تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة بعنوان °•. ╄━أبـــــي والعمـــل ━╃. •°



حواليكم
03-07-2013, 11:50 AM
في كل شهر أترقب وصوله بلهفة ... يأتي فاسمع صوت السيارة وهي تركن بفناء البيت, وسريعاً ما أنظر من النافذة فتقع عيناي على عيناه فيلوح بيديه وينطق بدفء: قد عدت , فأخرج إليه وتشرق السعادة بداخلي وتغيب كوكبة الأحزان فأرتمي بالأحضان ودمعي يغسل وجهي .

وأنا بين ذراعيه اكتفيت بقول - أبتي ؟
وهو يطوقني - أعذريني يا مروى يجبرني العمل على تركك هنا لوحدك ...

قاطعته والحزن باد عليّ- عدني أن تبقى هنا فأنت تعلم إنه لم يبق إلا يوم ؟

فهمس بأذني والابتسامة مرتسمة على محياه - أعدك

لم يحتاج الأمر إلا لثوان وغمرتني السعادة وبالكاد تتسع الابتسامة

لشفتيّ ,وحملت معه حقيبته ودخلنا إلى البيت لتناول العشاء الذي أُعد

خصيصاً لكلينا . فبعد وفاة أمي لم يبق لي غير أبي في هذه الدنيا ليقاسمني حلاوتها ومرها .


وبينما نحن منهمكين بتبادل أطراف الحديث وتناول الطعام قاطع بهجتي بقدومه كالعادة رنين هاتفه.

فأجاب :

- مرحباً ... نعم الآن قد وصلت ! ماذا !يا إلهي يوم غد ! ولكن ...؟ ألا يمكن التأجيل قليلاً ؟ والخيبة على وجهه حسناً حسناً , شكراً ... إلى اللقاء .

- فصرخت في وجهه ولكنك وعدتني , قلت أن بإمكانك الحضور في يوم حفل تخرجي؟

- صغيرتي أهدئ

فقلت و الانزعاج والحزن والغيض يشل قلبي :- وكيف لي أن أهدأ وأنا أقضي كل الوقت بمفردي ولا أراك إلا قليلاً ربما كزائر فقط ,وأنت تعلم كم أن هذا اليوم يعني لي... فقاطعني ممسكاً بكتفيّ – مروى كفى قلت أني سأحضر

فصرخت _كيف ستحضر ؟ منذ قليل وردك اتصال , أنهم يريدونك غداً في يوم تخرجي وأنت وافقت !

- أنت تعلمين أنه لا يمكنني الرفض ولكن صدقيني سأحاول الانتهاء من العمل باكراً وسأكون بين الحاضرين للحفل .

فتأوهت ولم أنطق بحرف وعم السكون في أرجاء البيت وأخذت أنظر إليه...وينظر إليّ , ولم يطل الأمر حتى ارتسمت الابتسامة على محياي وبادلني الابتسامة ذاتها وضمني إليه .




في صباح اليوم التالي رأيت أبي يغادر للعمل باكراً فلوح بيديه مودعاً فابتسمت وبقلبي دعوات تزفها السماء إليه أن ترافقه السلامة , ذهبت مسرعة لأجهز نفسي أهبة للاستعداد للحفل وبعد انتهائي لم يطل انتظاري حتى سمعت صوت الحافلة قد وصلت فصعدت وذهبنا أنا وزميلاتي إلى المبنى الذي سيقام فيه حفل تخرجنا , وحالما وصلنا رأينا ذاك الحضور الكبير و تلك الأنغام الرائعة التي قد هُيأت لنا ولا أنسى الزخارف والرسومات الجميلة والأضواء البراقة .مر الوقت سريعاً وقارب وقت بداية الحفل وقد كنت أمرر ناظريّ بين الحضور لعلي أجده بينهم ,فلحظت زميلتي الجالسة بقربي التفاتي الكثير حول الجالسين فقالت : مروى أتنتظرين أحداً ؟
- أنه أبي يا منار , تأخر كثيراً والحفل شارف على البداية .
- ربما لن يأتي ؟
- لا . فقد وعدني !
بدأ الحفل وأطفأت الأضواء وخيبات الأمل مرتسمة على وجهي , وكل من حولي سعيد إلا أنا , حتى أنني لم أشعر بطعم الحفل فقد كنت أفكر في الوعد الذي قطعه لي بالحضور . أنتهى الحفل و ذهب الجميع وعند خروجي من المبنى رأيته خارجاً من السيارة فقد وصل متأخراً والأسف بين شفتيه , فناداني
- مروى ؟
فأشحت بناظري وأسرعت مبتعدة ولم أنتبه أن قدمي قد وطأت الشارع فالحزن قد خدرني ,فصرخ صرخة عبرت الأفق خوفاً عندما شاهد السيارة متجهة نحوي ,فأسرع إليّ والدماء تغطيني فأسرعوا بي ونقلوني للطوارئ ومع الكسور دخلت في غيبوبة .
بعد مرور شهران أفقت في المستشفى وأبي كان نائم على الكرسي وكأنه ينتظرني فأفاق عندما فتحت عيناي , وعندها لم يتمالك نفسه فانفجر باكياً وأخذني بحضنه , كاد يعصرني من شدة الفرحة التي اجتاحت قلبه .
- فقال : أعذريني ,أعذريني ... أنا أسف يا مروى كل هذا بسببي , أعذريني يا قرة عيني .
فنطقتُ– أبي أنك تخنقني !
- أتعلمين كم اشتقت إليك ؟ كانت الدنية موحشة بلاك .أعذري أباك يا صغيرتي
- فقلت بعد أن اغرورقت عيناي دمعاً : أبي ... ولم أكمل حديثي وقاطعني قائلاً والفرحة تغمره :
- هذه تذكرتان سنخرج في عطلة بعد خروجك من المستشفى مباشرةً

وطبع قبلةً على جبيني

http://www.bareed-areej.com/wp-content/uploads/2013/05/أبي.jpg



فاكتفيتُ بالابتسامة وبداخلي سعادة غامرة , فقد تعلم درساً قاسياً من الحياة .







النهاااية



هذه القصة أنتهيت من تأليفها بالأمس :amuse:

كنت أرغب بالأحتفاظ بها كي أشارك بها بمسابقة

ولكن قلت الأيام قامة وستكون في جعبتي قصص أفضل :embarrest




انتقاداتكم تهمني جداً



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/showthread.php?t=515007&goto=newpost)