قصيد
17-08-2013, 09:46 AM
http://omandaily.com/wp-content/uploads/2013/08/1376659354816926800-730x514.jpg
(http://omandaily.com/wp-content/uploads/2013/08/1376659354816926800.jpg)
العرب أول من بدأ بطحنها وشربها -
لليمن شهرة كبيرة في زراعة أنواعها الغالية الثمن -
إعداد – جمعة بن سعيد الرقيشي:—- يفتخر العربي عامة والعماني خاصة بقهوته التي يعدها بنفسه ويشعر بغبطة وفرح كبير حينما يشاركه ضيوفه الحاضرون والقادمون شربها، ويرتبط البدوي على وجه الخصوص ارتباطا وثيقا بحبات البن الذهبية قبل أن تتحول إلى لونها الأسمر بعد قليها عبر نار خفيفة في موقد صغير مؤلف من ثلاث حصيات متوسطة الحجم يعلوه مقلى دائري الشكل الذي تقلى فيه وتقلب بواسطة آلة المحماس المصنوعة من النحاس أو الحطب يمينا وشمالا ثم تدق في موقعة خشبية أو حديد بواسطة السفن (الهأون) أو تطحن عبر طحانات تقليدية أو آلية لتكون ناعمة مستساغة قبل أن توضع داخل دلة البرام المصنوعة من الخزف أو الفخار أو المعدن أو الترمس أو الزمزمية كما هو الحال في وقتنا الحاضر.
صناعة وخبرة
إن صناعة القهوة العمانية والعربية لا يتقنها إلا صاحب خبرة وحنكة في عملية الطبخ والتهيئة والإعداد، وقد قيلت فيها ومن يقوم بإعدادها مئات القصائد والمقاصب والميدان، والبدوي يعد قهوته بنفسه في طقس يشعره بالكثير من الغبطة، منذ ان يبدأ بحمسها ودقها وطبخها وهي علامة الجودة التي لا مجال لاستبدالها في عرف من عرف قيمتها المعنوية.
كرم وإباء
إن القهوة في السبلة أو المجلس أو في الصحراء هي بمثابة عنوان الكرم والشهامة والاباء، ولا بد من وجودها مع الضيوف لدرجة أن الجميع يمتلكها في منزله، ويحرص على تقديمها مع التمر أو الرطب أو الحلوى أو الفواكه الأخرى لضيوفه.
أدوات إعدادها
إن الأدوات المستخدمة المخصصة في اعداد القهوة العمانية والعربية ليست بالمعقدة وتتصف بالبساطة واسمها الدارج (المعاميل) وقد اختفت في وقتنا الحاضر حيث استبدلت عنها بأوان حديثة، فالمعاميل تتكون من الدلة أو المدلاة: وهي إناء من خزف أو فخار أو معدن أو نحاس اما اليوم فتسمى الترمس والزمزمية حيث يهتمون بنظافتها وتلميعها في المناسبات الرسمية والوطنية والخاصة، فالـمقلى هو عبارة عن إناء مقعر دائري الشكل مصنوع من النحاس أو الحديد الصلب له يد بطول 30 سم تقريبا يحمسون فيه القهوة على النار، اما المحماس فهو اداة حديدية أو نحاسية أو خشبية لها مقبض بطول 30 سم تقريبا مقوسة ومفلطحة من الامام يقلب بها القهوة يمينا وشمالا وهي داخل المقلى حتى يظهر بشكلها المعهود بلون السمرة الداكن.
أما الصفرية أوالمصفاة فهي إناء يصنع من المعدن أو النحاس أو البرونز يضعون به الماء والقهوة لتغلي ثم يسكبونها في الدلة بعد إضافة الهيل أو الزعفران أو العويدي أوالقرنفل، ثم تأتي الموقعة أو النجر وهو إناء يصنع من خشب أشجار السمر أو الغاف أو السوقم أو القرط أو النحاس أو البرونز وهو خليط من القصدير والنحاس له شكل دائري مقعر من الداخل وتسمع له صوتا جميلا عندما تدق فيه القهوة.
كذلك المبراده، وهي إناء من الخوص تترك فيه القهوة بعد حمسها لتبرد قبل دقها في النجر أو الموقعة، ثم الملقاط أو المحدرة (البيز أو اللطوة) وهي أداة مصنوعة من القماش لإمساك الأواني الحارة خاصة عند صب القهوة في الدلة، اما الموقد أو المركـّب أو المنصب فهو أداة من الحديد بثلاث أرجل لحمل الأواني على النار وإن لم تكن متوفرة فيضعون ثلاثة أحجار بدلا منها وتسمى تلك الاحجار (التوافي) ثم تأتي بعد ذلك الفناجين وهي الأواني التي يصب فيها القهوة تصنع من الفخار قديما لكنها استبدلت إلى زجاج تسمى محليا بالفناجين الصينية وأيضا هناك الآن فناجين بلاستيكية وهذه الفناجين لها مواصفات خاصة في طريقة تقديمها للضيف، تختلف من منطقة لأخرى، حيث تصب القهوة بكمية لا تتعدى ربع أو نصف الفنجان وفي بعض المناطق يملأ الفنجان كاملا.
موطن وتاريخ
يعتبر موطن القهوة الاصلي هو جنوب غرب الحبشة (إثيوبيا) لكنها ايضا تزرع في البرازيل والقارة الآسيوية والمناطق الاستوائية في أفريقيا، أما اليمن فهي تشتهر بالأنواع الراقية والغالية الثمن من البن العدني، وهو اغلى ثمناً من البن البرازيلي والافريقي.وقد اشتق اسم “القهوة” من بلدة Caffa. وهي مقاطعة موجودة في الحبشة، وتبقى شجرتها خضراء طوال العام كشجرة الزيتون. وتشير دراسات الآثار إلى أن سكان شرق افريقيا في الحقبة ما قبل التاريخ، احبوا ميزات القهوة المنشطة. وقد أكلوا البذور الحمراء غير المحمصة والتي تشبه الكرز، في مناسبات كثيرة كرحلات الصيد الطويلة، والنشاطات الاخرى التي تتطلب صحواً وانتباهاً وقوة وقدرة على الاحتمال.
القرن الـ 15
دخلت شجرة البن إلى الجزيرة العربية من الحبشة، في حوالي القرن الـ 15 الميلادي، والعرب هم الذين بدأوا بتحميص وطحن القهوة وشربها ساخنة، كما نفعل في يومنا هذا، وقد كتب ابن سينا أول وصف طبي لتأثيرها المنشط والمنبه للجسم والاعصاب، وذلك باعتراف الغرب الذي سمي بـ”الطبيب العربي”. وبعدها ولمدة مائتي عام كانت الجزيرة العربية هي التي توفر القهوة للعالم. ولم تتوسع شهرة واستعمال القهوة بسرعة، بل انتشارها كان بطيئاً، بحيث بقيت القهوة 500 سنة في الشرق الأوسط، وفي سنة 1517 أدخلها السلطان سليم الأول إلى القسطنطينية (اسطنبول)، وبعدها بوقت قصير أدخلها تجار البهارات الى ايطاليا، وانتشرت بعدها في جميع انحاء أوروبا خلال مائة عام.
أول مقهى
يعتبر أول مقهى للقهوة هو ذلك المحل الذي افتتح في جامعة اكسفورد البريطانية سنة 1650. حيث كان الرواد يتناولونها خلال تبادل احاديثهم، والقراءة والكتابة، وانتشرت في العاصمة البريطانية لندن حيث كانت تبحث الامور العامة والخاصة. وفي سنة 1938 خرجت بأول إنتاج للقهوة السريعة المسماة “Instant coffee”. شركة نسكافيه وهي عبارة عن حبيبات، تذوب بالماء الساخن أو المغلي. ويختلف محتوى القهوة من الكافيين على حسب طريقة التحضير، فمثلاً، يحتوي فنجان القهوة المسماة القهوة السريعة “نسكافيه” على 65 ملجم من الكافيين. ويحتوي فنجان القهوة المقطرة 100-150 ملجم كافيين يحتوي فنجان القهوة أكسبريسو 350 ملجم كافيين.
تركيبتها
تتركب القهوة من البن المحمص الذي يحتوي على زيت البن والشمع والكافيين والزيوت الطيارة والتانيك اسيد والعلكة والسكر والبروتين.
فوائدها
منشطة ومضادة للتعب والارهاق عن طريق تنشيط الجهاز العصبي المركزي بالدماغ، وهذا مهم للذين يقودون سياراتهم لمسافات طويلة، كما يعكس الكافيين مفعول الادوية التي تحتوي على مضادات الهيستامين، والتي لها مفعول مهدئ لذلك يضاف إلى أدوية الرشح، وأيضا منشطة للتمارين والالعاب الرياضية، وتحسن أداء الرياضيين، ويستعمل كافيين القهوة مع الادوية المضادة للرشح، لأنه يزيل الاحتقان في الحلق والرئتين، كما أنه يمنع النعاس الذي تسببه مضادات الهستامين. كذلك مضادة لنوبات الربو وامراض الصدر. وتزيل البلغم والسعال والنزلات الصدرية، ونوبات الحساسية والربو، وأن الكافيين الذي بها يوسع القصبات الهوائية. كما انها تسكن الأوجاع والآلام، وتضاف مع الاسبرين والبروتين (قاتل للألم). ويزيد تناول القهوة مع مسكنات الأوجاع من تأثير هذه الادوية على إزالة الأوجاع. علما انه ليس للكافيين تأثير مباشر على إزالة الأوجاع، لكنه يحتوي على مادة مهدئة لطيفة، وهذه المادة تساعد مسكنات الالم على التأثير وتزيد من فعاليتهما (شقيقة + مغص كلوي ) وتمنع نوبات الانتحار لأن مفعولها يحسن النفسية والمزاج، وتمنع حصى الكلى ومدرة للبول وتزيل الرمل والحصى، لكنها تفقد مفعولها مع اعتياد الجسم على جرعاتها. إن شرب 1-3 فناجين من القهوة يوميا تمنع تشكل حصيات المرارة، وهي ايضا تمنع 10% من إمكانية حصول الحصى بالمرارة، وتمنع مشاكل الدورة الشهرية عند النساء، حيث انها تمنع التدفق القوي للدم، والتي تؤدي الى ضعف عام بالجسم ونقص الحديد. وتعمل كمضيق للأوعية الدموية بالرحم مما يؤدي الى دم اقل خلال فترة الطمث، وتعالج اعراض السفر فوق منطقة الزمان المسمى Jet lag وأعراضه كالدوار، والأرق، والتعب، والإرهاق، وهي تحصل على أثر اضطراب في الساعة البيولوجية داخل الانسان عند العبور بالطيران في مناطق مختلفة الأوقات، مثل السفر من الشرق أو أوروبا الى امريكا.
وتمنع زيادة الوزن، حيث تساعد الجسم بطريقة اسرع على حرق الغذاء والطعام، الامر الذي تمنع تراكم الدهن بالجسم.
وتستعمل في علاج لسع الافاعي التي لها تأثير سام على الجهاز العصبي، والذي يؤدي الى هبوط في عمل الدماغ والنخاع الشوكي، والاعضاء المهمة بالجسم، مما يؤدي الى غيبوبة وموت محتم، ويعمل الكافيين على تنشيط الدماغ والخلايا العصبية فيمنع هذا التأثير الضار.
ارشادات
تحضر القهوة حسب الارشادات مع مراعاة عدم الاكثار من جرعة القهوة (فقط 1-3 فناجين في اليوم) القهوة المغلية مقياسها فنجان قهوة صغير، القهوة السريعة مقياسها فنجان قهوة من المقياس الذي نستعمله في شرب الشاي. كما يجب الانتباه بأن هنالك قطع حلوى على طعم البن وكذلك مثلجات وانواع اللبن الزبادي على طعم القهوة، ويجب احتساب جرعات هذه المواد من مجمل ما يتناوله الانسان من القهوة كما يجب عدم إعطاء القهوة الى الاطفال تحت سن السنتين من العمر وكبار السن، وإذا أردنا سقي الاطفال فوق العمر المذكور خاصة العمر (5-10 سنوات)، يجب غلي القهوة جيداً وزيادة السكر وتناول الحلوى والاقلال من البن وزيادة الماء فيها، على ان يغمس الطفل الكعك فيها، ويجب الانتباه حين إعطاء القهوة لذوي الأعمار فوق 65 سنة يفضل إعطاؤهم القهوة الخفيفة الخالية من الكافيين.
دراسة علمية تشجع شربها
في دراسة موسعة حول القهوة وآثارها على الجسم، أثبت للباحثين أن القهوة لا تجعل شاربها أكثر انتباهاً كما قد يظن البعض وأنه لا فارق في الانتباه بين من يشربها ومن لا يشربها. وأن المسألة ليست أكثر من تأثير نفسي, وعندما يتناول الإنسان القهوة في الصباح بالنسبة لمعتادي شرب القهوة فهو لا يفعل ذلك كي يرفع نسبة الانتباه ولكن كي يقاوم نسبة الانسحاب النفسي التي أصابته من اليوم السابق لقلة نسبة الكافيين في الدم. وأشار بيتر روجرز الذي ترأس الفريق الباحث في جامعة بريستول الإنجليزية لصحيفة «الجارديان اللندنية»، إلى أن «الشخص الذي يستهلك الكافيين بشكل منتظم خلال أيام عمله عليه ألا يغير عاداته في إجازة الأسبوع مثلا كي لا تنخفض معنوياته والإنسان عليه أن يشرب القهوة يومياً أو يتركها تماماً» وأوضحت الدراسة إن شاربي القهوة غير المنتظمين يمرون بحالات من الكآبة والميل للعزلة عن الآخرين في صباح اليوم اللاحق من عدم تناولهم لها.
هل أضرارها وهم أم حقيقة؟
رغم أن معظم الناس يدركون مضار تناولها المتمثل في الأرق ليلا أو التوتر نهارا أو في رفع ضغط الدم، يعود الجدل العلمي مجدداً حولها، فبعد أن وجدت دراسة أخيرة أن فنجان «الإسبريسو» قد يؤذي القلب، يزعم علماء، وفي أحدث دراسة، أن فنجاناً من القهوة المركزة، قد يكون المنقذ للحياة لما للكافيين من خصائص قد تساعد في وقاية القلب. واكتشف الباحثون في قسم البحوث في مؤسسة «كايسر بيرماننت» الأمريكية، أن مخاطر الإصابة بعدم انتظام دقات القلب تقل بين الذين يشربون القهوة بانتظام، وكلما زاد استهلاكهم من المشروب، قل خطر تعرضهم لتلك الحالة. وبمتابعة أكثر من 130 ألف رجل وامرأة تراوحت أعمارهم بين سن 18 عاماً و90، خلص الباحثون إلى أن المشاركين من تناولوا أربعة أكواب قهوة فما فوق يومياً، تراجعت احتمالات إدخالهم المستشفى جراء عدم انتظام دقات القلب بمعدل 18%. وتناقص الاحتمال إلى 7 في المائة بين من يحتسون ما بين كوب واحد إلى ثلاثة أكواب قهوة في اليوم، مقارنة بمن لا يتناولونها، إلا أن البحث الذي قدم أمام المؤتمر السنوي لجمعية أمراض القلب الأمريكية، لم يجد ارتباطاً تلقائياً بين القهوة وتقلص خطر الإصابة بعدم انتظام دقات القلب، الذي ربما يعود كذلك إلى ممارسة التمارين الرياضية أو الحميات الغذائية المتبعة. وتزامنت الدراسة مع أخرى إسبانية، أظهرت أن تناول ثلاثة فناجين قهوة يومياً يضعف فرص الوفاة جراء أمراض القلب بنسبة الرُبع، وبين النساء تحديداً. وكانت دراسة إيطالية، قد أكدت أن استهلاك مشروب واحد غني بالكافيين ربما يكون كافياً لإحداث تلف محتمل في القلب، مشيرة إلى أن تناول فنجان واحد من قهوة «الإسبريسو»، على سبيل المثال، كاف للحد من معدل تدفق الدم إلى القلب بنسبة 22 في المائة، في غضون ساعة من احتساء المشروب.
منقول من جريدة عمان
(http://omandaily.com/wp-content/uploads/2013/08/1376659354816926800.jpg)
العرب أول من بدأ بطحنها وشربها -
لليمن شهرة كبيرة في زراعة أنواعها الغالية الثمن -
إعداد – جمعة بن سعيد الرقيشي:—- يفتخر العربي عامة والعماني خاصة بقهوته التي يعدها بنفسه ويشعر بغبطة وفرح كبير حينما يشاركه ضيوفه الحاضرون والقادمون شربها، ويرتبط البدوي على وجه الخصوص ارتباطا وثيقا بحبات البن الذهبية قبل أن تتحول إلى لونها الأسمر بعد قليها عبر نار خفيفة في موقد صغير مؤلف من ثلاث حصيات متوسطة الحجم يعلوه مقلى دائري الشكل الذي تقلى فيه وتقلب بواسطة آلة المحماس المصنوعة من النحاس أو الحطب يمينا وشمالا ثم تدق في موقعة خشبية أو حديد بواسطة السفن (الهأون) أو تطحن عبر طحانات تقليدية أو آلية لتكون ناعمة مستساغة قبل أن توضع داخل دلة البرام المصنوعة من الخزف أو الفخار أو المعدن أو الترمس أو الزمزمية كما هو الحال في وقتنا الحاضر.
صناعة وخبرة
إن صناعة القهوة العمانية والعربية لا يتقنها إلا صاحب خبرة وحنكة في عملية الطبخ والتهيئة والإعداد، وقد قيلت فيها ومن يقوم بإعدادها مئات القصائد والمقاصب والميدان، والبدوي يعد قهوته بنفسه في طقس يشعره بالكثير من الغبطة، منذ ان يبدأ بحمسها ودقها وطبخها وهي علامة الجودة التي لا مجال لاستبدالها في عرف من عرف قيمتها المعنوية.
كرم وإباء
إن القهوة في السبلة أو المجلس أو في الصحراء هي بمثابة عنوان الكرم والشهامة والاباء، ولا بد من وجودها مع الضيوف لدرجة أن الجميع يمتلكها في منزله، ويحرص على تقديمها مع التمر أو الرطب أو الحلوى أو الفواكه الأخرى لضيوفه.
أدوات إعدادها
إن الأدوات المستخدمة المخصصة في اعداد القهوة العمانية والعربية ليست بالمعقدة وتتصف بالبساطة واسمها الدارج (المعاميل) وقد اختفت في وقتنا الحاضر حيث استبدلت عنها بأوان حديثة، فالمعاميل تتكون من الدلة أو المدلاة: وهي إناء من خزف أو فخار أو معدن أو نحاس اما اليوم فتسمى الترمس والزمزمية حيث يهتمون بنظافتها وتلميعها في المناسبات الرسمية والوطنية والخاصة، فالـمقلى هو عبارة عن إناء مقعر دائري الشكل مصنوع من النحاس أو الحديد الصلب له يد بطول 30 سم تقريبا يحمسون فيه القهوة على النار، اما المحماس فهو اداة حديدية أو نحاسية أو خشبية لها مقبض بطول 30 سم تقريبا مقوسة ومفلطحة من الامام يقلب بها القهوة يمينا وشمالا وهي داخل المقلى حتى يظهر بشكلها المعهود بلون السمرة الداكن.
أما الصفرية أوالمصفاة فهي إناء يصنع من المعدن أو النحاس أو البرونز يضعون به الماء والقهوة لتغلي ثم يسكبونها في الدلة بعد إضافة الهيل أو الزعفران أو العويدي أوالقرنفل، ثم تأتي الموقعة أو النجر وهو إناء يصنع من خشب أشجار السمر أو الغاف أو السوقم أو القرط أو النحاس أو البرونز وهو خليط من القصدير والنحاس له شكل دائري مقعر من الداخل وتسمع له صوتا جميلا عندما تدق فيه القهوة.
كذلك المبراده، وهي إناء من الخوص تترك فيه القهوة بعد حمسها لتبرد قبل دقها في النجر أو الموقعة، ثم الملقاط أو المحدرة (البيز أو اللطوة) وهي أداة مصنوعة من القماش لإمساك الأواني الحارة خاصة عند صب القهوة في الدلة، اما الموقد أو المركـّب أو المنصب فهو أداة من الحديد بثلاث أرجل لحمل الأواني على النار وإن لم تكن متوفرة فيضعون ثلاثة أحجار بدلا منها وتسمى تلك الاحجار (التوافي) ثم تأتي بعد ذلك الفناجين وهي الأواني التي يصب فيها القهوة تصنع من الفخار قديما لكنها استبدلت إلى زجاج تسمى محليا بالفناجين الصينية وأيضا هناك الآن فناجين بلاستيكية وهذه الفناجين لها مواصفات خاصة في طريقة تقديمها للضيف، تختلف من منطقة لأخرى، حيث تصب القهوة بكمية لا تتعدى ربع أو نصف الفنجان وفي بعض المناطق يملأ الفنجان كاملا.
موطن وتاريخ
يعتبر موطن القهوة الاصلي هو جنوب غرب الحبشة (إثيوبيا) لكنها ايضا تزرع في البرازيل والقارة الآسيوية والمناطق الاستوائية في أفريقيا، أما اليمن فهي تشتهر بالأنواع الراقية والغالية الثمن من البن العدني، وهو اغلى ثمناً من البن البرازيلي والافريقي.وقد اشتق اسم “القهوة” من بلدة Caffa. وهي مقاطعة موجودة في الحبشة، وتبقى شجرتها خضراء طوال العام كشجرة الزيتون. وتشير دراسات الآثار إلى أن سكان شرق افريقيا في الحقبة ما قبل التاريخ، احبوا ميزات القهوة المنشطة. وقد أكلوا البذور الحمراء غير المحمصة والتي تشبه الكرز، في مناسبات كثيرة كرحلات الصيد الطويلة، والنشاطات الاخرى التي تتطلب صحواً وانتباهاً وقوة وقدرة على الاحتمال.
القرن الـ 15
دخلت شجرة البن إلى الجزيرة العربية من الحبشة، في حوالي القرن الـ 15 الميلادي، والعرب هم الذين بدأوا بتحميص وطحن القهوة وشربها ساخنة، كما نفعل في يومنا هذا، وقد كتب ابن سينا أول وصف طبي لتأثيرها المنشط والمنبه للجسم والاعصاب، وذلك باعتراف الغرب الذي سمي بـ”الطبيب العربي”. وبعدها ولمدة مائتي عام كانت الجزيرة العربية هي التي توفر القهوة للعالم. ولم تتوسع شهرة واستعمال القهوة بسرعة، بل انتشارها كان بطيئاً، بحيث بقيت القهوة 500 سنة في الشرق الأوسط، وفي سنة 1517 أدخلها السلطان سليم الأول إلى القسطنطينية (اسطنبول)، وبعدها بوقت قصير أدخلها تجار البهارات الى ايطاليا، وانتشرت بعدها في جميع انحاء أوروبا خلال مائة عام.
أول مقهى
يعتبر أول مقهى للقهوة هو ذلك المحل الذي افتتح في جامعة اكسفورد البريطانية سنة 1650. حيث كان الرواد يتناولونها خلال تبادل احاديثهم، والقراءة والكتابة، وانتشرت في العاصمة البريطانية لندن حيث كانت تبحث الامور العامة والخاصة. وفي سنة 1938 خرجت بأول إنتاج للقهوة السريعة المسماة “Instant coffee”. شركة نسكافيه وهي عبارة عن حبيبات، تذوب بالماء الساخن أو المغلي. ويختلف محتوى القهوة من الكافيين على حسب طريقة التحضير، فمثلاً، يحتوي فنجان القهوة المسماة القهوة السريعة “نسكافيه” على 65 ملجم من الكافيين. ويحتوي فنجان القهوة المقطرة 100-150 ملجم كافيين يحتوي فنجان القهوة أكسبريسو 350 ملجم كافيين.
تركيبتها
تتركب القهوة من البن المحمص الذي يحتوي على زيت البن والشمع والكافيين والزيوت الطيارة والتانيك اسيد والعلكة والسكر والبروتين.
فوائدها
منشطة ومضادة للتعب والارهاق عن طريق تنشيط الجهاز العصبي المركزي بالدماغ، وهذا مهم للذين يقودون سياراتهم لمسافات طويلة، كما يعكس الكافيين مفعول الادوية التي تحتوي على مضادات الهيستامين، والتي لها مفعول مهدئ لذلك يضاف إلى أدوية الرشح، وأيضا منشطة للتمارين والالعاب الرياضية، وتحسن أداء الرياضيين، ويستعمل كافيين القهوة مع الادوية المضادة للرشح، لأنه يزيل الاحتقان في الحلق والرئتين، كما أنه يمنع النعاس الذي تسببه مضادات الهستامين. كذلك مضادة لنوبات الربو وامراض الصدر. وتزيل البلغم والسعال والنزلات الصدرية، ونوبات الحساسية والربو، وأن الكافيين الذي بها يوسع القصبات الهوائية. كما انها تسكن الأوجاع والآلام، وتضاف مع الاسبرين والبروتين (قاتل للألم). ويزيد تناول القهوة مع مسكنات الأوجاع من تأثير هذه الادوية على إزالة الأوجاع. علما انه ليس للكافيين تأثير مباشر على إزالة الأوجاع، لكنه يحتوي على مادة مهدئة لطيفة، وهذه المادة تساعد مسكنات الالم على التأثير وتزيد من فعاليتهما (شقيقة + مغص كلوي ) وتمنع نوبات الانتحار لأن مفعولها يحسن النفسية والمزاج، وتمنع حصى الكلى ومدرة للبول وتزيل الرمل والحصى، لكنها تفقد مفعولها مع اعتياد الجسم على جرعاتها. إن شرب 1-3 فناجين من القهوة يوميا تمنع تشكل حصيات المرارة، وهي ايضا تمنع 10% من إمكانية حصول الحصى بالمرارة، وتمنع مشاكل الدورة الشهرية عند النساء، حيث انها تمنع التدفق القوي للدم، والتي تؤدي الى ضعف عام بالجسم ونقص الحديد. وتعمل كمضيق للأوعية الدموية بالرحم مما يؤدي الى دم اقل خلال فترة الطمث، وتعالج اعراض السفر فوق منطقة الزمان المسمى Jet lag وأعراضه كالدوار، والأرق، والتعب، والإرهاق، وهي تحصل على أثر اضطراب في الساعة البيولوجية داخل الانسان عند العبور بالطيران في مناطق مختلفة الأوقات، مثل السفر من الشرق أو أوروبا الى امريكا.
وتمنع زيادة الوزن، حيث تساعد الجسم بطريقة اسرع على حرق الغذاء والطعام، الامر الذي تمنع تراكم الدهن بالجسم.
وتستعمل في علاج لسع الافاعي التي لها تأثير سام على الجهاز العصبي، والذي يؤدي الى هبوط في عمل الدماغ والنخاع الشوكي، والاعضاء المهمة بالجسم، مما يؤدي الى غيبوبة وموت محتم، ويعمل الكافيين على تنشيط الدماغ والخلايا العصبية فيمنع هذا التأثير الضار.
ارشادات
تحضر القهوة حسب الارشادات مع مراعاة عدم الاكثار من جرعة القهوة (فقط 1-3 فناجين في اليوم) القهوة المغلية مقياسها فنجان قهوة صغير، القهوة السريعة مقياسها فنجان قهوة من المقياس الذي نستعمله في شرب الشاي. كما يجب الانتباه بأن هنالك قطع حلوى على طعم البن وكذلك مثلجات وانواع اللبن الزبادي على طعم القهوة، ويجب احتساب جرعات هذه المواد من مجمل ما يتناوله الانسان من القهوة كما يجب عدم إعطاء القهوة الى الاطفال تحت سن السنتين من العمر وكبار السن، وإذا أردنا سقي الاطفال فوق العمر المذكور خاصة العمر (5-10 سنوات)، يجب غلي القهوة جيداً وزيادة السكر وتناول الحلوى والاقلال من البن وزيادة الماء فيها، على ان يغمس الطفل الكعك فيها، ويجب الانتباه حين إعطاء القهوة لذوي الأعمار فوق 65 سنة يفضل إعطاؤهم القهوة الخفيفة الخالية من الكافيين.
دراسة علمية تشجع شربها
في دراسة موسعة حول القهوة وآثارها على الجسم، أثبت للباحثين أن القهوة لا تجعل شاربها أكثر انتباهاً كما قد يظن البعض وأنه لا فارق في الانتباه بين من يشربها ومن لا يشربها. وأن المسألة ليست أكثر من تأثير نفسي, وعندما يتناول الإنسان القهوة في الصباح بالنسبة لمعتادي شرب القهوة فهو لا يفعل ذلك كي يرفع نسبة الانتباه ولكن كي يقاوم نسبة الانسحاب النفسي التي أصابته من اليوم السابق لقلة نسبة الكافيين في الدم. وأشار بيتر روجرز الذي ترأس الفريق الباحث في جامعة بريستول الإنجليزية لصحيفة «الجارديان اللندنية»، إلى أن «الشخص الذي يستهلك الكافيين بشكل منتظم خلال أيام عمله عليه ألا يغير عاداته في إجازة الأسبوع مثلا كي لا تنخفض معنوياته والإنسان عليه أن يشرب القهوة يومياً أو يتركها تماماً» وأوضحت الدراسة إن شاربي القهوة غير المنتظمين يمرون بحالات من الكآبة والميل للعزلة عن الآخرين في صباح اليوم اللاحق من عدم تناولهم لها.
هل أضرارها وهم أم حقيقة؟
رغم أن معظم الناس يدركون مضار تناولها المتمثل في الأرق ليلا أو التوتر نهارا أو في رفع ضغط الدم، يعود الجدل العلمي مجدداً حولها، فبعد أن وجدت دراسة أخيرة أن فنجان «الإسبريسو» قد يؤذي القلب، يزعم علماء، وفي أحدث دراسة، أن فنجاناً من القهوة المركزة، قد يكون المنقذ للحياة لما للكافيين من خصائص قد تساعد في وقاية القلب. واكتشف الباحثون في قسم البحوث في مؤسسة «كايسر بيرماننت» الأمريكية، أن مخاطر الإصابة بعدم انتظام دقات القلب تقل بين الذين يشربون القهوة بانتظام، وكلما زاد استهلاكهم من المشروب، قل خطر تعرضهم لتلك الحالة. وبمتابعة أكثر من 130 ألف رجل وامرأة تراوحت أعمارهم بين سن 18 عاماً و90، خلص الباحثون إلى أن المشاركين من تناولوا أربعة أكواب قهوة فما فوق يومياً، تراجعت احتمالات إدخالهم المستشفى جراء عدم انتظام دقات القلب بمعدل 18%. وتناقص الاحتمال إلى 7 في المائة بين من يحتسون ما بين كوب واحد إلى ثلاثة أكواب قهوة في اليوم، مقارنة بمن لا يتناولونها، إلا أن البحث الذي قدم أمام المؤتمر السنوي لجمعية أمراض القلب الأمريكية، لم يجد ارتباطاً تلقائياً بين القهوة وتقلص خطر الإصابة بعدم انتظام دقات القلب، الذي ربما يعود كذلك إلى ممارسة التمارين الرياضية أو الحميات الغذائية المتبعة. وتزامنت الدراسة مع أخرى إسبانية، أظهرت أن تناول ثلاثة فناجين قهوة يومياً يضعف فرص الوفاة جراء أمراض القلب بنسبة الرُبع، وبين النساء تحديداً. وكانت دراسة إيطالية، قد أكدت أن استهلاك مشروب واحد غني بالكافيين ربما يكون كافياً لإحداث تلف محتمل في القلب، مشيرة إلى أن تناول فنجان واحد من قهوة «الإسبريسو»، على سبيل المثال، كاف للحد من معدل تدفق الدم إلى القلب بنسبة 22 في المائة، في غضون ساعة من احتساء المشروب.
منقول من جريدة عمان