تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة: لا علاقة بين المكالــمات الهاتفية أثناء القيادة والحوادث



الرسمي
16-08-2013, 08:41 PM
منتقدوها يشيرون إلى عدم تطرقها إلى الرسائل النصية أو تصــفح الإنترنت



http://cdn-wac.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.598419.1376583373!/image/1098302423.jpg
الإمارات والسعودية والأردن من الدول التي تمنع استخدام الهاتف أثناء القيادة دون سماعات. أرشيفية



التاريخ: 16 أغسطس 2013




مع بداية استخدام الهواتف المحمولة، كثرت التحذيرات من خطورة إجراء سائقي السيارات للمكالمات الهاتفية أثناء القيادة، واستند هذا الرأي إلى دراسات عدة رأت في الهاتف سبباً لتشتيت انتباه السائقين، ما يؤدي إلى بطء استجابتهم للمتغيرات التي تحدث بسرعة على الطريق، وبالتالي وقوع مزيد من حوادث الطرق.

وذهبت دراسات أخرى إلى خطورة أي تعامل مع الهواتف أثناء قيادة السيارة، مثل التحدث من خلال السماعات، أو كتابة الرسائل النصية بواسطة تقنيات تحويل الصوت إلى نصوص، لكن دراسة حديثة انتهت إلى نتيجة مختلفة؛ إذ رأت عدم وجود علاقة فعلية بين زيادة معدل التحدث في الهواتف أثناء القيادة، وعدد حوادث الطرق.

وشارك في الدراسة، باحثان ينتميان إلى جامعة «كارنيجي ميلون» الأميركية، و«كلية لندن للاقتصاد» في بريطانيا. واعتمدت على تحليل بيانات ما يزيد على ثمانية ملايين حادث تصادم في تسع ولايات أميركية، إضافة إلى حوادث أسفرت عن ضحايا في جميع الولايات على مدى ثلاث سنوات بين الأعوام 2002 و2005.

وشمل التحليل المكالمات الهاتفية التي أجُريت أثناء قيادة السيارات خلال هذه السنوات، على اعتبار أنها المكالمات التي رصدتها أبراج عدة للاتصالات.

وبحثت الدراسة في المكالمات التي تمت قبل وبعد الساعة التاسعة مساءً بالتوقيت المحلي في كل ولاية. واخُتير هذا التوقيت تحديداً؛ لأن تلك السنوات شهدت تقديم معظم مشغلي شبكات الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة عروضاً بمكالمات مجانية بعد التاسعة مساءً، وارتفاع معدل التحدث في الهاتف خلال ذلك الوقت.

وأظهرت نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة «إيكونوميك بوليسي» الاقتصادية الأميركية، ارتفاع معدل إجراء المكالمات الهاتفية أثناء القيادة بنسبة 7.2% في الفترة بعد التاسعة مساءً، إلا أنه وبمقارنتها بمعدل حوادث الطرق في الفترة نفسها، فإن التحليل لم يُظهر أي زيادة مقابلة في معدل الحوادث، ما يعني عدم الارتباط بين ارتفاع معدل إجراء المكالمات الهاتفية أثناء القيادة وحوادث السيارات.

كما بحثت الدراسة في العلاقة بين التشريعات التي تحظر التحدث في الهواتف أثناء قيادة السيارات والمُطبقة في ولايات أميركية عدة، ومعدل وقوع حوادث التصادم، ولم ترصد تأثيراً ملموساً لتفعيل هذه القوانين على معدل الحوادث. وبذلك تُثير النتائج بعض التساؤلات حول جدوى القوانين والتحذيرات من استخدام الهاتف، باعتباره وسيلة لتعزيز السلامة على الطرق.

وقال الباحث من «كلية لندن للاقتصاد»، فيكرام باثانيا، إن «النتائج رصدت قفزة كبيرة في استخدام الهاتف المحمول دون أن يعادلها ارتفاع مماثل في معدل الحوادث»، معرباً عن اندهاش فريق الدراسة من النتائج، إلى درجة دفعته لمراجعة البيانات والتحليل للتأكد من صحتها.

لكن باثانيا لفت إلى أهمية مراعاة محاذير عدة عند التعامل مع محصلة الدراسة، فمن ناحية، اقتصرت الدراسة على إجراء السائقين لمكالمات هاتفية فقط دون التطرق إلى كتابة الرسائل النصية أو تصفح الإنترنت، وهي الأنشطة التي تشهد إقبالاً كبيراً من مستخدمي الهواتف، وتمثل خطراً على أمن قائدي السيارات.

من ناحية أخرى، ربما لعبت حالة المرور على الطرق في فترة المساء دوراً في تقليل معدل الحوادث، إذ لا يمثل الاستخدام المعتدل للهواتف المحمولة خطراً أثناء القيادة.

من جانبه، دافع الباحث في جامعة «كارنيجي ميلون»، سوارب بهارجافا، عن نتائج الدراسة، مشيراً إلى اختلافها عما سبقها بسبب تحليلها لتجارب واقعية تجري في العالم الحقيقي، وقال إن «من المحتمل أن يكون استعمال الهواتف المحمولة أثناء القيادة مُشتتاً للانتباه، لكنه لا يؤدي إلى تصاعد معدل وقوع الحوادث بحسب البيانات التي فحصتها الدراسة».

وضمن تفسيره لاختلاف النتائج عما توصلت إليه أبحاث سابقة أجُريت في المختبرات، لفت بهارجافا إلى احتمال وعي سائقي السيارات بتعرضهم لتشتت الانتباه نتيجة استخدام الهواتف، ما يدفعهم إلى التفكير واختيار الوقت الملائم لإجراء المكالمات الهاتفية، إضافة إلى القيادة بحرص خلال تحدثهم في الهاتف.

ورأى أن «الدراسة، إضافة إلى الأبحاث المماثلة لها، تشير إلى ضرورة إعادة النظر في الافتراض القائل بأن التحدث في الهواتف المحمولة أثناء قيادة السيارات خطير بالدرجة التي يعتقد فيها كثيرون على نطاقٍ واسع».

أما الباحث فيكرام باثانيا، فاقترح أن تُركز الدراسات على تأثير الهواتف الذكية، وعلى العلاقة بين تباين استخدام الهواتف بحسب الخصائص الديموغرافية للسائقين؛ إذ قد تختلف النتائج إذا جرى التركيز على الذكور الشباب أو السائقين الجدد. وذكر لموقع «بي بي سي» أن «السائقين المتهورين سيعثرون على وسيلة ما لشغل أنفسهم وتشتيت انتباههم عما يجري على الطريق».

وتختلف نتائج الدراسة عن أبحاث عدة ربطت جميعها بين استخدام الهاتف المحمول وزيادة خطر تعرض السائق لحادث، ومنها دراسة تعود لعام 1997 توصلت إلى أن إجراء المكالمات أثناء قيادة السيارة يرفع من خطر حدوث تصادم بمعدل 4.3%، وهو ما يساوي الخطر الناتج عن قيادة السائقين تحت تأثير معدلات من الكحول تفوق النسب المسموح بها.

وانتهت بحوث سابقة إلى خطورة الاستعمالات الأخرى للهواتف المحمولة أثناء القيادة، مثل كتابة الرسائل النصية، ولو بواسطة تقنيات تحويل الأصوات إلى نصوص.

وتوصلت دراسة حديثة لجامعة «يوتا» أن استخدام مثل هذه التقنيات يُضعف من تركيز السائقين، ويُقلل من سرعة استجابتهم، واعتبرت أن خطورتها تفوق تصرفات أخرى مثل تحدث السائق مع آخرين، أو التحدث في الهاتف.

وتمنع العديد من الدول التحدث في الهواتف المحمولة دون استخدام السماعات أثناء قيادة السيارات، وتفرض عقوبات مختلفة على السائقين المخالفين، ومن بينها دول عربية مثل الإمارات والسعودية والأردن، وأخرى مثل أستراليا وهولندا والمكسيك والمملكة المتحدة التي حظرت إجراء المكالمات أثناء قيادة السيارة منذ عام 2003 باستثناء مكالمات الطوارئ. وينص قانون المرور فيها على ضرورة محافظة السائق على خلو يديه خلال القيادة.


*** منقول ***