الرسمي
22-09-2013, 12:50 PM
أبوظبي : الكلمة التي حولت عشرة العمر إلى جليد بعد 30 عام من الزواج..!!
البيان
ثلاثون عاماً عاشاها معاً في حياة حملت في طياتها ساعات سعادة وأخرى فيها شقاء، فهما كأي زوجين كانا يختلفان من وقت لآخر، ولكن الأيام كانت تمر خاصة وأن بينهما أبناء كبروا وأصبحوا نساء ورجالاً، وفي إحدى مرات الخلاف تلاسن الطرفان وزادت حدة الكلمات حتى وصلت أن قالت لزوجها «طلقني وأنا أتزوج سيد سيدك»، صدم الرجل بهذه العبارة التي قالتها المرأة لأول مرة وبعد أن جاوز كلاهما الخمسين من العمر.
ورغم أن الخلاف انتهى ككل مرة، وعاد الزوجان إلى حياتهما، إلا أن الزوج لم ينس تلك الكلمة التي حفرت في قلبه عميقاً، فعافت نفسه امرأته وصار بينه وبينها جدار من الثلج كان يزداد يوماً بعد يوم، فما عاد يقرب زوجته حتى ظنت أن الكبر أصابه بعجز، فصبرت على ذلك كما صبرت في بداية حياتهما الزوجية على ضيق ذات اليد، خاصة أنه لم يبق في الحياة بقدر ما مضى.
مرت سنوات وهي على صبرها، أما هو فقد أصبح له حياة أخرى وجدها مع امرأة من جنسية مغايرة التقى بها وحدث بينهما مودة حتى تزوجها في النهاية وأنجب منها طفلاً وصل خبره إلى زوجته الأولى، لم تصدق في البداية وظنت أن الأمر وشاية سوء، فقامت بالتحري بمساعدة أبنائها الذين اصطفوا إلى جانبها منذ اللحظة الأولى، وعندما تأكدت من الخبر لم تنم في تلك الليلة.
وكادت أن تجن، فهل يعقل أن زوجها مازال قادراً على الإنجاب، وأنه فقط لم يكن يريدها هي تحديداً، كادت هذه الفكرة أن تقتلها، ولم تجد مهرباً منها سوى أن أقنعت نفسها أن هذا الطفل ليس ابنه وأن هذه المرأة قد خدعته، فهي زوجته الأولى وهي متأكدة بأنه لا يستطيع المعاشرة الزوجية والإنجاب.
وبدأت المعركة بين الزوج من ناحية وزوجته الأولى وأولادهما الذين أصروا على أن يطلق زوجته الثانية، بل وأن ينكر نسب ولدها إليه على أساس أنه غير قادر على المعاشرة الزوجية والإنجاب، أما هو فمتمسك بزوجته الجديدة وابنه منها، ومُصر على أنه قادر على المعاشرة لكن ليس مع زوجته الأولى، وبقي الخلاف بينهما إلى أن وصل إلى التوجيه الأسري في دائرة القضاء في أبوظبي.
كان أكثر ما يثير انتباه الموجه وجميع من يلتقي بأطراف هذه القضية، هو اختلاف شخصية الزوج عند حضوره مع كل من زوجتيه، فعندما يحضر مع زوجته الأولى كان يجلس متأدباً نظره إلى الأرض ووجهه مصفر وهو ينصت ويصادق على ما تقوله زوجته عن صبرها عليه كل تلك السنوات وعن أصلها وفصلها، وكيف كان هو ناكراً للجميل.
أما عندما كان يحضر مع زوجته الثانية فتعود له عافيته وتجده منشرحاً واضعاً ساقاً على ساق، يضحك ملء فيه وهو يلقي النكات.
كانت المشكلة بالنسبة له أنه غير قادر على أن يخالف الأولى ولو على حساب نفسه، فقد كانت مسيطرة بشكل كامل على أبنائه الذين لا يعصون لها أمراً ولا يخالفونها في كبيرة ولا صغيرة، وهو بدوره مضطر أن يكون كذلك حتى لا يحرم منهم على باب شيخوخته التي ادخرهم من أجلها.
فخضع في النهاية وطلق زوجته التي أحبها ووجد فيها متنفساً لمشاعره، وكانت له نعم الزوجة المحبة. ولم تكتف الزوجة الأولى بهذا وأصرت انتصاراً لكرامتها أن يقر بعجزه عن المعاشرة وبالتالي أن الطفل ليس ابنه، وكان لها ما أرادت واضطر أن يتوجه للمحكمة ليرفع قضية انكار نسب الطفل.
لم تصل هذه القضية أيضاً إلى المحكمة فقد استطاع الموجه الأسري أن يقنع الزوجة أن تتخلى عن هذا الشرط، وتدع الطفل الذي لا ذنب له أن ينسب لأبيه، ولم يكن اقناعها سهلاً بل استغرق عدة جلسات خاطب خلالها أخلاق المرأة ودينها وأمومتها حتى لانت في النهاية ووافقت.
أما الزوج فقد اختفت ضحكته مع غياب زوجته الثانية وابنه من حياته على غير ما يشتهي ويرضى. فهو استسلم في ظاهره ورضي بفقدان من هوتها نفسه ووجد فيها متنفساً، ولكن لا أحد يعلم إن كان قلبه قد استسلم أيضاً لحكم الفراق، ام أن للقصة بقية مازالت سراً.
تنشر «البيان» صباح كل أحد بالتعاون مع دائرة القضاء في أبوظبي قصصاً من أروقة القضاء بهدف نشر التوعية.
*** منقول ***
البيان
ثلاثون عاماً عاشاها معاً في حياة حملت في طياتها ساعات سعادة وأخرى فيها شقاء، فهما كأي زوجين كانا يختلفان من وقت لآخر، ولكن الأيام كانت تمر خاصة وأن بينهما أبناء كبروا وأصبحوا نساء ورجالاً، وفي إحدى مرات الخلاف تلاسن الطرفان وزادت حدة الكلمات حتى وصلت أن قالت لزوجها «طلقني وأنا أتزوج سيد سيدك»، صدم الرجل بهذه العبارة التي قالتها المرأة لأول مرة وبعد أن جاوز كلاهما الخمسين من العمر.
ورغم أن الخلاف انتهى ككل مرة، وعاد الزوجان إلى حياتهما، إلا أن الزوج لم ينس تلك الكلمة التي حفرت في قلبه عميقاً، فعافت نفسه امرأته وصار بينه وبينها جدار من الثلج كان يزداد يوماً بعد يوم، فما عاد يقرب زوجته حتى ظنت أن الكبر أصابه بعجز، فصبرت على ذلك كما صبرت في بداية حياتهما الزوجية على ضيق ذات اليد، خاصة أنه لم يبق في الحياة بقدر ما مضى.
مرت سنوات وهي على صبرها، أما هو فقد أصبح له حياة أخرى وجدها مع امرأة من جنسية مغايرة التقى بها وحدث بينهما مودة حتى تزوجها في النهاية وأنجب منها طفلاً وصل خبره إلى زوجته الأولى، لم تصدق في البداية وظنت أن الأمر وشاية سوء، فقامت بالتحري بمساعدة أبنائها الذين اصطفوا إلى جانبها منذ اللحظة الأولى، وعندما تأكدت من الخبر لم تنم في تلك الليلة.
وكادت أن تجن، فهل يعقل أن زوجها مازال قادراً على الإنجاب، وأنه فقط لم يكن يريدها هي تحديداً، كادت هذه الفكرة أن تقتلها، ولم تجد مهرباً منها سوى أن أقنعت نفسها أن هذا الطفل ليس ابنه وأن هذه المرأة قد خدعته، فهي زوجته الأولى وهي متأكدة بأنه لا يستطيع المعاشرة الزوجية والإنجاب.
وبدأت المعركة بين الزوج من ناحية وزوجته الأولى وأولادهما الذين أصروا على أن يطلق زوجته الثانية، بل وأن ينكر نسب ولدها إليه على أساس أنه غير قادر على المعاشرة الزوجية والإنجاب، أما هو فمتمسك بزوجته الجديدة وابنه منها، ومُصر على أنه قادر على المعاشرة لكن ليس مع زوجته الأولى، وبقي الخلاف بينهما إلى أن وصل إلى التوجيه الأسري في دائرة القضاء في أبوظبي.
كان أكثر ما يثير انتباه الموجه وجميع من يلتقي بأطراف هذه القضية، هو اختلاف شخصية الزوج عند حضوره مع كل من زوجتيه، فعندما يحضر مع زوجته الأولى كان يجلس متأدباً نظره إلى الأرض ووجهه مصفر وهو ينصت ويصادق على ما تقوله زوجته عن صبرها عليه كل تلك السنوات وعن أصلها وفصلها، وكيف كان هو ناكراً للجميل.
أما عندما كان يحضر مع زوجته الثانية فتعود له عافيته وتجده منشرحاً واضعاً ساقاً على ساق، يضحك ملء فيه وهو يلقي النكات.
كانت المشكلة بالنسبة له أنه غير قادر على أن يخالف الأولى ولو على حساب نفسه، فقد كانت مسيطرة بشكل كامل على أبنائه الذين لا يعصون لها أمراً ولا يخالفونها في كبيرة ولا صغيرة، وهو بدوره مضطر أن يكون كذلك حتى لا يحرم منهم على باب شيخوخته التي ادخرهم من أجلها.
فخضع في النهاية وطلق زوجته التي أحبها ووجد فيها متنفساً لمشاعره، وكانت له نعم الزوجة المحبة. ولم تكتف الزوجة الأولى بهذا وأصرت انتصاراً لكرامتها أن يقر بعجزه عن المعاشرة وبالتالي أن الطفل ليس ابنه، وكان لها ما أرادت واضطر أن يتوجه للمحكمة ليرفع قضية انكار نسب الطفل.
لم تصل هذه القضية أيضاً إلى المحكمة فقد استطاع الموجه الأسري أن يقنع الزوجة أن تتخلى عن هذا الشرط، وتدع الطفل الذي لا ذنب له أن ينسب لأبيه، ولم يكن اقناعها سهلاً بل استغرق عدة جلسات خاطب خلالها أخلاق المرأة ودينها وأمومتها حتى لانت في النهاية ووافقت.
أما الزوج فقد اختفت ضحكته مع غياب زوجته الثانية وابنه من حياته على غير ما يشتهي ويرضى. فهو استسلم في ظاهره ورضي بفقدان من هوتها نفسه ووجد فيها متنفساً، ولكن لا أحد يعلم إن كان قلبه قد استسلم أيضاً لحكم الفراق، ام أن للقصة بقية مازالت سراً.
تنشر «البيان» صباح كل أحد بالتعاون مع دائرة القضاء في أبوظبي قصصاً من أروقة القضاء بهدف نشر التوعية.
*** منقول ***