الرسمي
13-08-2013, 10:22 PM
بطولة سليمان العيسى
يوسف أبو لوز
* دار الخليج
شجرة الشعر السوري تتساقط ورقة ورقة، ولكن، لا بأس على الشعراء الذين يولدون دائماً من قلب الشعوب . هؤلاء شجرتهم خضراء خضراء لا يقوى عليها لا خريف الجغرافية ولا خريف التاريخ . الربيع دائماً هو الزمن الأخضر للشاعر . الربيع دائماً هو علامة النصر .
هذا شاعر سوري آخر يلتحق بالرفيق الأعلى . سليمان العيسى الذي ترك للمكتبة العربية أكثر من خمسين مجموعة شعرية مكتوبة بالدم والدموع منذ أن غادر النعيرية في لواء الاسكندرون قبل عشرات السنوات وكانت طفولته هناك تتشبع بأصوات الفقراء والفلاحين الاسكندرونيين وهم يقارعون الانتداب الفرنسي ببطولة مكتسبة من الطبيعة ومن الإنسان .
بطولة سليمان العيسى كانت في الحياة وفي الكتابة . في حياته دخل السجون السورية أكثر من مرة، وفي حياته أيضاً كان مناضلاً شجاعاً يضع الخوف خلف ظهره وهو يحدق طويلاً في عيني السجان، أما في الكتابة فقد اختار الشعر أسلوباً أبدياً ومباشراً في المقاومة . كان يقاوم بالشعر بكل معنى الكلمة، وبذلك يلتقي صوته مع كبار شعراء المقاومة في العالم: ناظم حكمت، ولويس أراغون، وبابلو نيرودا، وغيرهم ممن امتلكوا شجاعة القلب وشجاعة القلم .
شاعر عروبي حتى العظم، ولم تكن العروبة بالنسبة إليه شعاراً أو استثماراً سياسياً أو مجرد يافطة . . كما يفعل بعض تجار الشعر وتجار السياسة معاً . لا . سليمان العيسى تجري العروبة في عروقه، كما تجري في مداده الشعري على مدى تسعة عقود من الزمن السياسي والزمن الثقافي بامتياز .
سليمان العيسى واحد من أعمدة القصيدة العمودية العربية أو ما يسمى بالكلاسيكية الشعرية العربية، غير أنه لم يكن كلاسيكياً بالمعنى المصطلحي الضيق، وإنما كانت قصيدته ابنة مخلصة للمناخ الشعري الخليلي ولكن بلغة غنائية متفجرة بالحلم والحرية .
الحرية والعدالة والكرامة البشرية ومعاندة الطغيان، وهجاء الاستبداد . . هذه هي أساسات المعمار الشعري عند سليمان العيسى الذي توجه بعد نكسة 1967 للكتابة إلى الطفل، لعله بذلك يرسم نوعاً من الأمل على درب المستقبل العربي الذي يمثله الطفل .
لم يثق العيسى بالحزب الذي يلتهم الدولة أو الدولة التي تركب على ظهر حزب، ولذلك، انتمى إلى الشعر، وظل في حضرته وبهائه، حتى أمس الأول .
*** منقول ***
يوسف أبو لوز
* دار الخليج
شجرة الشعر السوري تتساقط ورقة ورقة، ولكن، لا بأس على الشعراء الذين يولدون دائماً من قلب الشعوب . هؤلاء شجرتهم خضراء خضراء لا يقوى عليها لا خريف الجغرافية ولا خريف التاريخ . الربيع دائماً هو الزمن الأخضر للشاعر . الربيع دائماً هو علامة النصر .
هذا شاعر سوري آخر يلتحق بالرفيق الأعلى . سليمان العيسى الذي ترك للمكتبة العربية أكثر من خمسين مجموعة شعرية مكتوبة بالدم والدموع منذ أن غادر النعيرية في لواء الاسكندرون قبل عشرات السنوات وكانت طفولته هناك تتشبع بأصوات الفقراء والفلاحين الاسكندرونيين وهم يقارعون الانتداب الفرنسي ببطولة مكتسبة من الطبيعة ومن الإنسان .
بطولة سليمان العيسى كانت في الحياة وفي الكتابة . في حياته دخل السجون السورية أكثر من مرة، وفي حياته أيضاً كان مناضلاً شجاعاً يضع الخوف خلف ظهره وهو يحدق طويلاً في عيني السجان، أما في الكتابة فقد اختار الشعر أسلوباً أبدياً ومباشراً في المقاومة . كان يقاوم بالشعر بكل معنى الكلمة، وبذلك يلتقي صوته مع كبار شعراء المقاومة في العالم: ناظم حكمت، ولويس أراغون، وبابلو نيرودا، وغيرهم ممن امتلكوا شجاعة القلب وشجاعة القلم .
شاعر عروبي حتى العظم، ولم تكن العروبة بالنسبة إليه شعاراً أو استثماراً سياسياً أو مجرد يافطة . . كما يفعل بعض تجار الشعر وتجار السياسة معاً . لا . سليمان العيسى تجري العروبة في عروقه، كما تجري في مداده الشعري على مدى تسعة عقود من الزمن السياسي والزمن الثقافي بامتياز .
سليمان العيسى واحد من أعمدة القصيدة العمودية العربية أو ما يسمى بالكلاسيكية الشعرية العربية، غير أنه لم يكن كلاسيكياً بالمعنى المصطلحي الضيق، وإنما كانت قصيدته ابنة مخلصة للمناخ الشعري الخليلي ولكن بلغة غنائية متفجرة بالحلم والحرية .
الحرية والعدالة والكرامة البشرية ومعاندة الطغيان، وهجاء الاستبداد . . هذه هي أساسات المعمار الشعري عند سليمان العيسى الذي توجه بعد نكسة 1967 للكتابة إلى الطفل، لعله بذلك يرسم نوعاً من الأمل على درب المستقبل العربي الذي يمثله الطفل .
لم يثق العيسى بالحزب الذي يلتهم الدولة أو الدولة التي تركب على ظهر حزب، ولذلك، انتمى إلى الشعر، وظل في حضرته وبهائه، حتى أمس الأول .
*** منقول ***