حواليكم
23-09-2013, 01:32 AM
http://im36.gulfup.com/7H8r9.jpg
أتذكُر حينما كنا نلعب سوياً بين شجر الأرز ونمشي بين سكك بيروت ذاهبين إلى بيت جدتي ويدك تشابك يدي, أتذكر ماضي بسيط قضينا فيه
أوقاتاً مترفة بالحب والمرح , ماضي أشتاق إليه وأحن كثيراً لأن يكون حاضري .
فاليوم ما عاد يذّكرني بك سوى قطعة ثوب في خزانة ملابسك القديمة أشم رائحتك فيها وساعة على معصمك أحتفظ بها ولا زلتُ أمسك
بدبي الصغير الذي أهديته لي في يوم مولدي العاشر وأقف على عتبة الباب والدموع على مقلتيّ أنتظر عودتك بشوق وتلوح ها قد عدت
صغيرتي ..
أبي كم ضيعتني الدنيا في غيابك , كم تمزقت ..وتألمت وكم وقعت وتأذيت وكم من رياح هوت بي وقذفتني .. ولستَ هنا لتأخذ بيدي وتمسح
دمعتي ..رجوتك بالعودة وما عدتَ فهل ألهتك الدنيا ؟
واليوم أقلب بناظريّ في السماء أتخيل صورتك ترسمها النجوم وأعود بأذني لماضي أتوق إليه
وأسمع فيه صوتك يوقظني حيّ إلى المدرسة يا منار ..
أبتي وقفتُ هنا في رسالتي هذه حين سمعتُ صوت رنين الهاتف فرفعت السماعة
وأجبت:
- مرحباً ، بيت السيد شهاب...
_ فقاطعني المتكلم وقال :مرحباً يا منار هذا أنا أباكِ ...
- ففز قلبي وغمرتني السعادة وأمسكت بالهاتف بكلتا يديّ وأجبت وكأني أحادثك لأول مرة : أهلااً يا أبي ...
- كيف أنتِ .. كيف حالك يا ابنتي ؟
- وسرعان ما تبدل الحال وأجبت بحزن وكأن حسكة عالقت في فمي :أنا بخير ...
- أعذري غيابي الطويل يا منار ...
فاكتفيت بصمت مطبق وألم يشل قلبي الصغير فأردف قائلاً بعد أن شعر بأني منزعجة :
- أنتِ تعلمين كم أحبك ...واليوم سأصل بعد ساعة من الآن إلى المحطة ببيروت وأرجو أن تأتي لتلتقي أباكِ ..ففز فؤادي شوقاً وعيناي في اغروراق ..فأكمل قائلاً هل تستطيعين موافاتي هناك ؟
- فأجبت بسعادة بالتأكيد أبي سأكون هناك ,
أغلقت السماعة بلهفة والسعادة تغمرني وانطلقتُ لألقاك بالأشواق وعند وصولي
للمحطة جلستُ على الكرسيّ مع المنتظرين أمرر بناظري هنا وهناك ويداي على صدري ونبضي يخفق انتظار ..
لمحتك تنزل من المقطورة تجر خلفك حقيبة السفر الممتلئة بالثياب والهدايا التي جلبتها إليّ ..
ناديتك ولوحت إليك :أبي ... ورأيتني فنهضتُ وسالت دمعة من عيني وابتسمت لي وجريت إليك فرحة
ولكن فرحتي لم تكتمل بعد أن قبضت صدرك وأفلت الحقيبة من يدك وصرخت آه قلبي وشهقت آخر
شهقة فأنامتك سكتة هدتك على الأرض ملقى . لم تكتمل بهجتي بك فأخذتُ بالصراخ
والبكاء ...واابتاه .
لم أحسب يوماً أن آخر لحظة أراك فيها بعد انتظار هي لحظة الموت المؤلمة
التي تفارق فيها شرفات الحياة إلى شرفة السماء .
قضيتَ حياتك للحياة الفانية وتركتني لوحدي أعيش باقي حياتي انتظرك .. أأرثيك أم أهجيك ...
إلا أني أحبك وأدعو لك بجنان الخلد يا أبتي الراحل ,
وسأظل مع كل هبّات من نسيم أغلق عينيّ وأشم رائحتك وأرى صورتك في ذهني ولن تمحها السنوات ما حيت.
.ابنتك البارة منار
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (/~moeoman/vb/showthread.php?t=526487&goto=newpost)
أتذكُر حينما كنا نلعب سوياً بين شجر الأرز ونمشي بين سكك بيروت ذاهبين إلى بيت جدتي ويدك تشابك يدي, أتذكر ماضي بسيط قضينا فيه
أوقاتاً مترفة بالحب والمرح , ماضي أشتاق إليه وأحن كثيراً لأن يكون حاضري .
فاليوم ما عاد يذّكرني بك سوى قطعة ثوب في خزانة ملابسك القديمة أشم رائحتك فيها وساعة على معصمك أحتفظ بها ولا زلتُ أمسك
بدبي الصغير الذي أهديته لي في يوم مولدي العاشر وأقف على عتبة الباب والدموع على مقلتيّ أنتظر عودتك بشوق وتلوح ها قد عدت
صغيرتي ..
أبي كم ضيعتني الدنيا في غيابك , كم تمزقت ..وتألمت وكم وقعت وتأذيت وكم من رياح هوت بي وقذفتني .. ولستَ هنا لتأخذ بيدي وتمسح
دمعتي ..رجوتك بالعودة وما عدتَ فهل ألهتك الدنيا ؟
واليوم أقلب بناظريّ في السماء أتخيل صورتك ترسمها النجوم وأعود بأذني لماضي أتوق إليه
وأسمع فيه صوتك يوقظني حيّ إلى المدرسة يا منار ..
أبتي وقفتُ هنا في رسالتي هذه حين سمعتُ صوت رنين الهاتف فرفعت السماعة
وأجبت:
- مرحباً ، بيت السيد شهاب...
_ فقاطعني المتكلم وقال :مرحباً يا منار هذا أنا أباكِ ...
- ففز قلبي وغمرتني السعادة وأمسكت بالهاتف بكلتا يديّ وأجبت وكأني أحادثك لأول مرة : أهلااً يا أبي ...
- كيف أنتِ .. كيف حالك يا ابنتي ؟
- وسرعان ما تبدل الحال وأجبت بحزن وكأن حسكة عالقت في فمي :أنا بخير ...
- أعذري غيابي الطويل يا منار ...
فاكتفيت بصمت مطبق وألم يشل قلبي الصغير فأردف قائلاً بعد أن شعر بأني منزعجة :
- أنتِ تعلمين كم أحبك ...واليوم سأصل بعد ساعة من الآن إلى المحطة ببيروت وأرجو أن تأتي لتلتقي أباكِ ..ففز فؤادي شوقاً وعيناي في اغروراق ..فأكمل قائلاً هل تستطيعين موافاتي هناك ؟
- فأجبت بسعادة بالتأكيد أبي سأكون هناك ,
أغلقت السماعة بلهفة والسعادة تغمرني وانطلقتُ لألقاك بالأشواق وعند وصولي
للمحطة جلستُ على الكرسيّ مع المنتظرين أمرر بناظري هنا وهناك ويداي على صدري ونبضي يخفق انتظار ..
لمحتك تنزل من المقطورة تجر خلفك حقيبة السفر الممتلئة بالثياب والهدايا التي جلبتها إليّ ..
ناديتك ولوحت إليك :أبي ... ورأيتني فنهضتُ وسالت دمعة من عيني وابتسمت لي وجريت إليك فرحة
ولكن فرحتي لم تكتمل بعد أن قبضت صدرك وأفلت الحقيبة من يدك وصرخت آه قلبي وشهقت آخر
شهقة فأنامتك سكتة هدتك على الأرض ملقى . لم تكتمل بهجتي بك فأخذتُ بالصراخ
والبكاء ...واابتاه .
لم أحسب يوماً أن آخر لحظة أراك فيها بعد انتظار هي لحظة الموت المؤلمة
التي تفارق فيها شرفات الحياة إلى شرفة السماء .
قضيتَ حياتك للحياة الفانية وتركتني لوحدي أعيش باقي حياتي انتظرك .. أأرثيك أم أهجيك ...
إلا أني أحبك وأدعو لك بجنان الخلد يا أبتي الراحل ,
وسأظل مع كل هبّات من نسيم أغلق عينيّ وأشم رائحتك وأرى صورتك في ذهني ولن تمحها السنوات ما حيت.
.ابنتك البارة منار
*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (/~moeoman/vb/showthread.php?t=526487&goto=newpost)