المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن صبرت و إحتسبت ... عند الصدمة الأولى...



قصيد
04-05-2011, 06:10 PM
http://www14.0zz0.com/2011/03/07/14/736233724.jpg



عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله


تعالى :ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا


الجنة ) رواه البخاري .



وعن أنس رضي الله عنه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إن الله


قال :إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ) رواه البخاري وفي رواية


للترمذي ( فصبر واحتسب ) .



وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله


سبحانه : ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون


الجنة ) رواه ابن ماجة حسنه الألباني .


معاني المفردات ...



قبضت صفيه : أي أمتُّ حبيبه وصديقه المصافي من ولد أو والد أو زوجة أو صديق أو نحو ذلك .



حبيبتيه : عينيه وسماهما حبيبتين لأنهما أحب الأعضاء إلى الإنسان .



فصبر واحتسب : أي صبر مستحضراً ما وعد الله به الصابرين من الأجر والثواب .



اقتضت حكمة الله أن تكون حياة البشر على ظهر هذه الأرض مزيجًا من السعادة



والشقاء ، والفرح والترح ، واللذائذ والآلام ، فيستحيل أن ترى فيها لذة غير مشوبة بألم



، أو صحة لا يكدرها سقم ، أو سرور لا ينغصه حزن ، أو راحة لا يخالطها تعب ، أو



اجتماع لا يعقبه فراق ، كل هذا ينافي طبيعة الحياة الدنيا ، ودور الإنسان فيها ، والذي



بيَّنه ربنا جل وعلا بقوله :{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً



بَصِيراً.. (الإنسان 2) .



ولهذا فإن خير ما تواجه به تقلبات الحياة ومصائب الدنيا ، الصبر على الشدائد

والمصائب ، الصبر الذي يمتنع معه العبد من فعل ما لا يحسن وما لا يليق ، وحقيقته

حبس النفس عن الجزع ، واللسان عن التشكي ، والجوارح عن لطم الخدود ونحوها ،

وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، وقد ذُكر في القرآن في نحو تسعين

موضعاً - كما قال الإمام أحمد - وما ذاك إلا لضرورته وحاجة العبد إليه .






والصبر أنواع ثلاثة صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها ، وصبر عن المناهي



والمخالفات حتى لا يقع فيها ، و صبر على الأقضية والأقدار حتى لا يتسخطها ، وهذه



الأحاديث القدسية في النوع الثالث من أنواع الصبر وهو الصبر على أقدار الله



المؤلمة .





والصبر النافع الذي يترتب عليه الثواب والأجر ويؤتي ثماره وآثاره في نفس العبد - كما



جاء مصرحاً به في الأحاديث - هو ما كان في أول وقوع البلاء ، بأن يفوض المؤمن أمره



ويسلمه إلى أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ، ويستسلم لأمره وقضائه ، فإن



للمصيبة روعة تهز القلب ، وتذهب باللُّب ، فإذا صبر العبد عند الصدمة الأولى انكسرت



حِدَّتها ، وضعفت قوتها ، وهان عليه بعد ذلك استدامة الصبر واستمراره ، وقد مر النبي



- صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر ، فقال لها : ( اتقي الله واصبري ،



قالت : إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ، ولم تعرفه ، فقيل لها : إنه النبي - صلى



الله عليه وسلم - ، فأتت باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين ،



فقالت : لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) رواه البخاري ، قال بعض



الحكماء : " العاقل يصنع في أول يوم من أيام المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام " .



وأما إذا تضجر وتبرم في أول الأمر ، ثم لما يئس صبر لأنه لم يجد خياراً غيره ، فإنه

يكون بذلك قد حرم نفسه من أجر الصبر وثوابه ، وأتى بما يشترك فيه جميع الناس ،

فلا فائدة من الصبر حينئذ .




ولو تأملنا في الأحاديث السابقة لوجدنا التركيز على قضية مهمة وهي قضية

الاحتساب في الصبر ، وذلك لأن يقين الإنسان بحسن الجزاء ، وعظم الأجر عند الله ،

يخفف مرارة المصيبة على النفس ، ويهون وقعها على القلب ، وكلما قوي اليقين

ضعف الإحساس بألم المصيبة ، حتى تتحول لدى النفس من المكاره إلى المحابِّ ،

وقد جاء عن عمر رضي الله عنه قوله : " ما أصبت ببلاء إلا كان لله عليَّ فيه أربع نعم : أ

نه لم يكن في ديني ، وأنه لم يكن أكبر منه ، وأني لم أحرم الرضا به ، وأني أرجو

الثواب عليه " ، فجعل انتظار الثواب على البلاء من أسباب تخفيفه ، ونقله من دائرة

المصائب التي توجب الصبر إلى دائرة النعم التي تستحق الشكر ، وكان نبينا - صلى

الله عليه وسلم - يسأل الله اليقين الذي تهون معه المصائب ، فقلما كان يقوم من

مجلس إلا ويدعو بهؤلاء الدعوات : ( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين

معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا )

رواه الترمذي .




وإذا كانت مقادير الله نافذة على العبد رضي أم سخط ، صبر أم جزع ، فإن العاقل

ينبغي أن يصبر ويحتسب ويرضى بقضاء الله حتى لا يحرم الأجر والمثوبة ، وإلا جرى

عليه المقدور وهو كاره ، قال علي رضي الله عنه : " إنك إن صبرت إيماناً واحتساباً ،

وإلا سلوت سلو البهائم " ، وعزَّى رجلاً في ابن له مات ، فقال : " يا أبا فلان إنك إن

صبرت نفذت فيك المقادير ، ولك الأجر ، وإن جزعت نفذت فيك المقادير ، وعليك الوزر " .


وقد بينت هذه الأحاديث عظيم الجزاء للصابرين المحتسبين ، وأن الصبر من أعظم أسباب الفوز بجنة الله ورضوانه .

اللهم اجعل اخر كلامنا في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله ..


منقووووووووووووول

شحيه وأفتخر
04-05-2011, 06:38 PM
جزأإأكـ الله خيرا

قصيد
04-05-2011, 07:27 PM
تسلمين حبيبتي ع مرورج

vip
05-05-2011, 12:19 AM
شكرا ع الموضوع

قصيد
05-05-2011, 02:31 PM
تسلم يا كمزاري ع مرورك

كلوديااا
06-05-2011, 12:16 AM
جزاج الله كل خير اختي قصيد على المشاركة الرائعة
وجعلها في ميزان حسناتج...

قصيد
06-05-2011, 09:28 AM
تسلمين يا الغلا ع مرووورج الجلو

إشراقة النور
07-05-2011, 10:51 PM
ونم بالله ،، اللهم اجعلنا من الصابرين ياااارب ،،
وقال العلماء في قوله تعالى :" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " أن معنى ذلك : بأن الأجر يغرف للصابرين من غير عد ولا حساب ولا شي ، مثل ما نغرف العيش من القدر دون ما نعرف العدد فكذلك يغرف الأجر للصابرين.
اللهم لك الحمد.

شكرا قصيد لإختيارك موضوع كهذا لحاجة الناس إليه ، فهو موضوع مميز يستحق التمييز والثبيت والتقييم.