تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة: انعكـاس !



أبو نواف
21-07-2013, 10:23 PM
تم دمج جميع الخلاصات في خلاصة واحدة, للاشتراك بالخلاصة: http://feeds.feedburner.com/abunawaf/all
http://filesplus.abunawaf.com/plugo/2013/7/d9a2.jpg

في ذلك الطريق الطويل بتلك الليلة الهلالية ، كانَ الزوجانِ يقصدانِ السفرَ إلى وجهةٍ اختارها فيصل وتلهّفَ إليها فضولُ مُنى ، وكعادةِ الطرقِ الطويلة فقط كانت مظلمةً تارة ، ومضاءةً بالإناراتِ تارة أخرى ، أرخت منى مقعدها ووضعت يديها خلف رأسها واستغرقت تتأمّلُ السماء من النافذة العلوية ، مضى وقتٌ طويلٌ وهي على حالتها هذه ، حتى ترنّحَ النعاسُ على عتبةِ جفنيها ، فمطَت جسدها ، وانقلبت على يسارها ، وضمت إليها ساقيها متدثّرةً تحتَ غطائها ، انتبهَ فيصل الذي انشغل بالتركيزِ في مسارِ الطريق إليها ، وأراد أن يقطعَ صمتَ الأجواء ويشغلها عن النوم بمحادثتها ، فسأل :- فيمَ كنتِ تفكّرين !رسمت على شفتيها ابتسامةَ كسولٍ ناعسة ، وبعدَ برهة تحدثت :- ممم ، أفكرُ كيفَ أنّ لحياتنا انعكاساً على صفحةِ الكون ..عقدَ حاجبيهِ مستنكراً ، وعيناهً معلّقةٌ بمسار الطريق ، فاستطردت منى حديثها قائلة :- يبهرنا شدّة توهجُ النجومُ في العتمة وكثرتها ، في حينِ انّ هذا المشهد الجماليّ الآسر لا نراه في المدنِ المستنيرة ..- صحيح ، لأنّ مجال البصر واقعٌ في نطاق الإضاءة ، فيكونُ ذلك مدعاة لتشتيت البصر عن رؤية هذا الجمال في المدنِ المستنيرة ..- (تحدّثت بشقاوة) ولكننا نستطيعُ رؤية ذات النجوم في العتمة عندما نصبحُ في نطاقٍ مضاء ..!- (أجابها متحدياً) لم تأتِ بجديد ! بالتأكيد نستطيع عند استخدام التلسكوبات والمناظر الفضائية ..- (ضحكت لأن تفكيره محدودٌ على التقنية والالكترونيات ، ثم تحدثت) لاااا ، هنالك وسيلة أخرى أكثر بساطة وأعمقُ إحساساً تجعلنا نرصدُ هذا الجمال ..اكتفى بالصمتِ منتظراً إجابتها ، فاستطردت قائلة :- عندما نركزُ عليها حتى في وسطٍ مضاء فإننا نراها جليّة بوضوح ..- مممم ، وأي الصور في حياتنا أقربُ لهذا الإنعكاس !
- (أطبقت جفنيها وتحدثت بهمسٍ خافت) أحلامنا ، أمنياتنا ، أهدافنا ، تبرزُ جليّةً ويتوهّجُ جمالها عندما نختلي بأنفسنا ، ولكن بمجرّدِ ان نختلطَ بضوضاء الحياة تختفي ! وكلما زادت الضوضاء والمشتتات تلاشت النجوم من السماء - كما نرى - ، في حين أننا لو ركزنا عليها متجاهلين جُل انواع المشتتات لرأيناها بوضوح ، وحققناها بسهولة أكبر ..
- مممم ، حديثكِ شبيهٌ بقصةٍ حصلت معي في الماضي ، (...)واستطردَ يروي لها حكايةً حلمٍ قديمٍ راودهُ في أولِ أيامِ شبابه ، والمراحل التي مرّ بها سعياً لتحقيقه ، والضوضاء والمشوشات التي كانت تسرقهُ من حلمهِ حتى ركّزَ عليهِ وبلغه ، ثمّ سألها عن نوع القهوة التي تحبُّ أن يطلبها لها الآن ، ولكنهُ تفاجأ بغطها في نومةٍ هادئة ، فأحسنَ تدثيرها بغطائها ، وطلبَ لنفسهِ قهوةً مرّة ، تعينه على التركيز حتى منتهى طريق السفر ..



لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (http://www.abunawaf.com/post-16700.html)