حواليكم
27-06-2013, 09:20 AM
كتاب :دور الكشافة في تنمية المجتمع
دور الكشافة في تنمية المجتمع
مقدمة:-
ينص أحد قرارات المؤتمر الكشفي العالمي الذي عقد في طوكيو عام 1971 على:
يلفت المؤتمر النظر إلى مشكلة دور الشباب في التنمية – نظرا لأهميتها الحالية المتزايدة – و يذكر قادة الكشف في الدول المتقدمة بان يبثوا في الكشافين وعيا كاملا بمشكلة التنمية كما يذكر قادة الكشف في الدول النامية بان يبتكروا من الوسائل ما يشجع الكشافين على المساهمة الفعالة في عمليات تنمية المجتمع ببلادهم
و هذه المجموعة المكونة من 3 كتيبات و المسماة < دور الكشافة في تنمية المجتمع > يصدرها المكتب الكشفي العالمي استجابة للجهود التي بذلتها العديد من الهيئات الكشفية لمحاولة وضع قرارات مؤتمر طوكيو موضع التنفيذ.
و تهدف هذه الكتيبات إلى خلق حوار حول الموضوعات التالية و التشجيع على فهمها:
1- ماهي تنمية المجتمع على المستوى المحلي.
2- دور الكشافة في تنمية المجتمع.
3- كيف يمكن أن تعمل الهيئات الكشفية ليتفاعل الكشافون إيجابيا مع هذه العملية.
**الجزء الأول:-
يعتبر كمقدمة عن تنمية المجتمع و يساعدنا على فهم:
· لماذا لا تزال توجد مشكلات الفقر و الأمية و المرض بكثرة في العديد من المجتمعات.
· لماذا لم تستطع معظم برامج التنمية السابقة في حل العديد من تلك المشاكل.
· كيف يمكن لمدخل من نوعية جديدة للتنمية مبني على أساليب جديدة في التفكير أن يساعد الناس على أن يرفعوا مستوى معيشتهم بأنفسهم بطريقة تكون محل تقدير و اعتبار.
**الجزء الثاني:-
و يتكون من مجموعة من الإرشادات و الخطوط العريضة التي يجب أن بتفهمها قادة الكشافة جيدا قبل أن يقرروا مع كشافيهم البدء في إيجاد برامج تنمية المجتمع و الاشتراك في تنفيذها.
**الجزء الثالث:-
و يقدم اقتراحات لبعض الطرق التي يمكن للهيئات الكشفية أن تستخدمها في تعديل و تكييف و تقوية تنظيماتها الداخلية لكي تستجيب للنداءات التي تدعو إلى تكامل البرنامج الكشفي من خلال جعل برامج تنمية المجتمع جزءا أساسيا فيه.
كما تعتبر هذه الكتيبات كمقدمة لما سوف يصدر من مطبوعات أخرى للمكتب الكشفي العالمي في مجالات أخرى للتنمية مثل التكنولوجيا الملائمة و الصحة و محو الأمية و الزراعة و تنظيم و إدارة المشروعات.
و حيث أنها قد كتبت للقادة وواضعي السياسات العامة في الحركة الكشفية فقد صممت لتستخدم:
· كمادة أساسية للدورات التدريبية على تنمية المجتمع على المستوى العالمي أو القومي أو المحلي.
· كخطوط عريضة للعمل في مجال تنمية المجتمع.
· كنموذج يمكن تعديله أو ترجمته إلى لغات أخرى.
· لتشجيع إيجاد ترابط بين الهيئات الكشفية و الهيئات الحكومية و غيرها من المؤسسات.
و تقوم هذه الكتيبات على أساس الإيمان بان الشباب و غيرهم من أفراد المجتمع يستطيعون و يرغبون في المساهمة في عملية التنمية و انهم كمواطنين لهم الحقوق و عليهم المسئوليات التي تحتم عليهم القيام بذلك.
و ليس الغرض من هذه المساهمة أنها ضرورية للتغلب على الجوع و الفقر و المرض فحسب بل إنها عنصر أساسي في التعليم.
و أن هذه الكتيبات موجهة إلى هؤلاء الملايين من الشباب:
- الذين يناضلون و لكنهم دائما يجدون أنفسهم عاجزين.
- الذين يبحثون و لكنهم يجدون الأبواب مغلقة دائما في وجوههم.
- الذين يجدون و لكنهم غالبا ما يحولون ما يجدونه إلى عنف. و لكنهم لا ييئسون و لا يستسلمون فمادام هناك شباب فهناك شعلة من الضوء تخفق في الظلام و أمل ينبعث مع اشر أقة كل فجر جديد.
الفصل الأول:-
**قصتي
يتناول الحديث التالي موضوع تنمية المجتمع و هو في الواقع حديث حقيقي موجه لقائد الكشافة مثلي أو لمدرس أو ميكانيكي أو ربما لشخص يبحث عن عمل أنني أقرا هذا الحديث في الصحف أو اسمعه في الراديو و أناقش ما جاء به في الأمسيات قد يبدو انه يقدم نوعا من الإحساس بالهدف و اشعر أنني جزء من عملية خلاقة.. كأننا نبني أمة تنتج طعاما أوفر و نزيد في إقامة الطرق و المستشفيات:كل هذا يشعر بالأمل – الأمل بالمستقبل – الأمل بان كل شيء يتطور إلى احسن.
و بالأمس أخيرا قال لي أحدهم :يا صديقي قد يكون هذا سهلا بالنسبة لك إذا حصلت على قسط من التعليم و أصبحت قادرا على قراءة الصحف و رأيت المدن مكتظة بالسيارات و تحب الجدل و المناقشة مع أصدقائك في النظريات و التجارب انك تملك بيتا و مذياعا و لديك ما يكفيك من طعام تتناوله و مال تنفقه فلماذا لا تذهب إلى إحدى القرى و تسال الناس هناك عما يفكرون؟
و هكذا انصرفت إلى القرية و جلست في الظل مع بعض المواطنين و طرحت عليهم السؤال التالي:
ما رأيكم في التنمية؟
و ساد الجو برهة من الصمت و لم ألاحظ أي اثر لكتب و لصحف حولي و لم اسمع أي صوت لمذياع و لم أتبين اثر لأسلاك تنقل التيار الكهربائي و فجأة قال أحدهم:إننا لا نعرف الكثير عن التنمية إنما تبدو أنها شيء يتحدثون عنها في المدن و أحيانا يقول أولادنا انهم تحدثوا عنها في المدرسة و قد يعود شبابنا من المدينة و يحدثنا عنها و يخبرنا بما يمكن أن نؤديه ثم ينصرف. .
لقد فهمت بسهولة ماذا يعني بكل ما قاله و لو حاولت أن أحدثه بما يجول في أفكاري حول التنمية فانه لن يفهمني و لن أجد آذانا صاغية لانه لن يثق بي لقد سمع ذلك من قبل و لكنه يحس شيئا آخر بل ربما يكون قد زاد فقرا.
إذا أنني لم اكن فقيرا و لم أشاركهم مخاطرهم و تجاربهم الصعبة انه يشعر بان التنمية لا تخصه بل هي تخص غيره من الناس.
و هكذا رجعت و أنا لا ادري كم من الناس يشعرون بنفس الشعور لقد ذهبت إلى مكاتب الإحصاء الرسمية و سالت >
لقد جاء الجواب بنسبة عالية بلغت 72% لم اكن لاصدقها.
و أتيح لي طرح هذا السؤال على صديق لي عاد مؤخرا من شمال أوربا كان يعمل في إحدى المنظمات في بلادي.
فاجاب: التنمية هي الحرب ضد الفقر و الجوع و الاستغلال و لهذا جئت إلى هنا للمساعدة في مفهوم هذه التنمية.
لقد كان غريبا و زادني حزنا إذ قال أيضا: إن التنمية شيء خاص لناس آخرين.
الفصل الثاني
**ماذا يقصد بتنمية المجتمع ؟
تفسيرات مختلفة لتنمية المجتمع:
إن تنمية المجتمع ليست مصطلحا جديدا فقد ظهر هذا المصطلح طوال العديد من العهود السابقة و خصصت بعض البلاد كالهند الكثير من مواردها لتنمية هذا المفهوم بينما تحاشته بعض الدول تماما و من الواضح في بعض المجتمعات انه نتيجة لبرامج تنمية المجتمع فقد ارتفع مستوى المعيشة فيها بينما نجد في البعض الآخر انه لا اثر بالمرة لمثل هذا التقدم.
و لكن مهما كانت النتيجة – سواء أكانت سلبا أو إيجابا – لا بد و أن تكون هيئة على جانب كبير من الخبرة و الوعي للمشاركة في تدعيم هذه العملية.
و نتيجة لهذا السرد التاريخي فهناك تفسيرات كثيرة لمعنى تنمية المجتمع – فالبعض يقترح ضرورة وجود تمويل حكومي – و العض يؤكد على القيام بأنشطة اقتصادية على مستوى صغير و البعض يقول بأنها العملية التعليمية و التنظيمية و السياسية للاعتماد على النفس و البعض يؤمن بأنها طريقة تستطيع بها الجهات المسؤولة التحكم في المحليات بطريقة اكثر تأثيرا – و البعض الآخر يرى أنها وسيلة لكي لا تلحق الدول النامية بالركب في القرن العشرين..لكل هذا كان من الضروري أن تكون رؤيتنا لتنمية المجتمع واضحة تماما.
إنها عملية:
إننا نتكلم هنا عن تنمية المجتمع لا على أنها استراتيجية حكومية أو برنامج بل على أنها عملية تغيير تطرا على المجتمع و تؤدي إلى معيشة من نوع افضل على أن يكون الناس أنفسهم هم أساس العملية.
و في كل عملية هناك خطوات كل منها تؤدي إلى أخرى ففي تنمية المجتمع يتخذ المجتمع الخطوات التالية:
1- أن يفهم المجتمع الظروف التي يعيش فيها.
2- أن ينظم المجتمع نفسه ليحسن من بعض تلك الظروف.
3- أن يضع المجتمع خططا لمشروعات أو برامج محددة من شانها أن تؤدي إلى هذا التحسين.
4- أن يقوم المجتمع بتنفيذ هذه الخطط مع عدم الاعتماد على مصادر خارجية إلا في أضيق الحدود.
5- أن يقوم المجتمع بتقييم ما تم تنفيذه و في ذلك زيادة في الفهم للعملية و زيادة قوتها.
و تتحول هذه الخطوات تلقائيا إلى عملية مستمرة ما دامت المشروعات الصغيرة الناجحة سوف تؤدي إلى فهم اعمق و تنظيم أقوى و خطط اكثر إحكاما و نتائج للعمل اكثر إيجابية.
و بذلك اصبح الانعكاس المستمر على المجتمع و التقييم المستمر للنتائج بعدا جديدا للعملية و جزء لا يتجزا منها. مرفق رقم 01
النتائج:
تؤدي هذه العملية إلى نوعين من النتائج في المجتمع و يمكن إدراك بعض هذه النتائج بينما يكون البعض اكثر عمقا و لا يمكن قياسه.
**اكثر النتائج وضوحا يمكن أن تشمل:
- ظروفا صحية افضل.
- نشاطا اقتصاديا اكبر.
- إرشادات صحية سليمة.
- وسائل زراعية متطورة...الخ.
إن إنجاز أشياء كهذه تشير بالتأكيد إلى نوعية احسن من الحياة و مع هذا فان النتائج الغير ظاهرة و التي لا يمكن قياسها قد تكون اكثر أهمية.
و هذه النتائج الغير ظاهرة يمكن أن تشمل:
- وعيا اكثر لظروف الحياة و لاسباب الفقر و الجهل و المرض و الروابط التي تربط بينها و للمداخل التي يمكن بها حل مشاكلها.
- ثقة اكبر و دوافع للاقتناع بان الناس قادرون على عمل شيء ليرفعوا به مستوى معيشتهم عند تزويدهم بقليل من التشجيع و التدريب و المساندة.
- تنظيم أقوى و زيادة في المهارات التي تساعد الناس على:
معالجة المشكلات الصعبة و الأكثر تعقيدا.
التعرف على موارد بشرية و مادية أخرى يمكن استخدامها.
بهذه الطريقة يبنى المجتمع هيكلا ديناميكيا يشعر فيه الناس انهم يعيشون في أمان – يتحملون المسؤولية – و يحسون بالهدف و نتائج الإنجازات – انهم يتعلمون كيف يحلون المشاكل التي يواجهونها مع قليل من المساعدات الخارجية عند الضرورة انهم يحملون عل أكتافهم عبء مسؤولية بناء مستقبل يفخرون به.
** الفتية و الشباب في المجتمع:
يعتبر الفتية و الشباب في عملية تنمية المجتمع هم العنصر الأساسي و المفتاح إليها.
**المشاركة في تحمل المخاطر:
عادة ما يكون الفتية و الشباب في مجتمع ما هم الذين يقاسون اكثر من غيرهم ففي كثير من الدول و نتيجة لنظام التعليم يعتقد الشباب أن مستقبلهم يتمثل في أعمال حديثة خارج المجتمع و يتوقع آباؤهم بأنهم سوف يرسلون إليهم بالأموال من المدينة حيث يأملون في العثور على هذه الأعمال. لقد انتزع هؤلاء من جذورهم في القرية و لكنهم غالبا ما يواجهون بحقيقة أن هذه الأعمال الحديثة ليست موجودة فقد تصل البطالة في المناطق الحضرية إلى 40% و أن غالبة هذه النسبة تكون من صغار السن.
و غالبا ما تكون الأنشطة الاقتصادية في المناطق الريفية ضعيفة فصغار السن غالبا لا يملكون مالا و لا أرضا.
و مرة أخرى فهم الذين يكونون الغالبية من المتعطلين و هم يساعدون في زراعة أراضى الأسرة بقدر الإمكان و يناضلون لكي يوفروا للأسرة احتياجاتهم و لكن غالبا ما يفشلون في الحصول على ما يكفي لانتزاعهم من دائرة الفقر التي وقعوا فيها.
**و لكن يمكن أن يصبح الفتية و الشباب طاقة خلاقة:-
و مع ذلك فان هؤلاء يمكن لهم أن يكونوا اكثر من مجرد أعضاء في مجتمع عليهم أن يشاركوا في تحمل مخاطر الحياة فيه بل هم طاقة خلاقة يمكن استغلالها فالكثيرون منهم قد تلقوا قسطا من التعليم لعدد من السنوات و تراهم راغبين في تقبل التغيرات و هم اقل إيمانا بالقضاء و القدر و لا يقبلون أن يكون المستقبل مجرد استمرار للماضي و نجدهم في كثير من البلاد يتحملون من المسؤوليات و هم في سن الثانية عشرة ما يتحمله البالغون.
فالفتية و الشباب يساعدون في تطهير الأرض أو في البناء بينما تقوم الفتيات برعاية الأطفال الأصغر سنا أو يقمن بتنظيم الحدائق و هم يبحثون عن كيف يمكنهم أن يضيفوا شيئا إلى المجتمع و لكن بطرقهم الخاصة.انهم يودون أن ينقلوا مهاراتهم و خبراتهم إلى الآخرين ليزيدوا من توعيتهم و لكن ما يعوقهم هو عدم تمتعهم بالسلطة و عدم توفر الموارد و نقص التنظيم بالإضافة إلى نقص إدراكهم لطاقاتهم الذاتية.
** يمكن للكشافين مد يد المساعدة للفتية و الشباب لكي يستطيعوا:
أ- تنظيم أنفسهم على أساس اقتصادي مع برنامج شامل من الأنشطة التي ترتبط باحتياجاتهم.
ب- اكتساب إحساس أقوى بالانتماء إلى المجموعة و شخصيتها المستقلة الواضحة.
ت- تلقي التدريب و الدعم الذي يرتبط بدورهم المحدد في المجتمع.
ث- تحسين استخدامهم للمصادر المحلية في المجتمع و الخارجة عنه < مثل وزارة الزراعة..>.
ج- تحقيق التكامل مع المجتمع و الاندماج فيه و الحصول على القبول من أعضائه.
.... و بذلك يصبحون في مركز افضل يمكنهم من المشاركة بطريقة بناءة في عملية تنمية المجتمع.
**الفصل الثالث
**أسلوب العمل بتؤدة و تدرج
كلما زادت مشروعات التنمية كلما زادت مطالب الحياة و أعبائها:
فيما بين عام 1951 و عام 1971 مدت إحدى الحكومات الطرق و خطوط السكك الحديدية ووسعت شبكتها الكهربائية و أنشأت المصانع و السدود و بصورة عامة فقد ابتكرت عددا كبيرا من المنشآت و تبين من المسح الذي قامت به في البداية – عام 1951 – إن 51 % من الناس هم تحت خط الفقر و حدد هذا الخط في مجالات الغذاء و الدخل و غيرهما..و تبين من مسح آخر تم في عام 1971 – استخدم فيه نفس الخط و على الناس ذاتهم – إن 65% من هؤلاء الناس اصبحوا تحت هذا الخط. و هذا يعني انه بعد عشرين سنة تنفيذ مشروعات حيوية اصبح معظم سكان هذا البلد فقراء.
لقد تمت على مدى عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن < العقد = 10 سنوات > من تنفيذ بعض المشروعات الحيوية و مع ذلك مازال الفقر و الأمية و المرض قائما بين الناس بل لقد زاد في اغلب الأحيان.
**الجوع:-
يقاسي 460 مليونا من البشر من سوء التغذية القاسية .
روما سنة 1963.
بيان رسمي وقعه ما يزيد عن خمسين شخصية عالمية بارزة: >.
المؤتمر العالمي للتغذية نوفمبر 1974 بيان في القضاء على الجوع و سوء التغذية.
** الأمية:-
لقد زاد عدد الأمين في العالم فيما بين عام 1960 و عام 1970 من 735 مليون إلى 783 مليون مع أن النسبة المؤية للاميين السابقين قد انخفض و هناك أتلف مليون شخص ليس لديهم وسائل سليمة للتخلص من فضلات المنازل و أوساخ المراحيض و حوالي 50% من السكان في بعض المدن يعيشون – في حالات سيئة جدا – و بجانب المستنقعات و في تجمعات في الأكواخ.
القطاع الحديث:-
لقد اتبعت استراتيجية التنمية التقليدية أسلوب العمل < بتدرج و تؤدة> و ركز هذا الأسلوب على تنمية قطاع حديث قوي. و اعتمد نقطة الأساس فيه على تنمية الصناعات فادت إلى توسع و انتشار المدن حولها. و تطلب ذلك رؤوس أموال كبيرة و تقنيات متقدمة و تدريبا مهنيا. و اعتمد تمويله على الصادرات و الضرائب و المساعدات الأجنبية.بينما كان على الدول النامية أن تصدر محاصيلها الزراعية و المواد الخام التي تنتجها و أن تستورد إنتاج و مصنوعات البلاد الصناعية.
لقد كان التركيز على نمو اقتصادي و اعتمد مقياس النجاح على زيادة المعدل السنوي للإنتاج القومي العام.
[COLOR=black]و الفكرة التي تكمن خلف هذا الأسلوب هو أن الفوائد التي يمكن أن تجني من التحديث زيادة النشاط و العمل الاقتصادي بصورة خاصة و زيادة في شراء البضاعة و خدمات في التعليم و في الصحة سوف تنتقل < بتؤدة و بتدرج> من القطاع الحديث إلى القطاع التقليدي و بالأخص إلى القرى التي يسكنها معظم سكان العالم.
** التركيز على القطاع الحديث أدى الى فوائد كثيرة:-
- أنشئت مصانع حديثة.
- أنشئت التكنولوجيا < الأساليب > المتقدمة.
- شيدت المستشفيات و المدارس و الكليات.
- مدت شبكات الطرق و السكك الحديدية و الجهد العالي الكهربائي و السدود. ملحق رقم3.
** انطباعات مزارع:-
. فقد غرست 40% مما املكه من الأرض بالبندورة التي تعطي إنتاجا عاليا. و هذا يعني أنني مازلت أستطيع أن أطعم نفسي إذا فشل محصول الموسم الجديد. لقد اشتريت أيضا الأسمدة و المبيدات التي تحتاجها تلك المحاصيل كما زدت في نظام الري لتوفير الماء اللازم لها.
لقد أذهلتني النتائج التي حصلت عليها إذ ضاعفت إنتاجية الهكتار في الـ 40% من الأرض التي زرعتها عن إنتاجية الـ60% من الأرض المتبقية في المحصول الجديد. و استطعت في السنتين اللتين وفرتا لي هذه الزيادة أن استعمل الآلة بصورة اكبر.
و قد أصبحت بعد ذلك قادرا على التوسع في مزرعتي و استمرت الإنتاجية في الازدياد>>.
لقد أدت هذه التنمية في < القطاع الحديث> إلى وجود أنواع معينة من المؤسسات:
1- اتجهت أنظمة التعلم إلى أولئك الأطفال الذين يستطيعون دخول و اعتبرت كل مرحلة مدرسية إعداد للمرحلة التالية و يتحقق النجاح فقط بعد الوصول إلى المراحل النهائية.
2- صار استغلال الأرض بأسلوب تصاعدي في تنمية صناعية و في سد حاجات سوق التصدير.
3- أصبحت المستشفيات المزودة بجهاز قدير و مؤهل من الأطباء و الممرضات أساسا للرعاية الصحية.
4- صار تقديم القروض البنكية لأولئك الذين يستطيعون تقديم الضمانات.مرفق رقم3
**الفصل الرابع
الفروق تتزايد
ما التنمية ؟
لا شك في أن < التدرج بتؤدة> من اجل التنمية قد خلق قويا. إذ انه كان عاملا في تحقيق هيكل متكامل . فوفر مواطنين متعلمين من الدرجة الجيدة التي تتطلبها القيادة القومية و ساعد على خلق إحساس بالهدف القومي الذي يعتبر عنصرا حيويا في خلق الدول الحديثة كما ساعد على تأهيل البلاد لالتحاقها بركب تكنولوجيا العالم الحديث..
و لو أن هذا لم يستنفذ منه سوى جزء من البلاد – الجزء الأصغر منها – الجزء الذي لا يتعدى 30% من سكانها. أما الذين يعيشون في القرى و في تجمعات من الأكواخ في المدينة فانهم لم يلحقوا بركبها.و قد أصبحت الحياة بالنسبة لهؤلاء اكثر صعوبة بتوسع الهوة و ازدياد الفوارق بين الأغنياء و الفقراء و بين الكبار و الصغار و بين المتعلمين و غير المتعلمين بين المناطق الحضرية و الريفية و بين الحديث و التقليدي. لقد تلاشى أملهم في المستقبل و شعروا بالفشل و هم الأغلبية حيث نجح الآخرون.
**كيف كان تأثير ذلك على الناس ؟
** في التعليم:
نجد في بعض البلاد أن 40% من الأطفال لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة بسبب عدم توفر الأماكن لهم فيها أو عدم توفر المدارس في بعض مناطق هذه البلاد و هناك حوالي 70% من هؤلاء الأطفال الذين انهوا تعليمهم الابتدائي لم يستطيعوا الالتحاق بالمدارس الثانوية أو انهم لم يجدوا عملا لهم في . و قد أدى بهم هذا الشعور بالفشل للانضمام إلى صفوف المشردين الذين لا بيوت لهم و إلى صفوف العاطلين عن العمل في المدن و في القرى حيث كانت فائدة تعليمهم ضئيلة جدا و لم يجدوا سوى تشجيع قليل.
إن نسبة العاطلين عن العمل في المدن تزيد عن 30% و تؤدي إلى الفقر المدقع و إلى عدم الرضا و غالبا إلى العنف. مرفق رقم 4.
**في الزراعة:-
تعتبر الزراعة النشاط الرئيسي لغالبية سكان العالم. ميكنة الزراعة ساعدت الفلاح على حرث و غرس و حصد كثير من الهكتارات بسرعة زائدة. كما أدى استخدام الحديث من الأسمدة و المبيدات و أنظمة الري إلى إنتاج اكبر من الغذاء في نفس المساحة.
و لكن هذا التجديد أو هذا التحديث يحتاج إلى تمويل لا يتوفر لدى المزارع الفقير و لا يستطيع بصورة عامة الحصول عليه إن لم يرهق نفسه في دين دائم.
قمت بزراعة نصف مساحتها ببذور جديدة. و اقترضت بعض المال لشراء الأسمدة و المبيدات الضرورية و لكنني لم استطع تحسين نظام الري الحالي.
لقد كان صيف ذلك العام حارا بصورة خاصة و المياه غير كافية للمحاصيل الجديدة. و مع ذلك فقد قاومت المحاصيل الجديدة هذه الأمور و استطعت أن اسدد من دخلها بعض ديوني و لكن لم يكن هناك من حيلة لتدبير ما يكفي أسرتي من الغذاء خلال الأشهر القليلة التي تسبق الحصاد التالي. لقد استطعت أن اقترض للمرة الثانية و سوف ترتفع أسعار الغذاء ثلاثة أضعاف عما هي عليه الآن.
و هو مزارع مثلي باع أرضه ليسدد المبالغ الكبيرة التي اقترضها. ثم بحث عن عمل و لكن بدون جدوى بسبب استخدام الجرارات الحارثة في المزارع الكبيرة. لقد غادرت القرية بحثا عن عمل في المدينة.>>. مزارع
لقد كانت الفائدة للمزارعين الأغنياء إذ انهم يستطيعون القيام بالتجربة. لقد توفرت لهم القروض و يملكون الأراضي الشاسعة .و يؤدي أحيانا الإنتاج الكبير من المحاصيل إلى انخفاض الأسعار – و قد يتأثر المزارع الفقير – فيضطر إلى بيع أرضه.
التكنولوجيا الحديثة – عادة ما تزيد الإنتاج و لكنها تقلل من فرص العمل علاوة على أنها بعيدة المنال عن فقراء المزارعين.
إن المصدر الأكبر الذي يملكه المزارعون هي - اليد العاملة - و لمن استغلالها بدا يقل إذ أن التكنولوجيا المتقدمة لا تحتاج لهذه الأيدي.
و تبين أن توفير محاصيل أخري قد تدر على المزارع دعما اكبر من المحاصيل الغذائية التقليدية. وما نعنيه هنا هو محاصيل التصدير. و لهذا فقد توزعت زراعة الأراضي على حساب المواد الغذائية و شملت أنواعا كالبن و الكاكاو و الزهور.
**في الصحة:-
لقد بقيت الصحة أيضا مشكلة. إذ أن معظم ميزانية الصحة استنفذت في المدن على المستشفيات و تدريب و توظيف الأطباء و الممرضين. و لم يكن هناك أي شك في أن نوعيات هذه المؤسسات و العاملين فيها هي بالمستوى العالي. و لكن لم تستطع في اغلب الحالات إن تخدم اكثر من 30% من السكان المقيمين.
في الوقت نفسه فان هناك نسبة عالية من السكان يعانون من سوء التغذية و كثير من الأمراض المستعصية و حوالي 50% من الأطفال في بعض البلاد يموتون قبل أن يبلغوا الخامسة من العمر. و الإسهال < الديزنطاريا> هو المرض القاتل و الشائع بين الأطفال. و قد ساعد علاج الإسهال في بعض المستوصفات على تحسين صحة الأطفال لأسابيع قليلة فقط. إذ أن هذا العلاج لم يصل إلى جذور المرض و الذي قد يعود سببه إلى عوامل مجتمعة من سوء التغذية و المياه الملوثة و نقص في الوعي الصحي. ملحق رقم 5
** في المسؤولية:-
ربما أن المشكلة الكبرى كانت في التركيز على اخذ مجراه بعيدا عن القرويين و الفقراء من سكان المدن. فلم يكن لهم كلمة لو رأي في عملية التحديث في كل من الخدمات التعليمية و الصحية و قد أصبحت بالنسبة لهم كأشياء يتسلمها الناس من مسؤولين و مهنيين و خبراء – كمادة هزيلة تصلهم – إذا كانوا محظوظين. الكثير منهم كانوا من المهملين فقدوا تطلعاتهم و دوافعهم بسبب تجاهل الغير لقدراتهم الخلاقة. و اعتبروا التنمية موضوعا لا يهمهم أمره.فظهرت هوة شاسعة بين ثقافاتهم التي تمثل الماضي و الحاضر و بين الحياة الحديثة التي ترمز للمستقبل.
ان فشل أسلوب < التدرج بتؤدة> في مساعدة الفقراء فعليا جعلت الناس يبحثون عن أساليب جديدة.
**الفصل الخامس
أسلوب الاحتياجات الأساسية
المطلوب أسلوب جديد:-
المفروض أن تعم فوائد النمو الاقتصادي بحيث تصل لجميع الناس كالإكثار من المستشفيات و المدارس و بناء الطرق و العمل بالتكنولوجيا المتقدمة اتصل البلاد إلى أهدافها في الصناعة و الزراعة.
و بالرغم من أن الحكومات قدمت قسطها الوافر في الخدمات الصحية و غيرها فإنها بدأت تدرك أن هذه الخدمات لم تصل لغالبية الفقراء.كما أن الخدمات التي بنيت على أساس النماذج القديمة للدول الصناعية لم يتعد انتشارها مراكز المدن الحديثة و لهذا فقد بثي الفقر و الأمية منتشرا حول هذا الوسط واتسعت الفروق و الهوة بين القطاعات الحديثة و التقليدية و أصبحت مصدرا للتوتر و الصراع.
و في كثير من البلاد غالبا ما يهمل ثلاثة أرباع السكان و تولد أجيال جديدة و تنمو و تعيش دون أن تحصل على قدر بسيط من الخدمات.
و السبب الأساسي انهم يساهمون بأقل بكثير مما يمكنهم أداؤه للتنمية القومية بل قد يصبح الكثير منهم عبئا على أنفسهم و على المجتمع و يتحول الآخرون إلى العنف و إثارة الفتن في المدن.
**فوائد القطاع الحديث لم تصل إلى الأغلبية الفقيرة:
لقد اصبح أسلوب التنمية الجديدة أمرا مستعجلا و يجب أن يتاح للفقراء الذين يعيشون في القرى و في تجمعات الأكواخ في المدينة و ذلك لكي:
- يستفيدوا من جهود التنميات السابقة.
- يصلوا إلى حاجاتهم الأساسية في مجال التغذية و التوظيف و المأوى و الكساء.
- يشاركوا في الخدمات الأساسية كالتعليم الأساسي و الرعاية الصحية و النقل العام.
الأسلوب الجديد اصبح ظاهرا:
يصبح الأسلوب الجديد اكثر احتمالا إذا تبين من الناس أنفسهم بعد قليل من التدريب و الدعم انهم يستطيعون عمل الكثير لتحسين مستوى حياتهم في المجتمع و بتكلفة اقل من تلك الأساليب الأخرى.
لقد تبين:
- إن 80% من المرضى في المجتمعات سببه افتقار في التعليم الصحي و سوء التغذية و المياه الغير نظيفة و يمكن أن يتم تحسين كل هذه العوامل بعمل يقوم به المجتمع بإرشاد من العاملين في الجهاز الصحي للمجتمع للذين تم تدريبهم في بضعة اشهر للعمل مع الناس كجزء من الدائرة الصحية الكاملة.
- المسح في مجال الغذاء الذي يقوم به موظفو الصحة في المجتمع يؤدي إلى تحذير مسبق من سوء التغذية و يمكننا هذا من تخطيط فعال و عمل وقائي.
3- إجراء تجربة في حقل صغير تبلغ مساحته 2 هكتار تستخدم فيه الثيران للحرث و الأسمدة الطبيعية و إيضاح أن إنتاجه اكثر مما تنتجه حقل واسعة بمئات الهكتارات تستخدم فيه اكثر التكنولوجيات تقدما.
4- يمكن في كثير من الحالات استخدام البامبو كمواسير للمياه بدلا من استخدام مواسير الصلب. و يمكن أن تكون صهاريج الماء ارخص إذا صنعت من الإسمنت بدلا من الحديد و يمكن حينئذ إنتاجها محليا كما يمكن الحصول على الطاقة باستغلال روث البقر و تستطيع التكنولوجيا الملائمة التي يمكن للناس امتلاكها أن تساهم في التغلب على الكثير من مشاكلهم.
5- يمكن للناس بناء منازلهم بتكلفة قليلة و بشكل مرضي إذا توفرت لهم الأرض و المواد اللازمة و الخدمات الأساسية من صحة و غيرها بثمن منخفض و معقول.
6- يستطيع القرويون مع قدر قليل من التعليم و الدعم و التدريب أن يعلموا غيرهم القراءة و الكتابة و الحساب و المساهمة في التوعية للقيام بواجبهم.
< ج> الأسلوب الجديد يجب أن يبدأ في المجتمع:-
لم تكن المشكلة مجرد سؤال للاكتفاء بحاجاتهم فالنقطة الأساسية تكمن في التواصل و معرفة طريقة اكتفائهم و المفهوم بان الرفاهية ذاتها عملية مكلفة لا تساهم في قدرة الناس الابتكارية. إذ أن إحدى مسببات الفقر الرئيسية هنا في تحسين مستوى حياة هؤلاء قد نزعت منهم و كلف بها آخرون من الخبراء و غيرهم من الرسميين – و بهذا اصبح منهم اكبر تبعية – و لهذا يجب أن توكل هذه المسؤولية إلى المجتمع و بشكل واسع.
و لابد إذا أن يكون المجتمع مدركا و راغبا و قادرا على تحمل و تنفيذ هذه المسؤولية.
** الإدراك:-
يتطلب مناقشات مستمرة بين أفراد المجتمع و مع المسؤولين و الخبراء حتى يستطيعوا بالخبرة أن يتوصلوا إلى فهم دورهم الجديد بوضوح اكثر و بروح الاعتماد على النفس و الاستقلالية.
**الإرادة:-
لا تتطلب فقط تحذيرا أو يقظة من الناس.بل عليهم أيضا أن يعرفوا بأنهم يستطيعون الاستفادة من دعم و تشجيع و تعاطف السلطات حينما يبدءون معالجة مشاكلهم.
** القدرة:-
تتطلب تدريبا مستمرا مبنيا على حاجاتهم و أن يكون متاحا للجميع.
الأسلوب الجديد يتطلب المشاركة:
.
هي حجر الزاوييمكن مفتاح هذا الأسلوب في أن يسأل الناس و يصغي إليهم و يساعدوا. و بذلك يشاركون منذ البداية في عملية تقدم التنمية هذه و في تحديد و فهم مشاكلهم و أولوياتها و في تخطيط و تنظيم و تنفيذ و تقييم المشاريع و البرامج. و بذلك يصبحوا في عملية التنميةة
الأسلوب الجديد يتطلب حوارا:-
الحوار بين الناس و المخططين ضروري جدا حتى يستطيع المخططون أن يكون مفهومهم للمشكلة ليس فقط النواحي الفنية بل أيضا وجهة نظر الناس أيضا. و على الرسميين و الفنيين أن يستمعوا إلى القرويين حتى يستطيعوا مساعدتهم في تحديد و فهم احتياجاتهم و سبب تواجدها. و عليهم أيضا أن يميزوا بين تلك الاحتياجات الحقيقية و بين الاحتياجات الوهمية. و بهذا يستطيع الناس و الخبراء مساعدة المجتمع في تخطيط و تنظيم منهاج عملهم للتغلب على مشاكلهم. كما يمكنهم ان يقدموا الدعم في تنفيذ و تقويم الخطط.
< و> الأسلوب الجديد يتطلب تنظيما متطورا:-
لا يستطيع مسؤول أو خبير التحدث عن الحاجات مع جميع الناس في المنطقة فهذا عبء ثقيل. و على المجتمع أن يختار واحدا من بينهم قادرا على تلقي تدريب في مجال الزراعة و ربما آخرون في مجال الصحة و هكذا.. و بهذه الطريقة يستطيع موظفو المجتمع أن يفهموا بطريقة افضل احتياجات الناس و الحلول الممكنة لهذه المشاكل و الجهات التي في السلطة و التي يمكن التوجه لها للحصول على المساعدة إذا كانوا بحاجة لها و سيصبحون جزءا من هيكل عام للخدمات الزراعية أو الصحية مثلا . و يكون باستطاعتهم الاعتماد في اكثر المشاكل الصعبة إلى من هم اكثر تدريبا و خبرة. و بهذه الطريقة يمكنهم أن يساعدوا المجتمع بشكل افضل في تحليل المشاكل و تفهمها و اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها.
إن اللجوء و العمل مع < عمال المجتمع > هو من أمثلة التنظيم المتطور و تتضمن الأمثلة الأخرى بحوث أساسها المجتمع و تدريب مناسب للذين يعملون مع المجتمعات الأخرى و أجهزة مجتمع قوية < مثلا : التعاونيات – الكشافة – الخ..> و اتصال بناء و مفيد بين الحكومة و المنظمات الأخرى..الخ.
< ز > يجب أن يتم الوفاء بالحاجات على أساس تكاملي. فسوء التغذية مثلا ليس مجرد مشكلة طبية إذ أن مواجهة سوء التغذية يتطلب تنمية زراعية و تعليما صحيا و غذائيا و موارد للمياه افضل و قد يتطلب تغييرا في قانون ملكية الأرض و في مستوى أسعار المنتجات الغذائية أو تحسينا في تخزين الحبوب و الغلال . و لهذا يجب أن نفهم أسباب أي مشكلة و مدى ترابط هذه الأسباب فيما بينها و خلاف ذلك ستبقى المشكلة قائمة بكاملها.
< ح > الأسلوب الجديد يتطلب ارتكازا على موارد محلية:-
إذا كان المطلوب تقديم المساعدة لفقراء العالم عامة فعلى هذا الأسلوب أن يعمل و يستغل مستفيدا و إلى أقصى حد من الموارد المحلية و التي قد تدعم أحيانا بموارد خارجية إذا لزم الأمر. و قد تكون أيضا اكثر الموارد أهمية و الغير مستغلة استغلالا كاملا – الناس أنفسهم و خاصة الفتيان الذين نالوا قسطا من التعليم المحدود و يبحثون عن طرق المساهمة في التنمية – هؤلاء يمكن أن يصبحوا بعد تدريب بسيط خبراء في المجتمع في ميادين شتى كالصحة و الأمية و التكنولوجيا الملائمة.
هذا و يمكن البحث عن موارد أخرى و تنميتها. فمشاريع التشجير بمستوى صغير يمكن أن يقوم بها القرويون بإشراف مسؤلي الأحراش و سوف تزودهم بكمية من الخشب يستعمل للوقود و للبناء في المستقبل و تساعد في تحسين الأرض بحمايتها من التآكل و التعري.
و بالإضافة إلى ذلك فان القرويين يملكون تكنولوجيات يمكن تحسينها و لو قليلا < كإضافة قطعة حديد حادة في قمة محراث خشبي من النوع الذي يجره ثور >. و سوف يكون لهذا فعله الكثير في تحديث القرية.
الموارد الأكثر أهمية هم الناس أنفسهم
**النتيجة:-
بهذه الطريقة و من خلال مشاريع صغيرة ناجحة و خبرات منذ البداية استطاعت بعض المجتمعات في اجزاء مختلفة من العالم أن تتحقق في:
- أن لهم دورا فعالا في تحسين أحوالهم المعيشية.
- أن بإمكانهم الحصول على الدعم المطلوب عندما يحتاجون له.
- إن باستطاعة الفتيان أن يلعبوا دورا قياديا و ديناميكيا في تنمية المجتمع.
- إن الفقر ليس شيئا يقضون به حياتهم كاملة و لكنه وضع يمكن التخلص منه.
- إن في مجتمعهم موارد كثيرة يمكن الاستفادة منها و أهم هذه الموارد الناس أنفسهم.
- أن التعليم يمكن أن يعد الإنسان إلى حياة اكمل في المجتمع.
لقد اصبح واضحا أن التنمية ليست مجرد عملية اقتصادية لبناء الطرق و المدارس و المستشفيات و الاحتفاظ بمعدل نمو الاقتصاد القومي. إنما هي أيضا تنمية الإنسان ككل ضمن مجتمع بحيث تزوده بما يحتاجه من دوافع و تدريب للعمل مع الغير في تحسين مستوى المعيشة.
< يجب على التنمية أن تخلق شخصا جديدا واعيا>
يمكن للأسس التي نتجت عن مجهودات التنميات السابقة أن تساعد في تنمية الإنسان و المجتمع بشكل فعال. و مهمة الحكومات و غيرها من المؤسسات تقديم الدعم لهذه العملية . و لكي نفسح المجال لمثل هذه التنمية ضمن المجتمع و بين المجتمعات فلا بد من تضمين البرامج بها ووضعها مع أولويات التنمية القومية.
يجب أن تكون تنمية المجتمع جزءا من الخطة القومية.
الفصل السادس
طرق جديدة في التفكير
لقد تمت حاليا تجارب و برامج و مشاريع ناجحة اتبع فيها أسلوب < الاحتياجات الأساسية > و صار إلى تبادل المعلومات و تم الحوار في مجالاتها. و نتيجة ذلك اتجه الناس اكثر و اكثر نحو هذه الطرق الجديدة في التفكير.
و من المفيد جدا أن نرى أسلوب ممارسة هذه الطرق:
< أ> حول الصحة:
تعكس سياسات المنظمة العالمية للصحة و اليونسيف إلى الاهتمام بنمو برامج الصحة بحيث تهدف إلى جعل اكثر الناس أصحاء . و تتضمن بعض هذه الأسس في الأسلوب الجديد على:
1- الاستفادة من مسؤولين محليين: و خاصة من موظفي الصحة الاجتماعيين و هم من المجتمع و يعملون له بالإضافة إلى انهم مقبولون منه . لقد تلقوا تدريبا < محليا أوليا > لبضعة شهور و صار دعمهم في عملية متابعة تدريبية. و هم جزء من جهاز حساس يصل أخيرا إلى الطبيب و يعمل هؤلاء أحيانا في فرق صغيرة و يستخدمون خلال ذلك التكنولوجيا البسيطة أما الموارد الخارجية فقليلا ما تستغل.
2- تقدم أولويات كبرى في الطب الوقائي و التعليم الصحي مع استخدام قليل من المصادر في الطب العلاجي.
3- قبول الدور الهام للمعالجين التقليديين و القابلات و المولدات و التكامل للمراسة التقليدية في الطب الحديث. و هذا يعني أن الأطباء و عمال الصحة الاجتماعية و الممرضات و المعالجين التقليديين يعملون معا. و يعني أيضا تحقيقا دقيقا لقيمة الأدوية المختلفة و العلاج المحلي.
4- أسلوب التكامل و الذي يربط تحسين الصحة بمصادر مياه افضل و بتنمية زراعية و بالتعليم. و يشجع هذا على تعاون أوثق بين مختلف الأخصائيين و الدوائر و هكذا للوصول اكثر و اكثر إلى المشكلة كفريق متكامل.
5- استخدام عيادات القرية الصغيرة المجهزة بالأدوات الأساسية و يديرها عامل الصحة الاجتماعي. و يمكن بناء مئات من هذه المستوصفات بنفس تكلفة مستشفى كبير في المدينة و يمكن أن تقدم الخدمات الصحية التي يحتاجها الكثير من الناس.
6- مناقشات مستمرة عن الصحة ضمن المجتمع بإرشاد من عامل الصحة الاجتماعي و تساعد هذه المناقشة الأسر على تفهم مشاكلها الصحية بوضوح تام و تدفعها لعمل شيء في هذا المجال. و على سبيل المثال و كخطوة أولى تحسين الشروط الصحية في المطبخ.
< ب > حول الزراعة:-
تعتبر الزراعة عنصرا للتنمية. و حوالي 80% من سكان العالم يعتمدون عليها من اجل العيش. و لقد تبين لبعض الحكومات و منظمة التغذية العالمية بعد فترة من التصنيع و بيع المحاصيل نقدا أن حاجات الناس الأساسية لن تلبى باستخدام القطاع الزراعي كممول لنمو المدينة.
و تعكس برامج الحكومات بالاعتماد على النفس في إنتاج الغذاء – الأهمية المعطاة إلى:
1- نسبة صغيرة من الأسر و المزارعين في المجتمع.
2- إنتاج المحاصيل الغذائية للاستهلاك المحلي و للتسويق.
3- أنظمة التسويق التي تساعد القرى و المناطق على المتاجرة مع بعضهم و ذلك افضل من المتاجرة مع العاصمة و مع البلاد الصناعية.
4- قرض بثمن رخيص بمتناول الرجل الفقير و يوفر له عدم اللجوء إلى المرابين أو إلى بيع أشياء كالأرض مثلا التي هي أساسية بالنسبة لحياته.
5- التكنولوجيا الملائمة التي لا تفسد و لا ينتج عنها تعقيدات باعتمادها على عوامل خارجية مثل : البنزين و قطع الغيار و الصادرات التي لا يستطيع الفقراء التحكم فيها. و لا تفسح أيضا < مجالا> للمزارعين الأغنياء للإثراء و الاستفادة على حساب الفقراء من المزارعين.
6- فرص التوظيف في المناطق الريفية التي تساعد على الإقلال من هجرة الشباب من القرى إلى المدن.
7- تدريب على الزراعة و الإنتاج في المدارس يتضمن مشاركة الطلبة و الآباء و المجتمعات القريبة معا.
< ج> حول الصناعات الصغيرة:-
يعود الجزء الأكبر من النشاط الاقتصادي الغير معان في مدن العالم اجمع ما نسميه < بالقطاع الغير رسمي > و الذي هو خارج نطاق الأسواق الرسمية و المصانع و الخدمات الحكومية. و الميادين التي ينتهي إليها هؤلاء الذين يهاجرون إلى المدن تكمن في أشغال حفر و أشياء لبيعها و تصليح الدراجات و صناعة الأثاث و بيع الأطعمة. لقد حضروا إلى المدن لاعتقاد منهم بإمكانية الحصول على دخل اكثر من ذلك الذي يحصلون عليه في القرى. لقد اعتقدوا أن هناك فرصا اكبر تتيح لأولادهم فرصة الذهاب إلى المدرسة و الحصول على رعاية طبية.
ملايين من الناس جاءوا إلى الحياة بهذه الطريقة. العديد من الحكومات بالإضافة إلي منظمة العمل الدولية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. يسعون لوضع حد للوصول إلى أساليب تؤدي إلى زيادة دخل الفرد و توفير فرص العمل و تنظيم معامل فكرية في التعاونيات و في تسهيلات التسويق و نشر التدريب المهني.
و لكن المدن ليست الأماكن الوحيدة للصناعة. و إذا ركزنا على الزراعة بصورة خاصة يجب أن نطور الصناعات الصغيرة ذات العلاقة بالمناطق الريفية. و كثير من البلاد التي تعمل على إزالة مركزية الصناعة حتى توفر أمكنة عمل في المناطق الريفية و تتم بذلك التنمية الزراعية. و المثال في تنمية الصناعة الريفية الصغيرة تكمن في إنتاج و تصليح تكنولوجيا الزراعة و في عمليات الطعام – كصناعة الخبز و البسكويت و المربى و السكر – و هناك الكثير من الأمثلة و غيرها.
< د > حول التعليم:
تتطلب التنمية أناسا قادرين على الفهم و المشاركة و يصبح التعليم حينئذ ذا أهمية أساسية لكافة الناس في المجتمع لأولئك الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدرسة و لأولئك الذين توقفوا عن متابعة الدراسة دون أن يكون لهم أمل في العودة أو في الحصول على عمل في < القطاع الحديث> و أولياء هؤلاء الأطفال و الحرفيين و الزراع و العمال.
و هذا يعني ظهور آفاق جديدة للتعليم متممة للنظام المدرسي و سوف تمكن الذين يذهبون إلى المدرسة من التطلع و التأمل بمستقبل يمكنهم بمشاركة كاملة في حياة المجتمع مع فرص مستمرة من التعليم وفقا لحاجاتهم المختلفة.
و يتضمن هذا الاتجاه الجديد:
1- توفير إمكانية التعليم لكل من هو خارج المدرسة – و ليس فقط بهدف القراءة و الكتابة و الحساب للاميين بل أيضا دروس في مجالات الغذاء و الزراعة و التكنولوجيا و في عملية تنمية المجتمع.
2- برنامجا مدرسيا محسنا يعكس حاجات المجتمع و نظاما مدرسيا مبنيا على أساس مشاركة الناس فيهما.
3- ربط التعليم بالإنتاج لا لمجرد خبرة عملية و لكن لتجعل النظام التعليمي قادرا على الدعم الذاتي.
4- استخدام المجتمع لابنية المدارس خارج أوقات الدراسة.
تتزايد عدد الحكومات بالإضافة إلى اليونسكو و اليونسيف التي تحققت من أهمية الدور الذي يلعبه التعليم الغير رسمي في التنمية و ترصد نسبة تصاعدية من ميزانيتها لهذا التعليم الإضافي.
تلبية الحاجات الأساسية و الوفاء بها يتطلب وعيا جديدا بين كافة قطاعات المجتمع.
الفصل السابع
مجتمع جديد:-
تبدا تنمية المجتمع من تخيل مجتمع جديد. و هي تركز على الاعتماد على النفس و الاستقلالية. و هي ترتبط ليس فقط مع المجتمعات الريفية و المدنية بل و مع المجتمع القومي العالمي.
في مثل هذا التجمع يستطيع الشباب أن يجد سببا لحياته و أملا في المستقبل و في مثل هذا المجتمع يستطيع الصغير و الكبير المتعلم و غير المتعلم أن يجد و يقوي وثاق عرى الروابط التي تجمعهم و يحاول التغلب على الفروق التي تسبب الانقسام فيما بينهم . و في مجتمع كهذا تنتصر المعركة ضد المرض و سوء التغذية و ضد الأمية و الجهل و ضد البطالة و الفقر.
و معركة كهذه لا يكتب لها النجاح إلا إذا كان التصميم و الابتكار من الناس أنفسهم مع دعم الحكومات و المنظمات الأخرى التي تشارك في نفس التخيل.
هل يمكن للكشفية ان تكون جزءا من هذا المجتمع الجديد؟
**مجموعة تنمية المجتمع:-
إن مجموعة تنمية المجتمع < هي عنوان مجموعة من الملفات عن تنمية المجتمع > يصدرها المكتب الكشفي العالمي.
كل ملف يشتمل على: < مواد – كتيبات – معلقات...الخ>
- تناقش الموضوع.
- تقترح وسائل فنية و أنشطة للفرق الكشفية.
- تقديم تمرينات قادة الكشف.
و قد أعدت هذه الملفات لقادة الكشافة كي تستخدم:
-كمادة أساسية في مقررات التدريب و الندوات و ورش العمل.
- كدليل لانشطة عن تنمية المجتمع.
- كنموذج يمكن تعديله و ترجمته إلى لغات أخرى.
و تشتمل هذه المجموعة من الملفات:
1- الكشافة و تنمية المجتمع.
2- تنظيم المشروعات.
3- الكشافة و الزراعة.
4- الكشافة و الصحة.
5- الكشافة و محو الأمية.
6- الكشافة و استخدام التكنولوجيا الملائمة < بالاشتراك مع اليونسيف >
و بعض هذه الملفات متوفرة حاليا و بعضها سوف يتوفر خلال هذا العام.
** شكر و تقدير:
نجد لزاما علينا أن نتقدم بخالص الشكر لكل من موريس كينج – فيليستي كنج – دافيد مورلي – ليزلي بورجيس – ان لورجيس – و المطبعة اكسفورد – افريقيا الشرقية و للمؤلفين و الناشرين للكتاب الممتاز عن < التغذية للدول النامية >و الذي منه اقتبسنا الكثير من الأفكار.
و علينا أيضا أن نتقدم بالشكر لوكالة التنمية الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية و لمؤسسة الكشافة الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية و لمشروع الأمم المتحدة للأنشطة السكانية و لمجلس الكنائس العالمي التي ساعدت في طبع هذه الكتيبات.
كما علينا أن نقدم الشكر لهؤلاء الأصدقاء من الكشافين الذين ساعدونا في مراجعة المسودات و تحسينها بما قدموه من تعليقات بناءة.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=513983&goto=newpost)
دور الكشافة في تنمية المجتمع
مقدمة:-
ينص أحد قرارات المؤتمر الكشفي العالمي الذي عقد في طوكيو عام 1971 على:
يلفت المؤتمر النظر إلى مشكلة دور الشباب في التنمية – نظرا لأهميتها الحالية المتزايدة – و يذكر قادة الكشف في الدول المتقدمة بان يبثوا في الكشافين وعيا كاملا بمشكلة التنمية كما يذكر قادة الكشف في الدول النامية بان يبتكروا من الوسائل ما يشجع الكشافين على المساهمة الفعالة في عمليات تنمية المجتمع ببلادهم
و هذه المجموعة المكونة من 3 كتيبات و المسماة < دور الكشافة في تنمية المجتمع > يصدرها المكتب الكشفي العالمي استجابة للجهود التي بذلتها العديد من الهيئات الكشفية لمحاولة وضع قرارات مؤتمر طوكيو موضع التنفيذ.
و تهدف هذه الكتيبات إلى خلق حوار حول الموضوعات التالية و التشجيع على فهمها:
1- ماهي تنمية المجتمع على المستوى المحلي.
2- دور الكشافة في تنمية المجتمع.
3- كيف يمكن أن تعمل الهيئات الكشفية ليتفاعل الكشافون إيجابيا مع هذه العملية.
**الجزء الأول:-
يعتبر كمقدمة عن تنمية المجتمع و يساعدنا على فهم:
· لماذا لا تزال توجد مشكلات الفقر و الأمية و المرض بكثرة في العديد من المجتمعات.
· لماذا لم تستطع معظم برامج التنمية السابقة في حل العديد من تلك المشاكل.
· كيف يمكن لمدخل من نوعية جديدة للتنمية مبني على أساليب جديدة في التفكير أن يساعد الناس على أن يرفعوا مستوى معيشتهم بأنفسهم بطريقة تكون محل تقدير و اعتبار.
**الجزء الثاني:-
و يتكون من مجموعة من الإرشادات و الخطوط العريضة التي يجب أن بتفهمها قادة الكشافة جيدا قبل أن يقرروا مع كشافيهم البدء في إيجاد برامج تنمية المجتمع و الاشتراك في تنفيذها.
**الجزء الثالث:-
و يقدم اقتراحات لبعض الطرق التي يمكن للهيئات الكشفية أن تستخدمها في تعديل و تكييف و تقوية تنظيماتها الداخلية لكي تستجيب للنداءات التي تدعو إلى تكامل البرنامج الكشفي من خلال جعل برامج تنمية المجتمع جزءا أساسيا فيه.
كما تعتبر هذه الكتيبات كمقدمة لما سوف يصدر من مطبوعات أخرى للمكتب الكشفي العالمي في مجالات أخرى للتنمية مثل التكنولوجيا الملائمة و الصحة و محو الأمية و الزراعة و تنظيم و إدارة المشروعات.
و حيث أنها قد كتبت للقادة وواضعي السياسات العامة في الحركة الكشفية فقد صممت لتستخدم:
· كمادة أساسية للدورات التدريبية على تنمية المجتمع على المستوى العالمي أو القومي أو المحلي.
· كخطوط عريضة للعمل في مجال تنمية المجتمع.
· كنموذج يمكن تعديله أو ترجمته إلى لغات أخرى.
· لتشجيع إيجاد ترابط بين الهيئات الكشفية و الهيئات الحكومية و غيرها من المؤسسات.
و تقوم هذه الكتيبات على أساس الإيمان بان الشباب و غيرهم من أفراد المجتمع يستطيعون و يرغبون في المساهمة في عملية التنمية و انهم كمواطنين لهم الحقوق و عليهم المسئوليات التي تحتم عليهم القيام بذلك.
و ليس الغرض من هذه المساهمة أنها ضرورية للتغلب على الجوع و الفقر و المرض فحسب بل إنها عنصر أساسي في التعليم.
و أن هذه الكتيبات موجهة إلى هؤلاء الملايين من الشباب:
- الذين يناضلون و لكنهم دائما يجدون أنفسهم عاجزين.
- الذين يبحثون و لكنهم يجدون الأبواب مغلقة دائما في وجوههم.
- الذين يجدون و لكنهم غالبا ما يحولون ما يجدونه إلى عنف. و لكنهم لا ييئسون و لا يستسلمون فمادام هناك شباب فهناك شعلة من الضوء تخفق في الظلام و أمل ينبعث مع اشر أقة كل فجر جديد.
الفصل الأول:-
**قصتي
يتناول الحديث التالي موضوع تنمية المجتمع و هو في الواقع حديث حقيقي موجه لقائد الكشافة مثلي أو لمدرس أو ميكانيكي أو ربما لشخص يبحث عن عمل أنني أقرا هذا الحديث في الصحف أو اسمعه في الراديو و أناقش ما جاء به في الأمسيات قد يبدو انه يقدم نوعا من الإحساس بالهدف و اشعر أنني جزء من عملية خلاقة.. كأننا نبني أمة تنتج طعاما أوفر و نزيد في إقامة الطرق و المستشفيات:كل هذا يشعر بالأمل – الأمل بالمستقبل – الأمل بان كل شيء يتطور إلى احسن.
و بالأمس أخيرا قال لي أحدهم :يا صديقي قد يكون هذا سهلا بالنسبة لك إذا حصلت على قسط من التعليم و أصبحت قادرا على قراءة الصحف و رأيت المدن مكتظة بالسيارات و تحب الجدل و المناقشة مع أصدقائك في النظريات و التجارب انك تملك بيتا و مذياعا و لديك ما يكفيك من طعام تتناوله و مال تنفقه فلماذا لا تذهب إلى إحدى القرى و تسال الناس هناك عما يفكرون؟
و هكذا انصرفت إلى القرية و جلست في الظل مع بعض المواطنين و طرحت عليهم السؤال التالي:
ما رأيكم في التنمية؟
و ساد الجو برهة من الصمت و لم ألاحظ أي اثر لكتب و لصحف حولي و لم اسمع أي صوت لمذياع و لم أتبين اثر لأسلاك تنقل التيار الكهربائي و فجأة قال أحدهم:إننا لا نعرف الكثير عن التنمية إنما تبدو أنها شيء يتحدثون عنها في المدن و أحيانا يقول أولادنا انهم تحدثوا عنها في المدرسة و قد يعود شبابنا من المدينة و يحدثنا عنها و يخبرنا بما يمكن أن نؤديه ثم ينصرف. .
لقد فهمت بسهولة ماذا يعني بكل ما قاله و لو حاولت أن أحدثه بما يجول في أفكاري حول التنمية فانه لن يفهمني و لن أجد آذانا صاغية لانه لن يثق بي لقد سمع ذلك من قبل و لكنه يحس شيئا آخر بل ربما يكون قد زاد فقرا.
إذا أنني لم اكن فقيرا و لم أشاركهم مخاطرهم و تجاربهم الصعبة انه يشعر بان التنمية لا تخصه بل هي تخص غيره من الناس.
و هكذا رجعت و أنا لا ادري كم من الناس يشعرون بنفس الشعور لقد ذهبت إلى مكاتب الإحصاء الرسمية و سالت >
لقد جاء الجواب بنسبة عالية بلغت 72% لم اكن لاصدقها.
و أتيح لي طرح هذا السؤال على صديق لي عاد مؤخرا من شمال أوربا كان يعمل في إحدى المنظمات في بلادي.
فاجاب: التنمية هي الحرب ضد الفقر و الجوع و الاستغلال و لهذا جئت إلى هنا للمساعدة في مفهوم هذه التنمية.
لقد كان غريبا و زادني حزنا إذ قال أيضا: إن التنمية شيء خاص لناس آخرين.
الفصل الثاني
**ماذا يقصد بتنمية المجتمع ؟
تفسيرات مختلفة لتنمية المجتمع:
إن تنمية المجتمع ليست مصطلحا جديدا فقد ظهر هذا المصطلح طوال العديد من العهود السابقة و خصصت بعض البلاد كالهند الكثير من مواردها لتنمية هذا المفهوم بينما تحاشته بعض الدول تماما و من الواضح في بعض المجتمعات انه نتيجة لبرامج تنمية المجتمع فقد ارتفع مستوى المعيشة فيها بينما نجد في البعض الآخر انه لا اثر بالمرة لمثل هذا التقدم.
و لكن مهما كانت النتيجة – سواء أكانت سلبا أو إيجابا – لا بد و أن تكون هيئة على جانب كبير من الخبرة و الوعي للمشاركة في تدعيم هذه العملية.
و نتيجة لهذا السرد التاريخي فهناك تفسيرات كثيرة لمعنى تنمية المجتمع – فالبعض يقترح ضرورة وجود تمويل حكومي – و العض يؤكد على القيام بأنشطة اقتصادية على مستوى صغير و البعض يقول بأنها العملية التعليمية و التنظيمية و السياسية للاعتماد على النفس و البعض يؤمن بأنها طريقة تستطيع بها الجهات المسؤولة التحكم في المحليات بطريقة اكثر تأثيرا – و البعض الآخر يرى أنها وسيلة لكي لا تلحق الدول النامية بالركب في القرن العشرين..لكل هذا كان من الضروري أن تكون رؤيتنا لتنمية المجتمع واضحة تماما.
إنها عملية:
إننا نتكلم هنا عن تنمية المجتمع لا على أنها استراتيجية حكومية أو برنامج بل على أنها عملية تغيير تطرا على المجتمع و تؤدي إلى معيشة من نوع افضل على أن يكون الناس أنفسهم هم أساس العملية.
و في كل عملية هناك خطوات كل منها تؤدي إلى أخرى ففي تنمية المجتمع يتخذ المجتمع الخطوات التالية:
1- أن يفهم المجتمع الظروف التي يعيش فيها.
2- أن ينظم المجتمع نفسه ليحسن من بعض تلك الظروف.
3- أن يضع المجتمع خططا لمشروعات أو برامج محددة من شانها أن تؤدي إلى هذا التحسين.
4- أن يقوم المجتمع بتنفيذ هذه الخطط مع عدم الاعتماد على مصادر خارجية إلا في أضيق الحدود.
5- أن يقوم المجتمع بتقييم ما تم تنفيذه و في ذلك زيادة في الفهم للعملية و زيادة قوتها.
و تتحول هذه الخطوات تلقائيا إلى عملية مستمرة ما دامت المشروعات الصغيرة الناجحة سوف تؤدي إلى فهم اعمق و تنظيم أقوى و خطط اكثر إحكاما و نتائج للعمل اكثر إيجابية.
و بذلك اصبح الانعكاس المستمر على المجتمع و التقييم المستمر للنتائج بعدا جديدا للعملية و جزء لا يتجزا منها. مرفق رقم 01
النتائج:
تؤدي هذه العملية إلى نوعين من النتائج في المجتمع و يمكن إدراك بعض هذه النتائج بينما يكون البعض اكثر عمقا و لا يمكن قياسه.
**اكثر النتائج وضوحا يمكن أن تشمل:
- ظروفا صحية افضل.
- نشاطا اقتصاديا اكبر.
- إرشادات صحية سليمة.
- وسائل زراعية متطورة...الخ.
إن إنجاز أشياء كهذه تشير بالتأكيد إلى نوعية احسن من الحياة و مع هذا فان النتائج الغير ظاهرة و التي لا يمكن قياسها قد تكون اكثر أهمية.
و هذه النتائج الغير ظاهرة يمكن أن تشمل:
- وعيا اكثر لظروف الحياة و لاسباب الفقر و الجهل و المرض و الروابط التي تربط بينها و للمداخل التي يمكن بها حل مشاكلها.
- ثقة اكبر و دوافع للاقتناع بان الناس قادرون على عمل شيء ليرفعوا به مستوى معيشتهم عند تزويدهم بقليل من التشجيع و التدريب و المساندة.
- تنظيم أقوى و زيادة في المهارات التي تساعد الناس على:
معالجة المشكلات الصعبة و الأكثر تعقيدا.
التعرف على موارد بشرية و مادية أخرى يمكن استخدامها.
بهذه الطريقة يبنى المجتمع هيكلا ديناميكيا يشعر فيه الناس انهم يعيشون في أمان – يتحملون المسؤولية – و يحسون بالهدف و نتائج الإنجازات – انهم يتعلمون كيف يحلون المشاكل التي يواجهونها مع قليل من المساعدات الخارجية عند الضرورة انهم يحملون عل أكتافهم عبء مسؤولية بناء مستقبل يفخرون به.
** الفتية و الشباب في المجتمع:
يعتبر الفتية و الشباب في عملية تنمية المجتمع هم العنصر الأساسي و المفتاح إليها.
**المشاركة في تحمل المخاطر:
عادة ما يكون الفتية و الشباب في مجتمع ما هم الذين يقاسون اكثر من غيرهم ففي كثير من الدول و نتيجة لنظام التعليم يعتقد الشباب أن مستقبلهم يتمثل في أعمال حديثة خارج المجتمع و يتوقع آباؤهم بأنهم سوف يرسلون إليهم بالأموال من المدينة حيث يأملون في العثور على هذه الأعمال. لقد انتزع هؤلاء من جذورهم في القرية و لكنهم غالبا ما يواجهون بحقيقة أن هذه الأعمال الحديثة ليست موجودة فقد تصل البطالة في المناطق الحضرية إلى 40% و أن غالبة هذه النسبة تكون من صغار السن.
و غالبا ما تكون الأنشطة الاقتصادية في المناطق الريفية ضعيفة فصغار السن غالبا لا يملكون مالا و لا أرضا.
و مرة أخرى فهم الذين يكونون الغالبية من المتعطلين و هم يساعدون في زراعة أراضى الأسرة بقدر الإمكان و يناضلون لكي يوفروا للأسرة احتياجاتهم و لكن غالبا ما يفشلون في الحصول على ما يكفي لانتزاعهم من دائرة الفقر التي وقعوا فيها.
**و لكن يمكن أن يصبح الفتية و الشباب طاقة خلاقة:-
و مع ذلك فان هؤلاء يمكن لهم أن يكونوا اكثر من مجرد أعضاء في مجتمع عليهم أن يشاركوا في تحمل مخاطر الحياة فيه بل هم طاقة خلاقة يمكن استغلالها فالكثيرون منهم قد تلقوا قسطا من التعليم لعدد من السنوات و تراهم راغبين في تقبل التغيرات و هم اقل إيمانا بالقضاء و القدر و لا يقبلون أن يكون المستقبل مجرد استمرار للماضي و نجدهم في كثير من البلاد يتحملون من المسؤوليات و هم في سن الثانية عشرة ما يتحمله البالغون.
فالفتية و الشباب يساعدون في تطهير الأرض أو في البناء بينما تقوم الفتيات برعاية الأطفال الأصغر سنا أو يقمن بتنظيم الحدائق و هم يبحثون عن كيف يمكنهم أن يضيفوا شيئا إلى المجتمع و لكن بطرقهم الخاصة.انهم يودون أن ينقلوا مهاراتهم و خبراتهم إلى الآخرين ليزيدوا من توعيتهم و لكن ما يعوقهم هو عدم تمتعهم بالسلطة و عدم توفر الموارد و نقص التنظيم بالإضافة إلى نقص إدراكهم لطاقاتهم الذاتية.
** يمكن للكشافين مد يد المساعدة للفتية و الشباب لكي يستطيعوا:
أ- تنظيم أنفسهم على أساس اقتصادي مع برنامج شامل من الأنشطة التي ترتبط باحتياجاتهم.
ب- اكتساب إحساس أقوى بالانتماء إلى المجموعة و شخصيتها المستقلة الواضحة.
ت- تلقي التدريب و الدعم الذي يرتبط بدورهم المحدد في المجتمع.
ث- تحسين استخدامهم للمصادر المحلية في المجتمع و الخارجة عنه < مثل وزارة الزراعة..>.
ج- تحقيق التكامل مع المجتمع و الاندماج فيه و الحصول على القبول من أعضائه.
.... و بذلك يصبحون في مركز افضل يمكنهم من المشاركة بطريقة بناءة في عملية تنمية المجتمع.
**الفصل الثالث
**أسلوب العمل بتؤدة و تدرج
كلما زادت مشروعات التنمية كلما زادت مطالب الحياة و أعبائها:
فيما بين عام 1951 و عام 1971 مدت إحدى الحكومات الطرق و خطوط السكك الحديدية ووسعت شبكتها الكهربائية و أنشأت المصانع و السدود و بصورة عامة فقد ابتكرت عددا كبيرا من المنشآت و تبين من المسح الذي قامت به في البداية – عام 1951 – إن 51 % من الناس هم تحت خط الفقر و حدد هذا الخط في مجالات الغذاء و الدخل و غيرهما..و تبين من مسح آخر تم في عام 1971 – استخدم فيه نفس الخط و على الناس ذاتهم – إن 65% من هؤلاء الناس اصبحوا تحت هذا الخط. و هذا يعني انه بعد عشرين سنة تنفيذ مشروعات حيوية اصبح معظم سكان هذا البلد فقراء.
لقد تمت على مدى عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن < العقد = 10 سنوات > من تنفيذ بعض المشروعات الحيوية و مع ذلك مازال الفقر و الأمية و المرض قائما بين الناس بل لقد زاد في اغلب الأحيان.
**الجوع:-
يقاسي 460 مليونا من البشر من سوء التغذية القاسية .
روما سنة 1963.
بيان رسمي وقعه ما يزيد عن خمسين شخصية عالمية بارزة: >.
المؤتمر العالمي للتغذية نوفمبر 1974 بيان في القضاء على الجوع و سوء التغذية.
** الأمية:-
لقد زاد عدد الأمين في العالم فيما بين عام 1960 و عام 1970 من 735 مليون إلى 783 مليون مع أن النسبة المؤية للاميين السابقين قد انخفض و هناك أتلف مليون شخص ليس لديهم وسائل سليمة للتخلص من فضلات المنازل و أوساخ المراحيض و حوالي 50% من السكان في بعض المدن يعيشون – في حالات سيئة جدا – و بجانب المستنقعات و في تجمعات في الأكواخ.
القطاع الحديث:-
لقد اتبعت استراتيجية التنمية التقليدية أسلوب العمل < بتدرج و تؤدة> و ركز هذا الأسلوب على تنمية قطاع حديث قوي. و اعتمد نقطة الأساس فيه على تنمية الصناعات فادت إلى توسع و انتشار المدن حولها. و تطلب ذلك رؤوس أموال كبيرة و تقنيات متقدمة و تدريبا مهنيا. و اعتمد تمويله على الصادرات و الضرائب و المساعدات الأجنبية.بينما كان على الدول النامية أن تصدر محاصيلها الزراعية و المواد الخام التي تنتجها و أن تستورد إنتاج و مصنوعات البلاد الصناعية.
لقد كان التركيز على نمو اقتصادي و اعتمد مقياس النجاح على زيادة المعدل السنوي للإنتاج القومي العام.
[COLOR=black]و الفكرة التي تكمن خلف هذا الأسلوب هو أن الفوائد التي يمكن أن تجني من التحديث زيادة النشاط و العمل الاقتصادي بصورة خاصة و زيادة في شراء البضاعة و خدمات في التعليم و في الصحة سوف تنتقل < بتؤدة و بتدرج> من القطاع الحديث إلى القطاع التقليدي و بالأخص إلى القرى التي يسكنها معظم سكان العالم.
** التركيز على القطاع الحديث أدى الى فوائد كثيرة:-
- أنشئت مصانع حديثة.
- أنشئت التكنولوجيا < الأساليب > المتقدمة.
- شيدت المستشفيات و المدارس و الكليات.
- مدت شبكات الطرق و السكك الحديدية و الجهد العالي الكهربائي و السدود. ملحق رقم3.
** انطباعات مزارع:-
. فقد غرست 40% مما املكه من الأرض بالبندورة التي تعطي إنتاجا عاليا. و هذا يعني أنني مازلت أستطيع أن أطعم نفسي إذا فشل محصول الموسم الجديد. لقد اشتريت أيضا الأسمدة و المبيدات التي تحتاجها تلك المحاصيل كما زدت في نظام الري لتوفير الماء اللازم لها.
لقد أذهلتني النتائج التي حصلت عليها إذ ضاعفت إنتاجية الهكتار في الـ 40% من الأرض التي زرعتها عن إنتاجية الـ60% من الأرض المتبقية في المحصول الجديد. و استطعت في السنتين اللتين وفرتا لي هذه الزيادة أن استعمل الآلة بصورة اكبر.
و قد أصبحت بعد ذلك قادرا على التوسع في مزرعتي و استمرت الإنتاجية في الازدياد>>.
لقد أدت هذه التنمية في < القطاع الحديث> إلى وجود أنواع معينة من المؤسسات:
1- اتجهت أنظمة التعلم إلى أولئك الأطفال الذين يستطيعون دخول و اعتبرت كل مرحلة مدرسية إعداد للمرحلة التالية و يتحقق النجاح فقط بعد الوصول إلى المراحل النهائية.
2- صار استغلال الأرض بأسلوب تصاعدي في تنمية صناعية و في سد حاجات سوق التصدير.
3- أصبحت المستشفيات المزودة بجهاز قدير و مؤهل من الأطباء و الممرضات أساسا للرعاية الصحية.
4- صار تقديم القروض البنكية لأولئك الذين يستطيعون تقديم الضمانات.مرفق رقم3
**الفصل الرابع
الفروق تتزايد
ما التنمية ؟
لا شك في أن < التدرج بتؤدة> من اجل التنمية قد خلق قويا. إذ انه كان عاملا في تحقيق هيكل متكامل . فوفر مواطنين متعلمين من الدرجة الجيدة التي تتطلبها القيادة القومية و ساعد على خلق إحساس بالهدف القومي الذي يعتبر عنصرا حيويا في خلق الدول الحديثة كما ساعد على تأهيل البلاد لالتحاقها بركب تكنولوجيا العالم الحديث..
و لو أن هذا لم يستنفذ منه سوى جزء من البلاد – الجزء الأصغر منها – الجزء الذي لا يتعدى 30% من سكانها. أما الذين يعيشون في القرى و في تجمعات من الأكواخ في المدينة فانهم لم يلحقوا بركبها.و قد أصبحت الحياة بالنسبة لهؤلاء اكثر صعوبة بتوسع الهوة و ازدياد الفوارق بين الأغنياء و الفقراء و بين الكبار و الصغار و بين المتعلمين و غير المتعلمين بين المناطق الحضرية و الريفية و بين الحديث و التقليدي. لقد تلاشى أملهم في المستقبل و شعروا بالفشل و هم الأغلبية حيث نجح الآخرون.
**كيف كان تأثير ذلك على الناس ؟
** في التعليم:
نجد في بعض البلاد أن 40% من الأطفال لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة بسبب عدم توفر الأماكن لهم فيها أو عدم توفر المدارس في بعض مناطق هذه البلاد و هناك حوالي 70% من هؤلاء الأطفال الذين انهوا تعليمهم الابتدائي لم يستطيعوا الالتحاق بالمدارس الثانوية أو انهم لم يجدوا عملا لهم في . و قد أدى بهم هذا الشعور بالفشل للانضمام إلى صفوف المشردين الذين لا بيوت لهم و إلى صفوف العاطلين عن العمل في المدن و في القرى حيث كانت فائدة تعليمهم ضئيلة جدا و لم يجدوا سوى تشجيع قليل.
إن نسبة العاطلين عن العمل في المدن تزيد عن 30% و تؤدي إلى الفقر المدقع و إلى عدم الرضا و غالبا إلى العنف. مرفق رقم 4.
**في الزراعة:-
تعتبر الزراعة النشاط الرئيسي لغالبية سكان العالم. ميكنة الزراعة ساعدت الفلاح على حرث و غرس و حصد كثير من الهكتارات بسرعة زائدة. كما أدى استخدام الحديث من الأسمدة و المبيدات و أنظمة الري إلى إنتاج اكبر من الغذاء في نفس المساحة.
و لكن هذا التجديد أو هذا التحديث يحتاج إلى تمويل لا يتوفر لدى المزارع الفقير و لا يستطيع بصورة عامة الحصول عليه إن لم يرهق نفسه في دين دائم.
قمت بزراعة نصف مساحتها ببذور جديدة. و اقترضت بعض المال لشراء الأسمدة و المبيدات الضرورية و لكنني لم استطع تحسين نظام الري الحالي.
لقد كان صيف ذلك العام حارا بصورة خاصة و المياه غير كافية للمحاصيل الجديدة. و مع ذلك فقد قاومت المحاصيل الجديدة هذه الأمور و استطعت أن اسدد من دخلها بعض ديوني و لكن لم يكن هناك من حيلة لتدبير ما يكفي أسرتي من الغذاء خلال الأشهر القليلة التي تسبق الحصاد التالي. لقد استطعت أن اقترض للمرة الثانية و سوف ترتفع أسعار الغذاء ثلاثة أضعاف عما هي عليه الآن.
و هو مزارع مثلي باع أرضه ليسدد المبالغ الكبيرة التي اقترضها. ثم بحث عن عمل و لكن بدون جدوى بسبب استخدام الجرارات الحارثة في المزارع الكبيرة. لقد غادرت القرية بحثا عن عمل في المدينة.>>. مزارع
لقد كانت الفائدة للمزارعين الأغنياء إذ انهم يستطيعون القيام بالتجربة. لقد توفرت لهم القروض و يملكون الأراضي الشاسعة .و يؤدي أحيانا الإنتاج الكبير من المحاصيل إلى انخفاض الأسعار – و قد يتأثر المزارع الفقير – فيضطر إلى بيع أرضه.
التكنولوجيا الحديثة – عادة ما تزيد الإنتاج و لكنها تقلل من فرص العمل علاوة على أنها بعيدة المنال عن فقراء المزارعين.
إن المصدر الأكبر الذي يملكه المزارعون هي - اليد العاملة - و لمن استغلالها بدا يقل إذ أن التكنولوجيا المتقدمة لا تحتاج لهذه الأيدي.
و تبين أن توفير محاصيل أخري قد تدر على المزارع دعما اكبر من المحاصيل الغذائية التقليدية. وما نعنيه هنا هو محاصيل التصدير. و لهذا فقد توزعت زراعة الأراضي على حساب المواد الغذائية و شملت أنواعا كالبن و الكاكاو و الزهور.
**في الصحة:-
لقد بقيت الصحة أيضا مشكلة. إذ أن معظم ميزانية الصحة استنفذت في المدن على المستشفيات و تدريب و توظيف الأطباء و الممرضين. و لم يكن هناك أي شك في أن نوعيات هذه المؤسسات و العاملين فيها هي بالمستوى العالي. و لكن لم تستطع في اغلب الحالات إن تخدم اكثر من 30% من السكان المقيمين.
في الوقت نفسه فان هناك نسبة عالية من السكان يعانون من سوء التغذية و كثير من الأمراض المستعصية و حوالي 50% من الأطفال في بعض البلاد يموتون قبل أن يبلغوا الخامسة من العمر. و الإسهال < الديزنطاريا> هو المرض القاتل و الشائع بين الأطفال. و قد ساعد علاج الإسهال في بعض المستوصفات على تحسين صحة الأطفال لأسابيع قليلة فقط. إذ أن هذا العلاج لم يصل إلى جذور المرض و الذي قد يعود سببه إلى عوامل مجتمعة من سوء التغذية و المياه الملوثة و نقص في الوعي الصحي. ملحق رقم 5
** في المسؤولية:-
ربما أن المشكلة الكبرى كانت في التركيز على اخذ مجراه بعيدا عن القرويين و الفقراء من سكان المدن. فلم يكن لهم كلمة لو رأي في عملية التحديث في كل من الخدمات التعليمية و الصحية و قد أصبحت بالنسبة لهم كأشياء يتسلمها الناس من مسؤولين و مهنيين و خبراء – كمادة هزيلة تصلهم – إذا كانوا محظوظين. الكثير منهم كانوا من المهملين فقدوا تطلعاتهم و دوافعهم بسبب تجاهل الغير لقدراتهم الخلاقة. و اعتبروا التنمية موضوعا لا يهمهم أمره.فظهرت هوة شاسعة بين ثقافاتهم التي تمثل الماضي و الحاضر و بين الحياة الحديثة التي ترمز للمستقبل.
ان فشل أسلوب < التدرج بتؤدة> في مساعدة الفقراء فعليا جعلت الناس يبحثون عن أساليب جديدة.
**الفصل الخامس
أسلوب الاحتياجات الأساسية
المطلوب أسلوب جديد:-
المفروض أن تعم فوائد النمو الاقتصادي بحيث تصل لجميع الناس كالإكثار من المستشفيات و المدارس و بناء الطرق و العمل بالتكنولوجيا المتقدمة اتصل البلاد إلى أهدافها في الصناعة و الزراعة.
و بالرغم من أن الحكومات قدمت قسطها الوافر في الخدمات الصحية و غيرها فإنها بدأت تدرك أن هذه الخدمات لم تصل لغالبية الفقراء.كما أن الخدمات التي بنيت على أساس النماذج القديمة للدول الصناعية لم يتعد انتشارها مراكز المدن الحديثة و لهذا فقد بثي الفقر و الأمية منتشرا حول هذا الوسط واتسعت الفروق و الهوة بين القطاعات الحديثة و التقليدية و أصبحت مصدرا للتوتر و الصراع.
و في كثير من البلاد غالبا ما يهمل ثلاثة أرباع السكان و تولد أجيال جديدة و تنمو و تعيش دون أن تحصل على قدر بسيط من الخدمات.
و السبب الأساسي انهم يساهمون بأقل بكثير مما يمكنهم أداؤه للتنمية القومية بل قد يصبح الكثير منهم عبئا على أنفسهم و على المجتمع و يتحول الآخرون إلى العنف و إثارة الفتن في المدن.
**فوائد القطاع الحديث لم تصل إلى الأغلبية الفقيرة:
لقد اصبح أسلوب التنمية الجديدة أمرا مستعجلا و يجب أن يتاح للفقراء الذين يعيشون في القرى و في تجمعات الأكواخ في المدينة و ذلك لكي:
- يستفيدوا من جهود التنميات السابقة.
- يصلوا إلى حاجاتهم الأساسية في مجال التغذية و التوظيف و المأوى و الكساء.
- يشاركوا في الخدمات الأساسية كالتعليم الأساسي و الرعاية الصحية و النقل العام.
الأسلوب الجديد اصبح ظاهرا:
يصبح الأسلوب الجديد اكثر احتمالا إذا تبين من الناس أنفسهم بعد قليل من التدريب و الدعم انهم يستطيعون عمل الكثير لتحسين مستوى حياتهم في المجتمع و بتكلفة اقل من تلك الأساليب الأخرى.
لقد تبين:
- إن 80% من المرضى في المجتمعات سببه افتقار في التعليم الصحي و سوء التغذية و المياه الغير نظيفة و يمكن أن يتم تحسين كل هذه العوامل بعمل يقوم به المجتمع بإرشاد من العاملين في الجهاز الصحي للمجتمع للذين تم تدريبهم في بضعة اشهر للعمل مع الناس كجزء من الدائرة الصحية الكاملة.
- المسح في مجال الغذاء الذي يقوم به موظفو الصحة في المجتمع يؤدي إلى تحذير مسبق من سوء التغذية و يمكننا هذا من تخطيط فعال و عمل وقائي.
3- إجراء تجربة في حقل صغير تبلغ مساحته 2 هكتار تستخدم فيه الثيران للحرث و الأسمدة الطبيعية و إيضاح أن إنتاجه اكثر مما تنتجه حقل واسعة بمئات الهكتارات تستخدم فيه اكثر التكنولوجيات تقدما.
4- يمكن في كثير من الحالات استخدام البامبو كمواسير للمياه بدلا من استخدام مواسير الصلب. و يمكن أن تكون صهاريج الماء ارخص إذا صنعت من الإسمنت بدلا من الحديد و يمكن حينئذ إنتاجها محليا كما يمكن الحصول على الطاقة باستغلال روث البقر و تستطيع التكنولوجيا الملائمة التي يمكن للناس امتلاكها أن تساهم في التغلب على الكثير من مشاكلهم.
5- يمكن للناس بناء منازلهم بتكلفة قليلة و بشكل مرضي إذا توفرت لهم الأرض و المواد اللازمة و الخدمات الأساسية من صحة و غيرها بثمن منخفض و معقول.
6- يستطيع القرويون مع قدر قليل من التعليم و الدعم و التدريب أن يعلموا غيرهم القراءة و الكتابة و الحساب و المساهمة في التوعية للقيام بواجبهم.
< ج> الأسلوب الجديد يجب أن يبدأ في المجتمع:-
لم تكن المشكلة مجرد سؤال للاكتفاء بحاجاتهم فالنقطة الأساسية تكمن في التواصل و معرفة طريقة اكتفائهم و المفهوم بان الرفاهية ذاتها عملية مكلفة لا تساهم في قدرة الناس الابتكارية. إذ أن إحدى مسببات الفقر الرئيسية هنا في تحسين مستوى حياة هؤلاء قد نزعت منهم و كلف بها آخرون من الخبراء و غيرهم من الرسميين – و بهذا اصبح منهم اكبر تبعية – و لهذا يجب أن توكل هذه المسؤولية إلى المجتمع و بشكل واسع.
و لابد إذا أن يكون المجتمع مدركا و راغبا و قادرا على تحمل و تنفيذ هذه المسؤولية.
** الإدراك:-
يتطلب مناقشات مستمرة بين أفراد المجتمع و مع المسؤولين و الخبراء حتى يستطيعوا بالخبرة أن يتوصلوا إلى فهم دورهم الجديد بوضوح اكثر و بروح الاعتماد على النفس و الاستقلالية.
**الإرادة:-
لا تتطلب فقط تحذيرا أو يقظة من الناس.بل عليهم أيضا أن يعرفوا بأنهم يستطيعون الاستفادة من دعم و تشجيع و تعاطف السلطات حينما يبدءون معالجة مشاكلهم.
** القدرة:-
تتطلب تدريبا مستمرا مبنيا على حاجاتهم و أن يكون متاحا للجميع.
الأسلوب الجديد يتطلب المشاركة:
.
هي حجر الزاوييمكن مفتاح هذا الأسلوب في أن يسأل الناس و يصغي إليهم و يساعدوا. و بذلك يشاركون منذ البداية في عملية تقدم التنمية هذه و في تحديد و فهم مشاكلهم و أولوياتها و في تخطيط و تنظيم و تنفيذ و تقييم المشاريع و البرامج. و بذلك يصبحوا في عملية التنميةة
الأسلوب الجديد يتطلب حوارا:-
الحوار بين الناس و المخططين ضروري جدا حتى يستطيع المخططون أن يكون مفهومهم للمشكلة ليس فقط النواحي الفنية بل أيضا وجهة نظر الناس أيضا. و على الرسميين و الفنيين أن يستمعوا إلى القرويين حتى يستطيعوا مساعدتهم في تحديد و فهم احتياجاتهم و سبب تواجدها. و عليهم أيضا أن يميزوا بين تلك الاحتياجات الحقيقية و بين الاحتياجات الوهمية. و بهذا يستطيع الناس و الخبراء مساعدة المجتمع في تخطيط و تنظيم منهاج عملهم للتغلب على مشاكلهم. كما يمكنهم ان يقدموا الدعم في تنفيذ و تقويم الخطط.
< و> الأسلوب الجديد يتطلب تنظيما متطورا:-
لا يستطيع مسؤول أو خبير التحدث عن الحاجات مع جميع الناس في المنطقة فهذا عبء ثقيل. و على المجتمع أن يختار واحدا من بينهم قادرا على تلقي تدريب في مجال الزراعة و ربما آخرون في مجال الصحة و هكذا.. و بهذه الطريقة يستطيع موظفو المجتمع أن يفهموا بطريقة افضل احتياجات الناس و الحلول الممكنة لهذه المشاكل و الجهات التي في السلطة و التي يمكن التوجه لها للحصول على المساعدة إذا كانوا بحاجة لها و سيصبحون جزءا من هيكل عام للخدمات الزراعية أو الصحية مثلا . و يكون باستطاعتهم الاعتماد في اكثر المشاكل الصعبة إلى من هم اكثر تدريبا و خبرة. و بهذه الطريقة يمكنهم أن يساعدوا المجتمع بشكل افضل في تحليل المشاكل و تفهمها و اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها.
إن اللجوء و العمل مع < عمال المجتمع > هو من أمثلة التنظيم المتطور و تتضمن الأمثلة الأخرى بحوث أساسها المجتمع و تدريب مناسب للذين يعملون مع المجتمعات الأخرى و أجهزة مجتمع قوية < مثلا : التعاونيات – الكشافة – الخ..> و اتصال بناء و مفيد بين الحكومة و المنظمات الأخرى..الخ.
< ز > يجب أن يتم الوفاء بالحاجات على أساس تكاملي. فسوء التغذية مثلا ليس مجرد مشكلة طبية إذ أن مواجهة سوء التغذية يتطلب تنمية زراعية و تعليما صحيا و غذائيا و موارد للمياه افضل و قد يتطلب تغييرا في قانون ملكية الأرض و في مستوى أسعار المنتجات الغذائية أو تحسينا في تخزين الحبوب و الغلال . و لهذا يجب أن نفهم أسباب أي مشكلة و مدى ترابط هذه الأسباب فيما بينها و خلاف ذلك ستبقى المشكلة قائمة بكاملها.
< ح > الأسلوب الجديد يتطلب ارتكازا على موارد محلية:-
إذا كان المطلوب تقديم المساعدة لفقراء العالم عامة فعلى هذا الأسلوب أن يعمل و يستغل مستفيدا و إلى أقصى حد من الموارد المحلية و التي قد تدعم أحيانا بموارد خارجية إذا لزم الأمر. و قد تكون أيضا اكثر الموارد أهمية و الغير مستغلة استغلالا كاملا – الناس أنفسهم و خاصة الفتيان الذين نالوا قسطا من التعليم المحدود و يبحثون عن طرق المساهمة في التنمية – هؤلاء يمكن أن يصبحوا بعد تدريب بسيط خبراء في المجتمع في ميادين شتى كالصحة و الأمية و التكنولوجيا الملائمة.
هذا و يمكن البحث عن موارد أخرى و تنميتها. فمشاريع التشجير بمستوى صغير يمكن أن يقوم بها القرويون بإشراف مسؤلي الأحراش و سوف تزودهم بكمية من الخشب يستعمل للوقود و للبناء في المستقبل و تساعد في تحسين الأرض بحمايتها من التآكل و التعري.
و بالإضافة إلى ذلك فان القرويين يملكون تكنولوجيات يمكن تحسينها و لو قليلا < كإضافة قطعة حديد حادة في قمة محراث خشبي من النوع الذي يجره ثور >. و سوف يكون لهذا فعله الكثير في تحديث القرية.
الموارد الأكثر أهمية هم الناس أنفسهم
**النتيجة:-
بهذه الطريقة و من خلال مشاريع صغيرة ناجحة و خبرات منذ البداية استطاعت بعض المجتمعات في اجزاء مختلفة من العالم أن تتحقق في:
- أن لهم دورا فعالا في تحسين أحوالهم المعيشية.
- أن بإمكانهم الحصول على الدعم المطلوب عندما يحتاجون له.
- إن باستطاعة الفتيان أن يلعبوا دورا قياديا و ديناميكيا في تنمية المجتمع.
- إن الفقر ليس شيئا يقضون به حياتهم كاملة و لكنه وضع يمكن التخلص منه.
- إن في مجتمعهم موارد كثيرة يمكن الاستفادة منها و أهم هذه الموارد الناس أنفسهم.
- أن التعليم يمكن أن يعد الإنسان إلى حياة اكمل في المجتمع.
لقد اصبح واضحا أن التنمية ليست مجرد عملية اقتصادية لبناء الطرق و المدارس و المستشفيات و الاحتفاظ بمعدل نمو الاقتصاد القومي. إنما هي أيضا تنمية الإنسان ككل ضمن مجتمع بحيث تزوده بما يحتاجه من دوافع و تدريب للعمل مع الغير في تحسين مستوى المعيشة.
< يجب على التنمية أن تخلق شخصا جديدا واعيا>
يمكن للأسس التي نتجت عن مجهودات التنميات السابقة أن تساعد في تنمية الإنسان و المجتمع بشكل فعال. و مهمة الحكومات و غيرها من المؤسسات تقديم الدعم لهذه العملية . و لكي نفسح المجال لمثل هذه التنمية ضمن المجتمع و بين المجتمعات فلا بد من تضمين البرامج بها ووضعها مع أولويات التنمية القومية.
يجب أن تكون تنمية المجتمع جزءا من الخطة القومية.
الفصل السادس
طرق جديدة في التفكير
لقد تمت حاليا تجارب و برامج و مشاريع ناجحة اتبع فيها أسلوب < الاحتياجات الأساسية > و صار إلى تبادل المعلومات و تم الحوار في مجالاتها. و نتيجة ذلك اتجه الناس اكثر و اكثر نحو هذه الطرق الجديدة في التفكير.
و من المفيد جدا أن نرى أسلوب ممارسة هذه الطرق:
< أ> حول الصحة:
تعكس سياسات المنظمة العالمية للصحة و اليونسيف إلى الاهتمام بنمو برامج الصحة بحيث تهدف إلى جعل اكثر الناس أصحاء . و تتضمن بعض هذه الأسس في الأسلوب الجديد على:
1- الاستفادة من مسؤولين محليين: و خاصة من موظفي الصحة الاجتماعيين و هم من المجتمع و يعملون له بالإضافة إلى انهم مقبولون منه . لقد تلقوا تدريبا < محليا أوليا > لبضعة شهور و صار دعمهم في عملية متابعة تدريبية. و هم جزء من جهاز حساس يصل أخيرا إلى الطبيب و يعمل هؤلاء أحيانا في فرق صغيرة و يستخدمون خلال ذلك التكنولوجيا البسيطة أما الموارد الخارجية فقليلا ما تستغل.
2- تقدم أولويات كبرى في الطب الوقائي و التعليم الصحي مع استخدام قليل من المصادر في الطب العلاجي.
3- قبول الدور الهام للمعالجين التقليديين و القابلات و المولدات و التكامل للمراسة التقليدية في الطب الحديث. و هذا يعني أن الأطباء و عمال الصحة الاجتماعية و الممرضات و المعالجين التقليديين يعملون معا. و يعني أيضا تحقيقا دقيقا لقيمة الأدوية المختلفة و العلاج المحلي.
4- أسلوب التكامل و الذي يربط تحسين الصحة بمصادر مياه افضل و بتنمية زراعية و بالتعليم. و يشجع هذا على تعاون أوثق بين مختلف الأخصائيين و الدوائر و هكذا للوصول اكثر و اكثر إلى المشكلة كفريق متكامل.
5- استخدام عيادات القرية الصغيرة المجهزة بالأدوات الأساسية و يديرها عامل الصحة الاجتماعي. و يمكن بناء مئات من هذه المستوصفات بنفس تكلفة مستشفى كبير في المدينة و يمكن أن تقدم الخدمات الصحية التي يحتاجها الكثير من الناس.
6- مناقشات مستمرة عن الصحة ضمن المجتمع بإرشاد من عامل الصحة الاجتماعي و تساعد هذه المناقشة الأسر على تفهم مشاكلها الصحية بوضوح تام و تدفعها لعمل شيء في هذا المجال. و على سبيل المثال و كخطوة أولى تحسين الشروط الصحية في المطبخ.
< ب > حول الزراعة:-
تعتبر الزراعة عنصرا للتنمية. و حوالي 80% من سكان العالم يعتمدون عليها من اجل العيش. و لقد تبين لبعض الحكومات و منظمة التغذية العالمية بعد فترة من التصنيع و بيع المحاصيل نقدا أن حاجات الناس الأساسية لن تلبى باستخدام القطاع الزراعي كممول لنمو المدينة.
و تعكس برامج الحكومات بالاعتماد على النفس في إنتاج الغذاء – الأهمية المعطاة إلى:
1- نسبة صغيرة من الأسر و المزارعين في المجتمع.
2- إنتاج المحاصيل الغذائية للاستهلاك المحلي و للتسويق.
3- أنظمة التسويق التي تساعد القرى و المناطق على المتاجرة مع بعضهم و ذلك افضل من المتاجرة مع العاصمة و مع البلاد الصناعية.
4- قرض بثمن رخيص بمتناول الرجل الفقير و يوفر له عدم اللجوء إلى المرابين أو إلى بيع أشياء كالأرض مثلا التي هي أساسية بالنسبة لحياته.
5- التكنولوجيا الملائمة التي لا تفسد و لا ينتج عنها تعقيدات باعتمادها على عوامل خارجية مثل : البنزين و قطع الغيار و الصادرات التي لا يستطيع الفقراء التحكم فيها. و لا تفسح أيضا < مجالا> للمزارعين الأغنياء للإثراء و الاستفادة على حساب الفقراء من المزارعين.
6- فرص التوظيف في المناطق الريفية التي تساعد على الإقلال من هجرة الشباب من القرى إلى المدن.
7- تدريب على الزراعة و الإنتاج في المدارس يتضمن مشاركة الطلبة و الآباء و المجتمعات القريبة معا.
< ج> حول الصناعات الصغيرة:-
يعود الجزء الأكبر من النشاط الاقتصادي الغير معان في مدن العالم اجمع ما نسميه < بالقطاع الغير رسمي > و الذي هو خارج نطاق الأسواق الرسمية و المصانع و الخدمات الحكومية. و الميادين التي ينتهي إليها هؤلاء الذين يهاجرون إلى المدن تكمن في أشغال حفر و أشياء لبيعها و تصليح الدراجات و صناعة الأثاث و بيع الأطعمة. لقد حضروا إلى المدن لاعتقاد منهم بإمكانية الحصول على دخل اكثر من ذلك الذي يحصلون عليه في القرى. لقد اعتقدوا أن هناك فرصا اكبر تتيح لأولادهم فرصة الذهاب إلى المدرسة و الحصول على رعاية طبية.
ملايين من الناس جاءوا إلى الحياة بهذه الطريقة. العديد من الحكومات بالإضافة إلي منظمة العمل الدولية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. يسعون لوضع حد للوصول إلى أساليب تؤدي إلى زيادة دخل الفرد و توفير فرص العمل و تنظيم معامل فكرية في التعاونيات و في تسهيلات التسويق و نشر التدريب المهني.
و لكن المدن ليست الأماكن الوحيدة للصناعة. و إذا ركزنا على الزراعة بصورة خاصة يجب أن نطور الصناعات الصغيرة ذات العلاقة بالمناطق الريفية. و كثير من البلاد التي تعمل على إزالة مركزية الصناعة حتى توفر أمكنة عمل في المناطق الريفية و تتم بذلك التنمية الزراعية. و المثال في تنمية الصناعة الريفية الصغيرة تكمن في إنتاج و تصليح تكنولوجيا الزراعة و في عمليات الطعام – كصناعة الخبز و البسكويت و المربى و السكر – و هناك الكثير من الأمثلة و غيرها.
< د > حول التعليم:
تتطلب التنمية أناسا قادرين على الفهم و المشاركة و يصبح التعليم حينئذ ذا أهمية أساسية لكافة الناس في المجتمع لأولئك الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدرسة و لأولئك الذين توقفوا عن متابعة الدراسة دون أن يكون لهم أمل في العودة أو في الحصول على عمل في < القطاع الحديث> و أولياء هؤلاء الأطفال و الحرفيين و الزراع و العمال.
و هذا يعني ظهور آفاق جديدة للتعليم متممة للنظام المدرسي و سوف تمكن الذين يذهبون إلى المدرسة من التطلع و التأمل بمستقبل يمكنهم بمشاركة كاملة في حياة المجتمع مع فرص مستمرة من التعليم وفقا لحاجاتهم المختلفة.
و يتضمن هذا الاتجاه الجديد:
1- توفير إمكانية التعليم لكل من هو خارج المدرسة – و ليس فقط بهدف القراءة و الكتابة و الحساب للاميين بل أيضا دروس في مجالات الغذاء و الزراعة و التكنولوجيا و في عملية تنمية المجتمع.
2- برنامجا مدرسيا محسنا يعكس حاجات المجتمع و نظاما مدرسيا مبنيا على أساس مشاركة الناس فيهما.
3- ربط التعليم بالإنتاج لا لمجرد خبرة عملية و لكن لتجعل النظام التعليمي قادرا على الدعم الذاتي.
4- استخدام المجتمع لابنية المدارس خارج أوقات الدراسة.
تتزايد عدد الحكومات بالإضافة إلى اليونسكو و اليونسيف التي تحققت من أهمية الدور الذي يلعبه التعليم الغير رسمي في التنمية و ترصد نسبة تصاعدية من ميزانيتها لهذا التعليم الإضافي.
تلبية الحاجات الأساسية و الوفاء بها يتطلب وعيا جديدا بين كافة قطاعات المجتمع.
الفصل السابع
مجتمع جديد:-
تبدا تنمية المجتمع من تخيل مجتمع جديد. و هي تركز على الاعتماد على النفس و الاستقلالية. و هي ترتبط ليس فقط مع المجتمعات الريفية و المدنية بل و مع المجتمع القومي العالمي.
في مثل هذا التجمع يستطيع الشباب أن يجد سببا لحياته و أملا في المستقبل و في مثل هذا المجتمع يستطيع الصغير و الكبير المتعلم و غير المتعلم أن يجد و يقوي وثاق عرى الروابط التي تجمعهم و يحاول التغلب على الفروق التي تسبب الانقسام فيما بينهم . و في مجتمع كهذا تنتصر المعركة ضد المرض و سوء التغذية و ضد الأمية و الجهل و ضد البطالة و الفقر.
و معركة كهذه لا يكتب لها النجاح إلا إذا كان التصميم و الابتكار من الناس أنفسهم مع دعم الحكومات و المنظمات الأخرى التي تشارك في نفس التخيل.
هل يمكن للكشفية ان تكون جزءا من هذا المجتمع الجديد؟
**مجموعة تنمية المجتمع:-
إن مجموعة تنمية المجتمع < هي عنوان مجموعة من الملفات عن تنمية المجتمع > يصدرها المكتب الكشفي العالمي.
كل ملف يشتمل على: < مواد – كتيبات – معلقات...الخ>
- تناقش الموضوع.
- تقترح وسائل فنية و أنشطة للفرق الكشفية.
- تقديم تمرينات قادة الكشف.
و قد أعدت هذه الملفات لقادة الكشافة كي تستخدم:
-كمادة أساسية في مقررات التدريب و الندوات و ورش العمل.
- كدليل لانشطة عن تنمية المجتمع.
- كنموذج يمكن تعديله و ترجمته إلى لغات أخرى.
و تشتمل هذه المجموعة من الملفات:
1- الكشافة و تنمية المجتمع.
2- تنظيم المشروعات.
3- الكشافة و الزراعة.
4- الكشافة و الصحة.
5- الكشافة و محو الأمية.
6- الكشافة و استخدام التكنولوجيا الملائمة < بالاشتراك مع اليونسيف >
و بعض هذه الملفات متوفرة حاليا و بعضها سوف يتوفر خلال هذا العام.
** شكر و تقدير:
نجد لزاما علينا أن نتقدم بخالص الشكر لكل من موريس كينج – فيليستي كنج – دافيد مورلي – ليزلي بورجيس – ان لورجيس – و المطبعة اكسفورد – افريقيا الشرقية و للمؤلفين و الناشرين للكتاب الممتاز عن < التغذية للدول النامية >و الذي منه اقتبسنا الكثير من الأفكار.
و علينا أيضا أن نتقدم بالشكر لوكالة التنمية الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية و لمؤسسة الكشافة الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية و لمشروع الأمم المتحدة للأنشطة السكانية و لمجلس الكنائس العالمي التي ساعدت في طبع هذه الكتيبات.
كما علينا أن نقدم الشكر لهؤلاء الأصدقاء من الكشافين الذين ساعدونا في مراجعة المسودات و تحسينها بما قدموه من تعليقات بناءة.
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=513983&goto=newpost)