفسنا أو على الاخرين يجب أن نفكر (60) ثانية باستخدام الساعة قبل ان نعطي جواب، ويستطيع المعلمين تطبيق هذه العادة من خلال طرح اسئلة تحمل اجابة ظاهرية على الطلاب مع اعطائهم دقيقة لتفكير وستحدد إجابة الطالب مستوى هذه العادة لديه. كما يمكن أن نطبقها على أنفسنا لتعليم أبنائنا من خلال التفكير (60) ثانية قبل طرح سؤال.فهذا يساعد عقل المتعلم على ترسيخ عادة التحكم بالتهور .

" كبح الرغبة الأولى أسهل من إرضاء كل مايليها."بنجامين فرانكلين

عندما يتناقص التهور لدى الافراد ( في أي عمر ) نجدهم يوضحون الأهداف ويخططون لاستراتيجية لحل مشكلة ما ويستكشفون أستراتيجيات بديلة لحل المشكلات ويتناقشون في عواقب أفعالهم، وكل ذلك قبل أن يبدأوا. قبل أن يتمعنون ويبدون الاهتمام بالتجربة والخطأ ليتمكنو من تفادي الاجابات غير المدروسة.
مستويات أداء العمل في التحكم بالتهور :
خبير ( - يضع أهدافاً واضحة ويصف كل خطوة ستتخذ لتحقيق تلك الأهداف. يضع جدولاً لكل خطوة ويراقب مدى التطوير.
- يقيّم الوضع بعناية النصيحة من مصادر أخرى ليقرر إن كان بحاجة لمزيد من المعلومات قبل أن يتصرف.
- يبحث عن مصادر للمعلومات التي قد تساعده ويدرسها ليعثر على معلومات مهمة)

ممارس ( - يضع أهدافاً واضحة ويصف بعض الخطوات التي يحتاجها لتحقيق الأهداف.
- يقيّم الوضع بسرعة ليقرر إن كانت هناك حاجة لمزيد من المعلومات قبل أن يتصرف.
-يبحث عن معلومات إذا كانت هناك حاجة)
متدرب ( يبدأ العمل وأهدافه غير واضحة. لايصف إلا عدد قليلاً من الخطوات اللازمة لتحقيق الأهداف. ينشغل عن الجدول.
يقيّم الوضع بسرعة ليقرر إن كانت هناك حاجة لمزيد من المعلومات قبل أن يتصرف. يبحث عن المعلومات الأشد وضوحاً فقط)
مبتدئ (يبدأ العمل بطريقة عشوائية. أهدافه غير واضحة وهو غير قادر على ذكر الأهداف أو النتائج أو الخطوات لتحقيق الأهداف.
ما لديه من معلومات غير كافية وغير متكاملة ولا يظهر ميلاً لجمع مزيد من البيانات من أجل اتخاذ القرارات المبينة على الأطلاع. )

ختاماً عزيزي القارئ :
إن كنت معلما:
إين تضع مستواك في تطبيق هذه العادة ؟ وفي معرفتها ؟
وإين تضع مستوى طلابك منها؟
إن كنت من أولياء الآمور :
إ ين تضع مستواك ومستوى ابنائك من هذه العادة ؟
وإن كنت قيادياً تربوياً:
إن طلبت من موظفيك الرد على مراسلـة ما هل ردودهم بحثية متأنية متآملة؟ أم أنها ردود سطحية من المعارف المكتسبة لديهم؟
أين تضع تقييم نفسك وتقييم موظفيك في عادة التحكم بالتهــور؟

اسأل الله تعالى لنا ولكم أن يحفظ هذا الوطن من كل مكروه وأن يفتح على أهله ابوب العلم والمعرفة والرزق .. ودمتم سالمين
إلى اللقـــاء مع العادة العقلية الثالثة في الموضوع القادم : (3) الإصغاء بتفهم وتعاطف.. معا من اجل مجتمع افضل Habits of Mind


*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=513461&goto=newpost)