الرسمي
27-08-2013, 10:44 AM
جمال عمر: الإبداع العربي في المهجر ضعيف
يعمل سائق تاكسي في نيويورك ويكتب الأدب
http://im39.gulfup.com/ydrZl.jpg (http://www.gulfup.com/?bC2lfV)
خلف مقود سيارة الأجرة ينتقل الكاتب والروائي المصري جمال عمر من شارع إلى آخر في الولايات المتحدة التي هاجر إليها وعاش بها، وتزوج وأنجب، الرجل الذي اعتبر في مرحلة ما من حياته أن أقصى مسافة يمكن أن يبتعدها عن مسقط رأسه ستكون إلى القاهرة، ليكتشف أن ثمة مكانا أبعد سوف يكون عليه الذهاب إليه .
بين شارع وآخر يقابل عمر مختلف الألوان والأجناس، يتأمل عن قرب، يختزن في ذاكرته العديد من المشاهد ليدونها في مفكرته في هيئة نقاط لا تلبث أن تتحول إلى عمل أدبي، يحكي قصته بداية من هجرته غير الشرعية للولايات المتحدة التي خرجت في “مهاجر غير شرعي”، وانتهاء بتجربة عشقه لسيرة الراحل نصر حامد أبو زيد الذي جمع حواراته وجميع التسجيلات المتعلقة به ليجمعها في كتاب بعنوان: “أنا نصر” .
* ما الذي دفعك للكتابة عن نصر حامد أبو زيد؟
- كنت مهتما بأزمة الفكر العربي، ومستغرقا في قراءة المشاريع الحضارية، من زكي نجيب محمود، إلى حسن حنفي، ومحمد عابد الجابري، وأدونيس، والطيب تيزيني، وأركون .
وصدر كتاب “مفهوم النص” لأبي زيد، ووجدت فيه طاقة ومنهجا مختلفا في التعامل مع الظاهرة الدينية، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أجمع كل كلمة نشرها أو قالها نصر .
قيمة نصر الحقيقية ليست في النتائج أو الأفكار التي وصل إليها، بقدر ما هي في كيفية الوصول إليها، البحث العلمي ليس محطة الوصول، لكنه المشوار الذي نسلكه، القيمة الثانية التي يمثلها أنه يقول ما يؤمن به ويؤمن بما يقوله .
* هل التقيت نصر حامد أبو زيد؟
- في لقاء معه في نيويورك 2007 أخبرته بأن هدية عيد ميلاده الخامس والسبعين ستكون كتاباً لي عنه، كتاب يجمع حياة نصر الشخصية مع حياة فكره بلغة القارئ العام، ومن خلال ما جمعت من نصوص ومشاهد لنصر، وكتبت نصا سرديا على لسانه .
* هل ترى أن الرجل مازال مظلوماً أم أنه نال بعضاً مما يستحق من قراءة واهتمام عقب موته؟
- هناك اهتمام كبير الآن في الوطن العربي بإنتاج نصر، ليس داخل الأكاديميات التقليدية، بل خارج أسوار الجامعة، لكن العبرة ليست أن نجتر فكر نصر ونمجده، بل بأن ننقده ومن فوق أكتافه نرى أبعد مما رأى . إنجازنا الحقيقي أن نهضم خطاب نصر لنبني عليه ونتجاوزه معرفيا .
* هل تلمح أن على الساحة مفكرين وأكاديميين في انفتاح وجرأة أبو زيد؟
- بالطبع هناك مفكرون وأكاديميون منفتحون، لكن تجربة حياة نصر ذاتها مدرسة في الصراع مع الفقر والمرض والجهل، وفاة والده وهو في الرابعة عشرة، ومسؤوليته عن أسرة كبيرة مع والدته وعمله فني لاسلكي، ودخوله الجامعة ليصل إلى حلمه الذي حرمه منه مرض والده . دخل الجامعة وهو في الخامسة والعشرين، وذهب إلى أمريكا غربا وإلى اليابان شرقا وراء المعرفة، هذا الزخم شكّل شخصية نصر حامد أبو زيد وأتصور أن اختفاء سلطة الأب مبكراً كان لها دور مؤثر في تكوين هذه الشخصية النقدية الحرة، وإيمانه العميق بقيمة المرأة ودورها الظاهر في دراساته منبعه حبه لوالدته .
* كيف تنظر إلى مسمى “الكاتب المغترب”؟ هل ترصد سمات مشتركة بين الكتّاب المغتربين؟
- كل منا يعيش في بالونته حتى ونحن في عربة القطار الواحد .
* هل ثمة تواصل بين الكتّاب المغتربين في الخارج، خاصة في أمريكا، أم أن فكرة “الوطن العربي” ليست أمراً ذا بال في الخارج؟
- ثورة الاتصالات ربطت هؤلاء الكتّاب بالثقافة العربية بروابط أقوى من روابطهم ببعضهم بعضاً، هناك من الكتاب العرب من يكتب بالإنجليزية، لكن أتصور أن الحركة الثقافية العربية ككتابة إبداعية ضعيفة، وأكثرنا يكتب للنشر في الوطن العربي .
* لماذا رفضت أي عمل سوى أن تكون “سائق تاكسي”؟
- أنا إنسان مطالبي في الحياة بسيطة، لا اشتهي مالاً أملكه، فتعلمت الغنى بالاستغناء، والكاتب صيّاد للشخصيات، ففي كل يوم عمل لي أصطاد عشرين شخصية، وأتمنى أن أكتب عن هذه المدينة من وراء عجلة قيادة التاكسي .
*** منقول ***
يعمل سائق تاكسي في نيويورك ويكتب الأدب
http://im39.gulfup.com/ydrZl.jpg (http://www.gulfup.com/?bC2lfV)
خلف مقود سيارة الأجرة ينتقل الكاتب والروائي المصري جمال عمر من شارع إلى آخر في الولايات المتحدة التي هاجر إليها وعاش بها، وتزوج وأنجب، الرجل الذي اعتبر في مرحلة ما من حياته أن أقصى مسافة يمكن أن يبتعدها عن مسقط رأسه ستكون إلى القاهرة، ليكتشف أن ثمة مكانا أبعد سوف يكون عليه الذهاب إليه .
بين شارع وآخر يقابل عمر مختلف الألوان والأجناس، يتأمل عن قرب، يختزن في ذاكرته العديد من المشاهد ليدونها في مفكرته في هيئة نقاط لا تلبث أن تتحول إلى عمل أدبي، يحكي قصته بداية من هجرته غير الشرعية للولايات المتحدة التي خرجت في “مهاجر غير شرعي”، وانتهاء بتجربة عشقه لسيرة الراحل نصر حامد أبو زيد الذي جمع حواراته وجميع التسجيلات المتعلقة به ليجمعها في كتاب بعنوان: “أنا نصر” .
* ما الذي دفعك للكتابة عن نصر حامد أبو زيد؟
- كنت مهتما بأزمة الفكر العربي، ومستغرقا في قراءة المشاريع الحضارية، من زكي نجيب محمود، إلى حسن حنفي، ومحمد عابد الجابري، وأدونيس، والطيب تيزيني، وأركون .
وصدر كتاب “مفهوم النص” لأبي زيد، ووجدت فيه طاقة ومنهجا مختلفا في التعامل مع الظاهرة الدينية، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أجمع كل كلمة نشرها أو قالها نصر .
قيمة نصر الحقيقية ليست في النتائج أو الأفكار التي وصل إليها، بقدر ما هي في كيفية الوصول إليها، البحث العلمي ليس محطة الوصول، لكنه المشوار الذي نسلكه، القيمة الثانية التي يمثلها أنه يقول ما يؤمن به ويؤمن بما يقوله .
* هل التقيت نصر حامد أبو زيد؟
- في لقاء معه في نيويورك 2007 أخبرته بأن هدية عيد ميلاده الخامس والسبعين ستكون كتاباً لي عنه، كتاب يجمع حياة نصر الشخصية مع حياة فكره بلغة القارئ العام، ومن خلال ما جمعت من نصوص ومشاهد لنصر، وكتبت نصا سرديا على لسانه .
* هل ترى أن الرجل مازال مظلوماً أم أنه نال بعضاً مما يستحق من قراءة واهتمام عقب موته؟
- هناك اهتمام كبير الآن في الوطن العربي بإنتاج نصر، ليس داخل الأكاديميات التقليدية، بل خارج أسوار الجامعة، لكن العبرة ليست أن نجتر فكر نصر ونمجده، بل بأن ننقده ومن فوق أكتافه نرى أبعد مما رأى . إنجازنا الحقيقي أن نهضم خطاب نصر لنبني عليه ونتجاوزه معرفيا .
* هل تلمح أن على الساحة مفكرين وأكاديميين في انفتاح وجرأة أبو زيد؟
- بالطبع هناك مفكرون وأكاديميون منفتحون، لكن تجربة حياة نصر ذاتها مدرسة في الصراع مع الفقر والمرض والجهل، وفاة والده وهو في الرابعة عشرة، ومسؤوليته عن أسرة كبيرة مع والدته وعمله فني لاسلكي، ودخوله الجامعة ليصل إلى حلمه الذي حرمه منه مرض والده . دخل الجامعة وهو في الخامسة والعشرين، وذهب إلى أمريكا غربا وإلى اليابان شرقا وراء المعرفة، هذا الزخم شكّل شخصية نصر حامد أبو زيد وأتصور أن اختفاء سلطة الأب مبكراً كان لها دور مؤثر في تكوين هذه الشخصية النقدية الحرة، وإيمانه العميق بقيمة المرأة ودورها الظاهر في دراساته منبعه حبه لوالدته .
* كيف تنظر إلى مسمى “الكاتب المغترب”؟ هل ترصد سمات مشتركة بين الكتّاب المغتربين؟
- كل منا يعيش في بالونته حتى ونحن في عربة القطار الواحد .
* هل ثمة تواصل بين الكتّاب المغتربين في الخارج، خاصة في أمريكا، أم أن فكرة “الوطن العربي” ليست أمراً ذا بال في الخارج؟
- ثورة الاتصالات ربطت هؤلاء الكتّاب بالثقافة العربية بروابط أقوى من روابطهم ببعضهم بعضاً، هناك من الكتاب العرب من يكتب بالإنجليزية، لكن أتصور أن الحركة الثقافية العربية ككتابة إبداعية ضعيفة، وأكثرنا يكتب للنشر في الوطن العربي .
* لماذا رفضت أي عمل سوى أن تكون “سائق تاكسي”؟
- أنا إنسان مطالبي في الحياة بسيطة، لا اشتهي مالاً أملكه، فتعلمت الغنى بالاستغناء، والكاتب صيّاد للشخصيات، ففي كل يوم عمل لي أصطاد عشرين شخصية، وأتمنى أن أكتب عن هذه المدينة من وراء عجلة قيادة التاكسي .
*** منقول ***