تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأجوبة الجابرية على الأسئلة الإماراتية



الرسمي
06-10-2013, 07:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسر موقع ميراث الأنبياء أن يقدم لكم تسجيلاً للقاء بعض الاخوة بشيخنا عبيدالجابري حفظه الله أثناء زيارته الاخيرة لدولة الامارات يوم الأحد التاسع والعشرين من ربيع الأول من عام أربعة وثلاثين وأربع مائة وألف، الموافق: العاشر من فبراير عام ثلاثة عشر وألفين ميلادية، وكان ذلك في إمارة رأس الخيمة

وطرح على فضيلته هذه الاسئلة نسأل الله أن ينفع بها :



http://ar.miraath.net/sites/all/libraries/soundmanager2/demo/360-player/empty.gif



السؤال الاول :


هل من كلمةٍ توجيهيةٍ لطُلَّاب العلم والدعاة في دولة الإمارات - حرسها الله - تحثُّونهم فيها على ارتباطهم بولاة أمرهم؟



الجواب:


بسم الله والحمد لله وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد..


فبادئ ذي بدء أشكر الله – سبحانه وتعالى – أن منَّ عليَّ بنعمه الظاهرة والباطنة ومن هذه النعم أني لستُ غريبًا على طُلَّاب العلم والدعاة إلى الله على بصيرة في هذه الدولة دولة الإمارات العربية المتحدة - حرسها الله وسائر بلاد الإسلام من كل سوء ومكروه -، وقد زرتها مرات، وأسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يُطيل في العمر ويَمُن علينا بحُسن العمل، فقد لقيت من طُلَّاب العلم خاصَّة ومن عموم الأهالي ما يشرح الصدر، ويُثلِج الخاطر، ويُطَمْئِن النفس على تكرار الزيارة، هذا يدل على أنَّ أهل هذا البلد عوامّهم وخواصِّهم يحبون السُّنة وأهلها، ويؤيِّدون من يدعو إليها وهذا من فضل الله الواسع ومن نعمه الغزيرة الكثيرة، ولهذا فإجابة على سؤالكم، أقول:


أولًا: طلاب العلم في هذه الدولة والدعاة فيها إلى الله على بصيرة لا فرق بينهم وبين إخوانهم في المملكة العربية السعودية، بل دعاة أهل السُّنة وهم دعاة الفقه والبصيرة بأمور الدين والدنيا مجتمعون وإن باعدت بينهم الشُّقة, قد تتباعد الأجسام بتباعد الأقطار لكن القلوب مجتمعة على الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى – بالحكمة والموعظة الحسنة, وعلى تبصير الناس دين الله – سبحانه وتعالى – من الكتاب والسنة, وعلى فهم السلف الصالح، وولاة الأمور عندنا وعندكم مسلمون, ولا ندَّعي الكمال في أحد, بل حتى على أنفسنا بل حتى في علمائنا, لا ندَّعي الكمال، ولكن نحن – ولله الحمد – عوامُّنا وخواصُّنا ومن خواصِّنا العلماء والأحكام مجتمعون على أنَّ دين الله الحق هو الإسلام, وأنَّ دعوة الحق هي الدعوة إلى الإسلام الخالص الذي يجمع خالص التديِّن لله وتجريد المتابعة لرسوله – صلَّى الله عليه وسلَّم –.


وهنا يأتي الأمر الثاني: وهو أنه يجب على طلاب العلم ودعاة الحق والبصيرة أن يكونوا مع ولاة أمرهم فيما يجمع الكلمة، ويدرَأُ عن البلاد والعباد الفساد, سواءٌ كان منشأ الفساد من الداخل أو من الخارج, وأُنَبِّه ها هنا أنَّ ما حصل من الفُرقة وسعة الهُوَّة بين الدعاة وبين العلماء من جهة وبين ولاة الأمور من جهة فهو وافد، وليس من طبعهم ولا من سَمْتِهم, جاءت به الوافدات من أقطار أخرى, قَدِموا في الأصل من أجل كسب لقمة العيش, ولكنَّهم – كما يقول المثل – "تَمَسْكَنَ حتى تَمَكَّن" فلمَّا تمكَّن هؤلاء أصبحوا ينفثون سمومهم, ويروِّجون أفكارهم الفاسدة المنحرفة، فَقَبِلَها من قَبِلَها ممَّن ينتسب إلى العلم ومن عوام الناس، لكن هؤلاء ولله الحمد قلِّة، فإذا تعاون دعاة الحق والبصيرة من أهل العلم والفضل والصلاح مع ولاةِ الأمر، واجتمعت كلمتهم على المحبَّة في ذاتِ الله، وعلى السَّمع والطاعة لولي الأمر ومن حوله بالمعروف وفي غير معصية الله، الفساد إن لم يذهب بالكلية وقد عشعش عقودًا فإنه ينشمر ويضعف أهله حتى لا تقوم لهم قائمة، وهذا هو واقع الحال على مرِّ العصور، فكُلَّما قويت الصِلة بين الحاكم المسلم وبين أبنائه وإخوانه من أهل العلم والدعوة إلى الله على بصيرة، فكانوا معه عونًا له على ما يصلح به العباد والبلاد، وعلى الوقوف في أوجه الفساد والاستنارة كذلك بولي الأمر ومن معه من أهل العلم والفتوى والقضاء، سادَ الأمن وشاع العدل والْتحمت الصفوف واجتمعت الكلمة على وِفْقِ ما أمر الله به ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى فهم السَّلف الصالح، لكن حين ما يبتعد الدعاة إلى الله على بصيرة، والعلماء الراسخون عن ولاة أمرهم، يبقى في عُزْلة، وتُشَوَّه صورتهم عنده، وتتسَّع الفجوة بينهم، فنصيحتي إلى أن يرتبط أهل الدعوة سواءً كانت دعوتهم في أفراد، أو في مؤسَّسات؛ بولي الأمر وبالجهات النائبة عنه، حتى يكون وليّ الأمر على علم بما يجري في ولايته من طُرق الإصلاح وسُبل الصَّلاح، وقطع دابر الفساد، وطَمر البدع، وانشمار أهلها، ورفع لواء السُّنة.
فالخلاصة أنَّ اجتماع دعاة الحق والبصيرة والعلماء الراسخين والتفافهم حول ولي أمرهم الحاكم المسلم تحصل فيه من النِّعم في الدِّين والدُّنيا مالا يُحصى، وبالله التوفيق.


جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم.





للاستماع والتحميل المباشر :
http://ar.miraath.net/fatwah/6921 (http://ar.miraath.net/fatwah/6921)


السؤال الثاني :


وهذا سؤالٌ ثاني تتمَّةٌ للسؤال الأول؛


نُرِيدُ منكم كلمةً توجيهية لطُلَّاب العلم والدعاة في كيفية وأساليب جمع كلمة الناس على ولاة أمرهم في هذه الدولة، دولة الإمارات التي هي بلدكم الثاني - حفظكم الله -.



الجواب:


نعم هي كذالك بلدنا الثاني، وأنت ومن حضر من الإخوان يعرفون صِلَتنا بهذه البلاد، ودعاة الحقّ والبصيرة فيها، ولله الحمد ما أكثرهم، اللهم لك الحمد.


أقول: علماء السنة وأئمتها ودعاة الحق فيها، الذين هم أسوةٌ لنا ولكم، أعني من كانوا علماء، فقهاء فضلاء، ومن كانوا دعاة الى الله على بصيرة، أنَّهم يقرِّرون أصول الدِّين من الكتاب والسنة وعلى فقه وعلى فهم السلف الصالح، وهم كل من مضى بعد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أثره، وأساس أولئك - أعني السلف الصالح - هم الصحابة - رضي الله عنهم - ومن بعدهم من أهل الإمامة والفضل من التابعين مثل القاسم بن محمد بن أبي بكر وعروة ابن الزبير، ومجاهد ابن جبر وغيرهم، ومن بعدهم كأئمة المذاهب الأربعة المتبوعة المعروفين هم أبو حنيفة النُّعمان بن ثابت، وإمام دار الهجرة، مالك بن أنس الأصبحي، والإمام محمد بن ادريس الشافعي المُطَّلبي، وأحمد بن حنبل الشيباني؛ إمام أهل السنة والجماعة وغيرهم من أهل الفضل، والتُّقاة والصَّلاح، وجلالة القدر في القرون المفضلة التي شهد لها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالخَيْرية في أحاديث كثيرة، ومنها: ((خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ))، فهؤلاء إذا أُطلق لقب السلف الصالح فإنه لا ينصرف إلى غيرهم، ومن بعدهم هم تَبَعٌ لهم إلى اليوم.


والحاصل أنَّ من أراد أن يدعو إلى الله على بصيرة وأراد تربية الناس على التُّقى والصلاح والتوحيد والسنة وأصول الدين وفروعه، فليسلك سبيل هؤلاء، هذا أولًا.


ثانيًا:البعد عن الكتب الفكرية التي مبناها على الفكر شقشقة العبارات، وزُخرف القول ومنها كتب الإخوان المسلمين، نعم أقولها ولا أجد غضاضة وأنتم أدرى بالأحوال ولكم التصرف بالشريط - إن شاء الله تعالى -.


فإنه ما فشى التَّكفير والشَّطَط والدعوة إلى المظاهرات والاعتصامات إلَّا من المفكِّرين وكتبهم، والذي يُغني عن هذا أن يضاعف أهل العلم والدعوة إلى الله على بصيرة في هذا البلد وغيره من بلاد الاسلام جهودهم في تقرير أصول الدين وفروعه من كتب أهل السُّنة ودواوينهم، وتربيتهم على ذلك بدءً بصِغَار المسائل قبل كبارها.


وقد ذكرت نماذج في مجالس متعددة من مجالسي في هذه الدولة - حرسها الله - وفي بلدي المملكة العربية السعودية وفي غيرها من ذلك نماذج الكتب التي يُربَّى عليها ناشئة المسلمين حتى يُقْطَع دابر هؤلاء المفسدين ويُحَال بينهم وبين الأمة ويصبح عوامُّ الناس وخواصّهم مجتمعين على دواوين الاسلام رافضين ولافظين ومقاطعين دواوين الفِكر، نعم هذا الذي أنصح به.



ومن النماذج مثلًا، كتب التوحيد منها الأصول الثلاثة كتاب التوحيد، وكشف الشبهات للشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – وهو محلُّ تقديرٍ عند عوامِّكم وخواصِّكم وغيرهم ولا عبرة بمن شذ.


وكذلك التوحيد لمحمد بن خزيمة بن اسحاق كنيته أبو بكر امام الأئمة يلقب بهذا في زمانه.
وكتاب التوحيد والإيمان لابن مندة وكُتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب تلميذه شيخ الإسلام ابن القيم، وكتب ابن كثير، ومن بعدهم، نعم هذا الذي أَنْصَحُ بِه.




للاستماع والتحميل المباشر :
http://ar.miraath.net/fatwah/6922 (http://ar.miraath.net/fatwah/6922)


السؤال الثالث :


بارك الله فيكم ونفع بعلمكم، ذكرتم جماعة الإخوان المسلمين، وبعض الناس يعدُّ هذه الجماعة من الجماعات الإصلاحية؛ فهل هذا كلامٌ صحيح؟



الجواب:

هذا القول لا يصدر إلَّا من صنفيْنِ من الناس:

أحدهما: جاهل، يسمع وينطق، مُقلِّد وليس عنده من الفرقان ولا الفقه ما يؤهِّله من أن يكون داعيةً إلى الله على بصيرة، فهو يسمع ثناء ويُقلِّد.

الصنف الثاني: أهل المكر والكيْد والخديعة والهوى، فهم أهل ثناءٍ على كُلِّ مبتدع، وجماعة القاعدة التي يسمُّونها من القاعدة الذهبية، وأوَّل ما نَمَى إلى علمي أنَّ من أطلقَ هذه في العصر الحديث هو يوسف القرضاوي، الدكتور يوسف بن عبد الله القرضاوي نزيل قطر حاليًا وهو مصريّ الأصل، هذه القاعدة حسب ما عرفنا أنها قاعدة المناري أولًا، أطلقها محمد رشيد رضا، ثم لمَّا عرف زيْغها وزيفَها والخلل فيها رَفَضَها فتلَّقتها عنه جماعة الإخوان المسلمين التي أسَّس مبادئها وقواعدها ونظرياتها في مصر، هي نشأت من مصر، هذه القاعدة [نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه] هذه الجماعة هي تسيرُ عليها لأنَّ دعوتهم ليست دعوة مبنية على شرعِ الله بل هي مبنية على السياسة، ولهذا؛

أولًا: فإنها جمعت لهم كلُّ نِحلة سواءً كانت من كل نِحلةٍ باطلة، سواءً كانت منتسبة إلى الإسلام كالرافضة، أو غير منتسبة إلى الإسلام كاليهودية والنصرانية ولهذا تجِد الإخواني عنده سياسة مُهادنة ووِفاق، بل وَإِلْف مع كل مِحنةٍ ضالَّة، ويمزج بينها وبين دعوة الحق، دعوة أهل السنَّة والجماعة، مكرًا وكيْدًا وعِداءَ، وها هُنا أذكر شيئين:

· الأول: شهادة من أمينها السرِّي علي عَشْماوي، يقول - كما هو مُدوَّن عندي في التاريخ السرّي للجماعة – يقول: "لم تخرج جماعة إلَّا من تحت عباءة الإخوان المسلمين"، وهذا يُدرِكه كل من نظر في الجماعات الدعوية الحديثة التي كُلُّها ضالَّة مُضلّة، وهي مُجتمعةٌ على عداوة السُّنة وأهلها، وإن أظهروا المحبَّة والتوافق والدعوة إلى اجتماع الكلمة، وإنمَّا منظورُهم غير ذلك، منظورهم سياسي، كيد ومكر.

· الثاني: أنَّ حسن البنّا سار على نماذج تطبيقية لهذه القاعدة التي أسَّس دعوته عليها، وهاكُم بعض الأمثلة؛

المثال الأول: أنه كان يستضيفُ الرافضة، كبار الرافضة، مثل نوّاب الصفوي، ويُهيِّء لهم مراكز الإخوان المسلمين في الإسماعيلية وغيرها، ويقول رافعًا عَقيرَتَه بكلِّ صراحة ليس بيننا وبين الشيعة إلَّا أمور بسيطة، مثل زواج المُتعة، يُمكِنُ حلُّه، وانطلاقًا من هذا الغزالي الهالك محمد السَّقّا يدعو إلى التقارب مع من يُسمونهم الشيعة، وهم في الحقيقة رافضة، ويُبيِّن أن الخلاف بيننا وبين الشيعة هو مثل الخلاف بين المذاهب الأربعة، وقد كَذَب والله، عليهِ من الله ما يستَحِق.

المثال الثاني: قولُه كما رواه عنه صاحبُ [كتاب الإخوان أحداثٌ صَنْعَةُ التاريخ رؤيا من الداخل]، حسن البنا يقول: "ليس بيننا وبين اليهود عداوة دينية، وإنَّما بيننا وبينهم عداوة اقتصادية، فالله أمرنا بمودَّتهم ومصافاتِهم" قال تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾، انظروا كيف ذلك في كتاب الله! مودة ومصافاة، استدل بهذا المبدأ الخبيث الفاسد بهذه الآية، وهي بعيدة كل البُعد، وهذا يدلّك على أن الجماعة من مُحرِّفة نصوص الكتاب والسُّنة، وإن ندَّ بعضهم عن هذا لكن هذا تأسيس الجماعة، هذان مثالان لضلال هذه الجماعة، وهي إحدى جماعتين كبيرتين من الجماعات الدعوية الحديثة التي كلُّها ضالَّة مضلة، وما حَصَلَ من زعزعة الأمن وتكفير وتفريق كلمة إلَّا من تحت عباءة هذه الجماعة، دعاة هذه المبادئ وهذه القواعد غريبة على مجتمعنا وما عُرِفَت إلَّا حينما وفدت جماعة الإخوان المسلمين، ولعلَّه كُشِف لكم بعض من يوالي هذه الجماعة من بني الجلدة، نسأل الله أن يرد ردًّا جميلا من كان فيه خير، وأن يقصم من فيه شرٌّ علينا في ديننا وولاةِ أمرنا وبلادنا. نعم.




للاستماع والتحميل المباشر :
http://ar.miraath.net/fatwah/6923 (http://ar.miraath.net/fatwah/6923)


السؤال الرابع :


ممَّا لا يخفى عليكم – حفظكم الله – ما قامت به فئة من جماعة الإخوان المسلمين في الفترة الأخيرة في الإمارات من التشغيب وإثارة الفتن والتطاول على ولاة الأمر بدعوى الإصلاح، أقامت الدولة بالتحقيق معهم وحبسهم؛ فهل يُعد هذا من الدولة عملًا صحيحًا؟



الجواب:


نعم لا شك، ولي الأمر له أن يسوس رعيّته بما يقربهم إليه ويكشف الشُّبه ويزيل اللبس، لهُ هذا، إن قدِرَ شخصيًا أو مثلًا عن طريق أهل العلم الأقوياء، ثُمَّ بعد ذلك من رجع وراجع الحق وثابَ إلى رُشدِه؛ فالحمد لله، هذا ما يُبتغى منَّا ومن ولاة أمورنا، نحن وولاة أمورنا نبتغي هذا، ومن أبى ولجلج له أن يعاقبه بما يردعه ويقطع دابره الفاسد ويكفي الناس شرّه. نعم.






للاستماع والتحميل المباشر :
http://ar.miraath.net/fatwah/6924 (http://ar.miraath.net/fatwah/6924)


السؤال الخامس :

قد جنَّدت جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات النساء للقيام بالإثارة والتشغيب فقامت الدولة بالتحقيق معهن فاتهموها أي الدولة بالإساءة إلى النساء؛ فهل تُعَدُّ هذه إساءة لهن؟



الجواب :


هُنَّ أَسَأْنَ لأنفسهن وجنينَ على أنفسهن فلو كُنَّ عاقلات لَزِمْنَ البيوت وتفرغن لعبادة الله - سبحانه وتعالى - ثُمَّ الإصلاح ليس بالتَّجمع ولا بالتَّشغيب، من أراد أن يُصلح فعليه مناصحة الحاكم، ومناصحة الحاكم لم تكن مطلقة وليس فيها مجال للاجتهاد حَسَمَها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبَيَّن طريقها بما يَقْبَله كلُّ عاقل مُنْصِف وإن كان عنده شيء من الخلل في منهجه الإصلاحي، المُنصف يقبل ويراجع الحق، فهؤلاء النسوة سفيهات فما يعاقبهن به ولي الأمر بعد التحقيق معهن وثبوت تورطِهن في هذه الجريمة النكرى؛ له ذلك، ولو أدَّى إلى قتلها، هي عرَّضت نفسها لهذا العقاب فهي خارجية من الخوارج القَعَدية، ونصيحة الحاكم التي ذكرتها مجملة أنفًا؛ أذكر الآن النص والحديث أخرجه أحمد وابن أبي عاصم في السنة وهو صحيح بمجموع طرقه قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطان فَلَا يُبْدِه عَلانِيَة ولَيْخَلو بِهِ، وليأخُذ بِيَدِه، فَإِن قَبِلَها قَبِلَها، وإن ردَّها كَانَ قَدْ أدَّى مَا عَلَيْه)) هذا الحديث من يعقل وكان ناصحًا للأمة عوامِّها وخواصِّها يُدرِك منه هذه الفوائد:


الأولى: السرية التامة في مناصحة الحاكم حتى عن أقرب الناس إليه إن أمكن.
بهذا يعلم؛ أنَّ ما يُشهَّر بِهِ في الخُطَب، وفي المنتديات، وفي الندوات، والمحاضرات من عيوب الحُكَّام، وأخطائهم، أو عيوب نوابِّهم، والجهات المختصة مثل؛ وزارة الشؤون الدينية، ووزارة الداخلية، أو غيرها، هذا ليس من عمل أهل السنة، هذا من عمل الخوارج القعدية.


الفائدة الثانية: براءة الذمة بنصح الحاكم على هذا الوجه الذي تضمنه الحديث.


الفائدة الثالثة: أنه لا سبيل آخر غير ما تضمنه الحديث من سبيل نصح الحاكم سرًّا، فلو كان ثمَّة سبيلٌ آخر لبيّنه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومن القواعد المقرَّرة في علم الأصول أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، وإذ لم يذكر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجب المصير حتمًا إلى ما تضمنه هذا الحديث من طريق نصح الحاكم، وأنه هو الأَمْثل، لأنه مما قضى به الله - سُبْحانه وتعالى - على لِسَان رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: قال - جلَّ وعلا -: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ الآية، فيَجِبُ على دعاة الإصلاح أن يسلكوا هذا الطريق، وإلَّا كانوا ضالين مُضلِّين مهما اختلفت وسائلهم من مظاهرات، واعتصامات، وعقد ندوات بدعوى نصح الحاكم ومناصحته، فالكلُّ ضَلالة ومُحدثة وبدعة، وكل ضلالةٍ في النار، عافانا الله وإياكم.


الفائدة الأخيرة: أنَّا لم نكلف بغير نصح الحاكم سرًا كما تضمنه الحديث، وبهذا يُعلم أن الثورات ليست بسبيل إصلاح، فالذين يثورون على الحُكَّام ويُشنون عليهم الحرب هم ضَالُّون مُضلِّون وإن زعموا أنهم مصلحون، فالواقع يُثْبِت أنه لم تأتي ثورة بخير، بل هي طريق الوصول للحكم، فما عرفنا ثائرًا أقصى الحاكم الظالم - فيما يزعم - إلَّا وخلفه بمثله أو أشد، فشعارات هؤلاء الثُّوار ديمقراطية، مدنية، حرية رأي العامة، شعارات جبيرية،
بل المسلم عليه أن يكره الظلم من الحاكم والمحكوم، ويبغضه، ولكن الحاكم كما قرَّر أئمتنا هو ظِلُّ الله في الأرض، ((السُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ فِي الأَرْضِ))وكانوا يَنْهَون عن إذلال السُّلطان وإهانته، إنْ قَدِرت على نُصْح حاكمك فافعل، هو فرضُ عينٍ عليك إذا لم يقُم به غيرك، وإن لم تقدر عذرك الله - سبحانه وتعالى -، فلم يكلِّفك بغير ذلك.


جزاكم الله خيرًا وبارك في علمكم وعَصَمَنا وإيَّاكم بالسُّنة. نعم.




للاستماع والتحميل المباشر :
http://ar.miraath.net/fatwah/6925 (http://ar.miraath.net/fatwah/6925)


السؤال السادس :

ما حُكم من يتسَتَّر على فئة جماعة الإخوان المسلمين، أو يسوِّغ لهم ويُهَوِّن من أمرهم؟



الجواب:


قال اللهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، فتعاون رجال الفقه، والعلم، وأهل الفضل والصلاح والإصلاح، ودعاة الحقِّ والبصيرة مع الحاكم هو من الأمانة.


والتَّسَتُّر على من عُرِف منه الإفساد، وزعزعة الأمن، ونَشْرِ سُبل الفرقة بين الناس، هذا من خيانة الأمانة.


فمن لم يُبَلِّغ الحاكم أو من ينوب عنه من الجهات الأمنية عن هؤلاء دعاة الفساد، ونَشَرَت الفُرقة، وتمزيق الوحدة الأمنية والاجتماعية، والدِّينية قبل ذلك، هذا خائنٌ لأمانته، فإن عُلِم وَجَب على الحاكم أن يأدِّبه، فمن حقِّ المُسلم على المسلم النصيحة، إذا شَعَرَ بخَطَرٍ يهدِّده، ويُخلُّ به، وأَوْلَى الناس بالنصيحة في هذا المجال حكام المسلمين، ولكن سرًّا كما ذكرت، بالطَّريق الذي يجعل المنصوح يُدرِك أنَّ هذا النَّاصح محبٌّ للخير، محبٌّ لجمع الكلمة، محبٌّ لقطع دابر الفساد، سواءً كان أهل الفساد من الداخل، وهم جنودٌ لدعاة الفساد من الخارج، أو كان من الخارج، يجب على أهل الإصلاح والصلاح والذين يهمهم أمر المسلمين العوام والخواص، أن لا يتسَتَّر لا على جماعة الإخوان المسلمين، ولا على جماعة التَّبليغ، ولا على غيرهم من الجماعات الدعوية الحديثة التي كُلُّها ضَالَّة مُضِلَّة.





للاستماع والتحميل المباشر :
http://ar.miraath.net/fatwah/6926 (http://ar.miraath.net/fatwah/6926)



هذا السؤال الأخير:
كما تعلمون - حفظكم الله - أنَّه قد قامت دولة الإمارات بحبس فئات من الإخوان المسلمين، فنريد من فضيلتكم نصيحة أبوية تقدمونها لأُسَرِ المحبوسين وقبائلهم.



الجواب:


أنا قدَّمت الجواب على هذا السؤال ضِمْنًا،


لكن أقول هذه الأسر عليها أن تَلْزم الهدوء والصمت حتى ينتهي الأمر ويستقر، فإن انتهى الأمرُ بعقابِ عائل هذه الأسرة أو الفرد من تلك القبيلة فعليهم أن يستسلموا لقضاء الله هذا أمر قضاه الله عليه بسبب شَطَطِه وزَيْغه وانحرافه، ولا يحلُّ لهم أن تأخذهم العصبية القبلية والأُسرية فإنَّ هذا من عمل الجاهلية، وإن انتهى الأمر بسلامته فليحمدوا الله على هذا، ولا ينحوا باللائمة على الحاكم، الحاكم إذا نُمِيَ إليه شيء من واجِبِه أن يتتبع ويتقصَّى وينظر، وسينتهي الأمر عاجلًا - إن شاء الله تعالى - إمَّا بإدانة هذا المبلغ عنه وعقابه بما يقتضيه حاله وتصرفاته، وبما يكفُّ شره عن الأمَّة ويقطع دابر المفسدين، أو ينتهي بسلامته، فَلَوْم الحاكم لا يجوز، بل هؤلاء مستسلمون بالجواب بنعم على هذا السؤال.
لنفترض أنَّ واحدًا منكم يا هذه القبيلة، أو واحدًا منكم يا هذه الأسرة مكان هذا الحاكم ونُمِيَ إليه شيء بطريقِ الثِّقات أو بطريق يحمله على اتخاذ الإجراءات الواجبة في حقِّه، ماذا تصنعون؟ فيقولون نصنع ما يصنع هذا الحاكم، أليس كذلك؟
فالحاكم مشغولة ذمّته بالأمة كلها بدء بالطفل وانتهاء بالشيخ الكبير والشيخة، والأمة كُلُّها على عاتِقِه متحمّلها، فهو مسئول عنها في الدنيا والآخرة، ومن واجبه أن يَتَتَبَّع ما يُخبر به من أوكار الفساد ويُتابع المشبوهين، فمن كان سليمًا؛ أبدًا الحاكم لا يريد منه شيئا حتى لو أوقف سيظهر أنه سليم معافى والذي عرفناه من عادة حكامنا هنا في بلدكم وعندنا أنّهم يكافئون من كان سليمًا ويكرِمونه، بل وحتى ذو العقاب البسيط إذا انتهت عقوبته يسعون في إعادته إلى المجتمع صالحًا، نعم هذا الذي عرفناه.


جزاكم الله خيرًا وبارك في علمكم ونفعنا بما قلتم، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.


أملاه عبيد بن عبد الله بن سليمان عصرَ يوم الأحد التاسع والعشرين من ربيع الأول من عام أربعة وثلاثين وأربع مائة وألف، الموافق: العاشر من فبراير عام ثلاثة عشر وألفين ميلادية، وكان ذلك في إمارة رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة .






الــمــصـدر (http://ar.miraath.net/fatawah)


http://ar.miraath.net/sites/default/files/miraath%20fash.gif



*** منقول ***