المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكتابة على الجدران سلوك مرضي مناف للذوق والفطرة السوية..[صورة]



الرسمي
10-08-2013, 11:14 AM
الكتابة على الجدران سلوك مرضي مناف للذوق والفطرة السوية..

http://www.alkhaleej.ae/uploads/gallery/2013/08/09/261002.jpg

الخليج

ظاهرة منافية للذوق العام تعلن عن نفسها باستمرار في الأماكن العامة والشوارع الرئيسة بالمدن، التي يفترض أنها واجهتها وعنوانها الحضاري، وهي ظاهرة الملصقات التجارية الخاصة بالمؤسسات على الجدران والأعمدة والأسوار، فضلاً عن الكتابة والرسم على الجدران من جانب فئة غير مسؤولة من الشباب والفتيات، وتنم عن افتقاد الشعور بالمسؤولية تجاه المرافق العامة، وعدم تقدير حرمة ممتلكات الغير، وحينما يصل الأمر إلى الأماكن السياحية المعروفة، التي تعد من معالم المدن الحضارية، يبقى من الضروري التوقف عند الظاهرة وبحثها، في محاولة للتعرف إلى أسبابها وأساليب علاجها، كما يراها المجتمع والمتخصصون .


أعرب عدد كبير من قاطني مدينة العين ورواد الأماكن السياحية عن استيائهم من الظاهرة التي تسيء للوجه الحضاري للدولة، لاسيما أنها في الأغلب تحمل عبارات خادشة للحياء ومنافية للآداب العامة ومحرجة للمارة، وثمة اتفاق في الرأي بالمسؤولية العامة للمجتمع للقضاء على هذه الظاهرة، وعدم الاكتفاء بالركون لجهود البلديات في القضاء عليها ومتابعتها .


يقول: سعيد العفاري (خريج هندسة) إن ما يحدث من تشويه متعمد للجدران والأماكن السياحية، يشير إلى لا مبالاة كبيرة من جانب الشاب أو الفتاة التي تقدم على هذه الخطوة، فهو من دون أن يشعر يخرب ما تقوم به الجهات المختلفة من جهد كبير لتجميل المدينة ووضعها على خريطة السياحة العالمية، ونحن كشعب إماراتي نتميز بقدر عال من الوعي، ومثل هؤلاء ما هم إلا مجموعة من الشباب غير المسؤول أو اللامبالي بما تحققه الجهات المختلفة في المدينة من تطوير دائم لرفع مكانتها العالمية، وأقترح أن تكون عقوبتهم حال ضبطهم هو تنظيف ما شوهوه بأنفسهم وعلى نفقتهم الخاصة .


ويشير سلطان عوض (موظف) إلى ضرورة إخضاع مرتكبي هذه المخالفات للعلاج النفسي، لأن النفس السوية تنأى عن تدمير بيتها ووطنها، لاسيما أن الدولة توفر للجميع كل الوسائل الكفيلة بتنمية مواهب الرسم والخط وغيره، ويتعجب سلطان من مستوى الكلمات البذيئة والصور اللاأخلاقية التي يتم رسمها وكتابتها على الجدران، بما يجرح مشاعر المارة، ويسبب لهم الصدمة، ويعزو تلك التصرفات إلى قلة الوعي المرتبط بسن المراهقة للجنسين، ويقترح وضع رادع قوي للحيلولة دون الإقدام على هذه التصرفات المشينة، ويقترح كسابقه تغريم مرتكب المخالفة بنفقة الإصلاحات، أو تكليفه شخصياً بإصلاح ما أفسده، ويلفت إلى دور الآباء الكبير في توعية أطفالهم منذ سن مبكرة بضرورة الحفاظ على النظافة العامة وجمال المدينة، كما يقترح تنظيم يوم مخصص للنظافة في الدولة تقوم من خلاله كل المؤسسات بإشراك موظفيها وطلبتها في عملية النظافة، لكي يعرف الجميع مدى العبء الذي يقوم به عامل النظافة، وبالتالي الحفاظ على المظهر العام للمدينة والمدرسة والحارة والشارع .


يقول الطالب حمد الظاهري (طالب جامعي): في اعتقادي أن هذه الظاهرة تمثل انحداراً سلوكياً لبعض الشباب، ويبدو أن العامل النفسي للشاب يقف وراء سلوكه بهذا الشكل، وهو الذي دفعه إلى مثل هذا الأسلوب الخاطئ في التعبير غير اللائق اجتماعياً ولا أدبياً، بهدف التنفيس عن النفس، وإفراغ الشحنات المكبوتة، وربما يسعى إلى لفت النظر أو تشويه سمعة الآخرين عن عمد، أو الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة، أو تخليد ذكرى، أو التعصب لأحد الأندية التي يشجعها وهو بلا شك تصرف مرفوض اجتماعياً، ولا تتقبله الفطرة السليمة، من هنا أجد ضرورة قيام الجهات المسؤولة، خاصة التربوية، بدراسة هذه الظاهرة والتعرف إلى حجمها، وتحديد الأحياء أو المدارس التي تنتشر الكتابة بها، وحث العاملين فيها على توعية الطلاب وتبصيرهم بالأسلوب التربوي المناسب للتعبير عن النفس، وعلى المرشد الطلابي بالمدرسة كذلك القيام بدوره وتبصير الطلاب بأبعاد هذا التصرف، وما ينجم عنها من أضرار نفسية وتربوية واقتصادية .


وتؤكد اليازية سالم (موظفة) أن هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على مجتمع الإمارات، مشيرة إلى أن البلديات تقوم بجهود كبيرة لإزالة ما يقوم به الأفراد والمؤسسات من تشويه للصورة الحضارية للمدن، وأنه ينبغي على الجميع الإحساس بالمسؤولية ومعرفة حجم الخطأ الذي يرتكبونه، لاسيما حينما يتعلق الأمر بالأماكن السياحية بالدولة، مثل جبل حفيت، الذي تزخر صخوره بعبارات كتبت بالخط العريض وبالألوان الفسفورية، ومنها ما يحمل عبارات خادشة للحياء، وغير لائقة، ومنها آيات قرآنية تكتب كتدليل على أفكار سياسية وتفسيرها بشكل خاطئ، وغيرها الكثير، وإنني حقيقة أعتبر الفراغ الذي يعانيه الشاب وراء هذا التصرف، فضلاً عن التربية التي تلقاها في طفولته والتي لا تعنى كثيراً بنظافة المكان الذي يعيش فيه، والمكان الذي حوله، فكلما كانت التربية سيئة سيكون احترامه للآخرين والنظام والسلوك سيئاً أيضاً .


ويرى سيف الحميري (رجل أعمال) أن الأحقاد بين الشباب بسبب مشادات تقع بينهم تدعوهم إلى الكتابة عن بعضهم بعضاً بأسلوب لا يخلو من السب والشتم، وتفريغ تلك الشحنات الغاضبة في الكتابة على الجدران، ومحاولة التشهير ببعضهم البعض يقول: لا بد من التصدي بحسم لهذه الظاهرة وعلاجها بكل الوسائل وقيام البلديات بدورها في تغريم المتسببين فيها، وإجبارهم على الانصياع لقانون الدولة ونظامها، كما يقع على دور العبادة مسؤولية التوعية عن طريق الخطب والمحاضرات التي تحث على تجنب مثل هذه السلوكيات، فضلاً عن دور الآباء في متابعة الأبناء وتوعيتهم وإبعادهم عن أصدقاء السوء، وتوجيههم إلى مراكز تنمية المهارات المنتشرة بالدولة، لشغل وقت فراغهم وتفكيرهم بالمفيد .


من جانبه، يقول إبراهيم بكر (جامعي): تنتشر هذه الظاهرة بشكل لافت عند فئة الشباب الذي توقف عن الدراسة في وقت مبكر، كما تنتشر في أحياء سكنية بعينها في المدينة وفي المدارس وفي الأماكن الترفيهية العامة، فضلاً عن الأماكن السياحية وتحت الجسور والأنفاق والأودية والأماكن السياحية، وقد رأيناها وتأذينا منها كثيرا على صخور جبل حفيت، أشهر وجهة سياحية بالدولة، وأهم المعالم البارزة لمدينة العين، وقد تجد هذه الفئة من الشباب في ذلك متنفساً لأحاسيسهم ومشاعرهم ورغباتهم، إلا أنني أعتبرها تخريبية لمرافق الدولة والممتلكات العامة، ودالة على التفاخر بالشلليات والتعصب الأعمى، وقد وضعت الدول المتقدمة للمراهقين الذين يتصرفون بهذه الطريقة الكثير من الروادع والقوانين الحاسمة كالتطوع والعمل الاجتماعي الإجباري لمدة معينة، وطلاء وترتيب الجدار الذي تم تخريبه، وأعتقد أن هذا هو العلاج الأنسب، حيث يكون الجزاء من جنس العمل .


وفي ما يتعلق بعقوبة الشركات التي تقدم على لصق إعلاناتها على الأعمدة وجدران الميادين بالمدينة، يقول هزام عبد الله الظاهري، رئيس قسم النفايات الصلبة ببلدية العين،: هناك إجراءات عقابية ضد المنشأة، تصل إلى تعطيل رخصتها التجارية من جانب الجهات المختصة، بعد مخاطبتها .



التوجيه السليم


يقول الدكتور فكري عبد الحميد، استشاري الأمراض النفسية والعصبية، إن هذا السلوك ربما يكون عدائياً في بعض الأحيان، وربما يكون تعبيراً عن إحباط يعيشه الشخص الذي أقدم على الكتابة على الجدران في أحيان أخرى، فضلاً عن احتمال أن تكون عادة متأصلة فيه منذ الصغر، ولم تصادف التوجيه السليم، فتحولت مع الزمن إلى أحد مكونات الشخصية، وأورد الدكتور فكري بعض الطرق العلاجية لها من خلال عقد دورات تدريبية توجيهية للطلاب في المدارس والمؤسسات التعليمية، تبين مخاطر الإساءة للآخرين، عبر هذا التصرف قانوناً وشرعاً وعرفاً، وما يترتب عليه من خسائر اقتصادية كبيرة، ودعا إلى وضع تشريعات قوية ورادعة لمن يقدم على هذه التصرفات، كونها تعبر عن هوية المجتمع وثقافته، لاسيما أمام الزائرين من خارجه، كما دعا إلى توظيف وسائل الإعلام والجهات الدعوية لمحاربة هذه الظاهرة .



*** منقول ***