تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة: حيرة طفل..



حواليكم
23-07-2013, 04:20 PM
في ليلة طخواء، أُلبست المروج برداء ناصع البياض، والرياح ترسم آثارها تارة، وتمحو أخرى، والبرد القارس يطرق الأبواب واحدًا تلو الآخر، والأشجار التحفت بأوراقها لتهنأ بنوم مريح.

الناس في بيوتهم يرتدون أردية تحميهم من برد الشتاء، والحيوانات بحثت عن مأوى لها، والهدوء يُغلف المكان بهيبته المعتادة.

في آخر القرية جلست محتضنة ابنها في كوخ متهالك، ووجد الثلج طريقه إليها، والبرد تسلل من كل جانب، جلست تُخفي دموعها عن ابنها لئلا يشعر بما تشعر، سألها ابنها:
-لماذا لا نعيش في منازل كمنازل أهل القرية يا أمي؟

ردت عليه بهمس:
-لأن الحياة أرادت لنا أن نعيش هنا.

سأل ثانية:
-لماذا صغار القرية لا يلعبون معي؟

أجابته:
أنا ألعب معك يا بني وقت ما تشاء.

سأل ثالثة:
-أمي: لمَ يتساقط الثلج فوق منزلنا، ولمَ يتسلل البرد إلينا؟

صمتت لبرهة ثم قالت:
-إنها الحياة يا بني، فالطبيعة تهب لبني البشر من كل شيء، فهناك الربيع والصيف، والخريف، والشتاء، الحياة يا بني لا تستمر على وتيرة واحدة، والطبيعة تساندها، فوجب علينا المرور بكل تفاصيلها، الحلوة والمرة.

صمت الابن متأملا، ثم قال:
-أمي: أين أبي؟ لقد رحل منذ زمن ولم يعد.

خنقت العبرة الأم، فقالت مبتسمة:
-والدك لن يعود، لقد سافر إلى بلاد بعيدة جدًا، سافر وتركك لي، أنا معك، لا تقلق من شيء.

تكلم الابن بسرعة بعدها:
-لنذهب إلى تلك البلاد إذًا، حتى نلتقي به.

احتضنت الأم ابنها بقوة، ثم همست في إذنه مداعبة له:
-نم يا بني الآن، نم فالصباح ينتظرنا، غدًا سترى الطبيعة بيضاء جميلة، غدًا ستسمع العصافير مزقزقة فوق الأغصان، الصباح سيزهو من جديد، والحياة ستعود جميلة هنية، وسنقطف الأزهار بعد عودتها، ونجري في المروج الخضراء، فقط نم الآن ولا تفكر.

أثقل الكرى أجفان الابن، فنام في أحضان أمه.

بعدها نظرت إلى السماء من خلال النافذة والدموع تنهمر من عينيها كالمطر، تنظر إلى مستقبلها ومستقبل ابنها في هذا الجو الكئيب، ثم رفعت يديها إلى السماء ودعت ربها:
-رب ارحمنا واحمنا واجعلنا نتذوق حلاوة الصبر يا رب.





*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (/~moeoman/vb/showthread.php?t=517016&goto=newpost)