المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الخليج) مرعي الحليان . . الحياة على خشبة مسرح



الرسمي
06-09-2013, 01:11 AM
مرعي الحليان . . الحياة على خشبة مسرح




http://im41.gulfup.com/BIite.jpg (http://www.gulfup.com/?XlMN14)




كما لو أنه دخل إلى بلاد العجائب، كان ينظر إلى الأشياء من حوله بدهشة طفولية، يمعن النظر في كشافات الإنارة القوية، والستارة الطويلة، وتلك المقاعد الكثيرة الخالية، كان يمسك بيد خاله جيداً ويتشبث به، حين شاهد أشخاصاً يبدلون ملابسهم بأزياء غريبة، ويضعون المساحيق على وجوههم، ويتراكضون ليؤدون أدوارهم على خشبة كبيرة تسعهم جميعاً .

بدأت رحلة مرعي الحليان مع المسرح في عام 1973 عن طريق خاله الذي كان عضواً في مسرح الشباب القومي في دبي، ففي إحدى زياراته إلى خاله، أصطحبه إلى المسرح حيث كان الممثلون منهمكين في إجراء إحدى “البروفات المسرحية” فكان أول لقاء بينه وبين الخشبة .

تعلّق الحليان حينها، وهو ابن اثني عشرة ربيعاً بالمسرح، وعشق أجواءه الساحرة، فالتقى بعد ذلك بالكثير من المسرحيين المخضرمين الذين أسهموا في زيادة شغفه بالمسرح، ومنهم: عبيد صندل، وعبد الله المطوع، وغيرهم من رواد المشهد المسرحي الإماراتي .

تتلمذ الحليان على يد عبيد صندل إذ بدأ معه مشوار المسرح، وصار يمضي الساعات الطويلة يتدرب ويتعلم تقنيات العمل المسرحي، وفي إحدى الليالي والحليان ينتظر سيارة تقله إلى بيته حيث يعيش مع جدته، توقفت أمامه سيارة، وحين أمعن النظر وجد أنه المسرحي عبيد صندل، واستقل معه السيارة ليوصله إلى البيت، وفي الطريق وقبل أن يصل طلب الحليان من صندل أن ينزل معه ويتحدث إلى جدته التي كانت تخشى عليه كثيراً، وتخاف من تأخره في المسرح ليلاً .

وافق صندل على الطلب ونزل ليتحدث مع جدة الحليان، ويقنعها بأن حفيدها في أيدٍ أمينة، وأنه سيتكفل منذ اليوم بنقله من وإلى البيت، ومنذ ذلك الوقت بات الحليان يعيش في بيتين؛ الأول ذاك الذي يغفو فيه على كف جدته، والثاني ذاك الذي يعيش فيه حياة جديدة يرسم ملامحها بصورة وجهه وإيماءة جسده .

مضى الحليان في مشوار المسرح، ووجد نفسه يوماً بعد يوم يشحذ موهبة تصوغ هويته لتجعله واحداً من أبرز المسرحيين الإماراتيين، فمنذ المسرحية الأولى التي ظهر فيها، لمع الحليان كطاقة تمثيلية لافتة جذبت الجمهور، وتركت لديهم صورة ممثل بارع يقفز بخفة على الخشبة، وكانت مسرحية “حبة رمل” عام ،1991 قدمها مع الفنان ناجي الحاي، ولعب فيها دور راقص .

مثلت “حبة رمل” نقطة انطلاق وتحوّل لدى الحليان، إذ بعد أن حققت نجاحاً على مستوى الدولة، شاركت في مهرجان المسرح في القاهرة، وهناك استفاد الحليان من العروض العربية والعالمية المشاركة في المهرجان، وحرص على حضور الندوات النقدية والفكرية، واقتنى حينها العديد من المؤلفات المسرحية، التي اعتمد عليها في مسيرته المسرحية لاحقاً، وكان أبرزها؛ كتاب “النقطة المتحولة” لبيتر بروك، و”إعداد الممثل” لستانسلافسكي .

تفرعت موهبة الحليان لتمتد من التمثيل، إلى التأليف، وصولاً للإخراج، وحتى العمل في التلفزيون، فبرز كممثل محترف يحكم قبضته على الشخصية والدور في مسرحية “بنت عيسى” ،1994 ونال عنها أول جائزة في التمثيل المسرحي في مهرجان أيام الشارقة المسرحية .

وبدأت حكايته مع التأليف في عملين مسرحيين معدين عن مسرحيتين عالميتين، هما “الدكتور”، و”الرحى”، ويعتبر نص مسرحية “باب البراحة” أول نص مسرحي يكتبه الحليان للمسرح في عام 2002 الذي اعتبره النقاد طفرة كتابية في المسرحية الإماراتية .

بعد الكتابة المسرحية، خاض الحليان تجربة إعداد مسرحيات للأطفال، فانطلق مشواره بمسرحية بعنوان “سعود نينجا” عام،1996 ثم كتب وأخرج مسرحية “باب الخير” عام 2001 .

لم ينشغل الحليان لإنتاج المسرحيات بتقليدية، وبأنماط مألوفة، بل بحث في كل تجاربه وأعماله على فتح مساحات جديدة، وطرح أساليب مسرحية رائدة، وتمثل ذلك في تجربته التمثيلية، وفي التأليف، ومسرح الطفل، والإخراج .

خاض الحليان خلال مسيرته الإبداعية، تجارب فنية عدة فقدم أعمالاً للتلفزيون، وخاض تجربة المسرح الراقص، واشتغل في الإدارة، لينتهي إلى العمل في الصحافة، ويواصل في الوقت نفسه علاقته مع التمثيل والإخراج والتأليف .

تذكر سيرته أنه مدير فرقة المسرح الحديث بالشارقة، وعضو جمعية المسرحيين في الإمارات، وعضو جمعية الصحفيين في الإمارات، قدم للمسرح العديد من الأعمال منها: “التراب الأحمر”، و”بومحيوس في المجلس الوطني”، و”حسون ملايين”، و”باب البراحة”، و”أخوان شما”، و”نهارات علول” .

وحصد العديد من الجوائز في التأليف والإخراج والتمثيل، أبرزها، جائزة الممثل الأول في الدورة الرابعة لأيام الشارقة المسرحية ،1994 وجائزة الإخراج عن مسرحية “انتهت اللعبة”، في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل عام ،2009 وجائزة البحث المسرحي عن مسرحية “شكراً بابا”، في مهرجان أصيلة لمسرح الطفل في المغرب .2010، . وغيرها .



*** منقول ***