تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : (الخليج) سميرة زادة تعكس ذكريات المرأة الفارسية في "حديقة المرايا"



الرسمي
28-09-2013, 07:01 PM
سميرة زادة تعكس ذكريات المرأة الفارسية في "حديقة المرايا"




http://im31.gulfup.com/QVVvA.jpg (http://www.gulfup.com/?GHiMoM)



توظّف الفنانة الإيرانية سميرة الخان زادة في معرضها الذي نظمه “غاليري آرت سبيس” في دبي، حالة الانعكاس في المرايا لتطرح مفاهيم الهوية وعلاقة الإنسان بالذاكرة والزمن، فتشتغل بتقنيات “الديجاتل آرت” على صور عائلية قديمة، تعيد معالجتها بالأكريكليك وشظايا المرايا لتنتج أعمالها .

تقيم زادة في معرضها الذي يأتي تحت عنوان “حديقة المرايا”، شبكة علاقات بين الزمن والذاكرة والحياة، إذ تقدم صوراً تذكارية قديمة لعائلات إيرانية، لتحيل المتلقي إلى مفهوم الذاكرة وارتباطه بسير الحياة زمنياً وفي الوقت ذاته تربطه عبر الاشتغال على انعكاس الصور إلى الزمن الحاضر والمستقبل .

وكأن الفنانة في توظيفها لانعكاس الذكريات تقول إن البشر ما هم إلا انعكاس لماضيهم، ولا يمكن لأحد الفكاك من ذاكرته وماضيه، ويتجلى ذلك في الصور المتماثلة التي تقدمها للأشخاص في أعمالها الفنية، فتظهر التكوينات في اللوحة مكررة في بعض الأحيان مرتين، وأخرى أربع مرات .

ولا تبدو الفنانة مباشرة في طرحها، بل تذهب إلى مساحات من الاشتغال على جمالية العمل، وتجتهد في صورة التكرار، فمرة تبدو التكرارات بشفافية عالية، ومرة مطابقة للأصل، وفي أخرى يظهر فارق التحول في عمر الشخصية التي تظهر في الصورة .

بذلك تفتح زادة الباب كاملاً على صيغ عديدة لحالة الانعكاس الذي يشير إلى التماثل رغم الفارق الزمني، ومرة يمثل انعكاساً تحولياً، يشير إلى أثر الزمن في حياة الإنسان وتحوله، وفي بعض الأحيان تقتل الفنانة الانعكاس بحالة التكرار التي تحدثها لتحيل إلى صيغة ثابتة للزمن .

ولا تنشغل زادة في الدلالات والإشارات الرمزية التي تقدم فيها مشروعها وحسب، بل تعتني بجماليات التكوينات في اللوحة، فتتيح لها الصور مساحة من الجمالية الواقعية المتمثلة في صور الفتيات الصغيرات والنساء الجميلات، وتشكّل الزخارف على ثيابهن والأزهار في إطار الصور تكوينات نابضة بالحياة تضفي على اللوحة طاقة لونية عالية .

وتحيل رمزية أعمالها إلى حالة المرأة، وصورة معاناتها في المجتمعات، عبر اشتغالها على صور النساء والفتيات الصغيرات وحسب، واستثناء صورة الرجل من أعمالها، إلا في عمل واحد ظهر الرجل فيه إلى جانب عدد من النساء، طارحة بذلك جانباً من هموم المرأة المتعلقة بتحديها للعمر .

تستحضر زادة صورة المرأة وأثر الزمن فيها، بصورة عامة، عبر إخفائها لعيون الشخصيات بشظايا الزجاج، فاتحة بذلك اللوحة على هموم إنسانية تشترك فيها المرأة الفارسية مع نساء العالم كافة .



*** منقول ***