المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بقية الكحل !!



الحب خالد
21-07-2011, 03:17 PM
بقية الكحل !! (1) (http://saaid.net/Doat/faisal/8.htm#(1))

د. فيصل بن سعود الحليبي


الزواج واحة غنّاء ، ترفرف على أشجارها الوادعة أطيار المودة والسكن ، وتغرد في أفنانها الزاهية بلابل السعادة بألحان المحبة والرحمة ، { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .


غير أن لهذه المعاني السامية رُسَلاً ، تفتح أبوابها ، وتمدُّ من أفقها ، وتبقي لها في النفس آثارًا غاية في الروعة والجمال ، والإخلاص والوفاء .

ولمّا جبل الله تعالى النفس على حب الجمال ، وفطر الرجل أن يميل إلى حسن المرأة ، دلّه على ما يمتعه بهذه الفطرة ، بل حثه على ذلك في شرع الزواج ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه :

( أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ : الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ؛ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ ،وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ ،وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ )

رواه الترمذي .


ولعلك تتفق معي أن أعظم ما يسر النظر _ بعد فعل الطاعات _ حسن جمال المرأة واستعدادها لاستقبال زوجها بشيء من الزينة المعهودة ، فإنه سر عجيب لفتح قلوب الأزواج تكسل فيه جملة من الزوجات ثم يشتكين من توتر الأزواج وغلظتهم عليهن ، والإعراض عنهن ، والرغبة في عدم البقاء في المنزل بين زوجته وأولاده ، لأنه ملّ من رتابة اللباس المبتذل ، وشعر بأن وجوده أو عدمه لا يعني بالنسبة لزوجته شيئًا.

ولتتأمل المرأة عبارة (إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ) ، فإن سرور الرجل يعني لها فتح مغاليق القلب ، وانشراح الصدر ، وسروره بحبيبه ، ونسيان اختلافه معه ، وفتح صفحة ودٍ جديدة ، وتنقش في ذاكرة الزوج صورة عشقٍ لا تفارقه في حله وسفره ، ويكون بها الرجل أكثر استجابة لها وتلبية لحاجاتها .. ولو صعبت أو كانت مرفوضة سابقًا !!



قال لي أحدهم بكل صراحة : أدخل البيت أحيانًا وقد امتلأ قلبي غيظًا على شيءٍ ما أخطأت فيه زوجتي ..كانشغال سماعة الهاتف مثلاً .. أدخل وقد جمعت لها كلامًا ليس لها مخرجًا منه ، وتحقيقًا لن تستطيع إلا الاعتراف بعده ، لكنني أجد نفسي في خجل وحياء .. وتراجعٍ سريع عن كل ذلك الاستعداد العسكري للخلاف ، حينما أجدها متزينة متهيئة لاستقبالي ولو بقليلٍ من الزينة ، وشيءٍ من العطر الهادئ الأخّاذ !

والحديث الذي يرويه البخاري وتقف بعض النساء منه موقف المتحفظ _ والله المستعان _ وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ) ، يحمل مفاتيح خطيرة لشخصية الرجل .. وليس الرجل فقط .. بل الرجل الحازم ، فهل تشك الزوجة بأن زينتها هي أخطر هذه المفاتيح وأسهلها حملاً وعملاً وتأثيرًا ؟ !!

والأمر لا يحتاج منها سوى قليلٍ من الوقت أمام المرآة ، ليعود عليها بالكثير من السعادة والبهجة ، ودوام الألفة والصفاء .


فوا عجبًا من كل زوجة ليس لزوجها من زينتها إلا بقيتها ، وليس له من عطرها إلا فضلته ، وذلك حينما تُدعى لحفلة زفاف فتلغي كثيرًا من أعمال المنزل في ذلك اليوم ، وتقلل من الحديث مع الجميع ، وتنصب ظهرها أمام المرآة ساعاتٍ متواصلات ، لتنتهي إلى زينة يفاجأ بها الزوج ويبهر من رونقها ، وقد علم يقينًا بأن هذه الزينة المدخرة التي بدت على زوجته في هذه الليلة البهيجة ليس له منها إلا بقيتها !!



فلتسأل الزوجة الطيبة نفسها : ما ذا سيقول زوجي عني حينما يراني بهذه الزينة وقد قصدتها لغيره ! ولماذا أدخرها لسواه ؟ وكم سأسعد بها هذه الليلة !! وكم سأسعد بها إذا كانت له !؟

----------------------
(1) نشر في مجلة الأسرة العدد (122 )
.................
.

حـــافيــة القــدمـــين
21-07-2011, 06:27 PM
يسلمــــــُُُُــــــــــــــووو

بنت مسندم
21-07-2011, 07:39 PM
مشكوور الحب خالد ع المووضوع

الحب خالد
23-07-2011, 05:17 PM
جـــــــــــــ شكرآ لطيب مروركم ــــــــــــــزااكم الله كل خير

بنت البحر
12-08-2011, 10:32 PM
يسلمؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤ