المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين لا يكذب قلمى...!



حواليكم
05-10-2013, 06:11 PM
قلمى عزيز لى قريب من وفى...أعيش به فى أغوار كل شيء حولى ...انسج به كل ما صادفنى فى حياتى ...أحداث مختلفة ...ومتشابهة...متباعدة ...ومتقاربة...متنافرة ...ومتجاذبة
وفى النهاية كلها شربت من كاس الحياة وتذوقت حلوها ...ومرها
وحين يتحدث قلمى لا أجد إلا أن أصفه رشيق وشائق...حتى ولو كان شائك...

كل هذا دفعنى لوضعه فى حقيبتى وسط مجموعة من الأوراق والتى أحملها معى فى كل مكان

وإن استبدلتها بأخرى إهتماما بتناسق الألوان أنقل اليها محتوياتى نفسها ليظل معى مرافقا لى ...قلمى وأوراقى...

وتمر بى أحداث وتأخذنى أحداث ...تقربنى ...تبعدنى...تفرحنى...تؤسر الدمع فى عينى ( عيونى )

وعندما أشعر بالضيق أو حتى الفرح ولطالم افتقده وأحن اليه

تتسلل أصابعى داخل حقيبتى لتلتقط قلمى واوراقى لاسطر بين صفحاتها ...

فكم هون على هذا القلم الإنتظار والملل والضجر...حين سرعان ما يبددها دموع الالم ويلبسها ثوب الأمل...

أحب الكتابة فهى إحدى هواياتى الحياتية والمهمة وهى اعلى مراتب إهتماماتى...فمنذ طفولتى وحين فقدت أمى وفقدت معها كل معنى للحنان ...بل الإحساس بالحياة كلها ...

حينها لم أستطع أن أعبر عن شحنات الفقد دواخلى إلا من خلال رفقتى مع قلمى بقصد تمضية الوقت وبهدف إكتساب المهارات والمعرفة ...

وقرنت حبى هذا بحب آخر لا ينفصل عنى وعنه ألا وهو حب القراءة وكنت أحرص على حمل مادة قراءة فى أى مكان أذهب اليه وفى مواضيع شتى لأننى كنت على دراية ويقين بأن القراءة تثقل الشخصية وتثرى العقل...

وطوال مشوار حياتى كنت أكتب وأكتب ... وأكتب
كنت أقرأ وأقرأ...وأقرأ

وما إن دخلت الجامعة كنت أكتب وأقرأ خاصة ما يعلق بعلمى فى الفنون التشكيلية...وما إن تخرجت حتى إستمرت صداقتى مع قلمى وأوراقى

وإلى اليوم وكل يوم وأنا أكتب وأقرأ أو العكس لاقرأ وأكتب ذاتى ولاستمتع بالحياة وبتجارب الآخرين واختار منها ما يعجبنى والذى أرتاح له وإليه ويتمشى مع أفكارى...

فقد أصبحت القراءة والكتابة بالنسبة لى عالمى الخاص وموطنى بل مثل المأكل والمشرب والنوم ...بل وهما ما يجعلانى أعيش فى سلام مع نفسى والمحيطين

أو حتى اتعايش لأرضى ذاتى واشعرها بالحياة وإستمراريتها رغم عنى فهكذا خلقنى الله

أتحمل رغم ضغوط الحياة مع دموعى كل صنوفها وأصعب ماخطه قلمى وقد دمعت عيناى...

( أن يصبح حبى غريبا عنى ...أن يصبح ذكريات مست قلبى بألم يعتصرنى أن يسال قلمى ؟!...هل يستيقظ الحب ؟!)


هل أنا مذنبة ؟!
هل أقول مافى قلبى؟!
هل الحب شعور أبدى ؟!
ماذا وراء العقل؟!

أريد من يقدم لقلمى نصيحة مستخلصة من مشوار حياته الثرى بكل الألوان...

من يهمس فى أذناى بسر جمال حبى ...لقلمى والقراءة...بل بسر جمال الحب ذاته رغم الإنتظار!

وأخيرا أعترف أننى فى لحظة فكرت أن أفرط فى شيء عزيز على نفسى لمن هو أعز من نفسى...فما وجدت غير قلمى ولا أعرف ما السر الخى وراء هذا القرار؟!

هل لأنى أحبه حبا لا يضاهيه حب ؟! وأستمد من حبه هذا أى حب بعده...بل الحب عندى مستمد من الحب الوجودى لله الواحد الأحد...لذى فالحب عندى أبدى...!

إلى أن إكتشفت أننى سأهديه لمن أهدى لقلبى الوجود بحب مستمد قوته من قوة الحب لله...

لكنه أبى فى إستحياء مهذب جميل بهرنى بقناعته أن يلتقط من يدى حتى قال...يكفينى الهدية وإن كنت أجهل ما بداخلها ولكنى إرتضيتها منكى فقد كانت رغبتك ألا أفتحها واستكشفها إلا عندما أكون فى لحظة خالية فيها مع نفسى بل لحظة أشتاقك فيها...

وحينها لمعت عيناى وأمسكت بالقلم بتلهف وإذا بقلبى يدسه فى حقيبتى إلى أن تيقنت بمدى بشاعة الجرم التى كدت ارتكبه فى حقه...

فأنا لو اهديته حتى له ...كان سيصمت !!!

لأنه بعيدا عن أناملى وما سرت على درب الحروف أستجمع شتاتها لأرسم بها وأصيغ أبلغ الكلمات والمعانى...

فيمن أحب!!! فيمن تستشعره دواخل احاسيس ذاتى أو ما بعد أحاسيس ذاتى فالكل سواء عندى لمحبرة قلمى...أعيشه وأصدقه التأثر بفرط درجة شعور متفانية أذوب فى كل شيء ذوبان الجليد والشموع...

والآن استشعر هنا قلمى الذى لا يكذب أبداً ليدلو بسؤال ؟!فى بئر لا يجف...
ليجيب بفيض لا يجدب...من أحب ؟

أحب من يبحث عنى ...من يحتاجنى...بكلماتى...بحنانى...بغضبى...بثورتى...
بدفء الحب ببريق الفرح فى عيونى...
من يضمنى بدموعى ويقبلها فتزدان وجنتاى بحبات الماس المتلألأ فتشفى ألم روحى وجروحى ...
حين يسطر قلمى على صفحات يديه

أحبك الآن أكثر...أحبك حين علمت حبى يحبك ويحب فيك

الإنتظار!
الإنتظار!
الإنتظار!

حين لا يكذب قلمى



*** منقول ***
لمتابعة أكثر خارج موقع مسندم.نت...
نرجو زيارة هذا الرابط (( بالضغط هنـــا )) .. (/~moeoman/vb/showthread.php?t=529273&goto=newpost)